أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم علاء الدين - عودة الى مناقشة اليسار .. ما العمل ؟؟؟















المزيد.....

عودة الى مناقشة اليسار .. ما العمل ؟؟؟


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 10:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عودة الى مناقشة اليسار حول سؤال ما العمل ؟؟
لم اغير موقعي وانما غيرت العينين التي كنت انظر بها الى الواقع ... ولا جدال بان البؤس يحيط بنا من كل اتجاه (فقر وتخلف وامية وامراض وقمع وتسلط واغتصاب سلطة وفساد ورشوة ومحسوبية وصراعات طائفية وقبلية وفومية وعائلية)
واذا تحدثنا عن التعليم فحدث ولا حرج وكذلك الامر عن الثقافة والادب وعن الصحة والطبابة والزراعة والصناعة والعمران والقوانين والدساتير ... كل شيء .. كل شيء .. ربما نحتاج الى الاف المجلدات لوصف الحال المزري لما يسمى بامة العرب ... ولا اظن ان هناك خلاف على ذلك الا من زاوية الاعتراض على قتامة النظرة السوداوية لواقع اكيد انه ليس ورديا.
لكن السؤال التاريخي ( ما العمل ) الذي لم يستطيع الاجابة عليه معظم من انعم الله عليهم بنعمة استخدام القلم من اي طائفة كانوا في بلاد العرب ... ما العمل في ظل هذا الوضع المزري ... كيفية الخروج منه .. ما هي الاحتياجات والمتطلبات للخروج منه ... والى اين يراد الذهاب بعد الخروج منه ... الخ .. ويمكن صياغة الاسئلة باسلوب اخر اكثر سهولة للاستيعاب من قبل شعوب اكثر من نصفها امي والنصف الاخر هو امي ايضا رغم انه يجيد القراءة والكتابة وبعضه يحمل شهادات عليا .. الا من رحم ربي .
ما العمل .. كيف تتخلص الشعوب من جلاديها .. كيف تتخلص من الفقر .. كيف تتخلص من المرض ... كيف تقضي على الامية (الثقافية على الخصوص) كيف تقضي على الجهل .. كيف تاكل مما تزرع .. وكيف تلبس مما تصنع .. كيف تنشيء الطرق .. كيف تكون المدينة او القرية نظيفة .. كيف تتوفر الكهرباء .. كيف تتوفر المواصلات .. كيف تستثمر الثروات .. كيف تصنع الفكرة ... كيف تخترع .. كيف توظف طاقاتها .. كيف وكيف وكيف ...
لو راجعنا مئات الكتب والاف المقالات .. وملايين القصائد العمودي منها والمنثور ولو توقفنا امام الاف المؤتمرات والندوات .. ولو استمعنا الى عشرات الالوف من الخطابات ... لما وجدنا كلها ودون استثناء تخرج عن نطاقات ثلاثة :
الاول : اللطم ودق الصدور اما لسوء الحال او حسرة على ما يعتقد انه مضى وكان جميلا
الثاني : توصيف الواقع وعرضه وتشريحه كل من منظاره والدعوة لتغييره ... نعم الدعوة لتغييره ... اما لمن هي الدعوة موجهة فامر لا يعني هذه الفئة فهي تنام مستريحة لانها وصفت الواقع وانتقدته ودعت الى تغييره .. وهي بذلك تشعر انها قامت بواجبها وتنام ملء جفنيها تنتظر من يقوم بتغييره
الثالث : كتابة الرأي ... وغالبا ما يكون رأيا انطباعيا لا يستند الى مراجع او ادلة او اثباتات .. على قاعدة (قل رايك وامش) وسجل يا تاريخ. .
ولو دققنا قليلا في النطاقات الثلاثة فسوف نجد اصحابها اما .. كاتب بالاجرة اي انه يبيع جهده (العقلي) براتب اخر الشهر .. او من الباحثين عن الشهرة والاشتهار .. واول ما يقوموا به هو الاتصال بالمعجبات ليسمعوا منهن ...( اوووووه يا استاز مآلك حلو كتير اليوم بيجنن) .. او من اخرجتهم السنون من طاحونة الحياة فلم يجدوا غير الكتابة نافذة تصلهم بالحياة من جديد لعل وعسى تخرجهم من حالة الوحدة والفراغ الذي يعيشون فيه .
وبالرغم من الدور المدمر لهذه الكتابات كونها اولا واخيرا تفرج عن الجمهور المكلوم وتخفف من وطأة ماساته وتفرغ نقمته على الواقع كونها تنوب عنه في شتم الواقع .. كما كانت تفعل مسرحيات دريد لحام وفصائد مظفر النواب ... حيث تقول للجماهير (خلاص اطمنوا ها نحن قمنا بالواجب وشتمنا الانظمة) وبالرغم من ذلك فان اي دعوة لايقاف هذه المهزلة لا يمكن لها ان تنجح وستظل مثل هذه الكتابات تسود ملايين الصفحات الى يوم القيامة ... لكن المشكلة الكبرى تكمن في غياب الكتابات التي تطرح حلولا لمشكلات الواقع بكافة جوانبه وتجلياته.من قبل منظات اليسار على وجه التحديد
فمنظمات اليمين (الاسلام السياسي) لم يترك وسيلة ولا طريقة ولا نافذة ولايكل ولا يمل يطرح حلولا لمشكلات الواقع باحالتها الى رب العالمين وان العمل على حلها لا يتحقق الا بالعبادة واتباع السنة والسير على هدى الاولين والسلف الصالح .. وهو ادرك منذ البداية ان تحقيق اهدافه السياسية لن تتحقق الا بعد ان يعمم افكاره في المجتمع وباسلوب عملي والحقيقة انه نجح في ذلك ويستحق التهنئة .. خصوصا بعد ان رأينا نتائج ما سميت بثورات الربيع العربي.
اما اليسار العظيم بكل مسمياته وتنوعاته ونضالاته فلم يطرح يوما مهمة للجماهير .. فخطابه السياسي هو شعبوي تعبوي نقدي حماسي ... واذا اقترب من مسألة عملية فهو ناقد لا اكثر ولا اقل ...
على مدار ثمانية عقود او اكثر لم يتصدى اليسار لأي مهمة عملية لا في مجال التعليم او الصحة او الزراعة او الصناعة او البحث العلمي او التجارة او البنية التحتية للمدن او الشؤون الانسانية .. الا من زاوية نقدية .. فاليسار نسي تماما مقولة "اشعل شمعة خير من تلعن الظلام الف مرة" فهو منذ 80 سنة او يزيد وهو يلعن الظلام .. ولم يشعل شمعة.
قد ينبري البعض ويتهمني بالجهل وعدم الانصاف او التجني على اليسار وانني امارس نفس الدور العن الظلام (انتقد اليسار) ولم ابادر بطرح فكرة للقيام بعمل على الارض تؤدي الى جانب افكار اخرى لمهمات في ميادين اخرى الى تحقيق التغيير ..
واقول لو ان هؤلاء السادة تمهلوا قليلا ... فما سبق ليس الا مقدمة ... احاول فيها ان استفز الذين احبهم لينتقلوا من موقع اللطم ودق الصدور ولعن الظلام .. الى الدور المبادر الذي يطرح مهمات عملية مهما كانت صغيرة لتنفيذها على ارض الواقع ..لا نه بدون ذلك لن يكون لليسار من دور مهما وصل اليه خطابة من بلاغة وفصاحة وحماسة (وان بح صوته) فالجماهير تريد عملا حقيقيا واقعيا على الارض فهيا تفضلوا وسترون النتيجة في غضون سنوات.
وليسمح لي السادة من سوف يشرفني بقراءة هذا المقال ان اعترف بان عندي نقطة ضعف خطيرة .. وهي انني لا انتمي الى اي من احزاب اليسار .. هذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى اعيش مشردا الى حد ما (لا يوجد مكان ثابت للاقامة) مما يفقدني القدرة على الالمام الدقيق والتفصيلي باوضاع بلد من بلاد العرب او حتى البلد التي انتمي اليها وهي الاردن.
ولذلك انا اتقدم بهذه المساهمة في اطار العموم محاولا تلمس بعض الامور الهامة التي لمستها بزياراتي الاخيرة لبعض البلدان
ففي الاردن مثلا تقول الاحصائيات ان مساهمة قطاع الزراعة بالناتج القومي الاجمالي لا تتجاوز 3 بالمائة .. وان مساهمة قطاع الصناعة 16 بالمائة فقط وجلها صناعات تحويلية صغيرة .. وهناك ارقام مخيفة عن البطالة والفقر والجهل والعنوسة وعن ذوي الاحتياجات الخاصة ... وكذلك الامر في مصر وفي المغرب ولبنان وتونس .. فمابالنا باليمن والسودان وفلسطين والصومال وغيرها .. الا تطرح هذه المعلومات واجبات ومهمات عملية على احزاب اليسار في كل بلد على حدة ... الا يجب ان يطرح اليسار المصري مهام عملية وبرامج للتنفيذ يقوم بها هو وانصاره ويشحذ همم الجماهير لتطوير الزراعة في مصر .. وكذلك الامر بالاردن ... ماذا يفعل اليسار وما هو برنامجه لمواجهة الغزو الصيني لاسواق العرب مما ادى الى تدمير مصانع مصر والاردن وباقي البلدان ... اليس ملفتا للنظر بل جريمة ان تبلغ صادرات الاردن من الصين 6ر1 مليار دولار في سنة 2010. اليس معيبا ان ينتشر تجار الشنطة الصينيون في قرى ونجوع مصر .. ؟ الا يتطلب ذلك برامج كفاحية وتعبئة جماهيرية ونزول الى العمل في الميدان .. ام انه يكفي نقد الواقع وتحميل المسؤولية للحكومة؟؟
اليسار منهمك اذا جاز القول بنقد السلطات ضمن الدائرة المسموح بها طبعا .. وهذا ليس دور اليسار .. ليس دور اليسار ان يحصر نفسه وقواه ضمن دائرة الخطاب السياسي والشعارات السياسية ... لان هذا الجانب هو جزء من المهمة وليس المهمة كلها .. فاذا كانت السلطات تسعى عن وعي لاجهاض اي عملية نمو حقيقية وشاملة لانها تتعارض مع مصلحتها وبقائها في السلطة ... واليمين غارق بالوهيم والايهام وبيع صكوك للجنة .. اذن كيف يمكن ان يساهم اليسار بتغيير الواثع .. ؟
لقد اثبتت التجربة ان التغيير السياسي دون ان يسبقه تغيير هيكلي شامل للمجتمع يؤدي الى هيمنة اليمين والقوى الرجعية ..
وعندما قلت في بداية المقال انني لم اغير واقعي بل غيرت العينين االتي ارى بهما الواقع فانني اعني سقوط نظرية التغيير السياسي يؤدي الى تغيير الواقع الة نظرية ان تغيير الواقع هو الذي يؤدي الى التغيير السياسي.
فاذا استمر اليسار باحزابه وقواه وافراده ينتظر ان يتسلم السلطة حتى يغير الحال فانه باذم الله سيتغير حالة قبل ان يتسلم سلطة وهذا ما حدث لألوف مؤلفة من اليساريين المحبطين اليائسين الذين تقاعدوا من الكفاح لان نظرتهم فشلت وسوف تفشل على الدوام.
فهيا يا رفاق كل في موقعه وفي بلده لوضع برامج عملية للعمل في كافة الميادين الصناعة والزراعة والتعليم والصحة والابداع والاختراع .. هذه البرامج والعمل على تنفيذها هي التي ستغير الحال وستهزم كل اعداء شعوبنا
سالني صديق تجاوز سن الياس النضالي عندما ذكرت امامه بعضا من الشان الفلسطيني .. وهل تظن اننا سنعود يوما .. قلت له عندما يصبح لدينا 200 مركز ابحاث علمية وفي الاسبوع نسجل اختراعين .. ولدينا الاف المصانع .. وشجرة الزيتون تطرح 200 كيلو في السنة وشجرة البرتقال لا تجف حباتها وهي على امها في حقول الاسماعيلية بمصر لضعف الخبرة .. عندها يمكن ان ننتصر على اسرائيل
واضيف فيما لو تحقق ذلك فلا يمكن للاخوان المسلمين او يحوزوا على 1 بالمائة من الاصوات التي حازوا عليها ..
وللمقال تتمة



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هي قوى التغيير – 4
- من هي قوى التغيير – 3
- من هي قوى التغيير...؟؟ (2)
- من هي القوى التي تغير المجتمعات.. وتبني الحضارات ...؟؟ (1)
- هل الدين هو سبب تخلف الدول العربية ..؟؟
- كيف يمكن تغيير الافكار السائدة في المجتمع
- هل يستطيع دعاة الثقافة هزيمة الاصولية الاسلامية ..؟؟
- مفهوم الاسلام للبنى الفوقية والبنى التحتية
- من الذي يسبق الاخر الانتاج المادي ام الفكري
- سيد القمني: اصوم رمضان واصلي التراويح وأقرأ القرآن
- تطور الانتاج المادي جاء بالاديان الثلاثة
- علامات على الطريق ... موت الاسلام السياسي
- حتى لا تضيع جهودكم هباء منثورا
- الكذاب اذا خاصم فجر .. واذا اؤتمن خان
- مملكة الكراهية .. تعبث يالحرية
- فتح الجديدة لن يوقفها الخطاب العصبوي المتطرف
- ماوتسي تونغ يرد على المتعلمنين الداعين الى ابادة المسلمين
- حوار مع مواطن مسلم عادي
- حركة فتح هي القادرة على هزيمة مشروع الاسلام السياسي في فلسطي ...
- صناعة الانسان ودوره في الارتقاء بالاوطان


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم علاء الدين - عودة الى مناقشة اليسار .. ما العمل ؟؟؟