أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - قراءة في لوحة شيلان















المزيد.....

قراءة في لوحة شيلان


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قراءة في لوحة شيلان
الساعة متأخرة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، ونحن على عتبة سنة جديدة 2005. وبعد ان قمنا باحتفال بسيط بمناسبة عيد ميلاد رأس السنة الميلادية الجديدة وتمنينا الافراح والامال للجميع في السنة الجديدة. وبعد الانتهاء من الحفلة توقفت امام صورتك المعلقة على الحائط بين منتصف صور الرفاق الاربعة الذين اشتشهدوا معك، وتمعنت في قسماتك، حيث كان تظهر على وجهك علامات البسمة والسعادة. وقلت في نفسي: حقاً كانت شيلان سباقة لنا في معرفة العام الجديد.
شيلان، لا اعرف هل انا احب الحديث والوصف ام انك تجعلييني اتحدث رغما عني؟ هل انا كاتب، رغم عدم ولوعي بالكتابة في الماضي؟ أم انك تفرضين عليٌ ان اكتب؟ فكلما وقفت صامتا تجاه صورتك، دخلت في افكار وافكار، واعوم في جنبات افكارك حتى أتوه وأصل إلى نقطة لا اعرف فيها أين أنا، حينها وبدون إرادة أحمل قلمي في يدي واكتب على هذه الصفحات شيئاً ما. سابقاً كان حديثك يقضي بنا الوقت ويجعلنا نرميه خلفنا وننساه، ولم نكن نحس بالزمن المتسارع. الان وبعد رَحيلَكِ أخذت صورتك تلعب نفس الدور والمهمة والوظيفة، وكأنك سلمت هذه الوظيفة الى الصورة وأمرتِها بالقيام بالواجب تجاه الانسان في هذا العالم وكذلك تجاه الاباء والامهات، الرفاق والرفيقات، الصغار والكبار، ليتستمر في قول الحقيقة والحق، الخير والجمال، تجاه الظلم والغدر، القبح والشر.
يقال ان الحديث هو انعكاس للفكر والخيال وكذلك حول ماذا تريد وبماذا تفكر، وماذا ترغب وماذا تهدف، ماذا تحب وماذا تكره؟ انها تكرر نفس الافكار ولكن بصورة اخرى. فعندما تنظر نظرة فاحصة الى صورة ما، يمكنك قراءة فكر الانسان من خلال هذه الصورة ومن خلال لمحاتها ونظراتها وابتسامتها وبكاءها وغضبها. كل ذلك يعتبر تعبير عن الخصال والصفات في شخصية صاحب الصورة. نعم، شيلان ربما لم يعرفك أحد كثيراً، او ربما لم تدع الفرصة لكِ نتيجة الظروف الصعبة التي كنت تعيشينها من اجل ان توضحي افكاركِ للانسان، وتشرحي ما تصبين اليه، لكنكِ تركت الدور الى الصورة. فالصورة سهلة الحركة وتستطيع خرق جميع الحدود الموجودة والجدران العالية خلال ثوان، وتوصل الفكر من خلالها الى كل مكان، اي انكِ بدأتِ تتخلين عن التحرك البطيء الذي لم يستطع ان يرد على مهام المرحلة في عصر الثورة العلمية المتسارعة يوما اثر يوم، واصبحت صورتك تعبر عن فكرك وفلسفتك نحو الحياة. وها انا اقف امام احد صورك وانت تبتسمين فيها واقفة تمعني بالحياة الجديدة من خلال نظراتك، اي اردت ان تقولي نريد عالما فرحا نستطيع ان نلعب ونمرح فيه دون ان نحس بالظلم والهيمنة والعبودية، ان نكون احراراً فيه ننعم بالخير والمحبة والسعادة.
كلما نظرت الى صورتك، وجدتك الاقوى والاجمل والانبل والاقوى من خلال المقاومة مع قضايا الحياة، اجمل من خلال تصور الحياة، انبل من خلال قراءة الحياة. فرغم انك رحلت عنا والمسافة اصبحت ابدية، لكنكِ تركتِ لنا معناًً للحياة وكيفية مواجهتها واحياءها من خلال ملامح صورتك هذه، اي انك اردت ان تقولين" اذا كنا نريد ان نحيا فلتكن حياة سعيدة جميلة". وكانت الصورة تعبر عما كان يجول في جنباتك من خواطر وطموح وتوحي بحياة مفعمة بالفرح والسرور، بدأًً من عيونك الحورية التي تشع منها اشعة الحرية الى وجهك البشوش المبتسم البريء الذي يشير الى براءة الطفولة. نعم، نحن امام صورة فتاة كردية صادقة مخلصة محبوبة تضحك مع الحياة، مليئة بالشوق والهيجان والرغبة بالحياة، مليئة بآمال النصر والنجاح نحو ما تصبوا اليه من اهداف.
اسال نفسي احيانا واناقشها، كيف غرست هذه الفتاة حبها واحترامها في ذاتي وقلبي؟ اين كان يكمن هذا الحب المخفي؟ من اين لها هذه العظمة في الجاذبية والتاثير؟ لماذا بقيت جاهلا الى هذا الحب الا بعد استشهادها وبعد ان اصبحت خالدة ابدية؟ هل انا قاصر لم احلل حقيقة الحياة وفلسفتها كما هو مطلوب ام ان ذلك ليس بتلك السهولة التي اتوقعها؟ نعم، فسر الحياة وفلسفتها ليست بتلك السهولة ان يعرفها الانسان ويعطيها الرد، الا من كانو يتشوقون ويرتبطون بها الى درجة العشق وقادرين على التضحية من اجلها في كل زمان ومكان كما فعلتها شيلان. فالحياة هي صراع مع قوى الشر والجهل، مع القبح والسوء، مع الظلم والظلام من اجل الخير والجمال، المعرفة والنور، السعادة والهناء، وكانك في معترك هذا الصراع وتجاذفين فيه، وتصارعين الوحوش الكاسرة من آكلي اللحوم البشرية، الذين لا يريدون ان يتحلى البشر بالسعادة والحرية، وانك لم تكوني تمتلكين في هذا الصراع سوى سلاح الايمان والفكروالعقيدة. وكانك تقولين ان صراع الحياة يتطلب الايمان بالمستقبل المضيء وتحمل مشقات وصعوبات الطريق اليه، وهو كمثل حفر بئر بإبرة.
شيلان، اصبحت من خلال صورتك مدرسة تعلم الانسان فن الانعتاق نحو الحياة، وكيف يصبح عاشق الحياة، واردتِ ان تعطي الدرس لمن يقتربون من الحياة برخص وسذاجة، دون ان يبذلو الجهد والكدح، وفي النهاية يسقطون في فلسفة الموت واللاحياة والثبوت. وقلتِ لهم جميعا "لا لا تفكروا خطا في الحياة، فهي الجهد والكدح والايمان وقبول التضحيات". صورتك تشير الى المستقبل، مستقبل باسم مليء بالسعادة وتقولين للجهلة الذين يجهلون فلسفة الحياة ويخافون منها، والمتطفلين على الحياة كما الكشكوت يتطفل على النبات، وتعطيهم الدروس الحقيقية، تعطين الدرس للمترددين في الحياة ومتطلباتها دون ان يظهروا ذلك ويخفونها، للذين يحيون العبودية في داخلهم دون ان يعترفوا بها واجبرتيهم على الاعتراف بالحقيقة لانك ازلت كل الستائر عنهم واصبحت حقيقتهم عارية.
لقد نجحت في هذا الصراع واصبحت صفعة لخيبة الامل، صفعة للعبودية والجهل، للذل والخنوع والاستسلام. وناديت الشعب "اذا كانت الفتاة بمثابة الشرف للكردي فها هم يقتلون الشرف في كمين الغدر والخيانة دون ان يرف لهم جفن ولا يريدون ان يحيا الشعب معتزا بشرفه وكرامته". عندما انظر الى صورتك واحدق واتمعن في ملامحك وانا اقف امامك لا استطيع التعبير عنك وتتحول الصورة الى معادلة صعبة تكاد مستحيلة الحل بالنسبة لي، فمهما حاولت ان اعطي المعنى لها بابعادها المعروفة، اراجع نفسي وارى بأنني لم افِ بحقها لاننا هواة تجاه سحر الفن وجمالها، وكأن هذه الصورة رسمت بريشة فنان عظيم وأن تحليلها وتفسيرها يتطلب فنان محترف يهتم ويختص في هذه الامور. فبعد الصعوبة التي القاها في التعرف عليكِ اتحول الى شخص ضعيف تجاه عظمتك ونظرتك للحياة، واقول لنفسي: شيلان هذه الفتاة الكردية لها فلسفتها الخاصة بالحياة.
نعم، اردت ان تظهري فلسفتك في الحياة من خلال صورتك المليئة بالحيوية والامل، إنها صورة فتاة جميلة مخلصة لم يمسها الخداع والكذب ولا تعرف معنى هذه المصطلحات ويكاد قاموسها يجهل هذه الكلمات.
يقال عن الشهداء انهم يؤثرون ويلعبون دورهم حتى وهم في القبور وكنت اسمع بهذا كثيراً ولكن لم اكن اعيشه شخصيا. فلاول مرة تعرفت من خلال تاثيرك عليّ على هذه الحقيقة وادركت القوة المخفية للشهداء وكيف يفرضون انفسهم على الانسان رغما عنهم. فانت ارسلت البرقية للجميع وكأنك أردت أن تقولين: إنّ المسيرة صعبة، والدرب مليء بالمطبات، والعقلية غير مستقرة تخلط الحابل بالنابل، والذئاب منتشرة هنا وهناك ينتظرون الفرصة لافتراس الانسان ولا يدعون المجال له بالمسير بشكل سليم، وبالرغم من كل ذلك على الانسان أن يستمر بالمسيرة والوصول بها نحو الاهداف السامية وأنّ الانسان لا يكتمل إلا أذا ضحى بذاته من أجل شعبه وايصالهم الى برّ الامان.
نعم، شيلان كلما انظر الى صورتك واعود الى ممارستك واحاول ان اخلق الربط بين الصورة والممارسة، الموقف والعمل، النظرة والتصرف، حينهاا استنتج دروساً جمّة وأرى بأنني نسيت الكثير ولم أفي بحقك، لان جميع الامور الظاهرة في صورتك لها معنى وتعبر عن شيء بدأًً من العيون الى الوجه والشفاه والاسنان حتى خصلات شعرك تعبر عن الكثير والكثير. فانت تلمحين الى بنات جنسك، وتقولين لهم اذا كنتن تتخيلن سهولة حرية المرأة حينها تخدعن انفسكن. فما زال هناك احفاد انكي ممن يتربص فينا ويريد ان يجعل احلامنا غصة في حلقنا، ونبقى عبيد وأَمة كما كنا لهم في الماضي. وتقولين لهم: اتعرفون ما هو سبب حقدهم الكبير تجاهنا؟ لاننا بدأنا نفك رموز تلك المعادلة التي جعلوها مستحيلة الحل عبر الاف السنين، لذلك يحملون جام حقدهم ويتوجهون علينا، ويستندون على فلسفة الخداع والكذب والدجل، ويكشرون عن انيابهم ويتظاهرون بالبراءة ويهجمون بكل همجية وشؤم.
اعطيت رسالتك للاطفال وقلت لهم: لقد عملنا من اجل ان نعيد البسمة والفرحة إلى وجوهكم لتعيشوا اسوة باطفال شعوب العالم، لكن لا تظنوا ان العالم بريء مثل براءتكم، فانتم بريئون وتريدون ان تضحكوا مع الحياة بدون ان تهابوا من شيء او تعرفوا معنى الشر والظلم والعبودية. وتقتربون بدون خوف من الحياة وترون كل شيء طبيعي كطبيعة الحياة، لكن لا تنسوا ان قوى الغدر والخيانة لا تريد ان تنشأوا في حرية وامان ويخافون من نشأتكم هذه، لان نموكم وكبركم في وسط الخير والجمال والامل هو الموت لعالم الشر والقبح والظلام. فها انا شيلان تركت لكم ذكرى لن تنسوها ابد الدهر، كيف يقتل من ينادي الخير والجمال في كمائن الغدر والخيانة.
لا استطيع ان اعبر عن الكثير مما في داخلي يارفيقتي، اعذريني وسامحيني إن قصرت في التعبير. وكل ما اردت ان اعطيه هو لمحة عن صورتك وهذا غيض من فيض في بحر اخلاقك وفلسفتك. فأنت القوة والسحر، الايمان والعقيدة، الحرية والاخلاق.

112005
زوهات



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا ...
- العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا ...
- شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب
- مجزرة الموصل العبر والدروس، المهام والوظائف
- رسالة الى شيلان تخاطبها وتذكرها بحقيقتها رغم فراقها الابدي
- ضرورة تجاوز الاحكام المسبقة في العقلية العربية والكردية
- الاحزاب في جنوب غربي كردستان ومتطلبات المرحلة
- الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة
- ماذا يحمل قمة شرم الشيخ للاكراد
- الاخوة العربية- الكردية ام الاقتتال الداخلي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - قراءة في لوحة شيلان