أبحاث التخرج وسبل تفعليها وفق التوجهات الدولية

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 01:46
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

أبحاث التخرج وسبل تفعليها وفق التوجهات الدولية

تعد أبحاث التخرج (Undergraduate Research) لطلاب البكالوريوس وسيلة بحثية مهمة تسهم في اكتساب الطلاب مهارات عديدة منها اجراء البحوث، وجمع المعومات، والتفكير الناقد، وحل المشكلات، والعمل بروح الفريق، والتعاون، واستخدام المكتبة، والمختبر، والانترنت، ومن ثم الثقة في النفس في انجاز عمل جديد يسهم في مجتمع المعرفة.
ولكن نجد ان أبحاث التخرج في الجامعات العربية تعد عملا مكملا للطلاب للحصول على شهادة التخرج فقط. وان مفهوم البحث العلمي يرتبط في كثير من الأحيان داخل الأوساط الأكاديمية بطلاب الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس ولا تعطى أهمية لأبحاث طلاب البكالوريوس، فضلا عن عدم تدريس مادة البحث العلمي ضمن المقررات الدراسية لمعظم التخصصات العلمية والإنسانية، وعدم توفير المستلزمات اللازمة للعمل البحثي من أجهزة ومواد وأموال وغيرها .
ان هذه الظروف وغيرها جعلت الطلاب يفتقرون الى المهارات البحثية وبالتالي العزوف عن القيام بأجراء البحوث التطبيقية خاصة وحتى احيانا نجد اعتذار الاستاذ الجامعي عن مهمة الاشراف على الطلاب بسبب عدم توفر الحوافز المادية وضعف القدرات البحثية لدى الطلاب.
ان هذه المشكلة حفزت لدي الاهتمام بدراسة هذا الموضوع عن كثب في الجامعات المتقدمة، كي أسهم ولو بمعلومات بسيطة يمكن ان تفتح آفاقا واسعة لجامعاتنا العربية.
كانت بدايات الاهتمام بأبحاث تحت التخرج عام 1969م، حينما أنشأ معهد ماساتشوستس للتقنية Massachusetts Institute of Technology أول برنامج واسع على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية لأبحاث تحت التخرج والتي أسستها العميدة مارغريت ماكفايزر Margaret MacVicar)) والرئيس بول غراي (Paul Gray).
أنشئ بعدها في عام 1978م، مجلس لأبحاث تحت التخرج (Council on Undergraduate Research) وذلك لتوفير المعلومات، وتعزيز فرص البحث العلمي، والدعوة لإجراء أبحاث تحت التخرج كوسيلة تعليمية فعالة . ويحوي الموقع الإلكتروني لمجلس أبحاث تحت التخرج على قائمة من خمسين مجلة علمية مكرسة لنشر أبحاث مرحلة البكالوريوس.
وبالمثل أنشأت مؤسسة العلوم القومية والبحوث الأمريكية (The National Science Foundation) في عام 1987م برنامج منح لأبحاث تحت التخرج. حتى أن الكثير من الجامعات والمؤسسات والشركات الأمريكية قد تبنت برامج أكاديمية وتمويلية لتسهيل ودعم حركة أبحاث تحت التخرج .
وهناك توجه عالمي كبير لإشراك طلاب البكالوريوس (طلاب تحت التخرج) في البحث العلمي. ونجد أن الكثير من الجامعات البحثية بما في ذلك جامعة ديوك (Duke)،وجامعة ميشيغان (Michigan)، وجامعة ولاية بنسلفانيا (Pennsylvania State University)، وجامعة بيركلي في كاليفورنيا (Berkeley)، تعطي فرصة لطلاب البكالوريوس للعمل جنبا إلى جنب مع باحثين وعلماء منتجين في مجالاتهم.
