أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - علامات على الطريق ... موت الاسلام السياسي















المزيد.....

علامات على الطريق ... موت الاسلام السياسي


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الدكتور العزيز عبد الخالق حسين مقالا تحت عنوان "حقيقة موت الاسلام السياسي" وتبعه بمقال اخر تحت عنوان "حول وباء الاسلام السياسي ثانية" والمقالان ينطبق عليهما المثل القائل "المكتوب يقرأ من عنوانه، حيث استعرض الدكتور في المقالتين عددا من الدلائل والشواهد التي تثبت ان مآل تيارات الاسلام السياسي الى الموت والفناء اتفق معه في معظم ما رصده من ظواهر ودلالات عامة ومن اكثر النقاط التي اتفق مع الدكتور حسين حولها قوله "أن المجتمعات البشرية، وكما أكد الفيلسوف الفرنسي، أوغست كونت، مرت خلال تطورها الحضاري بثلاث مراحل: مرحلة اللاعقلانية (الخرافة والأساطير)، ومرحلة العقلانية (فلاسفة النهضة والتنوير) وأخيراً، المرحلة العلمية".
واضاف الدكتور عبد الخالق قوله "والشعوب الإسلامية تعيش الآن في مرحلة انتقالية من نهاية المرحلة الأولى إلى بدايات مرحلة النهضة والتنوير. ولذلك فلا بد من أن تمر بهذه المرحلة (الإسلاموية) ومن الصعوبة حرق المراحل. والصراع الدموي المحتدم بين القوى الظلامية الرجعية السلفية وقوى التنوير التقدمية سببه سرعة التطور الناتجة عن الثورة المعلوماتية والعولمة لهذا الانتقال من التخلف إلى التقدم".
نعم استاذنا القدير ان المجتمعات الاسلامية تعيش الان في مرحلة انتقالية هي بدايات مرحلة النهضة والتنوير".
فمن يتابع التطورات الجارية على الارض في مختلف الدول العربية يلمس بوضوح اتجاه حركات الاسلام السياسي نحو الانزواء في مقدمة منطقية للاتجاه نحو الموت والفناء.
ومن خلال التقارير العديدة التي توزعها وكالة الانباء العربية يمكنني رصد العديد من المؤشرات الهامة وذلك على التحو التالي:
اولا : تفيد المعلومات من مصادر موثوقة ان دولة الامارات العربية المتحدة قد اتخذت قرارات منذ مطلع العام الحالي بالتضييق على نشاط رموز وجماعات الاسلام السياسي بدءا من مراقبة مصادر التمويل ومرورا بمراقبة اوجه الصرف والانفاق والتحويلات المالية خارج الامارات، وبالتركيز على لجم العديد من الرموز التي كانت تعتاش على صدقات وهبات اثرياء الامارات وشيوخها.
وتاتي اهمية هذه المعلومات من كون ان الامارات العربية المتحدة شكلت مصدرا اساسيا بل رئيسيا لتمويل حركات الاسلام السياسي في العديد من مناطق العالم نظرا لانفتاحها الاقتصادي ومرونة التعاملات المالية في اسواقها والتي شكلت هدفا ليس فقط لتيارات الاسلام السياسي بل الى عصابات ومؤسسات تبييض الاموال في العالم، وعبرها كان يمر المال النفطي لتمويل التطرف الاسلامي في انحاء العالم.
وقبل اسبوعين تقريبا حصلنا على شريط مسجل بلسان المدعو "الشيخ الدكتور محمد الكردي استاذ العلوم الشرعية وعلوم القران والتفسير يشكو فيه قيام سلطات دائرة الهجرة في الامارات بطرد المئات من الفلسطينيين ومنهم من عاش فيها قرابة الستين عاما. وان ماليزيا استقبلت معظمهم وكان هو احد المطرودين.
واضاف الشيخ الذي يعتبر احد رموز التطرف واحد زعماء حماس الدعويين انه منذ حوالي الشهر قامت السلطات الامنية بالامارات بابلاغ الاف الفلسطينيين من الاصول الغزاوية حملة وثائق السفر المصرية ، او جوازات السفر الاردنية المؤقتة (مدة سنتين) بمغادرة الدولة دون رجعة.
وقال الشيخ وقد بدت نبرة الغضب الشديد في صوته ان جهاز امن الدولة الاماراتي هو الذي يقوم بابلاغ الفلسطينيين من اصب غزاوي بانهاء اعمالهم ومتعلقاتهم والمغادرة خلال اسبوع على الاكثر، وعند الاستفسار عن سبب هذا القرار يأتي الرد "ان الابعاد هو لاسباب امنية" واحيانا يكون الرد " بناء على توجيهات واوامر عليا.
وذكر انه في حال رفض الشخص المغادرة لعدم وجود بلد في العالم تستقبل الفلسطيني حامل الوثيقة المصرية بما فيها الاراضي المقدسة "يقصد السعودية" فان السجن يكون مصيره. واضاف ان ذلك يتم بصمت ودون ضجة او اثارة.
الى هنا ينتهي كلام الشيخ الذي ثبت انه يكذب فيما ادعى حيث اننا حاولنا الاستفسار من فلسطينيين مقيمين بالامارات ومن اصل غزاوي عن ما قاله الشيخ فنفى معظمهم تلقيه لمثل تلك البلاغات واكدوا انهم يعيشون بامان واستقرار وانهم لا يواجهوا أي مضايقة من السلطات الاماراتية .. اللهم الا اذا كان الخص ينتمي لتيارات حزبية دينية سياسية.
وتبين بعد تقصى الحقائق ان من يتم ابعادهم هم رموز ونشطاء في حركة حماس او الجهاد الاسلامي او ممن ينتمون لبعض التيارات السلفية الجهادية. وان هذا الشيخ لا يقول الحقيقة وان غضبه نابع من انه كان من اوائل المطرودين
قرار عربي
وكما ذكرنا قبل يضعة اشهر ان هناك قرارا عربيا شاملا بتغيير سياسة التحالف والاحتضان التي مارستها الكثير من الانطمة لتيارات الاسلام السياسي وفي مقدمتها دول الخليج وعلى راسها الامارات والسعودية. وهذا الاجراء الاماراتي الذي تاكد حدوثه فعلا تجاه رموز التطرف السياسي الاسلامي يشكل علامة فارقة وهامة جدا في مستقبل حركات الاسلام السياسي.
اما في السعودية فمن المؤكد ان الكثير منكم يتابع مسلسل "طاش ما طاش السعودي" والذي منع العام الماضي من البث على أي قناة فضائية عربية لانه تضمن بعض الاشارات الخجولة لسلوكيات الشرطة الوهابية المسماة "رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" فيما سمحت السلطات السعودية ببث المسلسل هذا العام وهو يتضمن نقدا واضحا وصريحا وعنيفا في بعض الاحيان لتيارات وثقافة وفكر تيارات الاسلام السياسي وخصوصا الاكثر تطرفا مثل تيار القاعدة وطالبان الابناء النجباء للفكر الوهابي السلفي.
بالاضافة الى ظهور المراة في المسلسل سافرة لها شخصية وحضور ومحضر، لتتابع اللملكة مسيرة الانفتاح الاجتماعي الذي يتناقض مع الفكر الظلامي لتيارات الاسلام السياسي .
وقد اشرت في مقال صيف العام الماضي الى ما تم الاتفاق عليه في نيويورك في مؤتمر حوار الاديان وان المشاركين اجمعوا على ان سيتراجع الدور الامريكي المباشر في ما يسمى بمحاربة التطرف الديني وما يترتب عليه من افعال ارهابية وان تتولى الدول الاسلامية بنفسها القيام بهذا الدور ولكن ضمن سياسة هادئة طويلة المدى وتبعا لنضج الظروف والتحضيرات التي تقوم بها كل دولة على حدة.
وفي هذا السياق جاءت العديد من الاجراءات الانفتاحية في السعودية وبدات بتعيين امراة لاول مرة في منصب تنفيذي بالدولة معارضة بذلك القول الشائع في اوساط المتطرفين "ما فاز قوم ولوا امرهم امراة"، بالاضافة الى معلومات عن قرب السماح للنساء بقيادة السيارات وتخفيف الخطاب المتعلق بالمحرم وضرورة مراففقته للمراة في تحركهاتها او حتى في سفرها للخارج للدراسة او العلاج.
وايضا من المؤشرات ذات الدلالة ان الخطاب الديني الرسمي بات يستخدم كثيرا عبارة الوطن السعودي والوطنية السعودية بديلا لعبارة الامة الاسلامية التي يركز عليها الخطاب الاسلاموي حيث يعتبر الوطنية نوعا من الكفر وانها معادية لتطلعات استعادة "امجاد الامة الاسلامية".
الكويت
اما في الكويت فقد كانت النتائج واضحة في انتخابات مجلس الامة في مايو الماضي ومنذ تلك اللحظة وحتى الان صرح العديد من رموز التيارات الاسلامية وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين وجماعة السلف وثوابت الامة وهو تيار سلفي اخر بهزيمتهم وخسارتهم الفادحة وتراجع جماهيريتهم في اوساط المجتمع الكويتي.
وما زالت الحكومة الكويتية تلعب دورا وبمثابرة وجلد في مواجهة تيارات الاسلام السياسي سواء من خلال اللعبة الديمقراطية عبر مجلس الامة والاعلام الكويتي او من خلال الوسائل الامنية حيث اعتقلت قبل اسبوعين خلية ارهابية تابعة للقاعدة كانت تخطط للقيام باعمال ارهابية في الكويت مما يؤكد ان الاسلام السياسي يستهدف زعزعة امن واستقرار البلاد مما بنبيء بزيادة القبضة المتشددة على نشاطات حركات الاسلام السياسي.
وفي ذلك ايضا اشارة بالغة الدلالة حيث شكلت الكويت تاريخيا مركزا مهما لرموز جماعات الاخوان المسلمين الهاربين من سوريا ومن مصر وكانت لهم قاعدة امنة وحظو بالدعم بكل اشكاله واسبغ عليهم من الخير الكثير مما جعلهم فادحي الثراء ومكنهم من تمويل اعضاء الجماعة ونشاطاتها في انحاء متفرقة من العالم.
البحرين
اما في البحرين فالامور اكثر انضباطا وخضوعا للسيطرة بعد ان جوبهت تيارات الاسلام السياسي بشقيها السني والشيعي بقبضة امنية حديدية، ومع ذلك فلم تكن البحرين مقصدا لرجال الدعوة الاسلامويين اولا لانها دولة فقيرة وثانيا لان عدد سكانها قليل وثالثا للسياسات المتشددة التي تتبعها السلطات هناك.
قطر
اما في قطر فان جماعة الاخوان المسلمين تحظى هناك بكل اشكال الرعاية والعناية ليست الاعلامية فقط من خلال قناة الجزيرة بل من الكرم الحاتمي من قبل بعض اعضاء الاسرة الحاكمة التي تقدم للجماعة دعما ماليا غير محدود خصوصا لحركة حماس "فرع الاخوان المسلمين في فلسطين" .. لكن هذه الدعم بدأ يتراجع رويدا رويدا مع الدعم العالمي والاقليمي الكبير الذب تتلقاه السلطة الوطنية القلسطينية، وتفيد المعلومات ان هناك تذمر تبديه حركتي حماس والجهاد من التقتير المالي الذي تسلكه الحكومة القطرية حاليا ..
ومع اهمية التحولات في قطر الا انها مازالت محدودة ولكنها تحتل اهمية كبرى بالمقارنة مع الدعم الهائل الذي قدمته لجماعات الاخوان المسلمين عموما خلال السنوات الاربع الماضية.

الاردن
اما في الاردن فان الاتجاه لتقزيم وتهميش جماعة الاخوان المسلمين هناك تتم على قدم وساق ولكن على نار هادئة تبدأ من "اظهار العين الحمراء" بخصوص النشاط المالي للاخوان حيث تنظر المحاكم بعدة تهم وجهتها الحكومة للاخوان، ثم العمل على سحب البساط الجماهيري من تحت اقدامها باثارة الوطنية الاردنية ةرفض الحكومة لتماهي جماعة الاخوان الاردنية مع جماعة الاخوان الفلسطينية ممثلة بحماس. وهناك بوادر انشقاق رأسي في الجماعة والجماهير باتت على قناعة بانه لا يجوز ازدواجية الولاء فاما ان تكون اردنيا او فلسطينيا.
ويقول المراقبون ممن هم على صلة بان اتجاه الحكومة نحو فض تحالفها مع الاخوان بدأ مع تعيين السيد نايف القاضي وزيرا للداخلية وهو المعروف بتشدده مع حركة الاخوان وحركة حماس. وهو الذي قام بطرد قيادتها من الاردن الى قطر وسجن مجموعة من نشطاء حماس.
وفي هذا السياق جاء ما سمي بالتقرير السري الذي تسرب للاجهزة المعنية ولاجهزة الاعلام الاسبوع الماضي ليضع مؤشرا جديدا على عمق الازمة المتنامية ، حيث يتهم التقرير الأردن بالانخراط في ما اسماه مشروع تصفية القضية الفلسطينية والقبول بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في إطار مشروع التصفية .
وتتوقع المصادر ان يتعمق الافتراق يوميا بعد يوم، وذلك في اطار دفاع الاردن المشروع عن استقلالها الوطني في مواجهة مشروع الوطن البديل الذي لا تعارضه جماعة الاخوان بل ترسخ قواعده بكل ما اوتيت من قوة .وقد بدا ان الصراع في تصاعد وتسارع في الاونة الاخيرة وانه قريبا سوف يصل الى نقطة الحسم التي يراها مراقبون بانها ستكون على شكل حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة لن يكون لجماعة الاخوان حضور مؤثر فيه على غرار ما جرى في الكويت والمغرب وما سيجري في مصر قريبا ايضا.
وعلى صعيد اخر ولا يبدو ان ما يتم خلاله بعيدا عن اعين الحكومة اذا لم نقل واياديها حيث تتفاقم الصراعات والخلافات الداخلية في جماعة الاخوان بين من يسمون الحمائم ومن يطلق عليهم الصقور ويعتقد المراقبون أن أزمة تسريب التقرير السياسي السري للجماعة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بين التيارين، كما ان هذه القضية كشفت عن حجم الأزمة داخل الجماعة التي بدأت منذ أكثر من عام ونصف عندما نجح تيار الصقور في الهيمنة على الهيئات القيادية داخل الجماعة، التي تعتبر اكبر تنظيم سياسي في الأردن .
ويؤكد مراقبون بأن تسريب التقرير كشف عن حجم الخلافات الكبيرة داخل الجماعة، واظهر، بما لا يدع مجالا للشك، أن قضية الخلاف الرئيسية هي العلاقة مع حركة حماس الفلسطينية. وأعرب مراقبون مقربون من الجماعة، ليونايتد برس إنترناشونال، عن اعتقادهم بأن ما يجري في صفوف الجماعة أزمة مركبة عنوانها الرئيسي العلاقة مع حركة حماس الفلسطينية، ففي الوقت الذي يرفض تيار الصقور، بقيادة المراقب انفصال حركة حماس عن التنظيم الإخواني الأردني، باعتبار أن القضية الفلسطينية ينبغي أن يكون لها الأولوية على باقي القضايا، يرفض تيار الحمائم هذا التوجه ويؤكد أن الأولوية ينبغي أن تكون للقضايا الوطنية الأردنية الداخلية من دون أن يؤثر ذلك على موقف الجماعة من القضية الفلسطينية.
احداث لها مغزى
1 - اتهم الإسلاميون في الأردن اليوم الأحد سلطات بلادهم برفض الترخيص لأمسية رمضانية في محافظة الزرقاء( شرق ) في العاشر من الشهر المقبل. ووفق بيان صحافي لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، فإن الحاكم الإداري لمحافظة الزرقاء، رفض الموافقة لفرع الحزب في المحافظة على إقامة أمسية رمضانية تتضمن فقرات ترويحية للعائلات من "دون إبداء الأسباب".
ونقل البيان عن رئيس فرع الحزب في الزرقاء ، عضو المكتب التنفيذي محمد عواد الزيود قوله أن مذكرة الحاكم الإداري لم تشر إلى النصوص القانونية التي استند إليها في قراره ،مكتفيا بالقول" أرجو العلم بأنه يتعذر إقامة هذا النشاط".
2 - قال مصدر حكومي أردني يوم الأربعاء الماضي إن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لم يتقدم بطلب لدى الجهات الأردنية المختصة للسماح له بزيارة عائلته في عمّان خلال شهر رمضان المقبل.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، "لم يتقدم خالد مشعل بمثل هذا الطلب على الإطلاق"، رافضا التعليق عما إذا كان الأردن سيمنح مشعل إذنا للدخول إلى أراضيه في حال تقدم بطلب بهذا الخصوص للجهات الأردنية المختصة، وأضاف "لا تعليق على هذا الموضوع".
وكانت أنباء أشارت الى أن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" المقيم في دمشق تقدم بطلب لدى السلطات الأردنية للسماح له بالقدوم إلى عمان خلال شهر رمضان للالتحاق بزوجته وأبنائه الذين يقضون حالياً إجازة في العاصمة الأردنية لدى أقاربهم.
وتاتي اهمية هذه المعلومات كونها تمثل مؤشرا ليس على الازمة داخل جماعة الاخوان بالاردن والمؤشرات الدالة على انها امام مفترق طرق فاما ان تعود خاضعة لحضن النظام وان تقبل الحياة على الهامش وحسب رغبات النظام او انها ستنزوي خلف جدران عالية . ولكن الاهمية الكبرى في ذلك لما تؤشر عليه من مستقبل لحركة حماس الفلسطينية سواء في الاردن او الضفة او في غزة .
ويذكر ان حركة حماس كانت قد اتخذت قرارا في عام 2007 بفك الارتباط التنظيمي مع إخوان الأردن، وهو ما عارضته جماعة الإخوان المسلمين، التي كان يسيطر عليها آنذاك التيار المعتدل، إلا أن حماس نفذت قرار فك الإرتباط التنظيمي مع الجماعة في الأردن في عام 2008، وأجرت انتخابات داخلية لأعضاء مجلس شورى مستقل عن جماعة الأردن.
فلسطين
ومن المؤكد ان ضعف جماعة الاخوان في الاردن ومثل ذلك في دول الخليج مصدر التمويل المالي وانحسار نفوذ اخوان مصر اما فشلهم باستثمار مذبحة اسرائيل في غزة العام الماضي وبداية العام الحالي يعني ان حركة حماس أي ابرز حركات الاسلام السياسي في فلسطين في اتجاهها نحو الانزواء والانحدار وانها ستاتي صاغرة وان بعد حين لتقبل بقواعد اللعبة السياسية الاقليمية والعالمية والتي بات بمقتضاها البيت الابيض ممثلا بالرئيس اوباما ووزيرة خارجيته كلينتون يرفعون لواء الدولة الفلسطينية المستقلة .
بلاد المغرب
اما في الجزائر فقد بشرنا الرئيس بوتفليقة قبل ايام عزم الحكومة الذي لا يلين لتدمير قواعد الارهاب في بلاده والمقصود بذلك ولا شك قواعد تيارات الاسلام السياسي خصوصا المتشددة والمتطرفة وهذا لن يتم الا بضرب من يمدها ويؤيدها ممن يدعون انهم تيارات وسطية واصلاحية.
اما في المغرب فان نفوذ الاخوان يتجه نحو المزيد من التقلص وقد كشفت عنه الانتخابات الاخيرة, فيما الدولة المدنية في تونس ما زالت تشكل سدا قويا يمنع دعاة التطرف من اتباع حركات الاسلامي من النفاذ للمجتمع.
اما في اليمن وهي اضعف الحلقات في المنظومة العربية المهددة باختراق جماعات الارهاب الاسلامي القاعدي والطالباني والاخواني فان المعركة التي تخوضها الحكومة مع احد هذه التيارات المذهبية المسماة بالحوثية والشدة والتصميم الذي واجهت به القوات المسلحة المتمردين فان ذلك ينبيء بان الحكومة اليمنية قد وضعت في حساباتها بشكل جدي مخاطر تيارات الاسلام السياسي على استقرارها وامنها.
اما في مصر والعراق فان الامر يتطلب ان نفرد لكل منها مقالا خاصا أمل ان يبادر بعض الزملاء العراقيين والمصريين بالتصدي لهذه المهمة.
هذه بعض الظواهر التي رصدناها للدلالة على الاتجاه الذي يسير نجوه الاسلام السياسي وهو كما يبدو وتدلل عليه الوقائع هو اتجاه نحو الانزواء تمهيدا للموت، لكن يجب ان الا يؤدي ذلك بالبعض الى الاعتقاد ان الطريق الى موت الاسلام السياسي سيكون قصيرا او سهلا وعلينا ان نتذكر ما أروده استاذنا الدكتور عبد الخالق حسين على لسان الفيلسوف الفرنسي اوغست كونت والتي اوردناها في مقدمة المقال ومفادها ان " ان البشرية مرت خلال تطورها الحضاري بثلاث مراحل: مرحلة اللاعقلانية (الخرافة والأساطير)، ومرحلة العقلانية (فلاسفة النهضة والتنوير) وأخيراً، المرحلة العلمية".
وعلينا ان نتذكر ان الشعوب العربية مازالت في بداية المرحلة الثانية .. وعلنيا ان نتذكر ان كل ما ذكرناه من ظواهر على اندحار مشروع الاسلام السياسي لكن الوصول الى المرحلة الثالثة ودفن الاسلام السياسي تماما واقامة الدولة العلمانية الديمقراطية لن يتحقق دون تغيير جذري لنمط الانتاج القائم حاليا في معظم الدول العربية.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تضيع جهودكم هباء منثورا
- الكذاب اذا خاصم فجر .. واذا اؤتمن خان
- مملكة الكراهية .. تعبث يالحرية
- فتح الجديدة لن يوقفها الخطاب العصبوي المتطرف
- ماوتسي تونغ يرد على المتعلمنين الداعين الى ابادة المسلمين
- حوار مع مواطن مسلم عادي
- حركة فتح هي القادرة على هزيمة مشروع الاسلام السياسي في فلسطي ...
- صناعة الانسان ودوره في الارتقاء بالاوطان
- الاستاذة رشا ممتازممثلة العلمانية الحقيقية
- حوار مع الاستاذ سيمون خوري -نعم نريد بناء دولة وليس كنيسة او ...
- طالما الفساد هو السبب .. فمطلوب حل النظام السوري.. وليس اتحا ...
- الديمقراطية في الحياة الداخلية للأحزاب السياسية العربية
- الليبرالية ومواهب ومميزات رجال وسيدات العلاقات العامة (4)
- العلاقات العامة تفتح الطريق امام الليبرالية (3)
- كيف يحقق الليبراليون الانتصار ( دور العلاقات العامة ) (2)
- ليس بمهاجمة الاسلام تنتشر الليبرالية
- حين ساهمت باعمار كنيسة ..
- لماذا ينجح دعاة الاسلام السياسي ..؟ ويفشل دعاة الليبرالية وا ...
- الليبرالية وحدها تقضي على التعصب الديني والعقائدي والمذهبي
- حوار مع صديقي شامل .. النهضة ليست فكرا فقط


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - علامات على الطريق ... موت الاسلام السياسي