رئيس منتخب... و لربع قرن في عشر خطوات

مهدي بن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 03:11
المحور: كتابات ساخرة
    

قيل انتفض شعب و اندلعت ثورة ذات غضب ... و قيل بأن الرئيس ديكتاتور جبان سرق أموال الشعب و هرب .
و هذه فرصة لأي إنسان في أي مكان و عبر كل زمان ... بأن يكون رئيسا أو خليفة أو سلطان ، فكل ما عليه هو اتباع المراحل التالية :
أولا : عد من منفاك أو اخرج من مخبأك و اجمع أنصارك حولك في حزب واحد ( من الأفضل أن تضمن تمويلات مادية ضخمة و لا يهم إن كانت محلية أو أجنبية ) .
ثانيا : امتلك وسائل الإعلام بأنواعها ؛ بدءا من الصحف المكتوبة ، مرورا بالإذاعات المسموعة و وصولا للتلفازات المرئية ( و بالطبع الإعلام الخاص و العام ) .
ثالثا : لا تقضي على النظام السابق تماما بل استعن ببعض عناصره الذين يعرفون كل الممرات السياسية المؤدية مباشرة إلى السلطة ( احذر من التعامل مع الوجوه المعروفة على الساحة الشعبية ... فخير لك بأن تستعملهم كقرابين تذبح في المحاكم على مرأى العامة )
رابعا : اعتمد أقدم سياسة استعمارية عرفها التاريخ " فرق تسد " ( شوه صورة الثوريين و معارضيك في كل فرصة سانحة للتشويه )
خامسا : أطلق أنصارك في الشوارع لنشر أفكارك السياسية في قالب مواعظ دينية ( و هذا أسلوب فعال في كل مكان عبر التاريخ ) . و حرك بيادقك بين الشعب لتوزيع المساعدات المادية والإتيان بشتى الأعمال الخيرية ( لا يختلف عاقلان بأن المادة محرك هذا العصر )
سادسا : ترحم على أرواح الشهداء في كل مجلس و كرم جرحى الثورة في كل محفل و التقط معهم الصور التذكارية أثناء الحملة الانتخابية .
سابعا : لا تنسى الوصفة السحرية للالتفاف حول الثورة و أهدافها ؛ بين الحين و الآخر، سرب خبرا أو موضوعا أو حدثا تتسابق ألسن العامة من الشعب في اجتراره بعيدا عن مطالبهم الثورية ... و ستنعم بكل الهدوء لوضع كل الخطط السياسية للانفراد بكل المناصب القيادية .
ثامنا : وزع أتباعك على كل المناصب الوزارية و الإدارية ( كلما تزايد عدد جذور الشجرة كلما صمدت أمام العاصفة ) .
تاسعا : عليك بالتباطئ في اتخاذ القرارات و المماطلة في تنفيذ الوعود ( و سيقترب موعد الانتخابات الحاسم لينشغل به الناس مجددا و ينسون مطالبهم مرة أخرى )
عاشرا : ستتم الانتخابات في موعدها كما أردت و ستكون أول رئيس منتخب بصفة ديمقراطية يحكم لربع قرن ... .

مهدي
13 أفريل 2012 / ذات يوم عاصف كالوطن

#مهدي_بن_سليمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل