هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 00:25
المحور:
الادب والفن
ابى و الزمن الجميل
ولِدتُ فى العراق أرض المياه الحُلوة ومنها تأتى حلاوة اخلاق العراقيين و شهامتهم , فمن دجلة والفرات و شط البصره ارتوَت عروق العراقيين بالماء الزلال و تَمددت تلك المياه فى شرايينهم و عكست على وجنتهم حب الأرض و الوطن. فالعراقى الأصيل و ابن البلد المنتمى لها طيب مثل حلاوة ماء دجلة والفرات اَما الأغراب تستطيع ان تميزهم عندما لا تشتم رائحة المياه فيهم ...
أبى من البصرة ... و البصرة هى وِلادة سرمدية لزواج دجلة والفرات وكان ابنهم البكر شط البصرة.
فى حديقة النخيل قديماً , ولِدَت البصرة و التى لها اكثر من 14 اسما و الاسم القديم لها العراقى " بيت بصطارية " من اللغة الرافدينية الأم. كلما اتذكر البصرة تدمع عينى و لكن لا تخرج الدمعة فلقد اصبح الماء مالحاً و انعكست هذه الملوحة على شعوب جوج و ماجوج اللذين استوطنوا وطنى و رغم ذلك لم تتغير اخلاقيات اهل البصرة , فالملوحة لا تلغى الحلاوة و إنما تعكرها لفترة من الزمن , و الزمن كفيل بغسيل الملوحة وعودة الحلاوة من جديد.
أبى هو بصراوى الخلق و الأخلاق .. جميل البهية.. كريم اليد .. عندما خلق الله الطيبة حبسها عن الجميع و اعطاها لأبى و ابى وزعها على بقية البشر .. فهل تصدقون هذا؟
هذا هو سر العراق .. هذا هو سر البصرة مدينة المدن.
للتاريخ طريق الحرير الأول , يمر من البصرة و هو الطريق البحرى و السندباد الرحالة الأول خرج من البصرة. لقد جاءت حضارة الهنود الى البصرة أولاً لتذوقوا تَمر البصرة , وكان ابناء الخليج العربى يعتبرون سياحياً البصرة قديماً لبنان الجنوب و كذلك اهل نجد و الحجاز وعدن وعمان . وتربط اهل البصرة قاطبة مع اهل الجزيرة العربية وتوابعها علاقة الأخوة و القرابة والعائلية و العشائرية و القبلية. فعندما تَغَنى حبيب ليلى قيس كانت تدور معركة الحب فى البصرة .. وعَبرَ من خلال البصرة كل من الإسكندر و غيرهم من جلاوزة التاريخ.
البصرة سر العراق .. و العراق سر الكون .. و الكون سر الله ...
فهل ستعود البصرة بحيرة النخيل من جديد ؟ الإجابة بسيطة : " كن فيكن "
آدم سوف يعود.
"و سلامى لكل بصراوى عيونه مكحله .. "
هيثم هاشم
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