أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 11














المزيد.....

الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 11


سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


الحرب والعقيد سعيد المصلاوي-11

سمير بشيرمحمود النعيمي
كانت برامج اذاعة بغداد قبل ايام الحرب كباقي اذاعات العالم تبث الاغاني الجميلة الرقيقة التى تعطي الامل و البهجة والتفائل وحسب برنامج خاص يعد حسب الاوقات والمناسبات فمنها الصباحية الى تدعو للحب والعمل وتشرح النفس وتعطي المستمع نشوة وسعاده وتشعره بالامل وحب الحياة والوطن وتعطي العزم لبدء يوم جديد يبدأ بالتفائل والاحاسيس الرقيقة المرهفة ...حيث تصدح فيروز باغانيها الرائعه بصوتها الملائكي الحنون وهي تغني ..كتبنا وماكتبنا ..او حبيتك بالصيف حبيتك بالشتي...او انا وشادي وياطيرالطاير ..واغاني كثيرة اخرى او نسمع المغني العراقي احمد سلمان الذي يسموه المطرب السياحي لانه غنى للمصايف العراقية ولجمال طبيعته الخلابة وخاصه اغنيته الصباحية ..صباح الخير على بلادي ..على دجلة وعلى الوادي...على الاشجار ..على الاطيار ....او مطربين عرب وهم يغنون على شط العرب سحنا.....اوكارم محمود وهو يغني على شط بحر الهوى رسيت مراكبنا والشوق جمعنا سوا احنا وحبايبنا
سبنا البلاد كلها وعشنا وحدينا كرهنا ناسها واهلها يتحكموا فينا
لافي عواذل عندنا ولا حد جارحنا عايشين فجنه لوحدنا والسعد جارحنا والشوق جمعنا سوا احنا وحبايبنا
أو نسمع اغنية محمد قنديل ياحلو صبح ياحلو طل ياحلو صبح نهارنا فل من اد ايه وانا بستناك وعيني ع الباب والشباك عشان اولك واترجاك ياحلو صبح
أو اغنيته الاخرى بين شطين وميه
هذه الاغاني الحلوة البديعه كانت تقدم تقريبا بين الساعه السابعه صباحا وحتى الثامنه ونحن نتهيأ لمغادرة بيوتنا للمدرسة بالنسبة للطلاب او للعمل بالنسبة للموظفين وقد حفظناها عن ظهر قلب وحفظنا غيرها لجمال كلماتها وحلاوتها فنشعر بالسعادة حين سماعنا لهذه الاغاني الصباحية التفأؤلية وأغاني اخرى تعودنا سماعها صباح كل يوم بل نكاد نعرف الوقت حين بثها ...
كانت النفوس منشرحه وهي ذاهبه للدوام راضيه بما قسمه الله لها من رزق ونرى البسمه على شفاه الجميع لانهم مرتاحي البال وامنياتهم بسيطه واحلامهم لطيفة رائعة وحب التعاون وصلة الرحم قوية لا تشغلهم اطماع الدنيا.....
الوظائف متوفرة حسب الشهادة بدون واسطات او رشاوي والخريجين لا يتعبون انفسهم بالركض وراء سراب واكاذيب بالتعين فوزارة التخطيط تصلها اسماء الخريجين كل عام وتوزعهم حسب اختصاصاتهم على الشواغر في الوزارات والناس قانعة برواتبها لان كل شيء رخيص وليس هناك فرق كبير بين الغني والفقير فالكل ياكل لحم الضأن والكل ياكل الدجاج واجور النقل والسفر والحج بسيطه ...كل شيء يجعلنا نحب وطننا ونشعر بالامن والامان والاطمئنان على مستقبلنا ومستقبل عوائلنا... الشهادة المدرسية لها قيمتها في التعين وفي المناصب الوظيفية وحتى في الدوائر العسكرية ولكل عسكري او موظف مدني له الحق في الحصول على قطعة ارض في مسقط راسه بعد تقديم معاملة اصولية للحصول على قطعة ارض ويساعده المصرف العقاري في بناءها بمنحه قرض ويسلمه المبلغ على شكل دفعات لاكمال بناء داره ويستقطع من راتبه مبالغ زهيدة شهريا لذا نرى الاقتصاد العراقي مزدهر لان حركة البناء والعمل مستمرة وكل موظف مدني او عسكري وحسب درجته وشهادته واستحقاقه هو مشغول في ترتيب اوضاعه وتحسين حالته الاجتماعية والمادية بشرف وبعرق جبينه والمدن العراقية تتوسع وتتقدم بتقدم العمران والبناء والهدؤء والامان يعم العراق جميعه وكل عراقي تراه يعمل بهمة ونشاط لان مستقبله ومستقبل اطفاله مضمون وهو التعيين باحد دوائر الدولة ثم استلام قطعة الارض وبناءها والسكن بها مع اطفاله وزوجته واذا كان شاطر استطاع توفير مبلغ لشراء سيارة فيصبح اسعد انسان ..... هذه كانت اغلب احلام العراقيين وتحقيقها لم يكن صعبا على الكثير من العوائل لاني استطعت انا بتوفير بسيط شراء سيارة هلمن قديم موديل 58 بمبلغ مائتي دينار قضيت بها فترة ثم بعتها ....ولكن مع كل الاسف هذه الا حلام الصغيرة تبخرت جميعها وتبدلت النفوس وتعكرت وخرب الاقتصاد وعمت الفوضى وتبخرت قيمة الشهادة المدرسية وتغيرت الاسعار وزادت اسعار مواد البناء والنقل بسبب الحرب وما صحبها من ويلات وتغيرت اغاني الحب التى كانت تذاع بالاذاعه واصبحت الاناشيد الحماسية واخبار المعارك هي التى تطغي على البرامج واصبح انشغال المواطن بعيدا عن الاحلام وتكوين المستقبل وفقدت الابتسامه التى كانت على شفاه الوجوه بل تحول الملبس الزاهي الملون الذي يعطينا الالوان البهيجة للحياة الى اللون العسكري واصبح اغلب الشعب عسكريا تعلو وجوهه الكأبة لان الدولة انشغلت بتوفير السلاح والتهيء لاستيراد مواد القتال وليس مواد البناء والتعميروتبخرت احلام المواطن من تكوين بيت سكن؟ لان الحصول على ارض اصبح امرصعب بل مضحك لان المواطن اصبح لا يفكر حتى بالزواج لانه يسترك اولاد يتامى بل اصبح تفكيره من سيعيل خواته وامه وابيه ان مات هو واخيه بالجبهة ...وتوقف البناء والتعمير لان الشباب دعي للخدمة العسكرية وتوقفت المصانع عن العمل توقف بل منع السفر واصبحت فكرة الموت هي التي تدور في اذهان العراقيين ... ان الحرب هي ليس دمار للعمران وللبناء وللبنية التحتية فحسب وانما هي دمار وتدمير للنفوس والابدان والافكار وللاحلام وقتل التفائل والحب والتعاون وابعاد صلة الرحم وموت المشاعر وكره الحياة
وتبقى ارهاصات وعقد الحرب وما تجره من ويلات وهموم ومصائب لسنين طويلة لا يشعر بها الا من تمر عليه الحروب والهموم والمصائب.. !!!
الى اللقاء مع ح-12



#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 12
- التاريخ الاسود للعلاقات الروسية الصينية.... والعالم الاسلامي ...
- التاريخ الاسود للعلاقات الروسية الصينية.... والعالم الاسلامي ...
- التاريخ الاسود للعلاقات الروسية الصينية والعالم الاسلامي 4
- التاريخ الاسود للعلاقات الروسية الصينية والعالم الاسلامي 3
- التاريخ الاسود للعلاقات الروسية..الصينية والعالم الاسلامي 2
- التاريخ الاسود للعلاقات الروسية ...الصينية والعالم الاسلامي ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 10
- رغم المظاهرات العديدة لم يخرج الشعب بنتيجة
- رجل غير محترم من الزمان الغابر قصةقصييرة من الواقع
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 9
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح8 للكاتب العراقي الكبير سميربشي ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة7 للكاتب العراقي الكبير سم ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي6 للكاتب العراقي سمير بشير النعيم ...
- الوطن غالي والتفريط به خيانه لا تغتفر
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة5 للكاتب العراقي الكبير سم ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي4
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 3
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 2 للكاتب سمير بشير النعيمي
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح1


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 11