أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 26














المزيد.....

حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 26


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 26



ثم بدأ الواقع الإخواني المرير


لست مثاليّا (1) حالما أو تجريديّا سابحا في عالم الخيال، بل لست مبالغا أيضا لمّا افترضت الموقف الذي كان من المنتظر أن يتخـذه حسن البنا" مجدد القرن العشرين" من دستور 23 و ممن نافح عنه، فحسن البنا ...الرجل الذي وصفته الأسطورة الإخوانية بأنه فلتة من فلتات التاريخ، قلّ الزمان أن يجود بمثلها، و حسن البنا الذي أصبح كالخمر المعتقة التي كلما زادت قدما زادت قيمة، و حسن البنا الذي سوّدت و ما تزال تسوّد آلاف الصحائف في تمجيده و الثناء عليه، كان قادرا ( وفق شهرته المدوّية والألقاب التشريفيّة التي عجزت اللغة العربية على الوفاء بتبليغها للعالمين) على القيام بأكثر مما تخيلت. كما كان قادرا (وفق النظرة التقديسية التي يسبغها عليه أتباعه) أن ينجز كل ذلك، باعتباره ظاهرة استثنائية خرقت المألوف، و طرحت للعالمين صنفا من المجددين يمتاز عن الزواحف السّلفية ذات الدماء الباردة " بشجاعة نادرة، مقوّماتها الإقدام والقدرة على إعلان الحق و تعرية الباطل" .

كان في إمكان حسن البنا وهو" البطل و المجدّد و العبقريّ " أن ينجز كل ما افترضت، حتى لو كان وحيدا دون تابع ولا نصير، أي حتى لو كان أعزلا في مواجهة فاروق و دولته، فكيف وهو المحاط بالملايين من الأتباع الذين يفدونه بالمهج والأرواح ؟!(2).

لقد كان من المتوقع ان يتصرف حسن البنا بالشكل الذي افترضته آنفا، هذا لو كان فعلا بطلا من الأبطال، وفلتة من فلتات الزمان، ورمزا للحريّة جاء ليكسر القاعدة السائدة و يحرّك المياه الرّاكدة، و يحوّل وجهة التيارالذي يمدّ المجرمين بوسائل الحياة، الى صالح الشعوب ليحييها و يبعد عنها أسباب الممات، لأنّ من صفات النماذج الفريدة من أصحاب المبادئ الجهر بما يعتقدون، وعرض الحقائق دون مداهنة أو خوف أو مبالاة بقدرات الخصم .( انظروا مالكوم أكس و مارتن لوثـر كينج و شجاعتهما الفائقة، وإصرارهما العجـيب على تحدي و استفزاز الإدارة الأمريكية. ثم انظر الي شجاعة رهبان بورما، وفدائيّة البوذيين الفيتناميين وهم يواجهون بطش حكومتهم العسكرية أو جنود أمريكا المعتدين ).

فهل تصرّف حسن البنا كوطني شريف، و كزعيم مسلم فذّ، أم كان مجرّد نسخة سلفيّة مكرّرة في نفاق الحكاّم وتزويرالحقائق، و دعوة الشـعوب الى الرضوخ والإستسلام؟

يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) من خصائص التصوّر الإسلامي الواقعيّة، فالإسلام يأخذ في الإعتبار ضعف تركيبة الإنـسان الغرائزيّة و جواذبه القويّة التى تشدّه إلى الأرض طلبا للسلامة و إيثارا للعاجلة، لأجل ذلك قبل الله تعالى منه مجرّد إستنكار الظلم وكراهيته القلبيّة كتعبير أدنى عن رفضه وذلك بالإكتفاء بالترديد : اللهم هذا منكر لا أرضاه، وقد عدّ الإسلام ذلك القول نوعا من الجهاد " ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن"(حديث)، كما يمكن للإنسان ـ كتعبير أدنى آخرــ أن يتسلّل تحت جنح الظلام من أرض لم يستطع فيها عبادة الله جهرة (ألم تــكن أرض الله و واسعة فتهاجروا فيها) ـ قرآن ــ في انتظار حشد القوى و الدخول في مواجهة عسكرية مع أعداء الإنسان.

(2) أنا لم أطلب من حسن البنا أن يكون بطلا، ولا أدّعي شخصيّا قدرتي على القيام بما ذكرت أنّ من المفترض ان يفعله لو كنت مكانه، فذلك شرف لا أدعيه، فأنا لست مجدّدا و لست بطلا، ولست فذا، و بصيرتي"على قدّها"، ورجولتي (كما يقول المثل التونسي)" تحضر و تغيب "( وإن كان غيابها أكثر من حضورها). ولست أبحث عن أضواء الشهرة، ولست أسعى لأنافس حسن البنا و لا راشد الغنوشي و لا القرضاوي مكانتهم في قلوب المغفلين من إتباعهم، ولست أسعى أيضا، كما اتهمني أحد الناس" للظهور على حساب الشرفاء"فأنا غلبان ولست" مريضا بجنون العظمة وبي أعراض خطيرة قد تجعلني أدّعي النبوّة"( كما وصفني بذلك جورب سلفيّ نتن)، فأنا غلبان مرة أخرى، و بي لوعة ولا أحلم ان تجلب لي كتبي شهرة أو مال، فأنا أريد أن أموت فــور فراغي من هذه المزبلة الإخوانية، ولا أطلب غير قبر مجهول وبلا شاهد...ولئن حملت على البنا و نحناح والقرضاوي فلست لكوني كبيرا، بل لأنهم صغار، و مسببون للكآبة و الإحباط، ومخيّبون للآمال بشكل ماحق... وان كان يرضي غرور إخواني او سلفي( حتى اثبت له خلويّ من الغيرة و الحسد لرموزه التي أنتهكتها) أنّ اصرّح بأني نعجة ولا أساوي شيئا فها انا اقول: باع .. باع أنـا نعجة ولا أساوي شيئا . ولولا إحترامي لذات النطاقين، و للقائدة الميدانية غزالة زوجة شبيب الخارجي (التي فر أمامها الحجاج اللعين من ساحة القتال) و لولا احترامي لجنس النساء عموما، ولخولة بنت الأزور و زينب الغزالي(المحسوبة ظلما على الإخـوان) خصوصا، لأضفت أيضا: اني إمرأة.. كما ليس لي أحقاد شخصية تجاه حسن البنا، فقد مات قبل ان أولد، ولم ألتق به قط، ولم يكن مدّرسي، و لم اشترك معه في تجارة، و لم يرفض تزويجي ابنته، و لم يكن زوج أمّي الفظ حتى" أحقد عليه كل هذا الحقد، وأشوه سيرته العطرة كل هذا التشويه"، و ليست لي عقدة من المصريين أو كراهية لهم، بل أحبّ سيد قطب و سليمان خاطر و خالد الإسلامبولي، وأحترم العلماني الشجاع صنع الله إبراهيم و الشيخ إمام، و كل مصريّ شريف مهما كان توجّهه الفكري.... فان كان ليس من حقي الجهاد بدماء الآخرين، و تكليف غيري بأعمال بطوليّة، فإن من حقي أن يكون بطلي كأبطال سائر شعوب الأرض، أي أن يكون بطلا فعليا لا كرتونيا، أي أن يكون في مستوى آمالي و تطلعاتي،و أن يقف في صفّي و ينافح عن قضيتي. لا أن يكون نعجة عرجاء في إهاب أسد هصور، و شيطانا رجيما في رداء قديس، فلا يكتفي بإضاعة وقتي و مظاهرة عدوي عليّ، بل يكون سببا في جعل الناس ينفضّون عن كل بطل حقيقي يبرز على الساحة، بحجة أن ذلك البطل من صنف الخوارج المشكوك في إسلامهم، لأنه يخالف بطلي الكرتوني في رخاوته، و في خفضه جناح الذل لأهل الجور و الإفساد.



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 25
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 24
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 23
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 22
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 21
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 20
- حسن البنا كان صنما اخوانيّا و مهرّجا سلفيا 19
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 18
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 17
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 16
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 15
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 14
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 13
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 12
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 11
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 10
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 9
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 8
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 7
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 6


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 26