أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - تاج السر عثمان - وداعا الزميل النبيل جلال كردمان














المزيد.....

وداعا الزميل النبيل جلال كردمان


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 23:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



فارق دنيانا، الاثنين: 19/12م 2011م، الزميل جلال كردمان عضو مكتب التثقيف المركزي للحزب الشيوعي السوداني وهو في قمة شبابه وعطائه.
جلال من مواليد مدينة نيالا عام 1963م، وتلقي تعليمه الابتدائي والثانوي بها، وتخرج في جامعة مدراس بالهند. وبرحيل جلال نفقد زميلا قلما يجود به الزمن، فقد كان مثالا للانسان الشيوعي الممتاز فكرا وممارسة، حتي اكتسب احترام الذين عاصروه في نيالا، وفي مجال الحركة الرياضية فقد كان ماهرا في كرة القدم ، وزملاء الدراسة الجامعية في الهند، ومجال المنظمات الانسانية، وسكان الحي بالخرطوم(2)، وكل الذين عرفوه وتشرفوا بصداقته، شهدوا له بالنبل والخلق الرفيع، وعلاقاته الانسانية السامية والراقية، فقد كان محبا للناس والاطفال، وبابتسامته التي لم تفارقه حتي في لحظات مرضه الأخيرة، فقد واجه مرض السرطان بثبات، وظل يسأل عن أحوال الزملاء وأخبار الحزب حتي اللحظات الأخيرة من حياته. وكان بارا بأهله وابنائه واصدقائه وجيرانه في الحي والمصلين في المسجد الذي كان مجاورا لمنزله والذين كان معهم في السراء والضراء.
جلال من الذين اسهموا في استقرار وثبات مكتب التثقيف الحزبي المركزي في ظروف صعبة اهتزت فيها القناعات بالماركسية والاشتراكية العلمية بعد انهيار التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا، والهجمة الشرسة للراسمالية علي مكتسبات الشعوب والعاملين في دعم الخدمات الصحية والتعليمية، وتصفية مؤسسات القطاع العام عن طريق الخصخصة، ولم تهتز قناعته، وكان يري أن كل ذلك سحابة صيف عابرة، سرعان ما تستعيد الاشتراكية مواقعها بعد التقييم الناقد للتجربة الماضية، وهذا ما نشهده الآن في نهوض شعوب العالم الراسمالي وبلدان العالم الثالث ضد النتائج المدمرة للسير في طريق التطور الرأسمالي. وظف جلال معارفه في الادارة والكمبيوتر ومهاراته التي اكتسبها من خلال عمله في المنظمات الدولية في تطوير نشاط مكتب التثقيف المركزي. وكان حريصا علي تدريب الزملاء علي استخدام الكمبيوتر والانترنت والتكنولوجية الحديثة، وكان يدرك أهميتها منذ وقت مبكر في منتصف تسعينيات القرن الماضي، في نشر الوعي ونشر الفكر الاشتراكي والثوري ودورها في التحويل الثوري للمجتمع، وكان يحث الزملاء علي تعلم الكمبيوتر واستخدام الانترنت ، والارشفة الالكترونية، وقدم مساعدات كبيرة لمركز الحزب في هذا الجانب، ولم يبخل بأي مساعدات تطلب منه في ذلك، وكان يجلس بصبر لساعات طوال في تنفيذ المهام في هذا الجانب، التي يطلبها منه مركز الحزب بفرح واعتزاز.
كما اسهم جلال في ترسيخ المناهج العلمية في نشاط مكتب التثقيف من خلال وضع الخطط الواقعية ومتابعة تنفيذها في مواقيت معلومة، وتقييم نتائج الخطة في نهاية العام، وانتظام التقرير الدوري السنوي للمكتب الذي يجرد حصيلة النشاط بايجابياته وسلبياته ووضع خطة العمل للعام الجديد. كما ساهم في ارساء مناهج العمل الاداري والمالي الصحيحة، وانتظام التقرير المالي السنوي الذي يحدد الدخل والصرف.
وكان جلال مهموما حتي آخر لحظات حياته بالوضوح حول خط الحزب السياسي والفكري، وكيفية تحويل الحزب الي قوي اجتماعية مؤثرة في المجتمع وترسيخ الديمقراطية والمؤسسية داخله، وتبسيط أساليب ومناهج العمل بحيث يستوعبها كل زميل. وقدم مقترحات مدروسة حول تطوير عمل الحزب الاعلامي ، وكيف نعمل اذاعة وقناة تلفزيونية لوصول خطنا لقطاعات واسعة من الجماهير، ففي الحزب طاقات وقدرات يجب توظيفها وتفجيرها في تطوير نشاط الحزب والتخطيط لذلك علي المدي القريب والبعيد.وكان مثالا للانضباط الحزبي وتنفيذ الواجبات، وتسديد الاشتراكات، وحضور الاجتماعات، وفي حالة الغياب عن الاجتماع لظروف ما يرسل مساهمته في جدول اعماله مكتوبة ، ومانفذة من التكليفات التي تخصه، فالغياب الجسدي عنده لايعني الغياب الفكري.
لقد كان جلال رغم معرفته العميقة بسيطا ومتواضعا، وكان يركز علي أن عملية التثقيف والتعليم الحزبي ليس لها حدود، فالكورسات والمحاضرات التي تقدم للمرشحين والاعضاء والكادر يجب أن تكون مدخلا لمواصلة التثقيف الذاتي ، وأن يسعي الزميل الشيوعي لتطوير مداركه الفكرية والعملية باستمرار، ويواصل عملية التعليم والتزود بالمعرفة مدي الحياة، ودراسة الماركسية تعني التعمق في دراسة نتاج الفكر الانساني بذهن ناقد. وكان يركز علي استخدام اسلوب الحوار في تقديم المحاضرات والبعد عن أساليب التلقين، وتناول الحقائق والافكار بذهن مفتوح، وأن الانسان كلما ازداد تواضعا ازداد معرفة.
وكان مثالا للشاب الذي يسعي لتطوير قدراته باستمرار دون تعالي، وكان مثابرا في استيعاب واحترام تجارب الأكبر منه سنا، ولذا احبه الكبار.
لقد رحل جلال وهو في قمة شبابه وعطائه بعد أن ترك بصمات واضحة في نشاط مكتب التثقيف المركزي ومركز الحزب، وستظل افكار التي ضحي من اجلها وذكراه عطرة وباقية.
والعزاء لزوجته رحاب وابنائه واسرته واصدقائه وعارفي فضله.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستراتيجية والتاكتيك وخط الحزب في الفترة الراهنة.
- ملف الحوار المتمدن بمناسبة ذكراها العاشرة
- أجمل من رائحة النضال لم يشمّ رائحة.. وداعا المناضل التيجاني ...
- تجربة الاسلام السياسي في تعميق الخطاب العنصري.
- هل نحن مقبلون علي نظرية جديدة تتجاوز اينشتين؟
- اتساع لهيب الحرب والصعود الي الهاوية
- انتخابات تونس ومستقبل الديمقراطية
- خذوا العبرة من تجربة نظام القذافي...
- كان اكتوبر في أمتنا منذ الأزل: كتاب ثورة شعب.
- هل يصلح العطار ماأفسده الدهر؟!!
- اما زوال النظام أو تمزيق ماتبقي من الوطن.
- لامخرج من الأزمة الا باسقاط النظام.
- الأزمة في جنوب كردفان: طبيعتها وجذورها التاريخية.
- أزمة الخليج
- أوقفوا الحرب في ولاية النيل الأزرق.
- التحية لانتصار ثورة الشعب الليبي.
- ماهي حقيقة التأميمات والمصادرة عام 1970م؟
- الأزمة في دارفور وضرورة الحل الشامل.
- مصادرة الحريات الديمقراطية طريق مسدود
- ثم ماذا بعد اعلان انفصال دولة جنوب السودان؟


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - تاج السر عثمان - وداعا الزميل النبيل جلال كردمان