أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - روفيدا كادي هاتان - الملك الغير متوج في بلادي














المزيد.....

الملك الغير متوج في بلادي


روفيدا كادي هاتان

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 11:27
المحور: حقوق الانسان
    


كثيرا ما سمعنا المثل القائل (إن كل الشرفاء ملوك ولكن ليس كل الملوك شرفاء ) وكلما تكرر هذا المثل رافقته ابتسامة فعلى عظم هذه الصفة إلا إنها فشلت في الارتقاء بصاحبها في بعض الأحيان إلى قمة برجه العاجي حتى إن البعض انزلها إلى الحضيض إلا أن مفردة هذه الكلمة بقيت حتى يومنا هذا تعطى لكل صاحب شأن أو لتغدق عليه من صفات الترف ما يعجز عن وصفه عقل حتى أصبح عيش الملوك مضرب الأمثال في دائرة الحياة الرغيدة .
ومن اجل أن لا أطيل الحديث وأعود إلى الملك الغير متوج فلمن لا يعلم كان ولا يزال الطفل في جميع أنحاء العالم من حصل على هذا اللقب وبجدارة إذ أعطي من الحقوق ما أعطي بينما استثني من الواجبات لخصوصية شأنه إذ لم تنحصر حقوقه بالقوانين الوضعية من قبل الإنسان أو القوانين المنزلة من قبل الأديان بل تعدته ليشمل الفطرة الإنسانية عموما فكلمة طفل تعني الكثير وتحتاج إلى ما هو أكثر بدءا باحتضانه لرعايته والحفاظ عليه ومرورا بإعداده وتنشئته بصورة سليمة وانتهاءا بتقويم سلوكه ليستقيم سلوك المجتمع بأسره والذي سوف يبنيه في المستقبل حتى بتنا نرى الكثير من الموارد قد سخرت لخدمته فمن الصناعات المتعددة ومن ضمنها صناعة السينما إلى مؤسسات التعليم والصحة حتى انتشار المؤسسات والجمعيات الإنسانية التي راحت تلهث من اجل الحصول على المزيد من حقوق هذا المخلوق الصغير الذي بلا حول أو قوة فتوفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية لم يكن المبتغى الوحيد اللازم توفيره بل تعدى ذلك إلى الارتقاء بالتعليم وتصحيح المناهج التعليمية لتواكب العصر الحديث ولتغطي الوسائل التربوية إضافة إلى التعليم هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار توفير الوسائل الترفيهية والتي تدرس بعناية لترافق أدوات التوجيه وتنمية عقل الطفل فيما بعد .
وإذ نتحدث عن حصول الإنسان على كافة حقوقه والارتقاء بقيمته الإنسانية فنحن نتحدث عن واقع المجتمع وما نعيشه في الوقت الحاضر فإننا عند حديثنا عن رعاية الطفل فإننا نتحدث عن مستقبل مجتمعاتنا الذي سنعيشه مع أبنائنا في الغد قريب أم بعيد حتى وصف البعض بان خسارة الإنسان البالغ كبيرة وخسارة الطفل لا تقدر .
وإذا كان الطفل يعني المستقبل فأي مستقبل ينتظر العراق وما هو حال الطفل العراقي الذي لم يكن بمنأى عن أضرار الحروب والقتل والتهجير والفقر الذي أصبح ركنا أساسيا من حياة اغلب العراقيين , فيكفي أن يتجول احد ما في أي شارع أو سوق حتى يرى حقوق أطفال العراقيين وهي تعرض عليه بالمجان فصورة الطفل الصغير وهو يمد يده إلى المارة ليطلب المساعدة أو جريه خلف الناس لبيع سلعة ما وكأنه يجري من ظلم الزمان الذي أحاط به من كل جانب نجد هذه الصورة في كل مكان حتى غطت على صورة الأطفال في مكانهم الجدير بهم حقا وهو خلف مقاعد الدراسة حيث تحيط بهم الرعاية والمعاملة الحسنة ويحفظهم الأمان في داخل أسوارها العالية حيث يتعرض أطفالنا اليوم إلى شتى أنواع انتهاك الحقوق وبدم بارد من مجتمع أريقت به الإنسانية بشتى الطرق وان كنا تحدث عن الأطفال المشردين وهم كثرة فان أحوال الأطفال في داخل المدارس ليس بأفضل إذ أن اغلب المدارس تعود إلى عصر ما قبل الحضارة ونظام التعليم فيها اقرب إلى مؤسسات السجون منها إلى المؤسسات التعليمية كما إن أحوال هؤلاء الأطفال في منازلهم ليس بأفضل فبالإضافة إلى عدم وجود ضوابط تربوية في داخل اغلب الأسر وانتشار ظاهرة العنف الممارس على الأطفال وانتشار ظاهرة عمل القصر بدون سن قوانين لحفظهم وانتشار العصابات التي تقوم بادراة منظومات من الأطفال لغرض تدريبهم على السرقة والقتل بدلا من تدريبهم على حرف ينتفعون منها ويفيدون بها بلدهم وبالإضافة إلى عدم وجود مؤسسات مدنية ترعى القصر الأيتام أو ذوي الاحتياجات الخاصة نجد بان المستوى الصحي أيضا قد تدنى حتى بات غير موجود ليواجه الأطفال عدوا أخر وهو الأمراض الفتاكة التي نهشت بأجسامهم الصغيرة مع زيادة عدد الاختطافات بين الفئات العمرية الصغيرة وخاصة الأطفال حديثي الولادة في المستشفيات ليتم التجارة بهم أو بأعضائهم داخل إطار الاتجار بالبشر وهو نوع أخر من الإرهاب الذي يطال الأطفال في العراق .
حتى أصبح الطفل العراقي يباع ويشترى ويضرب ويعمل بدون كلل أو ملل ويواجه الإرهاب وحيدا من غير أن يلتفت المجتمع بمؤسساته المدنية والسياسية والإنسانية إليه وكأنه ليس فردا من هذا المجتمع وإذ ضاعت حقوق البالغين على دوام مطالبتهم بها فكيف بحقوق من لا يستطيع المطالبة بها أو معرفتها أصلا إذ لا تعرف هذه الفئة من المجتمع سوى الأمنيات الصغيرة بمأوى وقوت يومها وتجنب الأذى الذي لا تستطيع الخروج عن بودقته .
فان كانت المجتمعات تغدق على أطفالها بيسر الحياة ورغد العيش لتكسب مستقبلا مزدهرا متفائلا فما الذي يتوقعه شعب العراق لمستقبل بلد هذه أحوال من سيبنيه.



#روفيدا_كادي_هاتان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والربيع العربي بين المنصف والمجحف
- الديمقراطية وتقدم المجتمع بين المسبب والنتيجة
- ما هو الأفضل تبني الديمقراطية أم ولادتها من داخل المجتمع
- قوانين تحفظ حقوق المرأة
- المراة بين الحقوق والواجبات
- زمن الكم ام النوع


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - روفيدا كادي هاتان - الملك الغير متوج في بلادي