انتفاضة اذار /1991 عززت ثقتي بشعبنا لانها اول كفاح ثوري في العالم بعد الهيمنة الامبريالية على العالم

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 13:17
المحور: سيرة ذاتية
    

انتفاضة اذار 1991 عززت ثقتي بشعبنا لانها اول كفاح ثوري في العالم بعد الهيمنة الامبريالية على العالم
عقد مؤتمر قوى المعارضة العراقية بعد انتهاء الحرب العرقية الايرانية, في بيروت في اذار/ 1991 , ودعي زكي خيري اليه لوحده ولم يكن بمقدورنا فرض ذهابي معه حتى ولو على حسابنا. واذا بانتفاضة اذار الشعبية المجيدة تتفجر ضد النظام الدكتاتوري!! فدعا زكي خيري وشاعرنا الكبير الجواهري المجتمعين الى الذهاب فورا الى بغداد مع وفود صحفية عالمية للمساهمة في الانتفاضة الشعبية!! ولكن الاحزاب والمنظمات الاخرى جميعها سخرت من المقترح ولم يعرض للتصويت, بل ولم يسمح لزكي خيري حتى بالقاء مداخلته. الامر الذي المني كثيرا لانني لم اصر على الذهاب معه الى بيروت رغم كل الصعوبات , لكنت الى جانبه في معركة من اهم معارك حياتنا ولم يكن بامكان زكي خيري خوضها لوحده وهو في الثمانين من العمر.
وتابعنا بحرقة اخبار الانتفاضة وهي اذ تعكس عمق الاصالة الثورية للشعب العراقي ومبررات كل ثقتنا بقدراته على تحدي المحن فاننا ندرك كل ما تحمله من اسباب فشلها وفي مقدمتها غياب القيادة السياسية الميدانية, فضلا عن دور القوات الامريكية,في دعم النظام ومساعدته على محق قواها بالغارات الجوية. وقدرنا دورها الطليعي كاول كفاح ثوري في العالم, بعد انهيار المنظومة الاشتراكية , رغم فشلها في تحقيق اهدافها وكل تضحياتها.
فكتبت عنها,
ان كل تحليل للاحداث السياسية في اي بلد يكون فجا اذا لم ينطلق من تحليل الوضع العالمي ومن الادراك العميق لوحدة مصير العالم وتكامله, رغم كل تناقضاته . وكل عزل لقضيتنا عن المجرى العام للاحداث العالمية يغلق امامنا الرؤية الصحيحة ويحمل شعبنا المزيد من المخاطر والكوارث ويحولنا الى جماعة بائسة تجتر الامها.ان النظام الدكتاتوري في العراق هو من اكثر الانظمة رجعية في العالم التي تشكل عقبة امام تحقيق تحررالبشرية . ففي عدوانه على الكويت واصراره على خوض الحرب التي خططت لها الامبريالية الامريكية لبسط هيمنتها على المنطقة وتصعيد سباق التسلح, قدم اكبر خدمة لاعداء البشرية واضعف ثقة الشعوب بامكانية تحقيق السلام. ومهما بدى من تناقض بين قادة الدول الامبريالية وصدام الذي بلغ حد الحرب , فان صدام يقف في معسكرهم ضد طموحات شعبنا وطموحات البشرية.
جاءت انتفاضة اذار المجيدة تعبيرا عن رفض شعبنا للنظام الدكتاتوري وسياساته الخارجية والداخلية المعادية للشعب العراقي والشعوب العربية وللانسانية. وتفجيرا للحقد الذي تراكم خلال ما يقرب من ربع قرن على حكم ارهابي سلب الشعب كرامته وحريته وكبده خسائر جسيمة بالارواح ومنجزات اجيال وتكبيل اجيال مقبلة. فلم يكن شعبنا بحاجة الى من يحرضه على الانتفاضة !! فقد فجر الانتفاضة الجنود الملاحقون بالموت وعار الهزيمة في الكويت التي لم تكن نتيجة تخاذلهم او بخلهم بالتضحية , وانما نتيجة زجهم في حرب لم يكن لهم رأي فيها وفي ظروف انتحارية مهينة بقرار من الدكتاتور المغامر بارواحهم وبحرمة الوطن وبكل المباديء القومية التي يتشدق بها. وتبددت جميع الاحلام التي كان يخدر بها يقظتهم وانسانيتهم. وتجسدت امامهم معاناة السنين الماضية بحروبها المفتعلة ومأسيها الطويلة , فحطمت حصون الخوف التي بناها بارهابه الدموي في قلوب المجندين وتأججت روحهم الابية لتثأر لكرامتهم المهانة وفي تفجر جميع القيم الانسانية والشخصية حاربوا النظام. والتحمت معهم الجماهير التي طال انتظارها لهذه اللحظة الحاسمة وعزز ثقتها بقدراتها بتلاحمها مع الجيش. واستعرت الانتفاضة لتشمل العراق من جنوبه الى شماله, ولتغمر جميع فئات الشعب بمن فيهم اعداد من حزب البعث الحاكم ولاسيما الشبيبة. ولم يقف في مواجهتها سوى جلاوزة النظام من القتلة المحترفين واعداء الشعب. ولاول مرة يجمع الشعب العراقي بعربه وكرده وجميع قومياته وطوائفه على رفض النظام القائم والعمل على اسقاطه ولاول مرة تتوفر له الاسلحة الضرورية التي كانت بحوزة المجندين الثائرين. ومع ذلك فشلت الانتفاضة في تحقيق اهدافها

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل