أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صفاء العراقي - بين المساواة والتفاوت .. قراءة في فلسفة العدل وتأثير الطبقية على القضاء العراقي














المزيد.....

بين المساواة والتفاوت .. قراءة في فلسفة العدل وتأثير الطبقية على القضاء العراقي


صفاء العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3730 - 2012 / 5 / 17 - 09:33
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


بين المساواة والتفاوت .. قراءة في فلسفة العدل وتأثير الطبقية على القضاء العراقي

يقول اهل الفلسفة أن العدل يقوم على احترام التفاوت القائم بين الناس، حيث ميز أفلاطون في جمهوريته الفاضلة بين صنفين من الناس، العبيد بقدراتهم العقلية المحدودة وأوكل لهم العمل اليدوي والأسياد لما يملكون من قدرات عقلية هائلة وأوكل إليهم العمل الفكري كالأشغال بالفلسفة.
وهذا التفاوت بين الناس أمر طبيعي ومقبول شرط أن لا يتخذ البعض منه ذريعة لإقامة التفاوت الاجتماعي المصطنع من قبل طبقات اجتماعية مسيطرة.
ويقول قسم آخر من الفلاسفة أن العدل يكمن في تحقيق المساواة بين الناس لأن التفاوت القائم بين الأفراد يعود في معظمه إلى تأثير المجتمع لأن طبقة الأسياد وطبقة العبيد كل هذا من صنع المجتمع.
ومع ذلك لا يمكن أن نسوي بين الناس في كل شيء لأن المساواة المطلقة فيها ظلم لبعض الناس.
إذن لا يمكن تحقيق المساواة بين الناس لأنهم متفاوتون في القدرات الجسمية والعقلية ولا يمكن محو ظاهرة التفاوت من حياة الناس لأنها طبيعة فيهم, وعليه فالعدل يكمن في تحقيق المساواة بين الناس أمام القانون.
من هذه المقدمة اريد الاشارة الى اننا في العراق بحاجة الى تطبيق القانون على الجميع حتى مع وجود الامتيازات عند بعض الشخصيات سواء الدينية او السياسية أو الاجتماعية، ومما يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح احالة بعض الشخصيات الدينية في ذي قار من قبل محكمة الرفاعي مع ما لهم من مميزات اجتماعية او دينية او سياسية اثر احداث حرق المكاتب الدينية والاعتداء على المصلين.
ان اصدار قاضي تحقيق محكمة الرفاعي شمال محافظة ذي قار، الاثنين 17 أبريل 2012 امراً قضائيا بإحالة وكيل السيد السيستاني عبد الكريم محمد العامري وستة من المعتمدين الى القضاء بالإضافة الى اشخاص اخرين وفق المادة 372 من قانون العقوبات العراقي، بتهمة حرق مكتب المرجع العراقي السيد محمود الصرخي الحسني في قضاء الرفاعي والاعتداء على مقلديه، كما نقلت ذلك المصادر:

http://www.albaghdadianews.com/security/item/7805-jazhn-akejain-nzhde-aleaً-bpgakة-nknk-akyonyobaln-kkjzhas-iko-gkjnة-gej-lkbb-akzhegn.html

