الكـــــــذابون ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مسامير جاسم المطير 816
من الأقوال الخالدة التي فاه بها أمامي المستر جحا البغدادي عبارة علقت في أذني كالترجية : لسان الإنسان بلا عظم يمكن أن ينطلق منه الكلام بلا قيود ولا عهود ..!
وقد تأكدت منذ زمان طويل صواب هذه " النظرية الجحوية " وربما يأتي يوم في المستقبل يجعلني أظن أن هذه النظرية أصوب من النظرية الماركسية والنظرية الداروينية والنظرية النيوتنية والاينشتاينية وحتى أصوب من نظرية بريجيت باردو في الدفاع عن حقوق الحيوان لا الإنسان ..!
ولو كنت مقيما في فرنسا لأصبحت عضوا في كل الجمعيات التي تدافع عن حقوق الأمة العربية في الاستمرار بالنوم الثقيل 23 ساعة في اليوم الواحد ..!
ما أطيب ما يمر في وطننا بفطرة ذكاء قادتنا .. ساعة واحدة يقضيها أبن الأمة العراقية يقظا تكفيه لأن يمارس الكذب بحرية وديمقراطية وبما لا يستطيع أن يفعله أي سياسي أوربي ، ويا لبؤس وقت الصادقين العراقيين وهم أقلية ..!
لم يعد هناك دواء يمنع الإنسان من الكذب .. بل لم يعد هناك قاض بشؤون الأحوال الشخصية أو كاهن في معبد في تلكيف بالموصل أو شيخ وقور في الحضرة الكَيلانية ببغداد أو كشوانجي في صحن الحر الرياحي بكربلاء يعتبر الكذب خطيئة ..! بل أصبح الكذب في عصرنا الراهن من أعظم الفنون والأفعال حتى في الحرم الجامعي ..! فالكذب بين الخطيبين متعة .. وبين الزوجين مثل " عسل " شهر العسل ..! والكذب بين وزيرين " صفقة " لا يستهان بها .. أما بين السياسيين فعصفٌ إثر عصف ..!
لا يوجد موظف لا يكذب على مديره ،
لا يوجد مدير لا يكذب على وزيره ،
لا يوجد رئيس وزراء لا يكذب على المواطنين ،
لا يوجد سمّاك لا يكذب على أكلي اللحوم البيضاء ،
لا يوجد قصّاب لا يكذب على أكلي اللحوم الحمراء ،
لا يوجد تاجر لا يكذب على زبائنه ،
لا توجد سكرتيرة لا تكذب على أهلها وعلى سيدها ،
لا توجد معلمة لا تكذب على طالباتها ،
لا يوجد شيخ لا يكذب في خطبة الجمعة ،
لا يوجد روائي لا يكذب على أبطاله ،
لا يوجد صحفي لا يكذب على قرائه ،
لا يوجد شاعر لا يكذب على خياله ،
أنه عصر الكذب والكذابين يمارسه من كان من صلب الدين ومن غير المتدينين ، من كان من الحكوميين أو المعارضين وربما يوجد قليل من كل هذه الأصناف لا يكذبون..!
المستر بوش الثاني قال أنه سيوفر الأمن والأمان قبل الانتخابات .. لكنه كذاب فقد سقطت هليوكوبتر أمريكية هذا اليوم ومات 31 جنديا أمريكيا مسكينا كانوا على ظهرها ..!
قادة مجلس الأمن الوطني كذبوا علينا ،
وزير الداخلية يبتدع الخطط الأمنية بإستراتيجية شيش بيش ،
وزير الدفاع يا عيني عليه ،
يستمر الأمن الوطني بالتدهور.. يشدو رئيس الوزراء على وجه الشاشات التلفزيونية الفضائية بآمال المستقبل وعلى أصدائها ولا أحد يدري هل يكذب هو أولا يكذب وقد صارت الأماني على لسان دعايته الانتخابية وعدا من وعود الغجر وصار الأمن في دار السلام محنة المحن .. وكلهم حاشا لله لا يكذبون ..!! وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..!
أقول لكم أيها القراء الأعزاء صار من الصعب عليّ التمييز بين " المبتدأ " و " الخبر " لأنني غير سكران ..أفضل شيء أفعله الآن هو تناول كأسي .. صحتك .. صحتين .. والتفتّ لصاحبتي وقلت لها شعرا :
اسلمي لي أمـــــــر دنياك فقد أسلمتُ أمـري
ضمة أو قبلة تطفئُ أو توقـــــــــــــد جمري
ما على صدرك يا حسناء إن طاف بصدري
ما على كأسك يا حــوراء إن هش لخـمـري
آه يا وطني ..!!

ــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 25 – 1 - 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل