أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حافظ قبيلات - ثقافة الفساد














المزيد.....

ثقافة الفساد


حافظ قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 14:26
المحور: المجتمع المدني
    


الفسادُ لغةً:التّلفُ والعطبُ ،والاضطرابُ والخللُ،والجدْبُ والقْحطُ ، وإلحاقُ الضرر، ويقال: فاسدٌ، وفسيدٌ ، والجمعُ: فَسْدى.
والفساد أنواع وأشكال: الفساد السياسي: والفاسد السياسي الذي يرتبط عادةً بالخيانة والعمالة والجاسوسية، ويحقق لذاته من الأعداء مكاسب سياسية ومالية،
والفساد المالي والإداري:مثل السرقة والرشوة والمحسوبية، وقد تأخذ شكلاً ملطفاً ، مثل الكومشن! وبدل الأتعاب والهدية ، ورد الجميل . وهذا يؤدي بالحتمية إلى الفساد الأخلاقي والاجتماعي: فالفاسد مع تكرار ممارسته للفساد، تنحط لديه معاني المروءة، والكرامة، وتنعدم لدية الحساسيات الأخلاقية فتتداخل عنده القيم الحميدة مع قيم الوضاعة والنذالة.
والفسْدى: متضامنون متكافلون، تربطهم المصالح والمكاسب ، وقلما يعيرون اهتماماً ًللهموم الوطنية والقومية والإنسانية ،ولا يلتفتون إلى النزعات الطائفية والإقليمية... وغيرها.، إلا بمقدار ماتخدم مصالحهم ومكاسبهم.
وقد يتحدث الفسْدى عن قيم العدل والحق والنزاهة ،ويمارسون شعائرهم الدينية والإجتماعية، ويبالغون في الحديث عنها، ويحفظون مآثر تراثية ودينية، يرددونها حيثما حلوا، للتغطية على فسادهم وشرورهم.
إلاّ أن أسوأ نتاجات الفساد هو ترسيخ مفهوم " ثقافة الفساد" حيث تتسرب قيم الفساد لتحل محل قيم الخير والمحبة، حيث تصبح قيم الفساد مع الزمن ، مقبولة ومبررة.
ومع تحول الفساد إلى ممارسة وثقافة مقبولة، يمكنه عندئذ أن يصيب "بالعدوى"بطريق المخالطة والمشاركة، فكثرة الفسْدى وتحسن أوضاعهم، يغرى الآخرين، بإتباع نفس الأساليب والممارسات. فكم من نظيف مارس الفساد ، من حيث لا يرغب،لانعدام الطرق الأخرى وتضاؤل وانحسار البدائل.، ومن منا لم يمارس الوساطة، والحصول على أولويات وحقوق الآخرين. وانعكس هذا على الإدارة العامة ، بالترهل، واليأس، واللااباليه، والتملص من المسؤولية.
ولكن الفساد لا ينمو ولا يترعرع، إلاّ إذا توافرت له " البيئة " والحاضنة المناسبة لنموه وتكاثره،.وهي غالباً ، أنظمة الحكم الفاسدة.التي تحول مجموعات الفسْدى مع الأيام إلى شبكة مصالح، ترتبط مع الحاكم الفاسد،والمسؤول الإداري التابع ،بمنظومة تبادل المنافع والفوائد.
لذلك يصعب محاربة الفساد بسبب ترابط أركانه، فالحاكم الفاسد يحمي السياسي، والسياسي يحصّن الإداري الفاسد، وكلاهما يحمي الاقتصادي والمالي، فتتكون منهم " مافيا"متشابكة. ومن الصعب مقاومة هؤلاء بوسائل الإصلاح التقليدية،لامتلاكهم جميع وسائلها التشريعية والقانونية والإدارية. والحقيقة ليس من علاج لها إلا الاستئصال.
ونحن كشعوب مغلوبة، تقع علينا شرورهم وأوزارهم ، نتحمل جزء كبير من المسؤولية عن الفساد، لانتعلم ولا نرعوي، كم مرة انتخبنا الفاسد السيئ؟
وكم دافعنا عن فاسد سارق؟ بحجة انتماؤه الطائفي أو الإقليمي أو العشائري، ونحن نعلم انه سوسة تنخر جذور الوطن. وكم دفعنا الوضيع المتكبر إلى الصفوف الأولى، ووصفناه بالذكي، والشاطر، والفهلوي ! وتناقلنا قصصهم وبطولاتهم،وسعينا إلى التقرب منهم .
هل هي ثقافتنا الموروثة؟، ثقافة الشيخ والزعيم والسيد.
سادتي الكرام: لا تغيير ولا إ صلاح إلاّ بنبذ " ثقافة الفساد" التي تغلغلت في شراييننا وعقولنا، والعودة إلى ثقافة الكرامة والشهامة والكبرياء والاعتزاز بالوطن.



#حافظ_قبيلات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريع العبودية في الاسلام
- تركيبة الكون من منظور القراَن
- تهافت الفكر الاسلامي وهشاشته
- في اسباب مظاهر التدين والدروشة والارهاب في العالم الإسلامي
- الاسلاميون والتقية السياسية
- اليسار الاردني ،الى الخلف در
- الردة المصرية


المزيد.....




- يُفترض أن يكون حاميهم.. اعتقال عمدة بلدة بأمريكا لنفس الجرائ ...
- حماس: إسرائيل ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي بغزة وسط صمت دولي ...
- حكم بالإعدام لقتلة المرجع الصدر والعلوية بنت الهدى في العراق ...
- 810 شهداء فلسطينيين في منشآت الأونروا منذ بدء الحرب على غزة ...
- اجتماع للكابينت وسط انقسام إسرائيلي بشأن صفقة الأسرى مع حماس ...
- سموتريتش: الحرب يجب أن تنتهي بقرار واضح وإعادة الأسرى من موق ...
- تحولات في المشهد بين سوريا وإسرائيل.. الشرع سيلتقي نتنياهو ع ...
- الأمم المتحدة تحذر من تفاقم المجاعة وانعدام الأمن الغذائي في ...
- ليبرمان: يجب إعادة جميع الأسرى حتى لو الثمن إنهاء الحرب
- اعتقال عداي الغريري وعبد الحسين الحاتمي بتهم طائفية


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حافظ قبيلات - ثقافة الفساد