ودعوة المرجع الصرخي الحسني المستمرة الاجهزة الامنية الى توفير الحماية اللازمة للمكاتب والمساجد والحسينات والمدراس الدينية، والدعوة الى اسلوب الحوار والابتعاد عن العنف، يؤكد سلامة موقفه واتباعه من الاحداث التي جرت.
إعلان محكمة الرفاعي عن صدور مذكرة الاعتقال هذه، بمثابة مصباح اضاء حقيقة ما يجري واجابة لاستفهامات البعض عن المسؤول والمحرض لهذه الاحداث، كما أن المذكرة آنفة الذكر، كانت بمثابة رسالة واضحة لمن يرمي الاتهامات جزافا.
المؤشرات تؤكد أن هناك أطرافا محلية وأخرى خارجية تدفع باتجاه تعقيد الموقف والنيل من هذا المرجع العراقي واتباعه، وان الكثير من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان بل حتى المؤسسات الاعلامية وغيرها اطلعت على الانتهاكات التي تعرض لها اتباع هذا المرجع لأنهم ارادوا ممارسة حرياتهم الدينية والفكرية التي كفلها الدستور العراقي.
مرجعية السيد الصرخي لها ثقلها الجماهيري في العراق وهم جزء من هذا البلد، ولم يكونوا حدثا طارئا بل كان لهم الموقف الواضح من الاحتلال بأشكاله والتدخلات الخارجية في الشأن العراقي وكذلك لهم مواقف مشرفة في زمن الطائفية المقيتة حيث وقفوا بوجه الاقتتال الطائفي، وهم من رفع راية الوحدة والسلام في صلواتهم ونشاطاتهم وفعالياتهم رافضين كل ما يخالف النهج القويم والصراط المستقيم من طائفية مقيتة وسيل للدماء وانتهاك للإعراض وتفرقة وتشتت وضياع يمكن له ان ينال من الامة ويقلع جذور الخير والصلاح فيها، ودائما ما لاحظناهم ينادون ويطلبون الوحدة ونبذ الطائفية والفرقة والعنف والتمزيق الذي اسسه الساسة العملاء والزعماء المتآمرون على العراق، غير أن هذه المواقف الوطنية المعتدلة والحازمة لم ترق للبعض فدفع المرجع الصرخي واتباعه ومن آمن بفكره ونهجه الثمن فأحرقت مكاتبهم وهدم مسجدهم واعتقل مصلوهم وعذب معتقلوهم وشنت عليهم حملات الكذب والافتراء.
لكن الحقيقة لا يدوم اخفائها والشمس لا يمكن ان تحجب بالغربال وان العاقل لا يمكن خداعه بالاحتيال، لذا اقول لمن يحاول الاستمرار في سياسة المكر والتزييف وتشويه الحقائق ان ما صدر من مذكرات اعتقال تثبت سلامة موقف هذه المرجعية العراقية وانها مع القانون وتطبيقه على الجميع، وتكشف من المسؤول الحقيقي في اثارة هذه الفتن والاشكالات.

صفاء العراقي



#صفاء_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تحليلية في سبب هدم مسجد محمد باقر الصدر في الناصرية
- الارهاب الديني وضرورة قبول الاخر
- قراءة موضوعية في طرق معرفة المرجعية
- حياة نبي الاسلام بين الفهم الاصلاحي والتوظيف السياسي
- الإنسان العراقي ضحية ثنائية الجلاد والمنقذ الوهمي


المزيد.....




- واشنطن -تنقذ- خمسة معارضين فنزويليين كانوا لاجئين داخل السفا ...
- سوريا.. اعتقال طبيب متهم بتحويل مشفى عسكري إلى -مسلخ بشري-
- عراقجي يطالب بريطانيا باحترام حقوق المواطنين الإيرانيين الم ...
- عائلات فلسطينية تغادر قسرا مخيم نور شمس للاجئين قبيل هدم إسر ...
- الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط ...
- إعلام أمريكي: واشنطن تطالب كييف بقبول المهاجرين غير الشرعيين ...
- رواندا تبدأ محادثات مع الولايات المتحدة لاستقبال المهاجرين ا ...
- تونس: سعيّد يستقبل المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة ويد ...
- إسرائيل تُعيد اعتقال تسعة فلسطينيين أُفرج عنهم ضمن صفقة التب ...
- الضفة الغربية: نزوح جماعي وهدم واسع للبيوت في مخيمي نور شمس ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صفاء العراقي - بين المساواة والتفاوت .. قراءة في فلسفة العدل وتأثير الطبقية على القضاء العراقي