فعلى سبيل المثال، يساعد برنامج جامعة بيركلي الأمريكية لأبحاث تحت التخرج التدريبي (The Undergraduate Research Apprentice) الطلاب على العمل كمتدربين مع أعضاء هيئة التدريس في مشاريع قائمة والتتلمذ تحت أيديهم. كما يقدم معهد ماساتشوستس للتقنية برنامج فرص البحث لطلاب تحت التخرج (The Undergraduate Research Opportunities Program) وفيه ينضم الطلاب إلى أحد مشاريع المعهد، أو بإمكانهم تصميم مشروعهم الخاص وطلب المشورة من المعهد، فالبرنامج مفتوح لجميع طلبة المعهد وفي أي قسم. وتقيم العديد من الجامعات مثل جامعة كاليفورنيا برامج صيفية لزمالة باحث لطلاب تحت التخرج تدعى (Summer Undergraduate Research Fellowship).
وحتى يتحول جهد طلبة البكالوريوس إلى وسيلة تواصل مع غيرهم من الطلبة أو الباحثين، يخصص في الغالب ندوات ومؤتمرات وورش عمل طلابية وكذلك مجلات علمية لنشر نتائج أبحاثهم فيها. فهناك مثلا المؤتمر الوطني لأبحاث البكالوريوس (The National Conferences on Undergraduate Research) وهي أكبر منظمة مهنية مكرسة لتعزيز بحوث البكالوريوس، والمنح الدراسية، والإنجازات الإبداعية في جميع التخصصات الأكاديمية. وتقوم جامعة واشنطن الأمريكية حالها حال الكثير من جامعات أمريكا وأوروبا بإقامة ندوة سنوية لأبحاث تحت التخرج (UW Undergraduate Research Symposium) وتكريم المشرفين على الطلبة ( يمكن الاطلاع على ابحاث الطلاب في كتاب Undergraduate Research Symposium والصادر عن جامعة واشنطن في 28 ابريل 2012 على الانترنت) . كما أن بعض الجمعيات المتخصصة مثل جمعية الفيزيائيين الأمريكية وجمعية الكيميائيين الأمريكية عززت تواجد بحوث طلاب البكالوريوس من خلال تخصيص وقت في مؤتمراتها لعروض الملصقات الجدارية لأبحاث الطلبة.
أما في مجال النشر فتوفر جامعة بنسلفانيا مجلة علمية محكمة لنشر أبحاث طلبة البكالوريوس يطلق عليها اسم (Penn Science: Journal of Undergraduate Research) وقد تم إنشاؤها من قبل طلاب في جامعة بنسلفانيا عام 2001م. وتعتبر المجلة مكاناً مهماً لإقامة الملتقى العلمي للطلاب الجامعيين ولنشر وتعزيز أبحاثهم في العلوم والهندسة.
كما وأن جامعة (Warwick University) في بريطانيا تصدر مجلة بحثية علمية تدعى (Reinvention: a Journal of Undergraduate Research) بالتعاون مع جامعة أكسفورد برووكس. وتهدف المجلة إلى إدخال البحث العلمي ضمن المنهج الجامعي وإشراك الطالب الجامعي في ثقافة البحث والنشر منذ المرحلة الجامعية.
ان اشراك طلاب البكالوريوس في البحث العلمي سيكون له اثره الايجابي على الفرد والمجتمع ومنها:
1. تنمية الرغبة والدافعية في البحث العلمي.
2. زيادة دافعية الطلاب للانخراط في الدراسات العليا.
3. اكتساب الطلاب لمهارات التفكير التحليلي والمنطقي والناقد.
4. ازدياد قدرة الطلاب على كتابة الدراسات وأتباع المنهجية العلمية الصحيحة.
5. تنمية القدرة على التعلم الذاتي. وغير ذلك من الفوائد والاثار الايجابية.
ولكي نستطيع تفعيل البحث العلمي لطلاب مرحلة البكالوريوس والرقي بها للمستوى المطلوب اقترح:
1. تضمين ساعات بحثية لا منهجية في الخطط الدراسية.
2. تشجيع الطلاب على المشاركة في أوراق علمية في المؤتمرات المحلية والدولية وتخصيص ميزانية لحضور الطلبة للمؤتمرات ومشاركتهم بها.
3. ترسيخ التفكير البحثي وطرق البحث في المحاضرات التي يتلقاها الطالب يومياً.
4. توفير البيئة الداعمة من المعامل والوصول لمصادر المعلومات.
5. تقديم الدعم المعنوي للأساتذة الداعمين للطلبة الباحثين.
6. عقد مؤتمرات سنوية من قبل الكليات لأبحاث الطلاب ونشرها في مجلات علمية خاصة بهم.
7. نشر أبحاث الطلاب على الموقع الالكتروني الانترنت.
8. تخصيص جوائز للبحوث المتميزة.

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل