أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - سيادة الأمة والسلطة الحاكمة














المزيد.....

سيادة الأمة والسلطة الحاكمة


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 13:12
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


سيادة الأمة والسلطة الحاكمة
تشير معظم الدراسات في القانون الدستوري أن أساس فكرة الدستور كانت لحماية الحقوق العامة والخاصة للأفراد تجاه تغول واستبداد سلطة الحاكم، إذ كان يرى بعض من منظري هؤلاء الحكام إلى إن الدولة تعني السلطة وإنها الوسيلة التي تميز بين الحاكم والمحكوم فمن يملك السلطة ويبسط نفوذه يكون حاكم بعنوان دولة ويبرر له ما يرتكب من أفعال، ويشرع لانعدام إرادة الإفراد، والحاكم اخذ أوصاف وعناوين متعددة منها التفرد الشخصي والاستحواذ الجمعي والتحكم الفئوي وكان وعاظهم يسوغون لهم أفعالهم بمسميات شتى منها القواعد العرفية أو المشروعية الثورية وغيرها ، ونتيجة لنضال الشعوب وسعيها للتحرر وتقديمها للتضحيات، ظهرت فكرة الدستور الذي ينظم السلطة وكيفية ممارستها والحقوق الأساسية للأفراد، وعدت هذه القواعد ذات علوية على جميع القواعد القانونية حتى إن بعض فقهاء القانون الدستوري جعلوا من فكرة جمود الدستور وسيلة لحمايته من الخضوع للإرادة السياسية المتغيرة للحاكمين في الدولة ، ثم تطور الأمر إلى وضع آليات حماية الدستور من الخرق ويرى بعض الفقهاء إن فكرة الحماية تلك أساسها حمايته من السلطة التشريعية لأنها تملك أدوات تشرع فيها قوانين فاعلة على الأرض والتي تنظم العمل اليومي للأفراد، لان القواعد الدستورية مبادئ عامة يدور في فلكها القانون الذي يشرع وأي خروج له يعد خرق ومخالفة دستورية ، ومن ذلك انطلقت فكرة الرقابة الدستورية على القوانين التي تعددت صورها بين الرقابة اللاحقة والرقابة السابقة او الرقابة السياسية والرقابة القضائية وهناك مسمى بالرقابة الشعبية ، وجميعها تهدف الى حماية الدستور من الخرق والانقلاب عليه من القائمين على السلطة وليس الخوف من الأفراد لان مصالح هؤلاء مع وجوده لا مع نقضه وخرقه ، ومثلما أشرت سلفا إن الحماية الدستورية وجدت لحماية الدستور من المشرع الاعتيادي الذي يشرع القانون وليس من التنفيذي لان المشرع (السلطة التشريعية) اذا ما شرع قانون فيه مخالفة لمبدأ دستوري ستوفر غطاء المشروعية القانونية لفعل السلطة التنفيذية ويكون التنفيذي بمنأى عن المساءلة القانونية عند اعتدائه على الحقوق الأساسية للأفراد ، أما التخوف من السلطة التنفيذية في هذا الباب يكاد يكون منعدم لان أي فعل تنفيذي فيه مخالفة لحكم القانون بإمكان صاحب المصلحة من الطعن فيه أمام القضاء العادي أو الإداري لنقضه أو إلغائه واغلب الدعاوى التي تقام على الدوائر والمؤسسات الحكومية تعد طعن في عدم مشروعية أداء السلطة التنفيذية تجاه المواطن ، وصدرت آلاف القرارات القضائية التي قضت بإلغاء او إبطال او تعديل قرارات وأوامر وزارية او إدارية صدرت من السلطة التنفيذية، ولهذا السبب يرى البعض ان الرقابة الدستورية (القضائية والسياسية ) توجه ضد السلطة التشريعية دون السلطة التنفيذية ويدعي بعض من لا يملك المعرفة تجاه العمل الرقابي للمحاكم الدستورية إن تلك المحاكم تساير العمل الحكومي دون التشريعي ، لان قصور المعرفة عنده خلق صورة غير حقيقية في ذهنه، إذ لو جال فكره في عالم القانون الدستوري لوجد ان القوانين التي حكم بعدم دستوريتها اقل بكثير من القوانين التي شرعت ونفَذَت لان عمل الرقابة الدستورية استثنائي ويكون عند الحاجة من أصحاب المصلحة ، وفي العراق لو اعددنا إحصائية لعدد القوانين التي شرعها مجلس النواب بجميع دوراته منذ فترة ما بعد عام 2003 ولغاية الآن لوجدنا نسبة القوانين المطعون في عدم دستوريتها لا تشكل إلا نسبة ضئيلة تكاد لا تذكر ، إلا ان أثرها وصداها يكون مدوي حينما توظف لمصالح حزبية او فئوية من المتصارعين في السلطة ، وفات على هؤلاء المتقولين ،إنهم إن كانوا في السلطة التشريعية التي تملك الرقابة على العمل والنشاط التنفيذي، قد قصروا في عملهم تجاه حماية سيادة الأمة من تغول السلطة التنفيذية لأنهم لم يمارسوا أدوارهم التي رسمها الدستور ومنها أهم وسيلة من وسائل العمل البرلماني وهو سحب وحجب الثقة عن الحكومة اجمعها او عن بعض إفرادها، اذ لم يبادر البرلمان ولو لمرة واحدة على اتخاذ مثل هذه الخطوة والجميع يظهر للإعلام ويبرر ان ذلك بسبب التوافقات السياسية وينسى دوره الذي أدى عليه القسم العظيم بان يحمي ويصون الدستور والحقوق ، لان القرار يتخذ منهم لا من سواهم وعليهم ان يبادروا الى مثل هذا الإجراء ان توفرت أسبابه، لكن سياسة الحفاظ على المكاسب والمصالح هي السائدة في لغة الصراع بين أطراف اللعبة السياسية ، فلا يجرؤ احد منهم على تلك الخطوة لان الآخر سيحل البرلمان وبالتالي سيفقدون الامتيازات التي سطروها لأنفسهم ، وبذلك قد ساهموا في خرق الدستور مما يبرر وجود الرقابة الدستورية على القوانين التي تمثل وسيلة الأمة في تعزيز سيادتها تجاه الحاكم على السلطة باي عنوان كان مشرع او تنفيذي أو كلاهما .
القاضي
سالم روضان الموسوي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية القضائية
- التحريض الصوري للموظف العمومي ومسؤوليته تجاه المواطن في تطبي ...
- هل يضبط القانون سلوك الإنسان ؟
- الإخبار عن الجريمة في ظل تعدد الأجهزة الرقابية
- كيف نثبت استقلال القضاء
- الدعم السياسي لاستقلال القضاء
- السكينة العامة حقُ لم يحترم
- الدور الرقابي لمجلس النواب و العلاقة مع السلطة القضائية
- دور القضاء العراقي في تعزيز السلم والأمن الاجتماعي
- صمت العالم حكمة وزعيق الجاهل حماقة
- حقوق المرأة في تطبيقات القضاء العراقي
- لماذا لا يقترح الشعبُ القوانينَ ؟
- القضاء العراقي يمنع السلطة التنفيذية من حجز الاشخاص
- الفصل بين السلطات .... والهيئات المستقلة
- حق الزوجة في طلب التفريق بسبب العنف الاسري
- مدى صلاحية المحكمة الاتحادية العليا في تفسير النصوص الدستوري ...
- كيفية وصول العدالة الى المواطن باقل كلفة واسرع وقت؟
- رجل الاعلام وحق النقد ( النقد المباح) في التشريع العراقي
- حق ميراث المرأة في قانون الأحوال الشخصية النافذ وتطبيقات الق ...
- حق الحصول على المعلومة حق من حقوق الإنسان


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - سيادة الأمة والسلطة الحاكمة