مجدى نجيب وهبة
الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 14:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
** إنجازات وإنتصارات رائعة .. تحققت ، والكثير فى الطريق إلينا .. هذه الإنجازات العظيمة التى لم تنجزها أى ثورة فى العالم ، إلا الثورة المجيدة لـ "25 يناير" .. إنجاز فى الحالة الأمنية لم يسبق له مثيل .. فالبلطجة هى لغة التحدث بين المصريين والتى يشهد لها العالم ، وتم منح البعض المكافأت المالية ، والأوسمة ، والنياشين !!! ..
** بل إن إعظم إنجازات الثورة هو "برلمان القاعدة" .. الذى هو فخر لكل المصريين .. فقد شاهدنا النائب "حسن البرنس" ، و"عصام سلطان" ، ومحمد البلتاجى" ، و"سعد عبود" ، و"محمود غزلان" ، و"عصام العريان" ، والرئيس "الكتاتنى" .. ومن الإشتراكيين الثوريين ، النائب صاحب الكلمة المجازية للحمير "زياد العليمى" ، والدلوعة أبو شعر مسبسب "عمرو حمزاوى" ، والشرس "مصطفى النجار" ، والثائر "محمد أبو حامد" .. ونواب الأذان .. ونواب الرقية .. ونواب مضاجعة الموتى .. وعلى كل لون ياباطستا .. حقا إنه من إنجازات 25 يناير .. بل وفخر لكل المصريين !!!! ...
** نعم إنها إنجازات تفوقت على القدماء المصريين ... أخرجوا إلى الشوارع والميادين .. لتشهدوا بأنفسكم أن الفراعنة العظماء ، أو قدماء المصريين .. لم يبنوا إلا ثلاثة أهرامات ، ولكننا نحن فى قلب مصر ، وفى أعظم شوارعها وميادينها .. إستطعنا أن نبنى مليون هرم فى زمن قياسى .. وإذا لم تصدقون ، إذهبوا إلى طريق الكورنيش بشبرا ، وأنتم فى طريقكم للإستمتاع بقضاء لحظات حالمة .. ستجدوا مياه النيل ، وقد بدأت تتحول إلى بركة ، يحيطها الأهرامات من كل جانب بطول الكورنيش .. وقد بنيت بالجهود الذاتية .. والتى تبدأ بتجميع مخلفات المبانى من هدم وحجارة ، ليتم إلقائها فى أى مكان .. وتظل تعلى هذه الأكوام ، حتى إلى إرتفاع هرم "سقارة" ، لتثبت ثورة "25 يناير" المجيدة ، أنها تفوقت على مصر الفرعونية ، وبناة الأهرام ...
** هذا بجانب أكوام النفايات والحيوانات النافقة .. حيث تنبعث منها الروائح العطرة .. وإذا نظرت حول هذه الأكوام ستجد أكثر من مقهى وكافية ، ومطاعم الكباب .. والجميع يستمتعون ويجلسون فى سعادة بالغة !! ..
** ثم ننتقل إلى الأرصفة .. فلم يعد هناك شئ إسمه أرصفه .. بعد أن تكدست البضائع فى المحلات .. فخرج بها أصحاب المحلات إلى الرصيف .. قبل أن يحتله البلطجية والباعة الجائلون .. ولا نتحدث عن الموسكى ودرب البرابرة .. ولكن نتحدث عن مصر الجديدة ، وشارع هارون الرشيد ، وشارع الأهرام ، والكوربة !!! ..
** ولأن الشئ بالشئ يذكر .. فبالطبع نحن فى ثورة مجيدة .. ولم يعد هناك شئ إسمه العيب .. أو فرق بين الوكالة ، وعزبة الصفيح ، وشارع سليمان .. فقد إحتلوا حبايبنا الثوار ، شارع فؤاد ، وشارع سليمان ، وشارع 26 يوليو .. وفرشوا بضاعتهم .. وإستخدموا ستاندات تتفوق فى إرتفاعها عن أبواب المحلات التى يقفون أمامها .. فإختفت هذه المحلات ، وإختفت الأرصفة .. وتكدس الطريق بالسيارات والمارة .. وربما تكون هذه أعظم الإنجازات الملموسة للثورة العظيمة !!! ..
** أما عن حالات الإنفلات المرورى .. فهناك الحديث بكل فخر وإستفاضة .. فالميكروباصات تجوب الشوارع ، وتخترق الأرصفة ، وتقفز على المارة .. والجميع يشعرون بسعادة بالغة .. ولم يعد أصحاب السيارات فى حاجة إلى وضع نمر أو لوحات معدنية للسيارة .. يكفى أن تمر بالطريق ليرفع لها ضابط ، وجندى المرور التحية .. هذه بعض الإنجازات القليلة جدا من الثورة المجيدة ..
** بالأمس .. وبالصدفة وحدها .. ضبطت الأجهزة الأمنية سيارة نقل كبيرة ، محملة بالأسلحة فى طريقها لتسليمها لقادة تنظيم القاعدة داخل سيناء .. وكانت المضبوطات عبارة عن 40 صاروخ أرض أرض ، يصل مداه إلى 2.6 متر ، وقطر 30 سم .. وجاهز للإستخدام ، و36 صاروخ مفككا ، و17 قذيفة صاروخية "أر بى جى" ، وجهاز إطلاق الصواريخ ، وصاروخ بطول متر ، وقطره 25 سم ، ومدفع هاون 120 بالقاعدة ، بأجهزته الخاصة ، و17 سلاح ألى عيار 7.62*39 ، و32 صندوقا مربعا من الصاج ، يحتوى على طلقات جريتوف خارقة للمعادن !!!!!... هذه السيارة التى ضبطت بالأمس .. ربما كانت إحدى أسطول سيارات محملة بالأسلحة ، دخلت بالفعل إلى مصر ، وتم توزيعها بميادين القاهرة ، حتى سيناء ...
** ألم يكن هذا ما حذرنا منه .. ألم نكتب منذ بداية الأحداث .. "إغلقوا التحرير قبل إحتلال الوطن" .. ألم نحذر المجلس العسكرى فى مقالات عديدة .. أحدهم كان بعنوان "لا تدعوا مصر تلفظ أنفاسها" .. لن أقول أن الأحداث خطيرة .. ولكنى أؤكد فى مقالى أن أسلوب تناول الإعلام لهذه الصفقة المرعبة يؤكد أن هناك بالفعل مؤامرة كبيرة ، ولها أذرع "بالداخل" .. أؤكد مرة أخرى بالداخل أكثر منها بالخارج !!!! ...
** أؤكد أن الصدفة هى التى كشفت عن هذه السيارات المحملة بالأسلحة .. بينما كانت الشرطة فى الأصل تبحث عن شحنة مخدرات .. وربما أراد صاحب البلاغ أن يقصد التضليل فى صيغة البلاغ خوفا على حياته .. بمعنى أنه يوجد بمصر الأن ، ترسانة أسلحة لمواجهة الشعب ، وليس الجيش المصرى ... نعم هذه الأسلحة معدة لكى تنطلق فى صدور الشعب المصرى .. وإلا لما قلنا أن الصدفة وحدها هى التى كشفت عن ضبط هذه الكمية الرهيبة من الأسلحة ..
** ونتساءل .. كيف يعلم المجلس العسكرى بخطورة الأحداث حول الحدود .. ولا يتخذ إجراءات حاسمة ضد المحرضين على المليونيات داخل مصر ، أو المحرضين على التظاهر أمام وزارة الدفاع .. وهم "الجماعات الإسلامية" ، و"6 إبريل" ، وحركة "كفاية" ، و"الوطنية للتغيير" ... إذا كان المجلس العسكرى جاد فى حماية هذا الوطن ، فلماذا لم يقبض على كل الرؤوس المدبرة لهذه المظاهرات المستمرة ، والإعتصامات ، ولماذا لم يقوم بحل مجلس الشعب فورا ، رائد الأزمات ، ومشعل الحرائق فى مصر ؟!!!! ..
** لماذا يصمت المجلس العسكرى على الفوضى داخل مصر .. ولا يحسمها .. بل فى كل تصريحات أعضاء المجلس العسكرى أنهم يؤكدون حرية الإعتصامات والتظاهرات ، والمطالب المشروعة .. فى الوقت الذى يدخل البلاد ، أطنان من الأسلحة ، وصواريخ أرض أرض ، وقذائف صاروخية "أر بى جى" ؟!!!!!!!!....
** هل سيكتفى القضاء العسكرى بسرية التحقيقات ، ومصادرة المضبوطات .. هناك إستفهامات وألغاز كثيرة ، وإعلام مأجور ، وخونة ، وصحف ممولة ، ومسئولين بالدولة على أعلى مستوى ، يعملون بنفس نهج المنظمات التخريبية والممولة لإسقاط مصر ؟!!! ..
** فإلى أين يذهب هذا الشعب ؟!! .. هل سيخرج إلى الميادين ، ليهتف "الجيش والشعب إيد واحدة" .. هل سيخرج إلى الميادين ليدين الإعلام ، ويطالب بمحاكمتهم ، لأنهم هم الذين مهدوا للوصول بمصر إلى هذه الفوضى .. ويدعون الأن الشرف والبراءة ... هل سيصمت هذا الشعب عن بعض القضايا الخطيرة ، التى أعلنت عنها الصحف ، ثم إختفت ، ولم نعد نسمع عنها شئ ؟!!! .. منها إقتحام السجون فى آن واحد ، وحرق الأقسام ، وتهريب السجناء .. وسرقة جميع الأسلحة ، وضبط مجموعة مسلحة لديها صواريخ وأسلحة "أر بى جى" ، وأسلحة قناصة ، فى بناية "البغل" بالسيدة زينب ، وكان معهم أموال وبنزين وزجاجات مولوتوف حارقة .... كما إنه ضبطت سيارات بها مجموعة من المنظمات الفلسطينية ، والأجانب ، تقوم بتوزيع المنشورات بالشوارع المحيطة بميدان التحرير ، وأيضا تصريح اللواء "منصور العيسوى" أنه كان يستخدم النبل والخرز والذى أدى فقع عيون العديد من المتظاهرين ... إحالة الإستشارى "ممدوح حمزة" للنائب العام ، بعد التأكد من بصمة الصوت ، بالتحريض على حرق المنشأت ، وإحتلال قناة السويس ، ومهاجمة السكك الحديدية ... القبض على أحد المتظاهرين ، أمام مبنى وزارة الداخلية ، فى أحداث "محمد محمود" ، وضبط معه قنبلة شديدة الإنفجار ، كان يعدها لإلقائها على الضباط والجنود .. إعتراف بعض الصبية الذين تم القبض عليهم ، بتحريض البعض لهم لحرق المجمع العلمى .... إستفسارات وأسئلة خطيرة تختفى مع مرور الوقت ، رغم جسامة الأحداث ، وإنها موجهة لأمن مصر ولسلامة الوطن !!!!...
** فهل سيظل الشعب المصرى متفرجا وهو يرى أن مصر تنهار وتسقط فى بئر من الفوضى والدمار الشامل ، بينما المجلس العسكرى تحول إلى لغز ، يجعلنا عاجزون وصامتون ، أمام هذه المواقف المتضاربة .... فهناك رسائل كثيرة تصلنا من عديد من الأفراد تطالبنا بالوقوف بجوار المجلس العسكرى بل وتدعيمه ، وهو ما دعانا إلى كتابة أكثر من مقال أخرها كان منذ بضعة أيام نطالب المجلس العسكرى بتأييده حاكما لمصر فى تلك المرحلة التى يمر بها الوطن .. ومازلنا نكتب مقالات لتدعيم المجلس العسكرى .. ولكن المجلس العسكرى فى وادى أخر .. ومصر تحترق .. والحدود إنتهكت ... فهل أحد لديه أى حل ؟!!!!!!!!!!.......
#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