أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينة منير زيدان - حلم برائحة الشوكولاته














المزيد.....

حلم برائحة الشوكولاته


زينة منير زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


منذ الأمس وعقلي يكتب أفكارا بينما يدي لا.. جمل كثيرة كتبت، بعضها له معنى والبعض الآخر تركيب عواطف وخيالات داخل قوالب الحروف الأبجدية، والمحصلة مفردات مبعثرة لا تريح قارءها ولا تجعله يفهم شيئا..
لكنني حقا اشتقت للكتابة.. أستطيع احتمال وجع ظهري الذي يزداد في أثناء كتابة هذه السطور بسبب وضعية جلوسي. أستطيع احتمال القلق الذي في داخلي والمرتبط بحالة المد والجزر لأفكاري وتصرفاتي.. لكنني لا أستطيع كبت جماح أصابعي التي تريد أن تنفجر على الورق الإلكتروني وتحدث ثقوبا مرتجعة داخل لحمي الجاهز لذلك.
لست هذه المرة سارقة للضوء، ولست ألبس ثوبا لأغير في حالة مزاجي.. أنا اليوم أريد هدوءا يكبل ثورتي الغريبة.. أريد دفئا يقاتل الحمى البركانية التي تنبعث من براكيني الكثيرة.. لا حاجة لي باحتراق الكون كي أدفأ، أريد أن ترغب ذاتٌ في الاحتراق لأجلي ولن أطلب منها ذلك لأنني أريدها نضرة لا متفحمة.. لكن الرغبة أحيانا تكفي دون الحاجة إلى فعل ما نرغب به..
يخطر في بالي الآن حادثة صادفتني من شهر تقريبا.. كنت في زيارة لأحد الأصدقاء في المستشفى.. وأنا أعبر الممر باتجاه غرفته وجدت رجلا مسنا، كثيرٌ بياض شعره، لا يقوى على المشي بمفرده.. يساعده ممرض للقيام ببعض المشي المفيد له ويحمل له الممرض مصلا فيه رغبة العودة إلى الشباب.. فيه دواء لا يحقق هذه الرغبة.. كان العجوز ابن الثمانين عاما، على الأقل كما قدّرت، يطلق الشتائم والسباب القاسي على الجميع لأنه يرغب في أكل قطعة شوكولاته.. وكان ممنوعا من ذلك.. يذلّ الإنسان نفسه لرغبة قد تميته.. وقد يموت من أجل رغبة لا يحققها.. قال له الممرض.. لن أجلب لك الشوكولاته لأنها تضرك.. وكأنه بهذه الجملة قد أعطى العجوز الضوء الأخضر بامتياز ليلعنه ويلعن المكان والزمان وكل شيء عدا الشوكولاته! لو أن الممرض وعده بإحضارها حينما يتيسر له ذلك لكان هدأ روع العجوز وانتظر حتى سئم الإنتظار ونسي مع سأمه رائحة الشوكولاته.. لو..
كم نرغب نحن البشر وكم نحلم.. وكم هو العمر قصير قياسا بالكمّ الهائل للأحلام والرغبات.. وليست الرغبات إلا مرآة على وجه بئر عميق يمثل حياتنا بكل نواقصها ومكبوتاتها .. لدي رغبة دوما في القراءة لأن القراءة هي بمثابة ريح خفيفة تدلّل طائرتي الورقية التي أسكن فيها فتنقلني في الهواء الحر من غيمة إلى أخرى تحت ضوء الشمس
وتحت سماء الأمل،، ..



#زينة_منير_زيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا في غربتي
- ..والحبّ أيضا
- بوصلة الحبّ تخطئ
- مطار هيثرو
- أحلام وجنازير - قصة قصيرة
- الحب المستحيل
- لعبة الأصابع - خاطرة قصيرة
- ثورة على حاكم ليس بأمر الله


المزيد.....




- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...
- المخرج الأمريكي شون بيكر: السعودية ستكون -الأسرع نموًا في شب ...
- فيلم -الست-: تصريحات أحمد مراد تثير جدلا وآراء متباينة حول ا ...
- مناقشة رواية للقطط نصيب معلوم
- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينة منير زيدان - حلم برائحة الشوكولاته