أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - جغرافية المناطق و تاريخ الدول.














المزيد.....

جغرافية المناطق و تاريخ الدول.


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل أخطا التقدير أصحاب فكرة تكتل "الولايات المتحدة الإفريقية" حينما لم يدمجوا دولة مالي في هذا الإتحاد، أم أن هنالك صراع دولي محتدم حول اعادة تشكيل الجغرافية السياسية لمنطقة شمال افريقيا و غربها؟
"الولايات المتحدة الإفريقية" هي تكتل افريقي يضم اثنان و عشرون دولة توجد على الساحل الغربي لإفريقيا(انظر بهذا الصدد الخريطة أسفله).عدم دمج دولة مالي في هذا الإتحاد و امكانية انفصال منطقة "أزواد" الشمالية عن جنوب دولة مالي يمكن اعتبارهما مؤشران لمعرفة طبيعة القوى الدولية المتصارعة من اجل التحكم في الخريطة السياسية لهذه المنطقة.
حاليا هنالك تقطيع ترابي للقسم الشمالي و الغربي للقارة الافريقية قامت به الدول الغربية المتصارعة حول الثروات الافريقية.
• التقطيع الأول يخص منطقة شمال افريقيا المشكلة من خمس دول هي: مصر شرقا، ليبيا و تونس في الوسط و الجزائر و المغرب في أقصى غرب القارة الافريقية.
• التقطيع الثاني يخص منطقة تماس مشكلة من أربع دول هي:
1. السودان شرقا أسفل مصر،
2. تشاد، النيجر و مالي في الوسط أسفل ليبيا و الجزائر.
3. موريتانيا أسفل المملكة المغربية.
هذه المنطقة هي منطقة تماس و هي عبارة كذلك عن منطقة عازلة تقع ما بين دول شمال افريقيا و باقي الدول الافريقية.
• التقطيع الثالث يخص منطقة الدول الاثنى و عشرون المسماة بـ"الولايات المتحدة الإفريقية"
هذه المناطق الافريقية الثلاثة، تعيش حاليا صراعا مريرا من اجل ايجاد نموذج سياسي موسع يواكب اكراهات التحولات الدولية. هذا النموذج السياسي هو الآن يتأرجح ما بين النموذج الأنكلوساكسوني و النموذج الفرنكفوني. النموذج الأنكلوساكسوني يغلب عليه طابع النظام الفدرالي سواء على شاكلة دولة الولايات المتحدة الأمريكية أو على شاكلة دولة البرازيل أو المكسيك؛ والنموذج الفرنكفوني يغلب عليه طابع المركزية و اللاتمركز.
الخريطة أدناه التي حصلنا عليها و التي تبين بشكل واضح منطقة "الولايات المتحدة الإفريقية" حصلنا عليها من المكتبة الالكترونية لجامعة ريو دي جانيرو البرازيلية التي لها باع طويل في علم الخرائط.
هذا التصميم المناطقي لشمال و غرب القارة الافريقية هو موقف إجماع ما بين الولايات المتحدة الأمريكية و الجمهورية الفرنسية، الاثنتان معا متفقتان على السياسة المناطقية للقارة الإفريقية و لكنهما غير متفقتان على النموذج النهائي لهذه المناطق. التقسيم المناطقي لغرب و شمال إفريقيا هو تقسيم علمي عسكري و جغرافي و ليس تقسيما وفق التراكمات السياسية التاريخية مما يجعل من هذا التقسيم تقسيما علميا مجردا. هو تقسيم علمي عسكري لأنه يخضع لتقاسيم خطوط الطول و خطوط العرض ولا يخضع بتاتا لتقاسيم التاريخ. خطوط الطول قسمت دول شمال و غرب افريقيا الى ثلاثة مناطق هي على الشكل التالي:
1. المنطقة الأولى التي هي منطقة شمال إفريقيا توجد ما بين 30° درجة و 45° درجة فوق مدار السرطان.
2. المنطقة الثانية هي المنطقة التي توجد بين 23° و30° درجة فوق مدار السرطان و هي المنطقة المسيجة لشمال إفريقيا.
3. أما المنطقة الثالثة المسماة ب"الولايات المتحدة الإفريقية و المشكلة من إثنان و عشرون دولة فهي المنطقة الواقعة في تقاطع خط الطول 15 و خط العرض 15 كذلك.
هذا التقسيم الجغرافي العسكري تم اعتماده لمواجهة مخاطر تنظيم القاعدة و كما سبق أن وضحت في مقال سابق طبيعة تنظيم القاعدة حيث وضحت انه أداة اجرائية لاستباحة الأوطان و اعادة تشكل الدول.
هذا التقسيم يمكن اعتباره عامل عدم استقرار سياسي و عامل مساهم في تفكيك الدول القائمة حاليا من دولة ليبيا في المنطقة الأولى أي منطقة شمال إفريقيا إلى دولة السودان و دولة مالي في المنطقة الثانية المسيجة لمنطقة شمال إفريقيا.
أصحاب تصميم المناطق الجغرافية الإفريقية ذات الطبيعة العسكرية يؤمنون فقط بالعقل المجرد، أي بالعقل المشتغل خارج التاريخ، و هؤلاء ككل انصار العقل المجرد، يعتقدون بأن الخريطة تسبق الواقع و تطوعه لهذا يعملون جاهدين في تطويع الجغرافية خارج معطيات التاريخ. أما لماذا يقومون بتفضيل الجغرافية على التاريخ، فإنهم يقومون بهذا لأنهم يعلمون جيدا كمية و نوعية الثروات الكامنة في بطن إفريقيا.
ذكاءات العقل المجرد للدول الغربية المشرئبة للمستقبل و الذكاءات الإفريقية الموروثة من الماضي الاستعماري تصطدم في ما بينها بواسطة تعمد تفعيل صراع الهويات المؤدي إلى تحلل الأوطان سواء كانت هذه الهويات عقائدية، لغوية أو اثنية. حصل هذا التعمد في جميع المناطق، حصل في أفغانستان، و حصل في دول البلقان و في دولة العراق و ها هو يحصل حاليا في دول شمال و غرب إفريقيا و الضحايا هم "ملتحفو" الهويات التناحرية بدون فهم لسياقات القوى الدولية المتصارعة من أجل الإستحواذ على الثروات.
التقاطيع المعتمدة على تقاسيم خطوط الطول و خطوط العرض لا تكاد تنفلت من خلفياتها الايديولوجية القائمة على التمييز العنصري الموروث من الماضي. المنطقة الإفريقية الموجودة ما فوق خط الطول 30° درجة -فوق خط مدار السرطان- كل بشرة ساكنة هذه المنطقة بيضاء و ما تحت هذا الخط بشرة الساكنة سوداء لهذا فكروا في خلق منطقة عازلة مابين المنطقة البيضاء و المنطقة السوداء يسمح فيها الاختلاط بين العرقين.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموروث الخرائطي الفرنسي و السيناريوهات الممكنة لشمال افريقي ...
- حصة المواطنين النعاج من ميزانية حكومة...
- ميزانية سنة 2012 و مؤشرات تصريح باريس لسنة 2005؟
- المدرس و الأستاذ و الأعيان التربويون
- بيداغوجيا الإدماج والاستهانة بالالتزامات الدولية للمملكة الم ...
- النمذجة و التنميط لمنطقة شمال إفريقيا
- فيوداليو الجهات و -العوالم الممكنة-
- الميزانية الهوياتية و قضية -الهوية الوطنية الموحدة-
- كزافيي روجرز و التغيير التربوي بشمال إفريقيا
- كزافيي روجرز من مدينة العيون يتبرأ من كيفية صياغة الكفاية ال ...
- المربع السيميائي، الحكومة المنتخبة و مؤشرات تراجع المملكة ال ...
- الراية البيضاء
- -الطغمة المدنية الحاكمة- و -المنزلة بين المنزلتين-
- الأقمار الاصطناعية و المشروع الدولي الشمولي
- الإسلام الدولي المعولم من مالك بن نبي إلى الاتحاد العالمي لع ...
- التقسيم الجغرافي لقيمة مبادلات المملكة المغربية مع مجموعة من ...
- ثماني أجوبة لثماني أسئلة مصيرية تخص منطقة شمال إفريقيا و الش ...
- حتى جريدة -الشروق الجزائرية- المتزنة انفعلت يوم العاشر من أك ...
- بنك المغرب و الانتخابات البرلمانية المقبلة
- سياسة إغلاق الحدود من جانب واحد و أشياء أخرى.


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - جغرافية المناطق و تاريخ الدول.