أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - روفيدا كادي هاتان - الربيع العربي و التيارات الإسلامية الجديدة















المزيد.....

الربيع العربي و التيارات الإسلامية الجديدة


روفيدا كادي هاتان

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 23:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كثيرا ما نسمع عن تيارات أو حركات إسلامية في الآونة الأخيرة وهي تأخذ أسماء مختلفة من المتشددين إلى الإصلاحيين إلى الليبراليين الخ , ومع حدوث أي تغيير أو ظهور أي تحرك في داخل البلدان العربية خصوصا يتجدد ظهور التسميات المختلفة المرافقة لكلمة الإسلاميين كنوع من التجديد أو للتفريق بين الفرق الظاهرة على الساحة عموما وربما للخوض في المسميات والمسببات لظهور مثل هذه المصطلحات علينا في البدء العودة إلى الإسلام قبل أن ترافقه هذه المسميات الغريبة وقبل أن تنفرد به جماعات معينة لتجعله حكرا عليها دون غيرها .
فالإسلام كغيره من الأديان السماوية الذي انزل إلى الناس جميعا من غير حصر أو احتكار ومن شروطه حسن العبادة والقلب السليم ولان النبي الذي بعث بالإسلام هو نبي واحد وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولان الكتاب المنزل هو القران الكريم كتاب واحد لا لبس فيه ولأن الأحكام السماوية المنزلة في الإسلام هي واحدة وأركانه معروفة ومحددة فان الدين الإسلامي يبقى دينا واحدا لا مجال فيه للبس أو التحريف أو الاختلاف أما بالنسبة إلى المبادئ السماوية فهي واحدة في جميع الأديان السماوية حيث لا يختلف دين عن دين بالمبادئ أو تعريف لما هو معروف أو منكر وإنما الاختلاف الذي يدرج يكون ضمن الاختلاف في الأعراف والقيم والعادات لا القوانين الدينية المنزلة وخاصة إذا ما قارنا القوانين الموضوعة من قبل البشر ودرجة تشابهها فلا يمكن إباحة القتل أو السرقة أو اخذ حقوق الغير في أي قانون موضوع لأي دولة أو مكان على الأرض وإنما يكون الاختلاف في التطبيق فإذا ما كان هذا وضع القوانين الموضوعة من قبل البشر فما هو حال الأديان السماوية ومصدرها واحد .
وعليه فان الإسلام لا يحتاج إلى تصنيف أو إبتكار أوصاف أو كلمات يندرج تحت مسمياتها وإذا كان البشر اجمع متساوون في الخلق فالمسلمون جميعا متساوون في الحقوق والواجبات الدينية فلم إذا نشأت هذه التيارات الإسلامية ولم هذا الاختلاف بالمسميات ؟ ومن الذي يحدد صفة أي إسلام منها هو المعتدل أو الصحيح وان الذين يندرجون تحت قائمته هم أكثر الناس عدلا وأكثرهم إيمانا ؟ حتى أخذت بعض هذه الفئات هي من تعطي التعاليم وتفسرها وفق مبادئ لم تعرف عن الدين الإسلامي في يوم من الأيام لا وبل ما هو أكثر إذ درج في السنوات الأخيرة عادة التكفير لكل ما هو مخالف بالرأي أو بالفكر إذا ما خرج عن دائرة تفكير هؤلاء الجماعات أو الشرذمة في بعض الأحيان وإذ نتحدث عن دين سماوي فلا مجال للعنف أو التشنج والانحياز به لتظهر تيارات تكفر ثم تيارات أخرى تعتدل فمن الذي يقف وراء هذه الأجندات هل هي أناس يتمتعون بالمنطق الخاطئ أم أجندات تقف وراء مصالح معينة ؟
وللرد على هذه التساؤلات أحب التنويه بان معظم من يقفون خلف هذه التيارات إذا ما تعرفنا إلى ممارساتهم سوف نجدها ابعد ما تكون عن أي دين أو حتى إنها لا تمت بصلة إلى ما يدعون له إذا فما لا يختلف عليه اثنان إن المصلحة السياسية هي من تقف وراء هذه التيارات أولا وهي من تشيع الاختلاف من باب التحشيد وجمع الأتباع وما يحدث على الساحة العربية في بعض الدول خاصة ما هو إلا نتاج تراكم سنوات من عمل هذه الجماعات حتى وان كانت في البداية تأخذ أسماء وأشكالا أخرى فان الشكل النهائي الذي تبلورت به هذه الحركات كان تحت شعارات إسلامية ويبدو بان ذلك أنتج ميل البلدان العربية إلى التزام تغيير في سير شعوبها إذ كانت الحركات في الماضي تدعو إلى الاشتراكية أو الرأسمالية أو القومية أو الانفتاح على الثقافات الأخرى كما إن زيادة التعليم وحركة المثقفين في القرن الماضي كان في البداية هو الطابع المؤثر في هذه الشعوب إلا أن تراجع هذه الدول اقتصاديا والنكبات التي واجهت هذه الشعوب جعلها تتجه إلى اتجاه معاكس قليلا من باب التغيير فاخذ متصيدي الفرص بالتفكير بتيارات جديدة تضم حولها الكثير من الشباب في العالم العربي ونظرا لان استمالة المثقفين خلف أي حركة لا يتم بسهولة أخذت هذه التيارات بجمع البسطاء في العالم العربي ولذلك فان ما يجذب هذه الفئات كان الوازع الديني وهو في المقام الأول كما انه تدريجيا أصبح الحصانة التي تلتف ورائها هذه الجماعات فلا يستطيع احد مناقشة أفكارهم حتى وان كانت مخالفة للدين الإسلامي وهنا ظهر الاختلاف والتنوع إذ أن كل جماعة وضعت مصالحها والغاية المبتغاة لها كشعار أساسي للحركات المتوالدة وبصورة مستمرة فظهرت التيارات المتشددة التي تكفر الجميع ما لم يتبعون ما وضع لهم من قبل هذه الجماعات وليس بتطبيق الشريعة الإسلامية وكمثال تنظيم القاعدة ومن يتبعونه حتى وان كانوا في الخفاء ثم ظهر المعتدلين الذين امسكوا بالعصا من النصف لإرضاء جميع الأطراف بتحليل ما يريده الشارع وتحريم ما يتعارض مع مصالحهم مع إبقاء الصبغة الإسلامية ثم الإسلام الليبرالي وهذا معروف لمحاكاة الدول الغربية وما نشهده في الآونة الأخيرة من ثورات كان الطابع السائد فيها هو الإسلامي وهذا ما نطق به الجميع مع إن اغلب هذه الدول فعلا النظام السائد بها إسلامي فأين الفرق كما إن بعض الإسلاميين الذي تسلموا زمام الأمور لم يبدر منهم أي تصرف أخلاقي أو إنساني أو إسلامي ومع هذا فان طابع الحصانة الذي أضيف إلى هذه الجماعات منعت الجميع من مناقشة هذه الأفعال على الملأ .
ومع ازدياد تواتر هذه الفئات على الدين الإسلامي بدأ اتجاه جديد في هذه المجتمعات يظهر وهو أنت تفكر إذن أنت كافر وهو المبدأ الذي تستند اليه هذه الجماعات أو اغلبها مما اوجد خوفا من إبداء الآراء أو الجهر بها كما جعل من لا ينتمون إلى هذه الفئات ينزوون ويأخذون طريق السلبية والحيادية في هذه المجتمعات لئلا يكون التنكيل من نصيبهم فهل هذه الثورات التي سيطرت هذه الجماعات على مقدراتها ستصادر لتنحصر ضمن فئات معينة أعطوا لأنفسهم الحصانة الدينية لكيلا يمسوا أو تتم مناقشة أرائهم وإذا كانت هذه الجماعات غير متفاهمة فيما بينها وأصبح بعضهم يكفر البعض الأخر فما هو حال المواطن البسيط الذي جعل الإيمان طريقا لإرضاء الله وليس للانزواء وراء جهة معينة أو لتحقيق مكاسب دنيوية وإذا كانت هذه الجهات ترتدي رداء القدسية غير الممسوسة فكيف ستتم محاسبة من يخطئ منهم أم إنهم سيكونون نفس الحاكم الظالم الذي خرجت هذه الثورات لتغييره أي أن هذه الشعوب أصبحت لعبة بيد هؤلاء لتطبيق أجنداتهم ثم إقصائهم عن نيل حقوقهم .



#روفيدا_كادي_هاتان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية قوة الإقناع أم الإقناع بالقوة
- الملك الغير متوج في بلادي
- المرأة والربيع العربي بين المنصف والمجحف
- الديمقراطية وتقدم المجتمع بين المسبب والنتيجة
- ما هو الأفضل تبني الديمقراطية أم ولادتها من داخل المجتمع
- قوانين تحفظ حقوق المرأة
- المراة بين الحقوق والواجبات
- زمن الكم ام النوع


المزيد.....




- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - روفيدا كادي هاتان - الربيع العربي و التيارات الإسلامية الجديدة