أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - سرقة سجل الملوك من معبد الكرنك














المزيد.....

سرقة سجل الملوك من معبد الكرنك


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 07:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



التاريخ من اكثر ادوات بناء الامم اثرا ففى احداثه مايمكن ان يبعث فى النفوس الاعتزاز ومايمكن ان يجمع ابناء الوطن فى لحمة واحدة يمزجها تراث مشترك ومستقبل واحد وتكتسب النفوس منه عراقة واصالة وانتماءا وانتسابا خاصة اذا كانت الحضارة عريقة وممتدة وحافلة بالاحداث والاثار كالحضارة المصرية التى تمتد جذورها عبر الزمن فى ملحمة لاتتكرر
من اجل ذلك حرص الغزاة والمستعمرين على مر العصور على محو ذاكرة الامم وتحقير معتقداتها وفصل حاضرها عن ماضيها
وحرص القناصل والمغامرون على نهب الاثار فى طول مصر وزينت اثار مصر متاحف العالم وحرمت مصر من جزء غال من تاريخها وبدائا ناخذ تاريخنا من الاجانب الذين احتفظوا بجزء كبير من اثارة
من هذه الاثار الهامة حجر رشيد مفتاح اللغة المصرية القديمة الذى يقبع فى المتحف البريطانى
اقف امام هذا الرجل اميل كونسات تيودور بريس دافين هذا الفنان والمعمارى والمستشرق الفرنسى واحد أولئك الذين بهرتهم مصر وعانقوا ثراها وسجدوا فى محراب تراثها الخالد وعاش تحت صفاء سمائها ينتقل بين ربوعها من أقصاها الى أدناها يرسم ويدرس ويسجل انطباعاته ويندمج مع الحياة بين دروبها وامتزج مع المصريون يحاكيهم زيا ويتقن لغتهم حتى اشتهر باسم عربى هو إدريس افندى 0
لقد كتب إدريس افندى مجلدات ضخمة عن الحضارة المصرية القديمة تضمنت البومات لروائع الفن الفرعونى والاسلامى ومذكرات نابضة عن الحياة والأحداث والناس لم يرى النور منها سوى شذرات 0
عاش إدريس افندى فى الأقصر خمس سنوات (1838-1843 ) دارسا وباحثا وكان يقيم بمنزل على ضفاف النيل مبنى من الطوب اللبن على أنقاض قصر امونوبوليس أقامه البحارة الفرنسيون الذين شاركوا فى نقل مسلة رمسيس الثانى من خدرها الامن بمعبد الأقصر لتقف شامخة فى ميدان الكونكورد بباريس عاصمة فرنسا اشتهر ببيت فرنسا0
لقد أثمرت إقامة إدريس افتدى بالأقصر اكتشافه لاثنتى عشر غرفة فى معبد خونسو وعثوره على البردية الهيراطيقية التى اشتهرت فى علم البرديات باسمه ( بردية بريس دافين)0
وكان لإدريس افندى فضلا لاينكر فى الدفاع عن أثار مصر وحمايتها من النهب والتخريب حيث اقنع الباشا محمد على فاصدر أول فرمان يمنع التصرف فى الآثار والذى صاغه رائد التنوير الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى وكانت الآثار أيامها نهبا لكل منتهب وفى دوامة الجهل تحولت المعابد التليدة والأعمدة الشامخة الى محاجر تنقل أحجارها الضخمة لبناء معامل السكر والبارود ومشروعات الباشا حتى أن معبدين من أهم معابد مصر معبد تحتمس الثالث بارمنت ومعبد زيوس ببوابة المجانين بارمنت فككا تماما لبناء معمل السكر وكانوا أحيانا يستخدمون الديناميت فى تفكيك هذه الأحجار 0
كانت السلطات تساهم فى هذا التخريب ألاثم إذ فرض الباشا على فلاحى مصر توريد قنطار من الأحجار على كل فدان مزروع لبناء مشروعاته وكان رجال الإدارة يسوقون الفلاحين الى المعابد للحصول على هذه الأحجار المشذبة الصالحة للبناء والأقرب منالا من بطن الجبال 0
وكان التراث لايمثل بالنسبة لهؤلاء الأتراك سوى بقايا أصنام وثنية كافرة يجب أن تندثر 0
