أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - الأقمار الاصطناعية و المشروع الدولي الشمولي















المزيد.....

الأقمار الاصطناعية و المشروع الدولي الشمولي


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا لو كانت الآلهة الجدد هي آلهة الأقمار الاصطناعية، لأنه فوق الكوكب الأرضي و تحته و حتى من حوله هنالك أكثر من ثلاثة عشرة ألف قمر اصطناعي تراقب و تسجل كل حركات و تحركات هذا الكوكب الأرضي. هذه الطيور الآلية التي ليست دائما طيورا أبابيل هي المساهمة و المحددة لطبيعة توجهات و محتويات الصراع الدولي.
لا احد يمكنه أن يشك اليوم بأن هذا الصراع الدولي تديره حاليا أدمغة كونية و هذه الأدمغة الكونية ليست أدمغة ميتافيزيقية و لا أدمغة من أدمغة آلهة الإغريق القدامى و ليس حتى أدمغة من أدمغة آلهة العرب كاللاتي و العزة إنها أدمغة مساهمة في تصميم المادة الرمادية للكائنات الحية المتواجدة على الكوكب الأرضي.
الطيور الآلية التي تراقب و تسجل حركات و تحركات الكوكب الأرضي هي من يراقبنا و يحكمنا و هي من تستشعر أحاسيسنا و أذواقنا عن بعد.
هذه الطيور الآلية التي هي طيور متعددة منها طيور الجنة و طيور النار، طيور الجنة تسعى إلى فعل الخير و طيور النار تصنع الحروب و المأساة. أحد طيور الجنة يسمى الطائر الحار Hot bird و طائر آخر من طيور الجنة يسمى الطائر الأطلسيAtlantic bird أما طيور النار فهي مجهولة الاسم و الهوية و مجهولة حتى الوظائف.
العرب هم الآخرون لديهم طيورهم، لكن المثير للانتباه طائرهم الوحيد صنعته لهم دولة باكستان و حتى قد صنعته لهم دولة باكستان فإنهم يريدون منه أن يكون عربيا و إسلاميا في نفس الوقت، لهذا قاموا بتسميته دفعة واحدة بـ"بدرعرب سات". بمعنى مزج غزوة بدر التي حصلت خلال السنة الثانية من السنة الهجرية مع العرق العربي الخالص.
أن يكون هذا القمر إسلاميا هذا ممكن، لأنه قريب من الله، لكن أن يكون عربيا فهذا غير ممكن لأن هذا القمر إلى حدود اليوم لازالت الأجزاء التابعة له كـ"بدر1" و "بدر "2 و "بدر "3 تحت سيطرة الباكستانيين و حتى الطائر الآخر الذي يتوفر عليه العرب هو مصري محض لأن اسمه النيل ساتNil sat لأن نصفه عربي و النصف الأخر فرعوني يعود إلى سلالة توتانخانوم . الغريب في الأمر دولة قطر التي ليس لديها طائر آلي يخصها هي من يقود الثورات حاليا خصوصا و أن هذه الثورات هي إسلامية و ليست عربية، و لكن لماذا بالضبط هذه الثورات في هذا الوقت بالضبط؟
السياسة و الإيديولوجية الأورو أطلسية التي سبق و أن تحدثت عنها في مقالين سابقين منشورين في هذا الموقع، قامت هذه الإيديولوجية باستجماع كل قواها الإعلامية و السياسية و أرسلت سنة 2002طائرا آليا للمساهمة في انجاز هذه المهمة، سمت هذا الطائر بالطائر الأطلسي Atlantic bird.
يمكن للقارئ أن يطلع على المميزات التقنية و الخصائص الوظيفية بالإضافة إلى الضرورات الإعلامية التي كانت وراء ظهور هذا الطائر الأطلسي في الموقع الالكتروني الخاص بهذا الطائر أما معرفة التحولات السياسية و الخيارات الجيوستراتيجية فهذا يتطلب جهدا هائلا من القارئ لاستحضار الذاكرة و تجميع المعطيات الدقيقة من اجل مقاربة هذه التحولات و هذه الخيارات.
أولى هذه التحولات و هي أن الجمهورية الفرنسية الخامسة التي كانت من بين مبادئها الدولية الأساسية التزام الحياد اتجاه الإيديولوجية الأطلسية جاء هذا الطائر الآلي و أزال عن حدودها و مخزونها الإعلامي كل الحياد و قد ظهر هذا الطائر إبان ما كان يسمى بداخل السياق السياسي الفرنسي بالتعايش السياسي ما بين رئيس الدولة و الوزير الأول و هذا التعايش السياسي هو في الحقيقة تعايش سياسي كذلك مع الإيديولوجية الجديدة التي هي الإيديولوجية الأورو أطلسية.
الطائر الأطلسي Atlantic bird سبعون في المائة من رأسماله فرنسي و ما تبقى من نسبة الرأسمال فهي للاتحاد الأوروبي. هذا الطائر الذي ظهر سنة 2002 عمل هو الأخر على استيطان الفضائية العربية الثائرة التي يقودها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين و احد صقور الإيديولوجية الأطلسية في العالم الإسلامي.
هنالك ديموقراطيو العولمة كما هو الشأن للموظفين الساميين للاتحاد الأوروبي مثل الايطالي باروزو و الاسبانية اما بونونو و غيرهما و هنالك كذلك الموظفون السامون للأمم المتحدة و للمنظمات الدولية المنضوية تحتها و لكن هنالك كذلك فقهاء العولمة أي فقهاء الفضاءات الكونية الشاسعة. هؤلاء الفقهاء من بين أهدافهم الأساسية تفكيك الدول و تحويل كل البنيات الدولتية القائمة إلى عوالم ذرية تتحكم فيها العقيدة و التكنولوجية. العقيدة يسهر على تطبيقها ممثلو الله في الأرض أي الفقهاء و التكنولوجيا الإعلامية و السياسية تضمنها الأقمار الاصطناعية التي تتحكم في كل الحركات و التحركات.
هنالك حاليا مشروع دولي شمولي و هذا المشروع الدولي الشمولي و إن كان يؤمن فعلا بالديمقراطية و حقوق الإنسان إلا انه يتوخى بالأساس تجميع الثورات و استجلابها إلى مركز واحد و هذا المركز هو المركز الذي تتحكم دوله على أكبر تجمعات تكنولوجية للأقمار الاصطناعية كما هو الشأن بتجمع الأقمار الاصطناعية للاتحاد الأوروبي المعروف حاليا باوتيل سات Eutelsat
هذا التجمع عرف تأسيسه الأول سنة 1977 و قد برز في البداية كمنظمة ساهمت فيها حكومات أوروبية متعددة OIGو انطلاقا من سنة 1983 أرسلت هذه المنظمة أولى أقمارها الاصطناعية و منذ ذلك التاريخ توالت عملية الإرسال إلى أن بلغت عدد 27 فتحولت انطلاقا من نفس السنة، أي سنة 1983 إلى شركة مستقلة خاصة. تعتبر حاليا هذه المنظمة الفضائية الثالثة عالميا من حيث الأقمار الاصطناعية و تتحكم في 90%من المجال التواصلي الخاص بالتراب الأوروبي و ب90% الخاص بتراب القارة الإفريقية و الشرق الأوسط.
هذه الشركة الدولية التواصلية الخاصة و معها مثيلتها الأمريكية و الصينية هن من يصنعن حاليا التاريخ و ليست الشعوب لان هذه الشعوب تحت التأثير الهائل للمواد الإعلامية الممررة تصبح رهينة تقنيات ووسائل الدمغنة و التجييش.
الدمغنة Céphalisationهي عملية بيولوجية خالصة في حين التجييش هي وسيلة إيديولوجية من اجل السيطرة و التعتيم. عملية الدمغنة تتكفل بها التكنولوجية التواصلية المكونة من الأقمار الاصطناعية و المواقع الالكترونية بالإضافة إلى القنوات التلفزية و غيرها و عملية التجييش ينفرد بها في الظرف الراهن الفقهاء و المناضلون الجدد للأحزاب الدينية المتشبعة بفكرة تحويل العالم الحقيقي المعاش إلى عالم هيولي ذري يحتاج إلى تدخل قوى اجنبية من اجل إعادة تركيبه و تشكيله...
الكل يعلم بأن هنالك دائما عقل عملي و عقل نظري و لكن ما هو اخطر في الظرف الراهن و هو أن هاذين العقلين أي العقل العملي و العقل النظري يوجدان حاليا ممزوجين في عقل واحد وهو العقل الماكر. هذا العقل الماكر هو من أنتج تقنيات التعتيم الكلي سواء كانت هذه التقنيات بشرية أو تقنية.
تقنيات التعتيم الكلي كنت اعتقد أنها تقنيات محض وطنية تخص هذا النظام السياسي أو ذاك، لكن على ضوء مجموعة من المعطيات يمكن التأكيد على أن هذه التقنيات هي أدوات إجرائية لمشروع دولي شمولي يمكن نعت هذا المشروع بمشروع التوتاليتاريا التكنولوجية أو مشروع الحكم الشمولي التكنولوجي للمجتمعات و هذا الحكم الشمولي هو غير مكترث بتاتا بقيم الديمقراطية و العدالة الاجتماعية بل كل ما يهمه هو مزيد من تراكم رؤوس الأموال بدل توزيعها كما تطالب الشعوب بذلك.
الحكم الشمولي التكنولوجي بعد نهاية تشكل الاتحاد الأوروبي و بعد نهاية الحرب على الإرهاب المخدومة استغل كل الإيديولوجيات اليمينية المحافظة و استغل حتى الإيديولوجيات اليسارية التحررية.
الحكم التكنولوجي الشمولي تشرف عليه الأقمار الاصطناعية و تضمنه التكنولوجية الرقمية الحديثة لأن الأقمار الاصطناعية هي حاليا أكثر من ثلاثة عشرة ألف قمر اصطناعي.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام الدولي المعولم من مالك بن نبي إلى الاتحاد العالمي لع ...
- التقسيم الجغرافي لقيمة مبادلات المملكة المغربية مع مجموعة من ...
- ثماني أجوبة لثماني أسئلة مصيرية تخص منطقة شمال إفريقيا و الش ...
- حتى جريدة -الشروق الجزائرية- المتزنة انفعلت يوم العاشر من أك ...
- بنك المغرب و الانتخابات البرلمانية المقبلة
- سياسة إغلاق الحدود من جانب واحد و أشياء أخرى.
- العقل الأوروبي، الثنائية المزدوجة و نحن.
- اليسار و البدائل الديموقراطية بالمغرب
- الاحتياط الاستراتيجي لممارسي التخلف السياسي
- -الناس العاديون- و -الناس المحترمون- لغة القاموس الدولي الجد ...
- مخاطر الهوياتيين الممانعين و البعد الاستراتيجي لترسيم اللغة ...
- ميشيل دوبري و الملكية الرئاسية في فرنسا
- آلام عنف الثوار
- المندوبية السامية للتخطيط، مجموعة باريس 21 و دول التعاون الخ ...
- الحكم الذاتي المحلي: الخيار الدولي بالقانون
- -المجلس السياسي الأمريكي الأوروبي- و موجة الثورات
- معالم الدستور المقبل
- الثورات و تقنيات الجيل الرابع من الحروب
- التدبير المفوض و الجهوية المدسترة
- حزب العدالة و التنمية و الشرعية الديمقراطية


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - الأقمار الاصطناعية و المشروع الدولي الشمولي