أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - روفيدا كادي هاتان - الدبلوماسية قوة الإقناع أم الإقناع بالقوة














المزيد.....

الدبلوماسية قوة الإقناع أم الإقناع بالقوة


روفيدا كادي هاتان

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 10:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


على الرغم من ارتباط مصطلح الدبلوماسية مع السياسة والحكم حيث تم تعريفه على انه فن التفاوض من اجل منع النزاعات بين الدول وتوحيد المصالح بين البلدان وتوطيد العلاقات بين الشعوب إذ اتخذت الأمم من الدبلوماسية الحل الأمثل في حل المشاكل العالقة وللتقريب فيما بينها وهو من أكثر الطرق السلمية البديلة للحرب وما تخلفه من خسائر ولهذا فان اختيار الشخص الذي يشغل هذا المنصب لم يكن من السهل إذ أن المعايير التي يتم من خلالها اختياره لشغل مثل هذا المنصب متغيرة في الوصف والصورة إذ يرى البعض انه الشخص الأكثر كفاءة وذكاءا في إدارة الحوار والتفاوض للوصول إلى النتائج المرضية لجميع الأطراف بالإضافة إلى كونه الأكثر انتماءا إلى الجهة التي يمثلها والبعض الأخر يجده شخصا ذو وجهين يقول ما لا يؤمن به ويلعب على أوتار العقول للوصول إلى غايته حتى وان كانت مجحفة بحق الآخرين وما أن ازدادت الحوارات الدبلوماسية بين الأمم والشعوب وانتقلت الحروب من ساحات القتال إلى طاولات المفاوضات حتى انتقل معها هذا المصطلح من الساسة إلى العامة ولكن أي الاتجاهين اخذ تفسير هذا المصطلح لدى العامة من الناس .
ففي بدايات استخدام هذا اللفظ كان يطلق على الشخص الذي يملك إقناعا قويا وبطريقة مؤثرة وبأسلوب بالغ الرفعة وإذا ما افلت منه زمام الإقناع فان الرضا يكون من نصيب من يخالفه في الرأي استنادا إلى قوة تأثير الدبلوماسية في الآخرين حتى إن البعض قد وصف الدبلوماسية بأنها فن تقسيم الكعكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا أنه حصل على الجزء الأكبر وعلى الرغم من إعجاب العامة كما هو الحال مع الساسة بالطرق الدبلوماسية إلا إنها لم تخلو من الاقتناع بصفات الاحتيال والخداع إذا ما لزم الأمر للفوز .
ومع اختلاف مفهوم القيم الأخلاقية للدبلوماسية عامة والدبلوماسي كشخص خاصة بين الذكاء والمسايسة والإقناع وبين الخداع والكذب والتضليل إلا إنها التزمت بمبدأ واحد وهو قوة الإقناع فالجهة المقابلة مضللة أم غير مضللة فهي راضية بقوة إقناع الدبلوماسية مقتنعة بما أعطته لها .
أما في الوقت الحالي ومع تصاعد أوتار الأوضاع السياسية وتأثيرها على العالم بأسره نلحظ تغيرا في مفهوم الدبلوماسية إذ إنها انتقلت من فن التفاوض إلى فن المشاجرة والاستبداد بالرأي مع التعنت الملحوظ في اخذ القرارات وإقصاء الآراء المخالفة وبدلا من الإقناع على أساس المحاورة أصبح انتزاع القبول حتى ولو بالقوة لنعود إلى عصر ما قبل الحضارة إلى إنسان الغاب الأول الذي ينفذ من غير أن يناقش إلا إن وجه الاختلاف بصفتنا أناس حضاريين بأننا ننفذ ثم نناقش وإذا لم يؤتي الجدال غايته المنشودة تم استعراض القوة للفرض واخذ التأييد بطرق قسرية طبعا تحت بند الحوارات السلمية على طاولة المفاوضات وإذا ما كان هذا حال الساسة وهم من تقع أعين العامة عليهم ولان الناس على دين ملوكهم واستنادا لمقولة إذا كان رب البيت على الدف ضارب نجد الشارع الآن يميل إلى الحوارات الدبلوماسية من نوع انتزع الإقناع من الآخرين بالقوة بدلا من اللجوء إلى المنطق القديم اقنع الآخرين بقوة رأيك .
وإذ ندرك بان انتزاع الموافقة بالقوة وليس قوة الإقناع هي ما تميز السياسة اليوم والأمس فربما هو ليس بالشيء الجديد إلا انه أصبح واضح المعالم وعلى الملأ يظهر سؤال يدق أبواب الشرق الأوسط وما يحدث به من تغيرات هل هو قوة اختيار الشعوب أم فرض القرار عليها وما هو الدور الذي ستلعبه هذه الشعوب في تصحيح مسارها إذا كانت هي من تختار مصيرها وتحدد مسارها من غير تدخل أو فرض من جهات أخرى وهل قوة الإقناع ستلعب دورا في التراضي بين هذه الشعوب ليحل السلام والعدالة بين جميع الفئات من غير جور أو ظلم أو تهميش أم أن فرض القرار والاستبداد بالرأي ما يميز التغيير وهو ما فرضه بالأساس ليكون المجتمع بين خائف صامت أو رافع لولاء الموافقة في ظل الخوف والرأي المستبد ليكون التغيير خاصا بفئة دون غيرها وتبادل بالمواقع لا غير .



#روفيدا_كادي_هاتان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك الغير متوج في بلادي
- المرأة والربيع العربي بين المنصف والمجحف
- الديمقراطية وتقدم المجتمع بين المسبب والنتيجة
- ما هو الأفضل تبني الديمقراطية أم ولادتها من داخل المجتمع
- قوانين تحفظ حقوق المرأة
- المراة بين الحقوق والواجبات
- زمن الكم ام النوع


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - روفيدا كادي هاتان - الدبلوماسية قوة الإقناع أم الإقناع بالقوة