أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البلطي - المخزن في مواجهة بلاد السيبة او المفاعيل الجانبية للفوضى الخلاّعة














المزيد.....

المخزن في مواجهة بلاد السيبة او المفاعيل الجانبية للفوضى الخلاّعة


محمد البلطي

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التونسي يعيش ما يسمى الحداثة بعقلية بلاد السيبة وهذه الاخيرة تشير تاريخيا الى الفضاء او المجال الذي لم يكن يخضع لسلطان المخزن الذي تقتصر همينته على مافوق النفضية وبعض الحواضر في الماتحتها.ما حصل بسبب ما يمسى الثورة التونسية هو تحول كل البلد الى بلاد سيبة رغم اسبقية "التسيب" في البلاد على ما يسمى الثورة التونسية الا ان هذه الاخيرة وبحكم انها من منجزات الفوضى الخلاقة وابداعتها قد نشرت وهم ضعف المخزن(حكاية هيبة الدولة وتراجع دورها الذي يعود التركيز عليه الى زمن اسبق هو زمن نشر خرافة العولمة التي يتكثف خطابها حول التاكيد على تراجع دور الدولة والهدف الاساسي من ذلك بين وهو حرمان المتضررين من تناقضات الراسمالية من من يمكن تحميله مسؤولية تبعات تلك التناقضات على عبيد راس المال وهي التبعات التي تعيد المسالة الاجتماعية على جدول اعمال تاريخ البشر دوريا) وهو الضعف الذي يترافق مع ازمة اجتماعية-اقتصادية لا مخارج راسمالية لها في الافق ولان الامر يتم على خلفية ايديولوجيا اسمها الكودي هو الفوضى الخلاقة فان هذه الاخيرة من منجزاتها تحويل كل البلاد الى بلاد سيبة او الادق تعميق ذلك. الادق لان التونسي وقبل مفاعيل الفوضى الخلاقة كان يعيش ما يسمى الحداثة بعقلية بلاد السيبة:على قاعدة اغلض ركبة يغني وكل شاة معلقة من كرغيها وكل واحد يدحي في النار لطنجرتو والضرورات تبيح المحضورات ومن يقود سيارة قانون الطرقات هو اخر ما يرد في ذهنه حيث يتعامل مع الميكانيك بعقلية سياقة الدواب والكرارط وقمة تلك العقلية هي تكركير التونسي في العمل وعقلية رزق البيليك.ومشكل المخزن في مواجهة بلاد السيبة ياتي من كون الفوضى الخلاقة قد دفعت الى مسرح النضال الاجتماعي من ليس للمخزن أي سلطة عليهم الا العنف المادي العاري حيث هم اصلا يعيشون على هامش دورة الانتاج وتوزيع الثروة ولا شيء لديهم يخسرونه مما يجعل المخزن يعجز في مواجهتهم باستعمال الطرق "السلمية" لاعادة الانتاج.وسلطة المخزن تضع نفسها في مواجهة مهمشي بلاد السيبة في وضعية مانوية قاتلة فهي من جهة قدمت و تقدم لهم الوعود البراقة التي لا تقدر على الايفاء بها ومن جهة اخرى تصور نفسها وهيبتها في حالة العجز والضعف مما يزيد في تجرؤ مهمشي بلاد السبية عليها(حكاية هيبة الدولة)فلا تجد في مواجهتهم لعجزها عن توفير الحد الادنى مما وعدتهم به الا ان تعود الى اصلها كما هي كل دولة أي لجنة تنفيذية لادارة شؤون الملاكة وانتاجها واعادة انتجها بالعنف المادي في التحليل الاخير ويؤكد ذلك ما نشاهدة من "احتجاجات اجتماعية " متنقلة بين مختلف مناحي بلاد السيبة مثل ام العرائس وفريانة وتالة وعلى تخوم المخزن نفسه كما في الملاحة برادس حيث كان المنطق الوحيد بين الطرفين هو العنف المادي العاري احدهما يستعمله باسم حقوق لا تصل الى اصحابها والاخر باسم قانون وهيبة لم يعودا يعنيان أي شيء بالنسبة لمهمشي بلاد السيبة ببركات الفوضى الخلاقة.وذلك لا يفعل الا تاكيد طبيعة العلاقة التاريخية بين المخزن وبلاد السيبة التي تراوح بين مراحل "السلم الاجتماعي" زمن الوفرة وسهولة الجباية والعنف المادي والقسر زمن القحط والازمات.
وما حصل ويحصل في تونس واسمه الكودي الفوضى الخلاقة في سياق عملية هدم متحكم فيها لسلطة تشتغل على اساس التشخيض انتهت مدة صلاحيتها وسوق ذلك على انه ثورة ان ما حصل ويحصل لا يفعل الا تاكيد تلك المعادلة القائمة بين المخزن وبلاد السيبة واذا كان مثلا لانتفاضة 1864 قيادة فتشنق فتنتهي الانتفاضة فان المفاعيل الجانبية للفوضى الخلاقة التي ادخلت مهمشي بلاد السيبة الى مسرح الاحتجاج و الانتفاض و النضال الاجتماعي ان تلك المفاعيل لا قيادة لها فتشنق فتنتهي تلك المفاعيل الجانبية لذلك نلاحظ تواصل تلك المفاعيل التي اصبحت بعد ان كانت في مرحلة ما عمت تقريبا كامل البلاد مقتصرة تقريبا على بلاد السيبة ومتنقلة في مجالها من مكان الى اخر واستطالات بلاد السيبة في مدن المخزن وعودة جذوتها كلما اعتقد انها انطفئة لان الظروف الموضوعية التي انتجتها لازالت قائمة ولن ينفع المخزن محاولاته تحويل مشاكل الناس اليومية الى قضاء وقدر في اطفاءها واخمادها نهائيا. وهو ما سهل على من تحطمت احلامهم الثورية المشروعة بالانتقال للحديث عن مسار ثوري لازال قائم ومفتوح على كل الاحتمالات وهو انتقال يمكن تبريره كما برر انقلس في يوم ما مفهوم الدولة الشعبية الحرة,الدعاية.

محمد البلطي
افريل 2012



#محمد_البلطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابات الفاشية نقابات لكنها بلا روح عمالية
- بصدد زبلنة السياسة
- في الموقف من ما يسمى التدخل الخارجي
- تونس:ما يسمى اعتصام القصبة 3 والامن والثقافة
- حول الدولة المدنية والدولة الدينية
- درس في المسرح السياسي
- من يقف خلف ويكيليكس
- الباتسي كمفتاح لفهم آليات عمل التنظيمات التي توظف السماء في ...
- حول دور الدولة في ظل الرأسمالية
- هيمنة الأنشطة المالية


المزيد.....




- ترامب يخطئ باسم طبيبه أثناء تحدي بايدن لإجراء اختبار لـ-قدرة ...
- ألمانيا: الشرطة تطلق النار على رجل هاجم عناصرها قبل مباراة ف ...
- السعودية.. ضبط 16 مواطنا ووافدين اثنين ووزارة الداخلية تشهر ...
- من أول لمسة.. فيخهورست يمنح هولندا الفوز على بولندا
- -مستعدون لبدئها غدا-.. زيلينسكي يضع شرطا للمفاوضات مع موسكو ...
- صحيفة عبرية تحدد شريان حياة وحيد لإسرائيل بعد حرب غزة معلق ب ...
- زعيم حزب فرنسي يدعو لصحوة أوروبية بعد تصريحات لقادة الناتو - ...
- زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو
- ليبيا.. 145 إصابة بسبب الاستخدام الخاطئ لأدوات ذبح الأضاحي ف ...
- كأس الأمم الأوروبية 2024: البديل فيخهورست يمنح فوزا متأخرا ل ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البلطي - المخزن في مواجهة بلاد السيبة او المفاعيل الجانبية للفوضى الخلاّعة