أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - الاحتياط الاستراتيجي لممارسي التخلف السياسي














المزيد.....

الاحتياط الاستراتيجي لممارسي التخلف السياسي


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الاحتياط الاستراتيجي لممارسي التخلف السياسي باسم الآخرين سواء كان هؤلاء الآخرين من أفراد الشعب الموضوعين تحت الحجر الهوياتي، أو كانوا من الممارسين للحكم؛ الاحتياط الاستراتيجي لممارسي التخلف السياسي، و تحت غطاء الهوية سواء كانت هذه الهوية إيديولوجية، عقائدية، لغوية، إثنية أو غيرها كل هؤلاء الحماة للتخلف السياسي نضب احتياطهم و كل أشكال المناورة لم تعد مجدية، ليس لأن الشعب استيقظ من سباته العميق كما يعتقد الكثيرون، و لكن لأن كلفة التخلف السياسي باهظة الثمن و ليس هنالك حاليا، أخذا بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي الدولي الحالي الصعب جدا، دولة واحدة يستطيع اقتصادها تحمل كلفة التخلف السياسي لمدة تتجاوز ثلاثة أو أربع سنوات. الانهيار الحاصل حاليا لمجموعة من الدول هو انهيار سياسي بتجليات اقتصادية، بما فيها حتى ما حصل للولايات المتحدة الأمريكية قبل مجيء الرئيس أوباما، الانهيار الاقتصادي هو في الأساس وليد التخلف السياسي و ليس وليد العجز الاقتصادي أو قلة الموارد.
العقلاء من بين الذين يمارسون الحكم بداخل الدول التي تفيض فيها قيم التخلف السياسي عن اللازم استخلصوا النتائج لا محالة و اقتنعوا بأن التخلف السياسي كارثي و باهظ الثمن لهذا سيعملون جاهدين لإحالته على المتاحف السياسية حتى تتم مشاهدته عن قرب و حتى يتم بالخصوص الانتفاع من عائداته عبر مداخيل السياح و عائدات المنتجين الشغوفين و المهووسين بأخبار التاريخ القديم.
كل عواصم دول العالم المتقدم تعج بالمتاحف التي تذكر الناس بالعالم القديم و تدعوهم إلى الانفتاح أكثر، و التقدم أكثر و التضامن أكثر. المتاحف في عواصم العالم المتقدم تذر مداخيل مهمة لصناديق الجماعات المحلية، و يمكن لمن يريد أن يتأكد من هذه الحقيقة التاريخية و السياسية أن يطلع على عائدات متاحف دول الاتحاد الأوروبي أو دول أخرى مثل اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية و غيرها.
المتخلفون سياسيا يعتقدون دائما بضرورة مزج الدين بالدولة لأنه في نظرهم الدين يصون تماسك الدولة، في حين الحقيقة الساطعة و هي أن الدولة هي التي بقوانينها و بجبروتها تصون الدين و الدولة.
المتخلف الحقيقي في المجال السياسي ليس هو من يمارس الحكم في ظل التخلف السياسي، بل المتخلف السياسي الحقيقي هو من يساهم في عملية الاستثمار في إعادة إنتاج التخلف السياسي، و الدليل على ذلك حتى حينما تتم إزاحة من تم الحكم عليهم بالتخلف السياسي يزداد هذا التخلف نموا.
التخلف السياسي و لمدة خمسون سنة خلق حالة صداع نصفي دائم و خلق للشعب حالة انفصام تتجلى في عدم تكافئ القدرة مع الإرادة، فقط لأن التخلف السياسي لا يساعد على الفهم. الصداع النصفي يخلق حالة العسر: عسر القراءة و عسر الفهم؛ التخلف السياسي يعطل حتى الدماغ العاطفي الضروري لحالات التضامن القصوى كما هو الشأن في حالات الكوارث و الحروب.
الاستثمار المبالغ فيه لإطالة أمد الانتفاع من الاحتياط الاستراتيجي للتخلف السياسي قد يدفع بمن تغريهم عائدات هذا التخلف إلى مقايضة كل شيء، كمقايضة أمن و صحة و تعليم المواطنين، مقابل الإبقاء على التخلف بل و هنالك من هو مستعد إلى الذهاب بعيدا و مقايضة الإبقاء على هذا التخلف أو التنازل حتى على الوحدة الترابية كما فعل مستثمرو التخلف في دولة السودان.
المستثمرون في إطالة أمد الانتفاع من الاحتياط الاستراتيجي للتخلف السياسي، لا محالة أنهم تلقوا ضربات موجعة جراء حزم الدولة في السير قدما نحو التحديث و عصرنة القطاعات و تجديد آليات التدبير و المراقبة؛ إلا أن كل هذه المجهودات جوبهت بمجهودات لا تقل عنها قوة بواسطة التثوير الغير محدد المقاصد.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الناس العاديون- و -الناس المحترمون- لغة القاموس الدولي الجد ...
- مخاطر الهوياتيين الممانعين و البعد الاستراتيجي لترسيم اللغة ...
- ميشيل دوبري و الملكية الرئاسية في فرنسا
- آلام عنف الثوار
- المندوبية السامية للتخطيط، مجموعة باريس 21 و دول التعاون الخ ...
- الحكم الذاتي المحلي: الخيار الدولي بالقانون
- -المجلس السياسي الأمريكي الأوروبي- و موجة الثورات
- معالم الدستور المقبل
- الثورات و تقنيات الجيل الرابع من الحروب
- التدبير المفوض و الجهوية المدسترة
- حزب العدالة و التنمية و الشرعية الديمقراطية
- دساتير النظام العالمي القديم
- الثورات و الفلسفة الأوروأطلسية الجديدة
- مخيم اكديم ازيك و الإيديولوجية الأوروأطلسية
- رؤساء أم عملاء؟
- الرعب الأبيض و عملية التشبيك الاجتماعي
- مفاتيح الثورات توجد في ثنايا التاريخ
- أجيال الخيبة، جيل الثورة و النظام الإقليمي الجديد
- الجامعة العربية و روح و عقل الشعوب
- خطة الرئيس أوباما للتغيير


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - الاحتياط الاستراتيجي لممارسي التخلف السياسي