أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب















المزيد.....

شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 10:42
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


وعدتك بان أراسلك، أحيانا اهرب من الكتابة ولا اريد ان اخط ولو سطر واحد ، ولا حتى كلمة، ولكن بدون إرادة مني بعض الأوقات أحمل القلم بيدي واكتب عن لحظات أتخيلك أو انظر إلى صورتك أو أعاود ذكرياتك. حينها تفرضين نفسك عليّ رغما عني، لا اعرف كيف يحدث هذا ومن أين لك هذه القوة المخفية؟ سمعت كثيرا عن قوة الصحابة والرسل التي تسيرهم، ولكن لم أفكر يوماً من الأيام أنني سأقف وجها لوجه أمام هذه الحقيقة وأعيشها، وكأنك لم تموتِ وتقولي: "إن كل ما تم ادعاءه لم يكن سوى محض أقاويل ونفاق، وما زلت اخوض المعركة، معركة الحرية". الآن بدأت تخوضي نضالك، بعد أن تمركزت في مواقعك المحصنة في قنديل ، فمن مقبرة الشهداء بدأت تراقبين الرفاق والشعب ووضعت كتفك الى كتف اناس لا يمكن ان يخونك، وكلهم راقدون في ميدان الشهداء في قنديل. ورغم أنني اعرف بأنك تعرفين كيف تسير الاوضاع من بعدك ولكني سأقول وان قلتِ لا داعي إلا أنني مضطر للقول ، ربما لأنني أحيانا أفكر خلافا لما تفكرين به وبأنك غير موجودة بيننا من اجل ان ابلغك ما حدث بعدك ، وما يحدث.
هل تعرفين رفيقتي شيلان، أنهم فتحوا جرحا في جسد الكرد لا يمكن ان يداوى طوال سنين وسنين، وحتى قرون وقرون، جرح الغدر والخيانة. أجل، بكى الكرد عليك ولم يبقَ كردي إلا وبكى على فراقكِ. بكى الاطفال والشباب والفتيان والفتيات والشيوخ . عندما اخذوا جثمانكم الطاهرة الى مغمور، الكل كانوا يعرفونك، من السابعة الى السبعين، وكانوا بانتظار خبر منك . فالصغار كانوا ينتظرون ان تجلبي لهم هدية من الموصل وتفرحيهم ، وان تتحدثي معهم وتجعلينهم يبتسمون معكِ ، وكذلك الامهات والفتيات كانو مشتاقين الى رؤيتك وينتظرن حضور شيلان . ولكن هل تعرفين يا رفيقتي شيلان ماذا جلبتِ لهم ، ماذا كان هديتك لهم؟ نعم اهديتيهم جسدك الطاهر كطهارة الانبياء، وقلتِ هل هناك أغلى من الجسد يا أبناء شعبي ويا أمهاتي وفتياتي وفتياني اهديه وليكن فداءاً لكم .
نعم ، لم يتخيل ويعرف احد بانك ستقومين بهذه العملية وتهدي الحياة، وفجأة تحول الفرح المنتظر في مغمور الى عويل وصراخ لا يسمع سوى صوت وانين الامهات والاطفال وهم يصرخون انهم قتلوا شيلان ، البعض يسال هل صحيح ما حصل؟ قتلوا الرفاق ، قتلوا فؤاد، قتلو زكريا، جميل وجوان. لكن صدقيني شيلان فانا لا ابالغ في الامر واريد ان انقل لك الصورة كما كانت ، وربما تبقى ناقصة لانني لا أستطيع التعبير عنها ببعض من الكلمات واطلب السماح والمعذرة منك ان لم ابلغك بشكل كامل حول مجريات الاحداث ، وانا على ثقة أن الرفاق الاخرين سيكملون ما عجزت عن القيام به وسيوصلون الاخبار لك.
أجل، رفيقتي شيلان. لقد كان ذلك النبأ بمثابة صفعة لهم، وحتى افقدهم توازنهم، ولم يصدقوا رغم العويل والصراخ وكانوا يرددون :" لقد كانت هنا قبل ايام كيف حصل ذلك. كيف تجرؤوا على قتل فتاة كردية وهبت حياتها من اجل حرية شعبها ووطنها". نعم، ومع الصراخ والعويل كانوا يخرجون إلى الشوارع ولا يعرفون الى اين! والكل يقول للاخر: " لقد قتلوا شيلان" ومن دون إدراك راحوا يهرعون إلى شيلان. ولكن عندما بان لهم النعش والجنازات والحشود أدركوا أن الذي يرونه هو الحقيقة. وبدؤوا يتحركون بهدوء الى ان وصلوا الى مكان المراسيم. وهناك تم القاء الكلمات وتجديد العهد من قبل الرفاق والجماهير وبدؤوا بإطلاق الشعارات: " لن يموت الشهداء ، الشهداء خالدون ، الموت للخيانة ، بالروح بالدم نفديك يا شهيد" وكأنه يوم عرس وزفاف شيلان وتحول المأتم إلى تظاهرة وعصيان.
هكذا إذاً شيلان، أردتِ أن تظهري العرس وفق نمطك وفلسفتك. وتحقق حلمك في أن تخلدي بجوار الرفاق الذين وعدتيهم بأن تسيري على دربهم ، وصدقت بنبوءتك.
