أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة7 للكاتب العراقي الكبير سميربشيرالنعيمي














المزيد.....

الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة7 للكاتب العراقي الكبير سميربشيرالنعيمي


سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 22:25
المحور: الادب والفن
    


اخيرا وصلنا .. مدينة العمارة ..وحمدنا الله كثيرا على سلامة وصولنا
كان الظلام الدامس والدخان يغلف اجواء مدينة العمارة
..اجواء الحرب ورائحة الموت بادية عليها ... نسمع اصوات المدافع ونرى وميضها ... اذن الحرب قريبة هنا ...... فرقنا الشاحنات على مسافات متباعدة وترجلنا مفترشين ربوة وجلسنا على الارض منتظرين ماتسفر عنه مراجعات المقدم للوحدات العسكرية للاستعانة بجنود شغل يساعدونا لتفريغ حمولة شاحناتنا.
جلسنا على الارض بعيدا عن خطر الشاحنات والطائرات بعيدا عن القلق والرعب وفكرت بمن حولي عسكريين من مختلف مدن العراق ومختلف الافكار والعادات والثقافة وقد جمعتنا العسكرية بعيدين عن اهلنا واطفالنا واحبابنا ...تاركين حلاوة ونعومة الحياة وفارقنا احلامنا واحلام نومنا بحجرة وثيرة الفراش فاخرة الرياش ودفيء الفراش وجلسنا هنا بهذا الظلام على الارض لا نعرف مصيرنا وهل سنعود الى بغداد سالمين بعد انجاز مامؤريتنا ام ستكون نهايتنا بمدينة العمارة ...ومن يسلم جثثنا الى اهلنا ؟؟؟ ومن يكترث بنا ...صحيح اننا نلبس هوية تعريف من المعدن حفرت عليها اسمائنا و كانها قلادة تزين رقاب العسكرين ولكن كثيرا ما تفقد هذه القلادة وخاصة في الهجومات وحرائقها المستمرة وتوضع في خير محلها عند أخلاء الجرحى او الشهداء بدون قصد في رقبة شهيد او جريح اخر لا تعود له وتذهب جثث الشهداء لمكان غير مكانها
ومنهم من يضيع على اهله ويدرج( مفقود )
...الانسان الذي فضله الله على باقي المخلوقات وجعله خليفته بالارض .... ويتجبر ويتكبر.....ومنهم من تقوده صدف الحياة ليتسلط على رقاب الناس ......ياتيه يوم يلقى بقارعة الطريق كأي جيفة .........وكثيرا ماتنتهي حياة العسكرين العراقيين المشاركين بهذه الحرب بالموت ولا يحضى حتى بقبر!!! وانما يغادر هذه الحياة بكلمة واحدة (مفقود)!!!!
قطع علي حبل افكاري صوت احد السواق المدنين ينادينا :
-ــ رجع مقدم برزان ....!!!
بأت كل مراجعات المقدم برزان للحصول على جنود الشغل من بعض الوحدات القريبة لتفريغ حمولة شاحناتنا بالفشل .. فلم يلبي طلبه احد ولم يستطيع الحصول على جندي واحد ...فقررنا بالاتفاق مع المقدم ان نأمن شاحناتنا للمبيت في اماكن متفرقة والصباح رباح ......
توزعنا مع الشاحنات بالاختباء والاختفاء في اماكن متفرقة من ازقة مدينة العمارة مستغلين ظلام الليل والاوامر الصارمة باطفاء الاضوية
حاولنا النوم بالسيارات ومنهم من نام على الارض ومنهم لم تغمض جفناه ابدا ومع اول تباشير الصباح المليء بالدخان والكأبة
وأصوات هدير المدافع كان اكبر همنا وكل ما يشغل بالنا هو كيف نتخلص من حمولة الشاحنات وتفريغها باسرع وقت حتى يتسنى لنا الخلاص من هذا الجو الخطر والمرعب والعودة الى بغداد سالمين امنين . باذن الله .
جنود نا المرافقين لنا كان عددهم عشرة ومنهم من اصيب بخدوش وجراح في قصف علي الغربي و لانريد ان نكلفهم فوق طاقتهم برغم جراحهم البسيطة ...وحاول المقدم برزان مرة اخرى طلب مساعدة بعض الوحدات العسكرية بالاستعانة بجنودهم ولكنه اصطدم بالاوامر العسكرية الروتينية فقد طالبت الوحدات المقدم كتاب رسمي يستندون عليه لاستخدام جنود الشغل غير المسلحين من وحداتهم العسكرية لمساعدتنا .. لان الحالة حالة حرب والظروف استثنائية وممكن يستشهدون او يتعوقون وتضيع حقوقهم ويتسبب خروجهم مسأئلة قانونية من المصادر العليا .. وعجز المقدم عن اقناع امراء الوحدات او تغاظيهم عن الكتاب لبعده عن وحدته العسكرية .! .
وبعد الظهر لم يياس المقدم من مراجعة وحدات اخرى للحصول على جنود شغل من الوحدات العسكرية ولكن ايضا لم يلبي له احد الطلب .. الوقت يسير ببطء والمقدم لم ينجح بالحصول على جنود يساعدون في افراغ حمولة الشاحنات .والوقت يمضي بسرعة والمقدم في مراجعات وتوسلات ولكنه لم يحصل على وعد .. وانتهى النهار وارخى الليل سدوله وعدنا ادراجنا لنبحث عن مكان أمن لمبيت شاحناتنا !!
عند صباح اليوم الثاني اقترح علينا احد جنودنا من مدينة العمارة ان نذهب الى مراكز الشباب في العمارة ونطلب فزعتهم ونخوتهم واهل العمارة عرب اصلاء ولا يردون طلبنا ....وراجعنا مراكز الشباب وكان حسن ضننا صادقا باهلنا ابناء العمارة البطلة فقد اكرمونا وارسلو معنا شباب كثيرين بعمر الورود هم بالاصل رياضيون من احد مراكز الشباب ...واخذ الشباب ينزلون الحمولة بكل همة ونشاط وكانو يتمازحون بعفوية ونزق الشباب وانزلو اغلب السيارات المتبقية وخاصة صناديق العتاد وادخلوها المخزن في سقيفة محصنة وكانو يغنون ويرقصون ويزداد حماسهم كلما انتهو من شاحنة ولم يتبقى غير ثلاث سيارات تحتوي على مواد بسيطة مثل الملابس والخيم وقدور الطعام وغيرها من المواد ....
و فجاءة سمعنا صوت صفارات الانذار تعلن عن وجود غارة وهرولنا باتجاهات مختلفة ...وماكدنا ناخذ وضع الانبطاح !! حتى دوت اصوات انفجارت وايضا اصوات مدافع مقاومة الطائرات وأهتزت الارض وصوت الطائرات تلقي حممها واصوات صراخ وغطت السماء هالة كبيرة من الدخان والاتربة واختلط الحابل بالنابل ووصلت بعض من الشظايا قريبة من وجهي وانا منبطح على الارض وقمت بالنظر الى هذه الشظية الملعونة التى تقتل البشر ..انها قطعة معدنية صغيرة ومن شدة الحرارة والعصف اصبحت كانها جمرة من النار تثقب جسم الانسان وتقتله في الحال وخاصة في الاماكن الخطرة من الجسم وبعد لحظات بردت هذه القطعه الحديدية وانطفات هذه الجمرة ورفعتها بيدي وتاملتها اصبحت سوداء مسننة كانها حافة شفرة حادة !!! ....

الىاللقاء مع ح-8



#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي6 للكاتب العراقي سمير بشير النعيم ...
- الوطن غالي والتفريط به خيانه لا تغتفر
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة5 للكاتب العراقي الكبير سم ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي4
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 3
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 2 للكاتب سمير بشير النعيمي
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح1
- ذكريات منصرمة في ذاكرة السنين |||قصة
- نهنىء انفسنا لاننا منتمين للحوار المتمدن للفوز الرائع بجائزة ...
- حول قانون التقاعد العسكري العراقي !!
- الطبيب انسان قبل ان يكون جراح
- الامة العربية والاسلامية كلمات خفت بريقهاغ
- لكم دينكم ولي ديني
- بناتي العزيزات مع خالص محبتي واعتزازي قصة قصيرة
- الحجامة انفع دواء لكثير من الامراض
- الحب والعشق قبل الزواج | بحث
- الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة
- حب تحت المطر قصة قصيرة


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة7 للكاتب العراقي الكبير سميربشيرالنعيمي