أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء العراقي - حياة نبي الاسلام بين الفهم الاصلاحي والتوظيف السياسي














المزيد.....

حياة نبي الاسلام بين الفهم الاصلاحي والتوظيف السياسي


صفاء العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 18:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم أشرقت فيه الأرض بنور ربها وتنزلت رحمة السماء وتعطرت الأكوان بولادة النبي الصادق الأمين أبي القاسم محمد بن عبد الله (صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه) وقبل اكثر من اربعة عشر قرنا، ونحن نعيش في هذه الأيام ينبغي لنا الاقتباس من سيرته العطرة بما ينفعنا كمسلمين في اضاءة الطريق أمامنا لمواجهة التحديات والسير في طريق المحبة والألفة والتراحم فيما بيننا، فهو الذي كان وما زال فخرا وشرفا ونبراسا.
رسول الله رفض كل أشكال التمييز العنصري والقبلي والاجتماعي والمادي وكان يتبنى مقياس التفاضل بين المجتمع التقوى لا النسب ولا الغنى، وكان سببا في عزة المسلمين والعرب بعد ان كانوا خاضعين لذل الزعامات والقيادات، ولهذا المعنى اشار العراقيون في يوم ولادته الطاهرة فقد اطلقوا عنوان " نبي الرحمة يعزنا ... وزعامات اليوم تذلنا " على صلاة الجمعة التي اقيمت في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد ومحافظات أخرى بتاريخ 10 / شباط / 2012 م.
http://www.youtube.com/watch?v=kUsLBy6rtgk&feature=player_embedded
فحذار من فهم حياة النبي الأكرم على أساس التوظيف السياسي واصطناع فقه سياسي يسوّغ جور الحاكم وينتج مشروعيةً لطاعته وتسليم المجتمع وانقياده إليه، فتقوض بذلك البنية الاجتماعية، والحال الآن في عراقنا يبين اسلوب السياسيين وزعماء المغانم في جعل العراقيين غير قادرين على المطالبة بحقوقهم وتعريضهم إلى شتى أنواع الإرهاب المنظم من السلطة نفسها فضلا عن المماطلة والخداع والوعود الكاذبة التي سأموا منها طيلة ثمان سنوات مضت اضافة، فهم ارادوا للعراقيين العيش بلا سمع ولا بصر!!
وهذه خيانة واضحة لوعود الشعب العراقي من توفير الأمن والأمان، والتعليم وحرية التعبير عن الرأي والمشاركة في رسم استراتيجيات البلد ومكافحة الفساد المستشري في أجهزة الدولة, وتوفير أبسط الخدمات الاجتماعية لضمان مقومات عيش بسيط، فلم نر منهم إلا سياسة الخنوع والخضوع وتعبيد الناس لفقه الذل والخضوع لهؤلاء القادة والساسة حتى لو كانوا لصوصا ومستحلي الأنفس والأعراض والأموال.
وهذا الواقع شاهد على مخالفة قادة العراق وساسته لنهج الرسول الأعظم(صلى الله عليه واله) الذي أراد اضاءة عقول الناس وان لا تنفتح إلا على الحق والقلوب على المحبة والرحمة، أراد أن يصنع مجتمعا يؤمن بالإسلام ويستهدي بالقراّن ويرى في النبي القدوة، أراد للأمة أن تكون قوية ضد التحديات، أراد لأفرادها أن يرحم بعضهم بعضا وان تكون الرحمة طابع الأمة وهي العنوان الكبير للإسلام، لكن العراق اليوم صار رهينة للسياسات الطائشة والميليشيات المتآمرة التي ينفرد بها هؤلاء الحكام فتحولت البلاد وتحول الإنسان إلى جسد ميت بلا حراك، فنرى رجال السياسة والبرلمان يتصارعون فيما بينهم من اجل بعض الاستحقاقات الشخصية والتي تصب في مصالحهم، فينفقون المليارات من الأموال من اجل الحصول على سيارات مصفحة ومحصنة وذلك لإيمانهم بتواطئهم وولائهم لغير العراق فلو كانوا عكس ذلك لما طالبوا بهذه المحصنات، ومن جانب آخر نرى المواطن العراقي لا يملك لقمة العيش وهو يصارع الحياة من اجل البقاء ولا من مدافع عن حقوقه ومتطلباته.
فكيف يكون الاستعباد والاستبداد وسياسة الذل والإذلال والخضوع والخنوع اذن؟؟!!
ما يحصل لنا اليوم هو جراء عدم التمسك بمبدأ الرسول الأكرم صلى الله عليه واله والابتعاد عن منهجه وإلا لما ذاقنا الأمرين من تسلط الحكام المستبدين ووعاظ السلاطين فصرنا نهتف بأسماء رموزنا ونتعلق بهم اكثر من تعلقنا برسولنا الامين!!
اليوم لا وجود للحق ولا الكرامة ولا العدل ولا الإنصاف لحقوق الرعية في دولتنا وممن يقودها من السياسيين الذين يدعون الإسلام، بل على العكس من ذلك نلاحظ محاولات إذلال وسلب كرامة الإنسان العراقي من خلال قلة الخدمات التي يجب أن تتوفر لكل مواطن في الدول الأخرى من قبيل توفير العمل الذي من خلاله يحصل الإنسان على مأكله ومشربه، حتى أخذت البطالة مأخذها بيننا، فانعكست على مجتمعنا وسلوكياته وهذا ما يهدد بنيانه ويقوض التزامه بمبادئ الأخلاق السامية والالتزام الأدبي.
فنحن نرى بأم أعيننا وعلى سبيل المثال مهندسين وهم يعملون "سواق تكسي" ، أو حملة شهادات عليا وهم يفترشون الأرصفة كموقع عمل، أو خريج متوسطة وهو يعمل وزيراً أو في منصب حكومي رفيع وهذا التفاوت العجيب في المراكز والاختصاصات قد فرضه واقع حالنا المزري فصار التقييم والنظر الى الاشخاص حسب الانتماء أو طائفته أو التحزب لهذه الجهة أو تلك، وليس على أساس الشهادة والكفاءة والخبرة، وهذا ما ينمي ويرسخ الفساد الإداري نتيجة لإناطة مسؤوليات كبيرة وصلاحيات واسعة لأشخاص غير كفوئين ولا يحملون من المؤهلات سوى الطاعة والولاء الأعمى لمن يوظفهم..
فأين نحن من الضمائر الحية التي تُأنب صاحبها ؟!

صفاء العراقي



#صفاء_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان العراقي ضحية ثنائية الجلاد والمنقذ الوهمي


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء العراقي - حياة نبي الاسلام بين الفهم الاصلاحي والتوظيف السياسي