أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شابة محمد - الموريسكيون و التنوع الإثني بالمغرب















المزيد.....

الموريسكيون و التنوع الإثني بالمغرب


شابة محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 08:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن التطرق لموضوع التنوع الاثني يستدعي منا الوقوف على عدة محاور و مفاهيم أساسية لفهم ماهية التنوع الاثني و كذا الوقوف على التنوع الاثني بالمغرب و سنحاول خلال هذا البحث القصير أن نقف على الاثنية الموريسكية بالمغرب و دورها في التنوع المغربي و قبل كل شيء لابد لنا من الوقوف عند ماهية مفهوم الاثنية و الفرق بينها بين العرقية و القومية و الوطنية .
إذن فما هي الاثنية ؟ و ما الفرق بينها و بين العرقية و القومية و الوطنية ؟ و ماهي مطالب الاثنيات ؟ و ما هي أهم الاثنيات في المغرب ؟ و ما هي أصول و مفهوم الاثنية الموريسكية في المغرب ؟ و ما هو الدور الذي لعبته في إرساء التنوع الاثني بمفهوم الايجابي في المغرب ؟
كل هاته الأسئلة سنجيب عليها في معرض شرحنا و تحليلنا للموضوع التنوع الاثني , إن مفهوم الاثنية هي ظاهرة تاريخية تعبر عن هوية اجتماعية تستند إلى ممارسات ثقافية معينة ومعتقدات متفردة والاعتقاد بأصل وتاريخ مشترك وشعور بالانتماء إلى جماعة تؤكد هوية أفرادها في تفاعلهم مع بعضهم ومع الآخرين.
واستخدام مفهوم الجماعة الإثنية لأول مرة في عام 1909، و قد اكتسبت التعددية الإثنية أهمية خاصة بسبب كونها وراء الصراعات التي تشهدها مجتمعات ودول كثيرة في مختلف أنحاء العالم، وأدت إلى انهيار دول مثل الصومال وليبيريا، أو إلى حروب طويلة وتغيير أنظمة سياسية في دول مثل الكونغو والسودان ورواندا وبوروندي، أو إلى أزمات وتوترات وانقسامات سياسية مثل إندونيسيا وإسبانيا والولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية.
تصنف الجماعات الإثنية من عدة زوايا كالسلالة أو العنصر أو اللغة والثقافة، أو الدين والطائفة، وتصنف أيضا وفقا لغاياتها: الاندماجية والانفصالية والاستعلائية كالصهيونية والنازية.
فالإثنية ظاهرة معقدة ومركبة وقديمة يتطلب تحليلها والسعي في فهمها ضرورة الإحاطة بالأبعاد المادية والنفسية والاجتماعية التي تمثل البيئة الخاصة بالظاهرة والتي تمنح كل جماعة طابعها المميز ودوافع قيام الجماعة الإثنية وتبلورها.
و تطالب الجماعات الإثنية باحترام عاداتها والسماح لأبنائها بممارسة هذه العادات، مثل مطالب السيخ البريطانيين والنساء المسلمات البريطانيات الذين يخدمون في الجيش والأمن بارتداء لباسهم حسب التعاليم الدينية أو العادات والتقاليد.
كما تقدم الجماعات الإثنية عادة مبررات تاريخية أو إدارية لمطالبها كأن تكون أكثر تعليما وكفاءة وخبرة.. وتستند المطالبة التاريخية إلى حيازة الأرض أو الإقليم قبل التحولات السياسية التي خلقت الواقع الجديد كالاستعمار الذي غير كثيرا أوضاع الإثنيات، وفي مرحلة ما بعد الاستعمار أيضا تعقدت المطالب الإثنية مثل المجموعات التي كان لها دور نضالي في التحرر والاستقلال.
وثمة مبررات متعلقة بالجدارة والكفاءة، فثمة مجموعات تطالب بإتاحة الفرصة لتتمكن من تحقيق توازن في الفرص والموارد مع جماعات أخرى مثل الجنوبيين في السودان، وتطالب جماعات أخرى بأفضلية لأنها تمتلك خبرات تؤهلها أو أنها تطالب بالمساواة وترك المسائل للجدارة والكفاءة لشغل المناصب والاستفادة من الفرص.
ثانيا سنحاول التوقف عند مفهوم العرقية لاستخلاص الفرق بين الاثنية و العرقية :
مفهوم العرقية هو مصطلح بيولوجي لتوصيف جماعة من البشر، تنبني روابطهم بين بعضهم البعض على عوامل أخرى غير العلاقات الوراثية.
و قبل أن نمر إلى استخلاص الفرق بين الاثنية و العرقية سنحاول التوقف عند مفهوم قصير لماهية القومية فالقومية تعبر عن جماعة قائمة على المكان، ومن معانيها أنها حركة سياسية تستهدف قيام كيان سياسي (دولة) فالقومية حركة سياسية والأمة كيان اجتماعي.
الفرق الموجود بين الاثنية و العرقية هو أن العرقية تختلف عن الإثنية في أنها قائمة على الأصل السلالي أو العرقي المشترك، فهي تعبر عن شعب أو قبيلة بغض النظر عن الثقافة والمعتقدات بمعنى أن مفهوم العرقية جزء من مفهوم الاثنية كمفهوم جوهري و كبير يتضمن الدين و اللغة و العرق و الثقافة و غيرها من الخصوصيات كل شعب .
فالعرقية تبقى لصيقة بما هو سلالي نسلي بيولوجي في حين الاثنية تتجاوزها إلى باقي الخصوصيات المكتسبة و الغير الموروث و هذا ما دعا مجموعة من المفكرين إلى استخدم مفهوم الجماعة الاثنية عوض الجماعة العرقية على اعتبار أن الاثنية جامعة و شاملة للمفهوم و المضمون ككل .
محاولة منا للتقريب الصورة سنحاول التطرق لمحور التنوع الاثني بالمغرب و نقول أن المغرب غني بتنوعه الثقافي و الدين و كذالك الاثني حيث يشهد تعايشا منذ قرون لعدة اثنيات مختلفة من اليهود و الأفارقة و العرب و التواركة و غيرهم من الاثنيات و لعل من أبرزهم نجد الاثنية الموريسكية و عليه فلابد لنا من التطرق لهذه الاثنية كنموذج لهذا التنوع و قبل كل شيء سنحاول الوقوف عند التعريف بالموريسكية :
فالموريسكيون هم العرب المنتصرون من بقايا الأمة الأندلسية المغلوبة الذين عاشوا تحت الحكم الاسباني بعد إرغامهم على التنصير زهاء قرن من الزمن منذ سقطت غرناطة حتى أصدر الملك فيليب الثالث في عام 1609 قرارا بطردهم من اسبانيا بعد أن يئست المحاولات المتعددة والمتعاقبة من تحويلهم عن دينهم واعتناق المسيحية ولكن دون جدوى، فاضطروا إلى مغادرة أراضيهم .
إذن هذا فقط تعريف قصير للموريسكيون أما فيما يخص الموريسكيون الذين اختاروا الإقامة بالمغرب فقد وجدوا فيه كل عناية وترحيب في كل مكان نزلوا به (تطوان وشفشاون، وفاس والرباط وسلا، وبعض بوادي شمال المغرب) فاستفادت من خبرتهم ومهارتهم في سائر مرافق الحياة اليومية سواء تعلق الأمر بالفلاحة أو التجارة أو الشؤون الثقافية والعلمية. احتضنت كل من تطوان وشفشاون الطبقات العامة في غالبيتها، في حين احتضنت الرباط وفاس طبقة العلماء والأدباء والأغنياء، أما سلا فقد استوطنها القراصنة من الموريسكيين، ومنهم من وصل إلى مدن مراكش وآسفي وجهات أخرى من المغرب.
وقد حافظت هاته الجماعات على أسمائها وألقابها الأندلسية حتى اليوم، ومنهم من احتفظ بمفاتيح منازلهم التي حملها أجداده على سبيل الذكرى نذكر منهم داود ومدينة وبيرميجو وأراغون وقشتول ومرينون وقشتيلو ولقاش والعطار وغيرهم. وقد قام الباحث محمد بن عزوز حكيم بتوثيق الألقاب التي كانت تتخذها أسر موريسكية نزلت بتطوان شمال المغرب وهي أسماء قشتالية أصلا، أو هي قشتالية نطقا عربية أصلا، أصبحت أسماء لأسر عربية مسلمة أريد لها أن تكون قشتالية.
أما العدد الإجمالي للموريسكيين الذين وصلوا إلى المغرب فقد بلغ 40 ألفا بقي أغلبهم على مشارف سبتة وتطوان وغيرها من الموانئ القريبة من مضيق جبل طارق. وقد جنّد المولى زيدان عدة آلاف من الموريسكيين في حربه ضد أخيه المولى الشيخ وعندما هزم هرب الموريسكيون إلى الجبال، أما الذين لم يشتركوا في الحرب فقد اختلطوا بالسكان المدنيين في طنجة وتطوان والعيون وفاس وسلا والرباط.
اما العدوتان الرباط وسلا فقد ازدهرتا واشتهرتا مع قدوم الموريسكيين. وكان أول من وصل إليهما الهورناتشيون الذين كانوا يمثلون فريقا متماسكا من الناحية الاجتماعية إلى جانب ثباتهم على الإسلام وشجاعتهم، وقد أبحروا من اشبيلية في اتجاه سبتة حتى استقروا في تطوان، وبعد ذلك في درعة، ثم بعد ذلك انتقلوا إلى الرباط وسلا للاستفادة من كفاءاتهم السياسية والحرفية والصناعية مما أدى إلى ازدهار حقيقي في شتى المجالات.
فقد اضاف الموريسكيون لثقافة المغربية مرووثا ثقافيا و تعددا فنيا كبيرا لاسيما في ميدان الفن و الثقافة بالاضافة إلى باقي الميادين الأخرى فعلى سبيل المثال
فقد نقل الأندلسيون إلى شمال إفريقيا ثقافتهم الخاصة بهم حيث كانت إعادة تأسيس مدينة "تطوان" بطابعها الغرناطي الخالص على يد "المنظرى"، وهو نبيل غرناطي، هي أولى ثمار الهجرة الأندلسية إلى المغرب. ولما وصل الغرناطيون إلى شمال إفريقيا أعادوا هيكلة العمل البحري الذي تحول في بعض الأحيان إلى وسيلة لكسب العيش. إن اشتغالهم، البرى والبحري، قد جعل من "تطوان" قبلة للمسلمين المضطهدين في أوربا.
و قد عرف الطرب المغربي تأثرا كبيرا بالطرب الموريسكي الغرناطي و لا سيما في مدينة الرباط و المدن التي استقر بها الموريسكين كما جاء في ندوة لعباس الجراري سنة 2000 و التي اقيمت بشفشاون حول الموريسكين بالمغرب ...الخ.
ما يمكن استخلاصه هو أن التنوع الاثني يوجد في غالبية الدول و ان هناك اختلاف جوهري بين مفهوم الاثنية و العرقية و كذا القومية و الوطنية و يبقى مفهوم الاثنية و المفهوم الأصح عوض مفهوم العرقية الذي يتأسس على مبدأ النسل و العرق و الموروث في حين مفهوم الاثنية يتجاوزه إلى خصوصيات أخرى من ثقافة و دين و لغة و غيرها ...الخ .
و فيمت يخص المغرب فهو بدوره يعرف تنوعا اثنيا مختلفا نذكر منه الروافد التالية : اليهود الأفارقة العرب الصحراويين و الاندلسين و التواركة و غيرهم من الاثنيات المتعددة بالمغرب غير إن الموريسكين يبقونا من ابرز هاته الاثنيات و التي أضافت إضافة نوعية في الثقافة و الفن المغربي و المعمار و غيرها من المجالات التي برع فيها الموريسكين و نقلوا تجاربهم و خبراتهم إلى وطنهم الثاني المغرب .



انجاز الطالب :
محمد شابة



#شابة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شابة محمد - الموريسكيون و التنوع الإثني بالمغرب