ولعل الصداقة التى ربطت بين إدريس افندى وصديق الباشا محمد على ورفيق سلاحه ماهو بك الذى قدم الى الأقصر للإشراف على نقل القمح وبناء معبد للبارود فى الكرنك استطاعت أن تجذب اهتمام هذا التركى الى معالم التراث المصرى والحضارة الفرعونية وبدأ فى استيعاب القيمة التاريخية لهذه الآثار الخالدة 0
ولما اصدر محمد على باشا أوامره بتفكيك بوابات معبد الكرنك لاستخدام أحجارها فى منشات معمل البارود بالكرنك استطاع إدريس افندى ان يقنع صديقه ماهو بك بان يحفظ لمصر هذا الأثر الغالى واستجاب البك لرجائه وأنقذ معبد الكرنك من تحطيم وشيك وحفظ للحضارة الإنسانية هذا الصرح التليد 0
ورغم هذا الانجاز الكبير الذى حققه إدريس افندى للحفاظ على هذا الأثر العظيم لم يتورع عن سرقة اثر من اهم اثار معبد الكرنك غرفة الملوك التى أقامها تحتمس الثالث بمعبد أمون بالكرنك وبخبرة الدارس المدقق اختار اثرا من اهم تراث معبد الكرنك ثبت يسجل ملوك مصر
ويضم سجلا لعدد 61 ملكا من ملوكها بصورهم وخراطيشهم ليقدمها هدية لبلاده لتحفظ بمتحف اللوفر بباريس 0
كان يخفى بدفاعه عن اثار مصر والمطالبة بحمايتها هدفا خبيثا ظل يخطط له لينفذه بدون تصريح كان بريس يعمل فى الليل حتى افلح فى تعبئة الاحجارفى ثمانية عشر صندوقا قبل الابلاغ عنه لحاكم اسنا وكانت الاقصر تابعة اداريا لاسنا وقرر الحاكم فرض الحراسة علي خيمة بريس وبعد شهر رشا برايس الحاكم نفسه فسهل له نقل الصناديق الى مركبه اثناء الليل وفى اثناء رحلته التقى بعالم الاثار الكبير بليبسوس الذى كان فى طريقه الى الكرنك وجلس العالم على احد الصناديق يحتسى القهوة دون ان يدرى بسر الكنز الثمين الذى كانت تحويه الصناديق حتى القنصل الفرنسى تقاعس عن اتخاذ اى اجراء لانه كان يعلم ان الكنز فى طريقه لفرنسا
واستقر الكنز الثمين بمتحف اللوفر بباريس وكانت فرنسا تعتقد انها امينة على التراث المصرى وانها صاحبة الفضل فى الكشف عنه
هذا السجل العظيم لملوك مصر خرج مسروقا على يد رجل اكرمته مصر ولايعفى مدينة النور انها تتجمل باثار الحضارة المصرية وتحرمنا من حقنا فى تاريحنا فليس من المنطقى ان نتسول تاريختا من متاحف العالم
انها دعوة لعودة كل ماسلب من اثارنا عنوة
وندعوا وزارة الاثار والخارجية فتح ملف سجل الملوك لاعادته الى معبد الكرنك وكذلك راس نفرتيتى ودائرة الابراج الفلكية وحجر رشيد لانها خرجت بطرق غير شرعية
سجل الملوك الذى سرق من الكرنك ليس مجرد اثر عادى ولكنه جزء من تاريخنا العظيم لايجب ان نفرط فيه
عبدالمنعـــــم عبدالعظ|ــــيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصـــــر مصــــر
[email protected]



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا شنودة زجالا وشاعرا شعبيا
- البابا شنودة الشاعر الرومانسى
- lمن يعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة
- التمساح سوبك الوحش ا الذى قدسه الفراعنة
- الشبخ والقنصل والبهلوان
- الشيخ والقنصل والبهلوان
- اطلالة على اوراق من اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ
- هل ستاتى الجميلة الى ا لمنيا
- الفتنة قائمة لعن الله من تجاهلها
- المنيا تفتح اخطر ملف فى مصر
- سنموت المعمارى الذى هندس التاريخ لحتشبسوت
- غزال البر الذى اهملته مكتبة الاسكندرية
- مازلن يزرن اطلال المقشقش
- اسوان بين حرارة الجو وحرارة اللقاء
- هذا الذى لمتتنى فيه
- محطات للحوار حول العقد الاول من القرن الحادى والعشرين
- العضايمة تفتح ملف حضارة ما فبل التاريخ
- جمال الشاعر يلبس تاج الوجهين فى ميوزيون الاقصر
- نادين البدير من حقك ازواج سبع
- بعد انضمامها الى محافظة الاقصر


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - سرقة سجل الملوك من معبد الكرنك