أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى : (فاجر ، فجرة ، فجّار ، فجور.)














المزيد.....

القاموس القرآنى : (فاجر ، فجرة ، فجّار ، فجور.)


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفجور قرين الكفر والفاجر بمعنى الكافر
1 ـ فى كلامنا العادى نستعمل مصطلح الفجور على ارتكاب الفواحش ، ويقال للمرأة من هذا النوع إنها (فاجرة ). ويقال (فاجر ) للرجل الجرىء على ارتكاب المعاصى . وفى العصر العباسى صنعوا حديثا يجعل من صفات المنافق أنه إذا ( خاصم فجر ) أى بالغ فى الخصومة . ولكن مصطلح الفجور يأتى فى القرآن قرين الكفر أحيانا وفى التعبير عن الكفر المتطرف أحيانا أخرى ، كما يأتى مقابل التقوى والايمان .
2 ـ وفى البداية ، فقد خلق الله جل وعلا النفس البشرية وسوّاها وألهمها فجورها وتقواها : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )( الشمس ـ 8 ـ ) أى جعلها تقبل الفجور والتقوى ، وعلى الإرادة الانسانية العليا أو الأنا العليا أو الضمير أن يفلح فى تزكية نفسه ويسمو بها ،ويمكن أن يموت الضمير أو يغيب أو يغفل الانسان أو يتعوّد المعصية فتهبط به نفسه الى مستنقع الفجور ،أى الكفر والفسوق .
3 ـ وللتربية عامل هام وللبيئة ايضا . فقوم نوح لبث فيهم نوح ألف سنة إلّا خمسين عاما يدعو للسمو بأنفسهم بالايمان والعمل الصالح ، وخلال أجيال منهم تعاقبت لم يؤمن معه إلا القليل ، فدعا ربّه جل وعلا بهلاكهم : (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) (نوح ـ 27 ).جاء هنا الفجور مقدما على وصف الكفر ، وجاء وصف الكفر بصيغة المبالغة :( وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا )
4 ـ ويوم القيامة ستكون المقارنة بين الفائزين والخاسرين ، فيوصف الخاسرون أحيانا بالفجور . ومثلا ، فالفائزون تسطع وجوههم بالنور: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ) بينما تعلو الظلمة والغبرة وجوه الفجرة (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) (عبس 38 : 42 )
وبينما يعلو كتاب أعمال الصالحين الى أعلى عليين : (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ )(المطففين 18 : 20 ) يهبط كتاب أعمال الفاجرين الى أسفل سافلين (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) ( المطففين 7 )، وبينما يتمتع الأبرار بالنعيم يعانى الفجّار من عذاب الجحيم : ( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) (الانفطار 13 ـ 14 ).لذا لا يتساوى فى ميزان العدل وفى يوم القيامة المؤمن التقى بالفاجر : ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) (ص 28)
5 ـ يبقى التأكيد على أن هذه الصفات من التقوى والفجور هى التى نكتسبها بأنفسنا ولأنفسنا وبكامل إختيارنا . وهذا عكس الحتميات الأربع : ( الميلاد والموت والرزق والمصائب ) التى لا مفرّ منها لكل فرد ، ولكن لا حساب عليها ولا عقاب. ومثلا فإن لون البشرة من الحتميات ومعها ملامح الوجه والجسد . وقد تتمنى فتاة لو كان لونها كذا أو كذا فى هذه الدنيا . ولكن هذه الدنيا بكل حتمياتها وإختباراتها تنتهى سريعا بموت كل فرد ، وفى فترة حياته القصيرة فى هذه الدنيا يستطيع بإرادته الحرة أن يكون وجهه مضيئا منيرا يوم القيامة خالدا مخلدا فى الجنة ، كما يستطيع أيضا بارادته الحرة أن يكون يوم القيامة فاجرا مظلم الوجه معذبا فى الجحيم ابد الآبدين ، يقول جل وعلا : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( آل عمران 106 : 107 ) ويقول جل وعلا (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( يونس 26 : 27).
أنت وما تختار لنفسك .إن شئت كنت فاجرا يوم القيامة وإن شئت كنت تقيا ، يتوقف الأمر على تزكيتك وتطهيرك لنفسك أو السقوط بها . وهنا نسترجع قوله جل وعلا : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )( الشمس ـ 8 ـ )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسكر وحرامية الفراخ .! من سرقة السلاح الى سرقة الفراخ .!!!
- التحقيق فى جريمة قتل غامضة حدثت عام 99 هجرية
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (18)(وَيَرْزُقْهُ م ...
- الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى لمحة قرآنية عامة
- مقدمة كتاب ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بين الاسلام وال ...
- الصمد
- ( الحلف ) :خاتمة : تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين
- الحلف:(17) ليس فى الاسلام دعوة لاقامة دولة..فليبحث الاخوان ع ...
- الحلف كذبا(16)الاخوان المسلمون طلاّب دنيا ويكفرون بالآخرة
- الحلف كذبا (15) شريعة قريش والوهابيين السلفيين رفضت القرآن ا ...
- الحلف كذبا (14) شريعة قريش والسلفيين ظلمت رب العالمين :
- الفارق بين الشهيد والمقتول فى سبيل الله جلّ وعلا
- عسكر ..وحرامية
- التداخل بين مفهومى النبى والرسول
- الحلف كذبا( 13 )(من قريش الى الوهابيين فى خلط السياسة بالدين ...
- الحلف 12 (لهو الحديث) من قريش الى الوهابيين والسلفيين والاخو ...
- الحلف:( 11)التشابه بين السلفيين والمنافقين فى رفض الاحتكام ا ...
- الحلف بالله جل وعلا كذبا:(10 ) إنتشار مساجد الضرار فى بلاد ا ...
- الحلف :(9 ) مساجد الكفر محورالتشابه بين معظم المسلمين ومشركى ...
- الحلف:( 8 ) التشابه بين الاخوان ومنافقى الصحابة فى حرب الاشا ...


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى : (فاجر ، فجرة ، فجّار ، فجور.)