الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة الاخيرة

سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 08:42
المحور: الادب والفن
    

التحق نائب ضابط حاتم بعد انتهاء اجازته وقدعزاه بمصابه الجلل الضباط والمراتب والجنود عدا العقيد سعيد المصلاوي الذي لم يكن متواجدا في حينها وكان غاضبا منه لانه اخذ اجازة بدون موافقته... وكان يتهدد بانه سينتقم منه ... وسينقله عند وصول أي طلبية نقل وسيضع اسم حاتم في اول قوائم النقل خاصة اذا كانت النقلة الى الوية المشاة او وحدات المغاوير ... تهديده يصل الى اسماعنا بواسطة شلة العقيد ومن مهامها النفاق والتهويل بنقل المعلومات والتي لم يلتفت اليها حاتم ولم يعيرها اي منا اية انتباه .... لاننا نعرف ان التنقلات بيد امر الوحدة اولا وضابط الامن والتوجيه السياسي ..... اليوم صدف نزول العقيد سعيد ويوم نزوله فرحة لمنتسبي شعبته لانهم يتخلصون من كابوس ثقيل ولو ليوم واحد لان نزوله بين يوم ويوم ويوم مبيته يهرب باخر الليل واليوم يبدو انه قد نزل مبكرا وهي فرصة لشعبة السيطرة لكي تتنفس وترتاح فقد ضيق هذا العقيد انفاس منتسبي شعبته وشدد مراقبتهم .... وبقي حاتم لان نزوله كل يومان بقاء ويوم نزول ..
في اليوم الثاني حضر العقيد مبكرا لانه لا يستطيع التاخر عن العرض الصباحي خوفا من العميد الركن امر الوحدة ..
بالرغم من أن العقيد سعيد المصلاوي مدير الشعبة التى يعمل بها نائب ضابط حاتم والمعاملات الرسمية تتطلب مراجعة العقيد للتوقيع ولكن حاتم تحاشى التقرب منه حتى اذا حتم العمل ان يدخل على العقيد لتوقيع اوتمشية معاملة ما .....أستعان بزملاءه بالتعويض عنه حتى لا يلتقي بالعقيد.. ومرت الدقائق ثقيلة كانها ساعات ... وقبل انتصاف النهار حدثت جلبة وضوضاء في مقر
الوحدة ثم حضرت سيارة اسعاف عسكرية ونقلت .....
العقيد سعيد المصلاوي الذي سقط فجاءة فاقدا للوعي وتم الاتصال بالاسعاف و نقل العقيد سعيد الى مستشفى الرشيد العسكري ..!!
بعد صلاة العصر عرفنا بان العقيد سعيد المصلاوي مصاب بجلطة بالدماغ وهو في حالة خطرة ...في العناية المركزة
يا سبحان الله ..... ...قبل ايام قلائل امتنع هذا العقيد عن منح أي اجازة او حتى مساعدة لنائب الضابط حاتم برغم خطورة حالة والده وقال له مغرورا بنفسه : حتى لو مات ابوك ماذا ستفيده؟؟
وكم تهدد وتوعد لانه منح اجازة من غير موافقته ...ياسبحان الله ويالعدل السماء العقيد سعيد المصلاوي يشرب من نفس الكاس .. الذي شرب منه ابو حاتم ..يالعدالة السماء .... انه عدل الهي ...نظام حياة دقيق ...وحسابات دقيقة من صنع الباري ...حسابات دقيقة منظمة لا يشعر بها الانسان ....لكل شيء حساب واسباب ...نعيش وفق نظام دقيق ولكن تغرنا الدنيا كثيرا ولا نفكر بالاخرين ولكن الله رقيب ؟؟
معسكرنا ضمن حدود مدينة بغداد وكان الضباط ينزلون لاهلهم بين يوم ويوم والنواب ضباط والمراتب يومان مبيت ويوم نزول وقد امتنع الكل عن زيارة هذا العقيد بأيام نزولها لانه لا يستحق التقدير والاحترام لان قلبه قاسي والجميع ضباط ونواب ضباط ومراتب يكرهون هذا العقيد لانه لم يقدم مساعدة لاحد ولكن اقترح احد الاصدقاء اقتراح على حاتم وايده كل الزملاء وهو ان يقوم حاتم بزيارة العقيد في المستشفى ؟؟وعندما استغرب البعض قال لهم الشخص المقترح ليس حبا او تملقا فهو لا يستحق لا احترام ولا انسانية لانه غير انساني ولكن ارجو من الاخ حاتم زيارته حتى يعرف بدون ان ينطق حاتم... ان الله على كل شيء قدير فان ترحم ترحم وان تظلم تظلم وربما تكون درسا قاسيا له وقد اقتنع الكل وفعلا ذهب حاتم الى مستشفى الرشيد العسكري وبحث عن هذا العقيد وزاره ...
وحكى لنا في اليوم الثاني عن احراج العقيد عندما زاره حاتم وقال ايضا::
لقد زاد صفار وجهه وكان يسأله دائما لماذا مات ابوك ؟ هل كانت حالته خطرة؟؟ ماذا كان يشعر انا..انا لم أكن اتصور انه فعلا مريض !!
فيقول حاتم لم اطرقت الى الارض ولم اجبه على اسئلته وكنت انظر اليه باشمئزاز لاني شعرت بوقتها بضئألة هذا العقيد واصبح أمامي اصغرمن اي قزم وكم هو ذليل وضيئل وصغير بعقله وانه فعلا غير محترم وان القدر والله سبحانة وتعالى قد نصرني عليه ليس شماته ولكنه تكبر وتجبر فخذله الله سبحانه وتعالى لانه يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير...
بعد أن طالت ايام مرض العقيد في المستشفى وحالته اصبحت ميؤس منها فعين مدير جديد لشعبة السيطرة وقد انتقل اغلب منتسبيها الى شعب ووحدات اخرى وتفرق الجميع ....لان ثبات الحال من المحال .
النهاية

سمير بشير النعيمي

#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل