أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينة منير زيدان - هنا في غربتي














المزيد.....

هنا في غربتي


زينة منير زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 01:31
المحور: الادب والفن
    


لست احاول استعجال الوقت او الزمن لأمضي إليك..
لكن لا تنسى أن عمري حزين
لا تنسى كم مضت ليال بيض عليّ.. والليل الأبيض في مفهوم العاشقين كارثةّ.
لا أريد أن أحمّل كلماتي فوق طاقتها.. فوق قدرتها على امتصاص الفراغ الذي أعيشه ويعيش بداخلي..
كنت كلما أحاول أن أملأه بصورتك المجهولة.. أفقد وعيي من غضبي.. فحتى صورتك ليست مكتملة الملامح عندي.. لا أقول أبحث عنك بشوق، بل بغضب من فقد آخر خيوط صبره بعد رحلة عناء طويلة..
هنا في غربتي.. رائحة الحب مختلفة.. ويحتاج المرء إلى وقت إضافي ليميّزها من بين الروائح العفنة.. حين تكون خارج رحم وطنك.. يغدو كل شيء مقلقا..
أرغب في حبّك.. بقسوة عانقتني ساعات طويلة.. وأختنق عندما أجد نفسي محاطة بأوهامي.. حتى الأنثى في داخلي تعذّبت معي.. مرّت بلحظات نسيت فيها ملامحها.. في زمن ذابت فيه الحدود بين الأنوثة والذئاب..
هنا في غربتي..
الكآبة تبدو أكثر العادات انتشارا,.,. لا لشيء.. إنما لأنها الأسرع إلى المرء.. رتابة في الحياة وملل من الملل.. وكلٌّ يبحث عن شيء ولا أحد يكتفي بما يجد.. ربما لأن ما يجده قليل.. وربما هو على حق..
هنا في غربتي.. الكتابة عنك ممتعة.. لأنك بعيد .. وحتى مسافة اقترابك منّي ومقياسها الزمني غير موجودة.. نسيت أن أخبرك بأن جابر بن حيّان لم يكن يكترث بيوم يمرّ عليّ بهذا الشكل وأحتاج فيه إلى هكذا حسابات!!
أجمل شيء هنا .. الوحدة.. رغم صخب الحياة وكثرة المتع المنتشرة في كل مكان.. الناس هنا يا صديقي المجهول.. لا يقدّرون الحياة جيدا.. ولا يعرفون قيمة للوقت أو للفعل او للكلمة. الباحث عن الثقافة كالباحث عن قطرة ماء في الصحراء! نعم.. هذا هو الحال في قلب الصحراء هنا .. حيث أكتب إليك..
العيون لا تقرأ إلا عدد طبقات مستحضرات التجميل.. ولا تنبهر إلا بلون أحمر شفاه فاقع من مستحضرات ديور.. وإذا صدف أن رآك احدهم تقرأ.. وتحديدا إذا كنت أنثى.. فكأنه رأى العجب العجاب.. عربية وتقرأ وتتثقف؟؟ في بلد صحراوي أكثر هموم أكثر نسائه ليالي الحناء والعطور طويلة المدى بفوائد عالية!
أتعب من الهرولة بحثا عن مكان أستطيع أن أستكين فيه.. مكان يمكن لأعصابي أن ترقد فيه وتستمتع بالزمن وجماله.. وفي أوقات كثيرة.. أعود الى البيت مرهقة وسلّتي فارغة.. فارغة من كل شيء.. حتى من البسمة..
آه نعم .. على ذكر البسمة.. هنا البسمات تتبع صيحات الموضة بقوة.. بسمات معلبة وجاهزة.. تختار البسمة المناسبة للشخص المناسب.. فقد ترتأي أن تبتسم بقوة لفتاة ما.. أو تبتسم بفتور لشخص لا يعجبك.. أو تضحك لآخر تعرف أنه يكيد لك.. وأنك سترّد له الكيد كيْديْن!
هنا في غربتي..
كل شيء اختلف.. باستثناء هذا الأمر.. وهو أنني ما زلت أشعر بغربتي..
وأدرك تماما اليوم.. أن الغربة لا تتصل بالجغرافيا إلا في عقول الشعراء والمبالغين.. الغربة تتصل بي أنا وحدي.. وهذه المسألة، لا أخفي عليك ، لم أجد لها حلّا قاتلا حتى الساعة.. ومجموع ما وصلت إليه محاولاتي.. لم يتعدّ حقيقة انه كان إبرة مورفين....



#زينة_منير_زيدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..والحبّ أيضا
- بوصلة الحبّ تخطئ
- مطار هيثرو
- أحلام وجنازير - قصة قصيرة
- الحب المستحيل
- لعبة الأصابع - خاطرة قصيرة
- ثورة على حاكم ليس بأمر الله


المزيد.....




- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينة منير زيدان - هنا في غربتي