أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - لابد من اعلاء صوت العقل وان طال السفر..















المزيد.....

لابد من اعلاء صوت العقل وان طال السفر..


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 22:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



بعد أزمة احتلال هجليج لابد من اعلاء صوت العقل والتفكير الجاد في الحل الجذري لأسباب التوتر بين دولتي شمال وجنوب السودان ، والحل الشامل والعادل لقضايا مناطق: دارفور وابيي وجنوبي كردفان والنيل الأزرق، فما عادت البلاد تحتمل رهق وآلام الحروب التي دار رحاها في البلاد منذ تمرد 1955م، واتسع نطاقها ليشمل دارفور وجنوبي النيل الأزرق بعد انقلاب الانقاذ، تلك الحروب التي راح ضحاياها اكثر من 2 مليون شخص، وأدت الي نزوح اكثر من 4ملايين نسمة، وعطلت التنمية والاعمار واهدرت موارد البلاد ودمرت الزرع والضرع وتركت مآسي مثل المجاعات والنزوح، واضطرت سكان جنوبي كردفان والنيل الأزرق للاحتماء بالكهوف وسط الافاعي والعقارب والحيوانات المفترسة والجبال اتقاء القصف الجوي لمنازلهم وقراهم ومزارعهم، ليصبحوا بعيدين مرة أخري عن المدنية والحضارة كما كان الأمر في فترة الحكم التركي بسبب حملات الرقيق الجائرة التي دمرت ركائز مجتمعاتهم.
وهذا هو الوضع الطبيعي، بدلا من مواصلة اعلاء الخطاب العنصري الذي يحط من كرامة الانسان، ويعمق الجروح التي في الروح، والتي لاتندمل بسهولة، المتوارثة من مجتمعات الرق واضطهاد الانسان لأخيه الانسان، والتي كانت من أسباب الحروب الدامية بين الشمال والجنوب.وتجلي ذلك الخطاب في عبارات مثل " الحشرات " وهجاء الشاعر المتنبئ لكافور الاخشيدي في " لاتأخذ العبد الا والعصا معه..."، والاعلان عن حالة الطوارئ، والانفلات الدعوة لقتل الذين يحاولون مد الجنوب بالغذاء في مناطق التماس التي تتداخل فيها المصالح الحيوية والاقتصادية بين شعبي الشمال والجنوب. اضافة الي حرق الكنيسة الانجيلية في الجريف غرب بتاريخ السبت 21/4/ 2012م الذي وجد استنكارا واسعا من قوي المعارضة ومنظمات حقوق الانسان داخل وخارج السودان، وكان الحريق فظيعا وبشعا طال الكنيسة والمدرسة ودار المسنين، مع نهب لاموال الكنيسة وتخريب محتوياتها،الذي يكشف عن عقلية التتر الذين دمروا بغداد عن بكرة ابيها، وهذا العمل البشع يجب أن لايمر دون محاسبة للذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء.
كما أنه كان من الطبيعي بعد أزمة احتلال هجليج أن يتوقف قصف جنوب السودان، علي سبيل المثال أدانت الأمم المتحدة قصف جوي لسوق في عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط بجنوب السودان،ودعت واشنطن الي التوقف عن قصف جنوب السودان ، ووقف الأعمال العسكرية والسماح بمرور الاغاثات من دون شروط للمحتاجين والمتضررين من الحرب.
وبدلا من اعلاء صوت العقل والحكمة ارتفعت الأصوات التي تطالب بمصادرة الحريات ودمغ الآخرين ب "الطابور الخامس" واصدار المزيد من القوانين التي تصادر الحقوق والحريات الأساسية، واعلان حالة الطوارئ. كما برزت اصوات من جبهة الدستور الاسلامي التي طالبت بالغاء نيفاشا بين الشمال والجنوب، والتدخل لاسقاط نظام الحركة الشعبية وتطهير البلاد من العملاء واشباههم ، واقامة الدستور الاسلامي وتحكيم شرع الله واعلاء رآيات الجهاد. وبالتالي السير في المزيد من مصادرة الحقوق والحريات الأساسية باسم الدين، وانتهاك الأعراف والقوانين الدولية بالتدخل في شؤون دولة أخري بهدف اسقاط نظامها.
ومن غير السليم بعد أزمة هجليج مصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية والتي تعتبر المفتاح لحل أزمات البلاد المتفجرة والتي فاقمها انفصال جنوب السودان بشكل عدائي اضر بمصالح شعبي الجنوب والشمال، ودفع البلاد الي المزيد من الخراب والدمار.وتكبيل الحريات طريق مسدود كما هو الحال في مصادرة صحيفة الميدان الصادر بتاريخ الثلاثاء 24/4/ 2012م، والذي وجد استنكارا وشجبا واسعا، اضافة الي حملة الاعتقالات وتهديد المعارضة ودمغها ب "الطابور الخامس" بهدف تحجيم نشاطها في فضح وتعرية عجز النظام في جماية تراب الوطن كما حدث في هجليج وقبل ذلك في التفريط في أجزاء من الوطن مثل: " حلايب" ، " الفشقة "، والفشل في حماية أجواء السودان بعد الضربة الاسرائيلية لبورتسودان، والذي يتطلب تقصي الحقائق حول الاحتلال والاستفادة من دروسه حتي لايتكرر مرة أخري. كما تتطلب الأجواء اطلاق الحريات العامة واطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، وقيام المؤتمر الدستوري الذي تشترك فيه كل القوي السياسية والحركات ومنظمات المجتمع المدني والذي يفتح الطريق لحل معضلة نظام الحكم في البلاد والتنمية المتوازنة والديمقراطية والحكم الذاتي والتوزيع العادل للسلطة والثروة في البلاد.
علي أن الاوضاع المعيشية في ظل التعبئة الحربية سوف تزداد تفاقما وتدهورا، جراء ارتفاع الضرائب والارتفاع الجنوني في الاسعار مع ثبات الأجور، وارتفاع سعر الدولار ، مما يلقي المزيد من الأعباء علي الجماهير الكادحة، وسوف تزداد الاوضاع تفاقما وتزداد معها التحركات الجماهيرية والتقابية ضد الغلاء وارتفاع تكاليف الحياة التي ماعادت تطاق. اضافة الي تدهور الانتاج الزراعي والصناعي، والفساد الذي اصبح يزكم الانوف، والمزيد من تركيز الثروة في يد الفئة الرأسمالية الاسلاموية الطفيلية بسبب الاحتكار وتخزين السلع الاستراتيجية بهدف المزيد من الارباح وامتصاص دماء الكادحين، والمزيد من التشريد للعاملين جراء الخصخصة وبيع ممتلكات الدولة، ورفع اليد تماما عن التعليم والصحة.
وبالتالي يواجه النظام أزمة عميقة بعد احتلال هجليج والذي شكل نقطة تحول حرجة في الانفصال العدائي بين دولتي الجنوب والشمال.
علي أن استمرار الحرب بين دولتي الجنوب والشمال وفي مناطق جنوبي كردفان والنيل الأزرق وابيي ودارفور، يفتح الطريق لتدخل الدول التي لها مصالح في الاستقرار بهدف ضمان استمرار استثماراتها في الجنوب والشمال، علي سبيل المثال: الصين استثمرت اكثر من 20 مليار دولار في صناعة النفط في دولتي السودان، و6% من واردتها النفطية منهما، وبالتالي للصين مصلحة في أن تسعي لتحقيق السلام والعودة لطاولة التفاوض.
اذن أزمة البلاد ازدادت تفاقما بعد أزمة احتلال هجليج مما يتطلب اوسع جبهة من أجل حماية البلاد من التدهور والمزيد من التفكك، ووقف الحرب ومواصلة النضال الجماهيري حتي اسقاط النظام وقيام حكومة انتقالية يكون من مهامها:
• تحقيق التحول الديمقراطي وعقد المؤتمر الدستوري وانجاز دستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات الأساسية ودولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللون أو العرق.
• وقف الحرب والحل الشامل والعادل لقضايا دارفور ، وجنوبي كردفان والنيل الأزرق ، والاشراف علي محادثات قبائل ابيي ، ومتابعة نتائج المشورة الشعبية في جنوب النيل الأزرق وقيام انتخابات حرة نزيهة في جنوب كردفان تتبعها آلية جديدة لاستطلاع سكان المنطقة، والتصدي للوضع لمتدهور في شرق السودان.
• فك الضائقة المعيشية وتركيز الاسعار ورفع الأجور، وقيام المؤتمر الاقتصادي الذي يعالج التدهور الاقتصادي في البلاد.
• وقف الحرب بين دولتي الجنوب والشمال وحل القضايا العالقة( ترسيم الحدود، الجنسية، البترول، الحريات الاربع، الديون، مياه النيل...). وقيام شراكة استراتيجية بينهما تفتح الطريق لاعادة توحيد مرة أخري علي أسس طوعية وديمقراطية وعلي أساس دولة المواطنة.
• الاشراف علي اجراء انتخابات عامة جديدة حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة وقف الحرب والعودة للتفاوض
- السكرتير السياسي وبئس الاعلام الكاذب.
- تجربة الاسلام السياسي في النهب وتركيز الثروة.
- دلالات التشييع المهيب للاستاذ نقد
- وداعا الاستاذ محمد ابراهيم نقد
- كيف ارتبطت الماركسية بالواقع السوداني؟ (2).
- حول التجربة الظلامية للاسلام السياسي.
- المسكنات لاتجدي في حل الأزمة
- آفاق المرأة العربية والحركة النسوية بعد الثورات العربية
- وداعا الفنان محمد وردي( 1932- 2012م).
- الأزمة ومخاطر تجدد الحرب مع دولة الجنوب.
- حرب التكفير وخطر ايقاظ الفتنة النائمة
- الأزمة العامة للرأسمالية ومراحل تطورها.
- تجربة الصراع بين الحزب الشيوعي وانقلاب مايو 1969م
- تفاقم أزمة النظام الرأسمالي
- الأزمة الوطنية العامة: جذورها والبديل
- كيف ارتبطت الماركسية بالواقع السوداني؟
- الذكري ال 56 للاستقلال ومآل السودان.
- ثم ماذا بعد مقتل د. خليل ابراهيم
- وداعا الزميل النبيل جلال كردمان


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - لابد من اعلاء صوت العقل وان طال السفر..