أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - فيوداليو الجهات و -العوالم الممكنة-















المزيد.....

فيوداليو الجهات و -العوالم الممكنة-


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيوداليو الجهات و العوالم الممكنة
التقسيم الاستعماري للقارة الإفريقية الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر و بالضبط إلى معاهدة برلين لسنة 1885 التي كرست التفرقة و التجزيء ما بين الأفارقة، هذا التقسيم لم يعد مجديا حاليا أمام حسابات وخيارات أصحاب نظرية العوالم الممكنة الذين يسعون إلى خلق نظام دولي جديد قوي و متعدد الأقطاب.
بالنسبة للمنطقة التي تنتمي إليها المملكة المغربية جيوسياسيا، يعتمد جغرافيو و سياسيو العوالم الممكنة على التقسيم السرطاني لإفريقيا - نسبة إلى المدار السرطاني و ليس إلى مرض السرطان- يميز هؤلاء الجغرافيون و هؤلاء المنظرون السياسيون بين منطقتين جغرافيتين مختلفتين على مستوى الساكنة: المنطقة الواقعة شمال المدار السرطاني التي تقطنها ساكنة ذات بشرة بيضاء و المنطقة التي توجد جنوب المدار السرطاني التي تقطنها ساكنة ذات بشرة سوداء و في الحدود الفاصلة ما بين هاتين المنطقتين توجد على الضفة الغربية للشريط الساحلي الأطلسي منطقة عازلة مشكلة من اثنان و عشرون دولة(انظر الخريطة أسفله). هذه الإثنى و عشرون دولة يعتبرها أصحاب العوالم الممكنة المتمكنون اتحادا جهويا متكاملا و كما يعتبرونها اتحادا جهويا متكاملا يعتبرون كذلك المنطقة ذات البشرة البيضاء الواقعة شمال المدار السرطاني و الممتدة من مصر إلى المملكة المغربية اتحادا جهويا متكاملا كذلك.
القارة الإفريقية المجزئة و المكرسة للتجزيء بواسطة منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست سنة 1963 بأديس أبابا باتيوبيا و التي رغم مراجعة تسميتها و نصوصها المنظمة سنة 2002و أصبحت تحمل اسم منظمة الاتحاد الإفريقي، هذه المنظمة هي الأخرى لم تقم في واقع الأمر إلا بتكريس الحدود الموروثة عن الاستعمار الغربي و هذه الحدود لطالما ندد بها المثقفون الأفارقة كما فعل الروائي الغاني كوامي نكروما(1909/1972)الذي كان يحلم دائما بتحقيق مشروع "الولايات المتحدة الإفريقية" و كما فعل الرئيس السينغالي السابق ليوبولد سيدا سينغور الذي كان هو الأخر يحلم بتحقيق مشروع اتحاد إفريقي جهوي على شاكلة الاتحاد الإفريقي الجهوي الغربي المشكل من اثنان و عشرون دولة الذي يزمع أصحاب نظرية العوالم الممكنة تحقيقه في هذه المنطقة.
المثقفون المغاربة هم الآخرون كانوا يحلمون بتحقيق مشروع شمال إفريقيا كما عبر على ذلك الروائي ألمغاربي علي الحمامي في روايته الشهيرة التي يجهلها جميع المغاربة و التي تحمل اسم "إدريس، رواية شمال إفريقيا" التي صدرت ما بين سنة1941 و سنة 1942 و التي كتب لها التقديم المجاهد المغربي الكبير عبد الكريم الخطابي الذي مات منفيا بعيدا عن وطنه، هذه الرواية التي ظهرت سنة 1942لم تتم ترجمتها من الفرنسية إلى العربية إلا سنة 2010 من طرف الجامعي التونسي محمد الناصر النفزاوي الذي خصص لها تحليلا ذا مستوى رفيع حيث نجح في التأصيل المعرفي للبعد التاريخي للهوية الأمازيغية المغاربية المشتركة...
رغم الانتقال من منظمة الوحدة الإفريقية إلى منظمة الاتحاد الإفريقي بموجب تصريح سيرت بالجماهيرية الليبية العظمى ليوم 9 شتنبر 1999 بتوجيه من الزعيم الليبي الراحل و بتوجيه من رؤساء دول افريقية نافذة كدولة جنوب إفريقيا و الجمهورية الشعبية الجزائرية، رغم ذلك استمرت هذه المنظمة الجديدة في تزكية روح التفرقة و التجزئة بدل العمل على نشر قيم الوحدة و قيم التكتلات الإفريقية القوية و تعود كل أسباب نشر هذا التجزيء وهذه التفرقة إلى عدم التفكير في الوضعية القانونية و التشريعية للجهات الإفريقية - كما فعل الاتحاد الأوروبي- مما دعم أطماع الفيوداليات المحلية، بما فيهم ناهبي العقار ألمديني الغير محفظ أو ناهبي العقار المحفظ تحت تسمية الملك العمومي المشترك، حيث غض الاتحاد الإفريقي الطرف عن هذه الفيوداليات و ساعدها على نهب الثروات المحلية و تعامل معها و كأنها وكيلة رسمية معتمدة من طرف الشركات الغربية العابرة للقارات .
تأسيس الاتحاد الإفريقي اعتمد على تصريح سيرت بالجماهيرية الليبية العظمى، كما اعتماد كذلك على قرارات الدورة العادية الخامسة و الثلاثون لمنظمة الوحدة الإفريقية المنعقدة بالجزائر ما بين 12 و 14 يوليوز 1999... البند السابع لتصريح سيرت، خصص للتنويه بمقترحات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي؛ أما أهم قرارات هذا التصريح فهي التذكير بمعاهدة أبوجا ليوم 3 يونيو 1991 التي دعت إلى خلق:
1. بنك مركزي إفريقي
2. اتحاد مالي إفريقي
3. محكمة عدل افريقية
4. و برلمان إفريقي
كل هذه القرارات التي اتخذت سواء في معاهدة (أبوجا 1991)أو في توصيات سيرت بالجماهيرية الليبية ( 9 شتنبر 1999) أو حتى قرارات الدورة العادية الخامسة و الثلاثون لمنظمة الوحدة الإفريقية بالجزائر(بين 12 و 14 يوليوز 1999)، هي قرارات تتوخى خلق مؤسسات مركزية وفق القيم السياسية للديمقراطية المركزية و ليس وفق قيم الديمقراطية الجهوية و قيم الديمقراطية المحلية.
كل قرارات الاتحاد الإفريقي، لم تولي أي اهتمام يذكر للجهات الإفريقية الموكلة تسييرها و تدبيرها للفيوداليات المحلية، خصوصا و أن هذه الفيوداليات حينما يطلب منها احترام قيم الديمقراطية و حقوق الإنسان، تلجأ إلى تقنيات الحروب القبلية و الإثنية كما تلجأ إلى تقنيات إغلاق الحدود كما حصل ما بين الجمهورية الجزائرية و المملكة المغربية...
كل مؤسسات الاتحاد الإفريقي التي أحدثها أو التي يزمع إحداثها هي مؤسسات تستجيب لمتطلبات المركزية الديمقراطية و لا تستجيب لمتطلبات الديمقراطية المحلية و الديمقراطية الجهوية، و هذه الحالة من اللاديمقراطية التي تخلق حالة لا استقرار دائم ما بين المركز و الجهات، لم تعد ترضي الأوروبيين و الأمريكيين بعد التقارب القوي الذي حصل في ما بينهم لما أنشئوا شهر مارس 2009 "السوق الأطلسية الكبيرة المندمجة" التي وحدت في نظام اقتصادي واحد سوق الولايات المتحدة الأمريكية و سوق الاتحاد الأوروبي.
هذه "السوق الأطلسية الكبيرة المندمجة" لم تعد ترضيها حالة إغلاق الحدود ما بين الجمهورية الجزائرية و المملكة المغربية لأن هذا الإغلاق يشرعن حالة اللادولة التي تقلق كثيرا الأوروبيين و الأمريكيين على حد سواء و يغدق على فيوداليات الحدود المغربية الجزائرية المجاورة عائدات تضاعف أربع مرات العائدات التي كانت ستحصل عليها المالية العمومية للبلدين لو قاموا بفتح الحدود.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميزانية الهوياتية و قضية -الهوية الوطنية الموحدة-
- كزافيي روجرز و التغيير التربوي بشمال إفريقيا
- كزافيي روجرز من مدينة العيون يتبرأ من كيفية صياغة الكفاية ال ...
- المربع السيميائي، الحكومة المنتخبة و مؤشرات تراجع المملكة ال ...
- الراية البيضاء
- -الطغمة المدنية الحاكمة- و -المنزلة بين المنزلتين-
- الأقمار الاصطناعية و المشروع الدولي الشمولي
- الإسلام الدولي المعولم من مالك بن نبي إلى الاتحاد العالمي لع ...
- التقسيم الجغرافي لقيمة مبادلات المملكة المغربية مع مجموعة من ...
- ثماني أجوبة لثماني أسئلة مصيرية تخص منطقة شمال إفريقيا و الش ...
- حتى جريدة -الشروق الجزائرية- المتزنة انفعلت يوم العاشر من أك ...
- بنك المغرب و الانتخابات البرلمانية المقبلة
- سياسة إغلاق الحدود من جانب واحد و أشياء أخرى.
- العقل الأوروبي، الثنائية المزدوجة و نحن.
- اليسار و البدائل الديموقراطية بالمغرب
- الاحتياط الاستراتيجي لممارسي التخلف السياسي
- -الناس العاديون- و -الناس المحترمون- لغة القاموس الدولي الجد ...
- مخاطر الهوياتيين الممانعين و البعد الاستراتيجي لترسيم اللغة ...
- ميشيل دوبري و الملكية الرئاسية في فرنسا
- آلام عنف الثوار


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - فيوداليو الجهات و -العوالم الممكنة-