حيث كان اليوم التالي عبارة عن مراسيم عسكرية في هضاب جبال قنديل، حيث معقلك بين رفاقك الكريلا، قوات حماية الشعب، وتظاهر الالاف من الجماهير القادمين من كل حدب وصوب وكانت علامات الحقد والانتقام من الشر والظلم من اجل العدالة والجمال بادية على وجوههم . نعم، رفيقتي شيلان المسيرة توجهت نحوا ميدان الشهداء حيث ينتظرك الرفاق الراقدين هناك. وكانهم يقولون لك : ها انت وصلت الى ما كنت تقسمين به حيث رفاقك هنا ولست وحدك.
نعم، ماذا تتوقعين ان يقولوا في هذا الوضع العصيب تجاه نعشك المزركش بالزهور؟ ماذا سيقولون وانت كنت زهرة ربيعهم وقد حولتيها الى شتاء قارس؟ الجميع بدأت أجسادهم ترتعش ولكن هذه الرعشة ليست من قساوة البرد ، بل من الهيجان والحقد على الخيانة والغدر . قالوا كلمات ، ولم يتمكنوا من اكمال جملهم ، هل تعرفين ان اقوى رفاقك واقوى من كان يتظاهر بالقوة والهيبة والصلابة لم يستطع ان يصمد تجاه نعشك دون ان يبكي ، وسقطوا جميعا ضعفاء تجاهك. وكل كلمة كانوا ينطقونها كانت الدموع تذرف بدون ان يقدروا على إيقافها . اذا كان هذا من رفاقك الشباب فماذا تتوقعين من الرفيقات ابناء جنسك، وانت رمز القوة والمعنويات لهم . تحدثوا ولم يستطعن التعبير وكنّ يقفن لحظات ويجلبن قوتهن ويجمعنها، ليتفوهن بكلمة .
كان عرسك الاكبر في موطن ولادتك والمكان الذي فتحت عينك فيه على الحياة. في احد الاحياء الشعبية في مدينة حلب "حي الشيخ مقصود". هذا الحي الذي كان يعرفك صغارهم وكبارهم يعرفك اطفاله وفتيانه فتياته شبابه والامهات والاصدقاء والصديقات. الكل كانوا يهرولون الى البيت الذي فيه ترعرعت ويقولون في قرارة انفسهم عندما يمرون بجانب بعض هل تعرف ماذا حصل ؟" لقد قتلوا شيلان، ميساء باقي ، تلك الفتاة التي كانت تتجول مع الرفيقات عندما كانت صغيرة وتغني في الحفلات والمهرجانات، والتي كانت هنا قبل مدة ليست طويلة وتسير من شارع الى شارع وتدخل من باب الى باب، تدخل بيت وتخرج من بيت من دون توقف" وهم يسيرون ويرون امامهم قوافل السيارات القادمة من ديريك وقامشلوا وعمودة ودرباسية وراس العين والرقة وكوباني الجريحة ومن الشام وزورافا وعفرين وكانك ابلغت العالم بانباء لا اعرف كيف انتشر الخبر بهذه السرعة ، وتحول حي الشيخ مقصود الى حشد جماهيري يعد بالالاف. تحركوا واصبح الحشد مسيرة واعتلا صوت الهتافات والشعارات. كانو وكانهم يجددون العهد لك.
نعم شيلان لقد اصبحت بذهابك هذا ناقوسا يدق الاذان المتصدئة وكانك ايقظتيهم من السبات مجدداً ، وقلت لهم: "لا، لا تنخدعوا بالاقوال، لا تنخدعوا بالغير، فالمسيرة مازالت مستمرة ، وتتطلب التضحيات. ونحن قافلة اخرى انضمت الى القوافل السابقة. ولا تفكروا ان العالم مليء بالزهور وحدها ، فلكل زهرة اشواكها، ولا تدخلوا الغفلة وتقولو تخلصنا من الشر والغدر والخيانة فما زال من يبيع القيم والشعب والانسانية والجمال مقابل عظمٍ يقذف اليه . ما زالت رصاصات الخيانة تتوجه دون ان تقول هذا شاب او هذه فتاة ، وتضرب وتصيب ولا تعرف القلب من الراس وخاصة اذا كانت الرصاصات في أيادٍ عاهرة وأيادٍ خائنة وايادٍ من قوى الشر والظلم".
اصبحت شهيدة ووفيت العهد والوعد وفديت بأغلى ما تملكين من اجل الحرية، ورويت بدماءك هذا التراب وطهرتيه من نجس الاعداء والخيانة ، وستستمر المسيرة على دربك كما سرت انت على درب من سبقوك ، وهذه هي طريقة الحرية ، وفاتورتها هي الفداء باغلى مايملكه الانسان من اجل الوفاء مع الشعب والرفاق والانسانية ، حتى تحقيق اهدافك النظيفة والعادلة في الحرية والديمقراطية والمساواة .

2512 2004
زوهات



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة الموصل العبر والدروس، المهام والوظائف
- رسالة الى شيلان تخاطبها وتذكرها بحقيقتها رغم فراقها الابدي
- ضرورة تجاوز الاحكام المسبقة في العقلية العربية والكردية
- الاحزاب في جنوب غربي كردستان ومتطلبات المرحلة
- الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة
- ماذا يحمل قمة شرم الشيخ للاكراد
- الاخوة العربية- الكردية ام الاقتتال الداخلي


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب