أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ )















المزيد.....



( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 22:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا :
1 ـ بالإضافة للكفر والشرك السلوكى بالاعتداء الظالم والاكراه فى الدين ( الأنفال 38 : 39 ) ( الممتحنة 1 ـ )، كانت قريش المشركة تحترف نوعين من الكفر أو الشرك العقيدى : العملى بتقديس البشر والحجر وأقامة الأنصاب أو القبور المقدسة والتوسل بها : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )( النحل 20 ـ) ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )( فاطر 13 ـ) ، والعلمى بتداول ونشر ما أسماه رب العزة بلغو الحديث ، أو الأحاديث المفتراة المنسوبة لرب العزّة . ( الانعام 112 ـ ) (لقمان 6 ـ ) ( الجاثية 6 ـ ) .
2 ـ فى دعوتهم للحق أمر رب العزّة جل وعلا رسوله الكريم أن يواجه المشركين بقول الحق القرآنى بكل قوة بلا تدرج وبلا تحرّج مع الاعراض عنهم:(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)(الحجر 94 ).
3 ـ فى الاعراض عنهم بعد قول الحق قال له ربه جلّ وعلا:(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ) (السجدة 30)( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) (الانعام 135 )(وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ )(هود 121 : 122 )(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ) ( الزمر 39 ـ ).
4 ـ قبل الاعراض عنهم لا بد من مواجهتهم باعلان الحق دون تحرّج:(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )(الأعراف 2 )، أى هذا التحذير ذكرى لنا أيضا . كان هذا فى مكة . وفى المدينة تكرر هذا التحذير وجرى تذكير المؤمنين بألأ تأخذهم فى الحق لومة لائم فى موضوع الجهاد فى سبيل الله جل وعلا،أى:( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ )(المائدة 54 ).
5 ـ ونهاه ربه جلّ وعلا من المداهنة ومجاراة المشركين ( فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)(القلم 8 : 9). وتعرّض عليه السلام للّوم لأنه اهتم بأحد الملأ القرشى وأعرض عن مؤمن ضرير:(عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ)(عبس 1 : 11). كل هذا كى يكون عليه السلام واضحا صريحا فى قول الحق. وتنفيذا لهذا كان عليه السلام يقول الحق مرة واحدة دون أن يهتم بلوم اللائمين ثم يعرض عن المشركين .
6 ـ فى مواجهة الشرك العملى بتقديس القبور وعبادة الأولياء وقف عليه السلام فى مسجد من مساجد قريش التى تضم قبرا مقدسا ، وأعلن بأعلى صوت أن المساجد لله وحده فكادوا يفتكون به:(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ) (الجن 18 : 23 ). وتحداهم وتحدى آلهتهم المزعومة المقبورة أن تؤذيه:( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ )(الاعراف 194 : 197 ). وأعلن أن هذه القبور المقدسة وما فيها والاوثان رجس من عمل الشيطان:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )(المائدة 90 )(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ )( الحج 30 ) .
هل يجرؤ أحد اليوم أن يقف أمام القبر المزور المنسوب للنبى أو القبور المزورة المنسوبة للحسين أو السيدة زينب ليعلن أمام الملأ أنها رجس من عمل الشيطان ؟ هل يستطيع أحد أن يقف أما قبر مقدس من هذه القبور ويتحدّى إن كان لرفات المقبور ـ إن وجد ـ قدرة على النفع والضرر؟. لا يجرؤ واحد منا أن يفعل ذلك . ولكن هذا ما كان يفعله الرسل فى تحدى أقوامهم وقبورهم المقدسة ، من نوح ( يونس 71 ) الى محمد ، عليهم جميعا السلام. هذه هى الجرأة فى إعلان الحق وتحدى زيف المشركين لا نقدر نحن عليها . بل ربما لو فعلها أحدنا لتعرض للقتل ـ إحتمالا ـ وتعرض للوم تأكيدا. فهناك من يعرف الحق ولكن ينكص عن إعلانه ـ فإذا أعلنه غيره توجه له صاحبنا الخائف باللوم .!
7ـ وفى مواجهة الشرك العلمى وأحاديثه الضالة كان الاعلان يتكرر بوصف أئمة الافتراء بالكذب والظلم والاجرام :( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ )( يونس 17 ) (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ) (الانعام 21 ، 144 ، 157 ). وجاء تشبيه أئمة الشرك وعلمائه بالكلاب :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ) (الاعراف 175 ـ ) ووصمهم بالضلال (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)(الجاثية 23 ) كما وصف المشركين بالرجس:(كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )(الانعام 125) (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)(يونس 100)(فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ )(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ )(التوبة 95 ،125)، وشبههم بالحيوانات بل أضلّ: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ )(الأعراف 179)، (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا)(الفرقان 43 ـ ).
8 ـ وقد وصفنا أئمة الافتراء وأتباعهم المشركين ببعض ما يستحقون فتعرضنا للوم ،وبعضهم إحتجّ علينا بقوله جل وعلا:(وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ( الأنعام 108 )و(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) ( النحل 125 ).
ولو كان إستشهادهم صحيحا فهذا يعنى أن القرآن يناقض بعضه بعضا . فنحن نستشهد بالقرآن حين نحتكم اليه فى أقوال أئمة الأديان الأرضية للمسلمين ، والاحتكام للقرآن فريضة منصوص عليها ، فبعد أن تحدث رب العزة عن شياطين الانس والجن الذين يوحون الى بعضهم الافتراءات ، أمرخاتم المرسلين وأمرنا بالاحتكام فى شأنهم للقرآن الكريم : (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً )(الأنعام 114)، ويقول جلّ وعلا:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) (النساء 59 ) (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(الشورى10 ). فكيف يأمرنا رب العزة بالاستشهاد بكتابه ثم يكون هذا الاستشهاد سبّا منهيا عنه ومخالفا للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ؟ الواضح أنه يوجد خطا فى فهم معنى ( السّب ) المنهى عنه . خطأ وقع فيه المشركون ومن يلومنا فى فضح أئمة البهتان .
ثانيا :
1 ـ إعتبر مشركو قريش أقوال رب العزة سبّا فى آلهتهم ، وقالوا إن محمدا يسبّ آلهتهم ويسفّه أحلامهم . وقد قلنا فى مقدمة كتاب ( السيد البدوى ) الصادر عام 1982 : (جاء فى ( سيرة ابن هشام ) أن اشراف مكة اجتمعوا يوما عند الكعبة فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ( ما رأينا مثل صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط . سفه احلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا ، لقد صبرنا منه على أمر عظيم). ولقد صدق أئمة الكفر من قريش ، وقد كذبوا .. صدقوا فى وصفهم للرسول عليه السلام بأنه سفه أحلامهم – أى عقولهم – وعاب دينهم .. فعقول تعبد الأنصاب ودين يقدس الأحجار لا تستحق تلك العقول وذلك الدين إلا أن يوصف بالسفه والعيب . وقد كذبوا حين وصفوه عليه السلام بأنه يسب ويشتم فما كان عليه السلام سبابا ولا فحاشا و لا عيابا ..وكل ما هنالك أنه قال حقا .. وصف آلهة قريش بما تستحقه من أنها لا تنفع ولا تضر ولا تحس ولا تشعر ولا تملك لنفسها أو غيرها موتا ولا حياة ولا نشورا ، ولكن هذا الحق الذى نطق به محمد صلى الله عليه وسلم يعتبره كفار قريش عيبا لا عيب بعده .فأشد الزيغ عندهم أن توصف آلهتهم بصفات البشر من العجز والاحتياج ، فهم يضعون تلك الآلهة فوق مستوى البشر وما يجوز على البشر لا شأن لهم به ، وإذا فكر البعض مجرد تفكير فى وصف هذه الآلهة بصفات البشر لاعتبروه صابئا خارجا على الدين .وتلك إحدى سمات الشرك .. أن تضاف خرافات التقديس والتمجيد إلى شخص ما من بنى الإنسان لترتفع به إلى مستوى الإله ، حتى إذا حاول باحث أن يظهره على حقيقته التاريخية كإنسان عادى له محاسن ومساوىء قامت عليه الدنيا ولم تقعد .. وكل ما اقترفه الباحث المسكين أنه قال حقا، أى وصف ذلك الشخص المقدس عند اتباعه بصفات البشر العاديين ..إلا أنه لم يدر أنه بذلك أنزل ذلك الإله المقدس من عليائه وجعله إنسانا لا يختلف فى شىء عن باقى أتباعه ، فطعن الأتباع فى أقدس عقائدهم فاظهر أن عقولهم خرافة ودينهم لا يستحق إلا العيب ،ومما لا شك فيه أنهم سيعتبرون ذلك سبا فى آلهتهم وذما فى عقولهم وعيبا فيما اعتاده أسلافهم ، بذلك نطق كفارقريش، ومن هذا الموقع نفسه سينظر أتباع البدوى لهذا الكتاب الذى يتعرض لحقيقة البدوى التاريخية وصورته الخرافية التى ملأت عقول أتباعه.).انتهى النقل .
2 ـ إذن لدينا هنا مفهومان للسّب : أحدهما يقوله المشركون الذين يرون عدم تقديس آلهتهم وأئمتهم يعتبر سبأ ، وأن نقد أقوال أولئك الأئمة والاحتكام فيها للقرآن هو سبّ لهم ، وأن وصف أولئك الأئمة بما يستحقون من أوصاف قرآنية هو سبّ فيهم . وهناك الرأى الآخر وهو أن قول الحق ليس سبّا على الاطلاق . فحين تصف إنسانا بما فيه فعلا وبما ينطبق عليه فعلا فأنت لا تسبّه بل تصفه بما هو فيه وبما ينطبق عليه ، وبما ينطق به حاله وتعبر عنه أقواله . حين تقول للراقصة الشرقية انها تعرّى جسدها للناس وتثير فيهم الغرائز الحيوانية ، فأنت لا تسبّها . وحين تقول للسارق (أنت حرامى ) فليس هذا سبّا طالما ثبتت سرقته . ليس هنا رأى شخصى أووجهات نظر طالما تصف الشىء بصفته . يتأكد هذا أكثر فى حالتنا حين نستشهد بكتب البخارى ومالك والشافعى ونعرضها على القرآن ، فنجد أنهم : أولا : تعمدوا الكذب على رسول الله ونسبوا له أقوالا لم يقلها عبر إسناد زائف بعد موت النبى بأجيال ، وهنا ينطبق عليهم كل ماورد فى حالتهم فى القرآن الكريم من توصيف لهم بأنهم شياطين الانس والجن وأنهم أظلم الناس لرب العالمين وأنهم مجرمون مفترون ، ثم ثانيا بعد الاسناد الكاذب يؤلفون دينا من أهوائهم ويجعلونه إسلاما ، وهنا ينطبق عليهم وصف الله جل وعلا بالاضلال .
3 ـ وهنا نلاحظ الآتى :
3 / 1 : إن رب العزة حين تحدث عن توصيف المشركين فإنه جل وعلا لم يذكر أسماء فلان أو فلان ، بل ذكر توصيفا صالحا لأن ينطبق على كل من يفعل ويقول نفس الفعل ، أى ينطبق على أئمة الأديان الأرضية للمسلمين ، من سنّة وشيعة وصوفية . فالتوصيف منه جل وعلا ، والتطبيق علينا نحن حين نقوم بتنزيل ذلك الوصف على من ينطبق عليه فى عصرنا .
3/ 2 : هذا يتمشى مع صلاحية القرآن الكريم لكل زمان ومكان ، فالله جل وعلا لم يرسل القرآن لقريش والعرب فى القرن السابع الميلادى وعصر الصحابة فقط ،بل أرسله رحمة للعالمين الى قيام الساعة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )(الأنبياء 107) ونذير ا لهم الى قيام الساعة (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا )(الفرقان 1 ). وهذه الرحمة متاحة لمن يؤمن بالقرآن ، وهذا الانذار هو جرس تنبيه لكل ذى عقل . وحتى تصل الرحمة ويصل الانذار الى كل عصر فلا بد للعلماء المصلحين من تطبيق ما يقوله القرآن على ما يقال فى الدين فى عصرهم، وعلى ما يفعله الناس فى عهدهم ؛أن يحتكموا الى رب العزّة فى القرآن الكريم فيما يقوله أئمة العصر وينسبونه الى رب العزة والرسول عليه السلام . فإذا أظهر البحث عداءهم للاسلام وإنطباق أوصاف الضلال والاجرام عليهم فلا بد من إعلان ذلك .
3/ 3 : السكوت هنا عن الحق يعنى تأييدا لأولئك الأئمة الظالمين لرب العالمين . القضية هنا لا توسط فيها ، وعلى كل مؤمن أن يحدد موقفه : إمّا أن يؤيد الظالم المفترى ضد رب العزّة ، وإما أن يؤيد رب العالمين وينصره ويواليه ضد أعدائه. مجرد السكوت عن إعلان الحق يستحق اللعنة من رب العالمين والملائكة والناس أجمعين : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )(البقرة 159 : 160).
3/ 4 : إعلان الحق وعدم كتمانه يعنى إنقاذا لملايين الأتباع المخدوعين، فلعل بعضهم يراجع نفسه ويصحح إيمانه فينجو من الخلود فى النار . إنّ أولئك الأتباع يصغون الى الأحاديث الشيطانية ويستمتعون بأكاذيب الشفاعة البشرية ، ويقترفون على أساسها الجرائم والاثم والعدوان ، فقد أقنعهم دعاة الباطل بأنه من قال (لا اله الا الله ) دخل الجنة وان زنا وأن سرق رغم أنف أبى ذر ، ثم تنتظره شفاعة النبى والأولياء والأئمة . هم سمّاعون لهذا الافتراء يصغون اليه ويرضون به (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ) فيجب الاحتكام فى شأنهم لله جل وعلا فى كتابه الكريم (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً )( الأنعام 112 : 114 )، املا فى هدايتهم ولإقامة الحجة عليهم . إن رفضوا واتبعوا سادتهم وكبراءهم كاتمى الحق فسيلعن أولئك الأتباع سادتهم وكبراءهم وهم فى النار :(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)(الأحزاب 66 : 68) .
3/ 5 : إذن هذا هو الجزء من الناس الذى سيلعن كاتمى الحق المضلّين . ولكن الله جل وعلا يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ )؟ فأين بقية اللاعنين ومتى يجب أن يلعنوا أولئك الأئمة المضلين الساكتين عن الحق والمعلنين للباطل ؟ بقية اللاعنين هم المؤمنون الموالون للحق جل وعلا وينحازون لرب العزة ضد الظالمين له . فى هذه القضية التى لا مجال فيها للتوسط ( إمّا أن تنصر الله وإما أن تنصر البخارى ومالك والشافعى ..الخ ). وحين تنصر أولئك الأئمة فأنت تدافع عنهم وتكفّر من لا يقدسهم ،أو على الأقل تلومه وتعتب عليه . وحين تنصر الله جل وعلا فلا بد أن تلعن أولئك الأئمة فيتحقق فيهم قوله جلّ وعلا (وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ )، وتكتمل دائرة اللعن ،بأن يلعنهم المؤمنون فى الدنيا ثم يلعنهم أتباعهم المستضعفون فى النار .
3/ 6 : ومن الطبيعى أننا توارثنا إضلالا استمر يعمل عمله فى عقولنا قرونا طويلة ، وتوارثنا الباطل على أنه الحق، والأكاذيب على أنه سنة رسول الله ، وبالتالى فإنه من الصعب التخلص دفعة واحدة تماما ونهائيا من تقديس الأئمة . يستلزم الأمر معاناة وتفرغا لفهم القرآن وتاريخ المسلمين وعكوفا على دراسة وبحث تلك الأسفار المقدسة لأولئك الأئمة وعرضها على كتاب الله ، ثم الشجاعة فى مواجهة الباطل جهادا فى الله جلّ وعلا وإعظاما لشأنه . ولأن فى ذلك تحديا هائلا فمن الطبيعى أن يتردد بعض المصلحين ، وأن يتهيّب بعضهم من إعلان الحق ، أو يقول نصفه ويكتم النصف الآخر ، أى يمالى الناس ويداهن الكافرين ، إذا مات على هذا فقد مات كافرا مستحق اللعنة، وقد انطبق عليه قوله جل وعلا :(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ). ولكن قد يسارع بالتوبة ، ويقوم بواجب الدعوة يعلن الحق ويتوب ويعلن توبته من إضلاله للناس ، عندها يتوب الله جلّ وعلا عليه كما جاء فى الآية التالية :( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )(البقرة 159 : 160).
3/ 7 : من الطبيعى أيضا أنه لا شأن لنا بالشخصية الحقيقية للبخارى ومسلم والشافعى ومالك وابن حنبل حتى لو كنا نعايشهم ليل نهار ، فالعلم بهذا هو عند الله جل وعلا وحده . أولئك وكل الشخصيات التاريخية لهم نوعان من التأريخ :التأريخ البشرى المكتوب عنهم ، وهو إن صدق فهو حقيقة نسبية تاريخية تحتمل الخطأ والصواب . وهناك قواعد للبحث التاريخى ترجح الصدق أو الكذب فى الروايات . ونحن متخصصون فى هذا المجال . ثم التسجيل الالهى لعمل البشر، وهو الحق الذى سيظهر يوم القيامة:(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )(الزلزلة6 : 8)( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ )(الحاقة 18 ).وهذا لاشأن لنا به . نحن نبحث تاريخ أئمة السّنة من خلال التراث السّنى وتاريخ أئمة التصوف من خلال التراث الصوفى . لا نستشهد بما كتبه الشيعة فى أئمة السنة ولا بما كتبه السنيون فى أئمة الشيعة ، بل نبحث تاريخ كل طائفة من خلال تراثها . أما كتاباتهم فى أديانهم الأرضية وما فيها من إفتراء وأكاذيب على الله جل وعلا ورسوله ودينه فنحن نعتمد على تلك الأسفار والكتب نفسها . وليس مهما عندنا شخص البخارى وما كتبه المؤرخون عنه . المهم عندنا هو ( كتاب البخارى ) وما فيه من افتراءات على الله جل وعلا ورسوله ودينه . ليس مهما عندنا المكتوب عن الشافعى بل المهم عندنا كتاب ( الأم ) للشافعى ورسالة الشافعى ، وهكذا فى موظأ مالك وكتب ابن حنبل وابن تيمية وغيرها من تراث الشيعة والتصوف .
3 / 8 : نعلن الحق بكل قوة حتى لا يحيق بنا اللعن ، ثم نعرض ما أمكننا عن المشركين ، وقد نغفر ونصفح ، وقد نرد على السيئة بمثلها ، وكل هذا فى إطار العدل والاحسان : (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( الشورى 39 : 42)
3/ 8 : فى كل الأحوال فما نعرضه من القرآن يضع القارىء المسلم فى مواجهة مع نفسه ، بعضهم يفيق من غفلته وينطبق عليه قوله جلّ وعلا : ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ( الحشر 21 )، وبعضهم يثور غاضبا ،وبعضهم يلوم وقد يتوب ويئوب .
أخيرا
1 ـ السّب المنهى عنه هو التجنى وقول الظلم فى حق المشركين وآلهتهم . هو التحامل عليهم بما ليس فيهم . هذا منهى عنه فى القرآن الكريم . المفروض فى المسلم أن يقول الحق والعدل فى حق العدو والقريب:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) (النساء 135 ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المائدة 8 ). ينطبق علينا إتهام السّب لو تقولنا شيئا على البخارى ليس موجودا فى كتاب البخارى ، أو زعمنا أن الشافعى قال ، ويكون الشافعى ما قال . ولكننا نعتمد على كتب الأئمة الموثقة والمعتمدة والتى يعتمد عليها أتباعهم . ثم نحتكم فيها الى القرآن الذى نؤمن به جميعا ، أو المفروض أن نؤمن به جميعا.
2 ـ أى ما نقوله ليس سبّا بل هو تحليل وتدبر لآيات القرآن الكريم . والوعظ بالقرآن الكريم والاحتكام اليه هو جوهر الحكمة والموعظة الحسنة. ثم بعد توضيح الحق والاعراض عن الجاهلين فإننا نحترم حق كل انسان فيما يختاره لنفسه، ونرضى له ما يرتضيه لنفسه.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراسات ( السفلى ) فى جامعة الأزهر الحلقة الأولى
- التأصيل القرآنى لمفهوم ( الفتنة )
- من علوم القرآن:القرآن والواقع الاجتماعى(19)(وَنَبْلُوكُمْ بِ ...
- حدود الإلزام في تشريعات الاسلام : ( 4) إلزام السلطة الاجتماع ...
- حدود الإلزام في تشريعات الاسلام :( 3 ) الإلتزام الفردى أساس ...
- نداء الى أهل التنوير فى كل مكان : انطلاق صفحة اهل القران علي ...
- القاموس القرآنى : ( وهب )
- حدود الإلزام في تشريعات الاسلام: (2 ) فى العبادة
- حدود الإلزام في تشريعات الاسلام: ( 1) فى العقيدة
- مفهوم دولة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
- التمكين وتطبيق الأمر بعمل المعروف والنهى عن عمل المنكر
- تطبيق الأمر (بعمل المعروف )والنهى عن (عمل ) المنكر
- المعروف فى التشريع الاسلامى
- مفهوم المعروف القيمى الأخلاقى
- تأصيل المنكر بين الحلال والحرام والفحشاء والمكروه
- تأصيل مفهوم المنكر
- من تحريف الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الى الاستبداد والتف ...
- تأصيل مفهوم الأمر بين التحكم والالتزام الطوعى
- تأصيل مفهوم الأمر قرآنيا :
- القاموس القرآنى : (فاجر ، فجرة ، فجّار ، فجور.)


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ )