أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم النبريص - مثقفون في المحرقة














المزيد.....

مثقفون في المحرقة


باسم النبريص

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


حين لا تحسّ بشعبك وهو في قلب المحرقة, أيُّ معنىً يتبقّى لكَ من عمرك الذي صرفته في الثقافة أيها المثقف؟
إن كان من حسنةٍ لهذا "النجيع العربي الطويل في سوريا" (بلد التراجيديا الحديثة), فهو أنها كشفت مستور بعض المثقفين العرب, قبل أن تفضح دمويّة وفاشيّة رءوس النظام الطائفي في جبل قاسيون.

لم نكن نحن المواطنين العرب, من الملح إلى الملح, بحاجةٍ لناعورةِ الدّم هذهِ, كي نعرف حقيقة ذلك النظام البشع, الممعن في الجريمة, ابناً عن أبّ. فهو كان معروفاً و"مكشوفاً", لكل من لديه فتاتُ عقلٍ نقديّ تحت شعر رأسه. لكنّنا كنّا بحاجة لكل هذا الدمّ (للأسف الشديد) كي نعرف حقيقة بعض مَن اعتبرناهم يوماً, رموزَ تنويرٍ وتثوير في ثقافتنا المعاصرة.

نعم. كنا بحاجة لكل هذا النّجيع, كي نعرف كيف يفكّر أدونيس (الذي سمّيتُ ابني الأوسط على اسمه), حليم بركات, كمال أبو ديب, نزيه أبو عفش, فراس السواح, من السوريين. وسعدي يوسف من العراق, وعادل سمارة من فلسطين, وسواهم.
لقد صدمت بمواقفهم وتبريراتهم.

جزء منهم يريد ثورة على مقاس أفكاره واجتهاداته, فإن اختلفت الثورة الحاصلة في الميدان, عن هذا الجزء أو ذاك من تلك الأفكار الجائلة في دماغه, أشاح عنها, وشكّك فيها, واكتفى بذلك موقفاً – أدونيس, حليم بركات, كمال أبو ديب.

وجزء آخر, هو ضدها منذ البداية, لأنها نتاج مؤامرة استعماريّة غربيّة, الرابح منها فقط هم: إسرائيل والغرب ومشيخات الخليج – نزيه أبو عفش, سعدي يوسف, عادل سمارة.

وجزء ثالث, قال كلمة باهتة هنا, وكلمة خافتة هناك, ثم آثر الانسحاب من "حلبة الجنون" حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود– فراس السواح.

والحال, أن هؤلاء وأولئك, فاجأتهم ثورة الشعب الأعزل الشجاع, ففاجأونا هم بما كتبوا, فإذا هو يقصُر (لا أقول عن فهم, فلا أحد منا يزعم فهماً أكثر من فهمهم) بل عن تحسّس أماني وآمال هذا الشعب الذي اجترح معجزةً, كانوا وكنّا نشكّ قبلاً في أنه قادرٌ عليها.

يا أدونيس, حليم, كمال, نزيه, فراس: يا أصدقاء الكلمة التي نحبّ: نفهم ما تقولون, فنحن مثلكم, نريدها ثورة على ثقافة برمّتها, لا مجرد ثورة على رأس نظام. ونحن مثلكم, نريدها ثورة كما أرادها جان جاك روسّو قبل قرنين ونصف, لكن هذا لا يمنعنا من الوقوف بجانبها, انتظاراً لما بعدها أو حتى لما بعد بعدها. ولا يمنعنا من الانحياز لها, وهي في أوج عنفوانها ومعمعانها, حتى لو وقف معها استعماريّون ومزوّرو تاريخ ومشايخ أنظمة "ما قبل الدول".

وهادينا في كل ذلك, بكل بساطة, أننا مع شعوبنا المظلومة ضد حكّامها الظالمين.
أننا مع الجَرَيَان ضد الاستنقاع.
مع العصر الحديث ضد العصور الوسطى.
مع المتحوّل ضد الثابت.
مع الدم ضد السيف.
يكفي هذا الموقف الأخلاقي والمبدئي, هنا والآن. وهناك, وفي كل آن.

لا نريد مزيداً من التنظير والاجتهاد (على ما لهما من ضرورة وأهميّة بالغة), إن كان هذا سيحجب الموقف الأساس من هذه الثورة, وإن كان هذا سيشوّش على ذلك المهاد الأخلاقي الأصيل تجاهها. وإن كان هذا _ أخيراً _ لا يناسب ولا يلتقط مزاج اللحظة المثقلة بنقيع الدم.

وإلا, فهي المحرقة لكم ولنا.
وإلا فهي اللعثمة (في أفضل النوايا) أمام دم الضحايا. والخرس قدّام حربة الجلاد.
وهذا لا يليق بمثقف.
بل لا يليق بمطلق آدمي, يا أوادم.
أما سعدي يوسف وعادل سمارة, اللذان نحبهما يقيناً, فنتمنّى للأول أن يخرج من سرير بروكست الإدلوجي, في مُعتكفه الريفي بلندن, كي لا يدخل صندوق باندورا الرهيب. ونتمنّى للثاني, الواقع تحت أبشع احتلال كولونيالي عرفته الأزمنة الحديثة, أن ينصت لقلبه, بعد أن خذله عقله, وأن يقارن بين ما يفعله الاحتلال الصهيوني بشعبه في الضفة وغزة, وما يفعله شبيحة الأسد بشعبهم في بابا عمرو وإدلب.

وسلامٌ لكم جميعاً, وعلى أهل سوريا السلام.



#باسم_النبريص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضات
- 13 نصاً
- مبسوط ومطمئن
- تأملات في الوردة
- تأملات في -المكتبة-
- 4 نصوص
- -خيانات اللغة والصمت- : كتاب يفضح النظام السوري
- خزعبلات سعدي يوسف: غليون ويزبك عملاء لساركوزي
- قصيدتان
- (جوّال)
- (نار)
- (قتل)
- اليوم, سُحقت جورية في درعا
- قصائد قصيرة (الأخيرة)
- قصائد قصيرة (7)
- قصائد قصيرة (5)
- قصائد قصيرة (6)
- قصائد قصيرة (4)
- قصائد قصيرة (3)
- نصوص


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم النبريص - مثقفون في المحرقة