أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - رفقا بالشهداء الشيوعيين المغاربة















المزيد.....

رفقا بالشهداء الشيوعيين المغاربة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 00:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم يطرح صاحب مقال " شهادة الشيوعيين" ما يستحق الجدال بخصوصه، ولم يعطي فرصة للنقاش حول ماسماه بشهادة الشيوعيين، بل طرح مقارنات من وحي الوهم العبثي، واسترخص نضال السجناء اليساريين بشكل عام، أصبح حزب علي يعتة شيوعيا بقدرة قادر كما اصبح ممثلا للحركة الشيوعية بالمغرب بالقدرة ذاتها، والنتيجة وإن لم يشر إليها في سياق المقال، وبشكل من الدهاء الستاليني تماثلت حركة إلى الأمام بحركة علي يعتة في مصطلح "الشيوعي"، ومعلوم أن تحول الحزب الشيوعي المغربي المنشق عن الحزب الشيوعي الفرنسي، إبان هيكلة النظام السياسي المغربي، في إطار هيمنة البرجوازية الإقطاعية على الشأن السياسي بالمغرب وبالتحديد ما نسميه نحن بتيار الحركة المدينية التي أصبحت بخبث تاريخي حركة التحرر الوطني عندنا التي رسمت معالم الإستقلال الشكلي في اتفاقية إكس ليبان، هذه الحركة السياسية هي من أوحت بغريزة قومجية، مشرقية المعالم، شروط الشرعية السياسية لحزب الحاج علي يعتة ليصبح حزب "التقدم والإشتراكية" أي أن شروطها لا تقبل حزبا منافيا في أبجديته لما يوحي بما هو شيوعي، وهي شروط قبلها الحاج علي يعتة بنهم وأصبح بفضلها صديقا للملك ولا ندري حتى الآن كيف استخلص صاحب مقال " شهادة الشيوعيين" عشق الحسن الثاني للشيوعيين إلا إذا اعتبرنا هذا الإسقاط الميكانيكي لأرضية مشروع لينين كما يبدو من منطوق المقال وحيا إلهيا لا يقبل التأويل وهو اسقاط ستاليني بامتياز سمح في التجربة الصينية بتهميش القوة الشيوعية على حساب القوة البرجوازية القومية الصينية المنتمية للكومنترون المساندة من طرف البروقراطية الستالينية وأدت إلى مذبحة هائلة تعرض لها العمال الشيوعيون الصينيون في مقاطعات “كانتون”.
حركة إلى الأمام شيوعية في المقام الأول ولها فهم خاص لقانون الصراع الطبقي بالمغرب ليس بالضرورة مايفهمه الشيخ النمري، هي حركة متفتحة على كل التجارب الشيوعية وتأخذ بالإعتبار الخصوصيات الظرفية، خصوصيات الزمكان، مجتهدة وليست حبيسة قرارات رسخها الأنبياء لأنها ببساطة تومن بالإبداع والتطور وتومن بقدرة الإبداع لإنسان في أرضه، من منطلق أن الفكر هو نتاج تناقضاته في الزمان والمكان، وهذا ما كان يلح على النظام المغربي بحذرها، لم تكن حركة إلى الأمام شرعية في يوم ما ولم يكن الحسن الثاني يعترف بها إطلاقا وهذا ما يفسر وجود شهداء في صفوفها، كانت هي الممثل الحقيقي للنهج الماركسي اللينيني للمغرب من خلال مضمونها الثوري: هي لا تعترف بشرعية النظام على خلاف حزب التقدم والإشتراكية. وهنا ينتفي العشق الأفلاطوني للملك المبجل مع الشيوعية المغربية، والذي يجسده خطاب " شهادة الشيوعيين" عند احد اعتق العصبيات الستالينية.
إن أرضية مشروع لينين التي يجهرها الشيخ النمري في كل مقالاته مرهونة بوضع كان لينين نفسه يعيشه، ثم إن الصرامة الستالينية في طرحها كشرط الإنتماء إلى الاممية الشيوعية حينها، كانت تكتسي واقعيتها الزمانية والظرفية التفاوتية رغم ذلك بحسب القوانين الماركسية، والتي غابت في مواقفه الساذجة في التعامل مع الحزب الشيوعي الصيني، وهي بخلاف حركة إلى الامام التي ولدت إبان الستينات وجاءت كاستجابة لظروف مغايرة، أي أنها جاءت بعد موت التاريخ عند الشيخ فؤاد النمري بالتحديد.ثم إن هناك وضع مشمئز في طرح فؤاد النمري حين يطرح مركزية "شيوعية الإتحاد السوفياتي" كشرط ضروري لقوى التحرر بما يتوافق ونقيضها في الرأسمالية حيث تمثل الولايات المتحدة شكل التحرر الراسمالي، وهي ما يشكل الخضوع النسبي لعلاقات التمركز حول قطبين، وهو منطق كانت ترفضه بوضوح حركة إلى الأمام، أقول هذا ولن أتطرق إلى ما عانته الشعوب السوفياتية جراء المركزية الروسية حيث شعب اوكرانيا عانى المجاعة القصوى في عهد ستالين رغم انها أحد اكبر الدول التي تنتج القمح والبطاطس في العالم، حيث كانت تنتزع منها مواردها لتغطية أسباب النزاعات القومية والحروب في الإتحاد السوفياتي، أو بعبارة الأوكرانيين القوميين أنفسهم، كانت تنتزع مواردهم التي هي بقوة عملهم لتقوية روسيا.
يقضي بيان مشروع لينين بتحالف الشيوعيين مع "البرجوازية القومية"، وهو موقف فيه الكثير من الغموض بالنسبة إلى وضعنا الحالي، من حيث أن المشروع ذاك لا يطرح اليد المكتوفة بعد تحقيق "الإستقلال الشكلي بقيادة البرجوازية القومية، هذا الذي تتكلم عنه أر ضية المشروع"، يقر فؤاد النمري أن أغلب الدول نالت استقلالها من خلال هذا التحالف المشؤوم وهذا مناقض لوضع المغرب الذي قام ملكه المبجل عند فؤاد النمري باغتيالات في حق جيش التحرير المغربي الذي لم يوافق على اتفاقات إيكس ليبان، ثم هو يطرح مؤتمر او إعلان لامبرويه سنة 72... على انه نهاية الإستعمار على الرغم من الإختلاف الصارخ حول قراءة مضمون بيان الدول الرأسمالية باعتماد الترجمة العربية التي يقرها نفسه السيد النمري او مترجمه في الحوار المتمدن سعيد كذا ، يقر فؤاد النمري في كثير من كتاباته بأن الرأسمالية قد انتهت، يتكلم عن وفرة الإنتاج وينفيه في نفس الوقت حين يتكلم عن مجتمع الإستهلاك وكأن الله سخر شجر المنتوجات بدون منتجيها، ولا يجد تناقضا في أن هذه المنتوجات الإستهلاكية هي نتيجة قوة عمل أو جهد عمل مبذول، ويطرح قضية الديون كأن الدول مدينة لله وحده لاشريك له وليس لأحد من الرأسماليين، تصبح بقدرة قادر الحكومات العربية ذات النمط الرئاسي حكومات مافيوية والحكومات ذات النظام الملكي حكومات غير مافيوية بإقرار شرعية هيمنة الملوك استنادا إلى شجرة الله الكريمة، كما لو كانوا كائنات مستقلة عن نمط الإنتاج، استنادا إلى غريزة فطرية تجسد الملك كما لو كان قوة شرعية منزلة تتحدد املاكها من عند الله سبحانه، بعبارة، يختلط النابل بالحابل في منطق ستاليني اصبح الزمان فيه زمن هلوسة فكرية من بعد موت ستالين أو اغتياله لا فرق في الأمر في نظرنا مادام التقتيل في زمن ستالين سنة محمودة لا يطالها حساب بدواعي تبررها سلطة الدولة المطلقة والمستبدة. التي هي في المطاف الأخير "أرضية مشروع لينين" : خرافة ديكتاتورية الطبقة العاملة الغير موجودة أصلا في ممارسة البيروقراطية الستالينية والذين حكموا من بعده.
يعترف الشيخ النمري بتجاوز أرضية المشروع اللينيني بشكل يؤكد أهميته من خلال لغة استمنائية بحق أشار إليها الرفيق" رفيق عبد الكريم الخطابي" ونؤكد من جانبنا هذه الحالة من الإستمناء اللغوي( رغم أن فؤاد النمري يعتبرها قلة أدب وهذا جدل آخر) لأسباب عديدة انطلاقا من نقطة اساسية في الفكر التاريخي. تعني نهاية التاريخ عند دفاضع الفلسفة الأمريكية الإنتهاء إلى نمط إنتاج لا يمكن تجاوزه هو النمط الرأسمالي، بدئيا وعلى خلاف الوهم الستاليني، تعترف هذه الدفاضع بوجود نمط إنتاج راسمالي لا تنكره إنما تعتبره نمطا نهائيا، وقد غرد الكثير من الكتاب اللبراليين إلى أهميته في نقض مفهوم الحتمية التاريخية عند الماركسيين، فإذا كانت الحتمية هي استقراء لتناقضات الحاضر التي تؤدي إلى إفراز واقع جديد مختلف هو في الفهم الماركسي نمط إنتاج بديل يقضم حوافز القوى الإجتماعية الغالبة، فهذا يشكل في الفهم الفلسفي ردة القوى المحافظة التي ترى انهيارها في النمط الجديد وهي لهذا تسعى جاهدة إلى نبذ مفهوم الحتمية التاريخية ولها في الأمر اعذارها الموضوعية، في أن توضح أن الحتمية هي حتميتها الأخيرة بانتهاء التاريخ، لكن ان يكون الجهد الفكري في إبراز هذا الأمر من خلال مقولة موت التاريخ، عند مفكر يدعي الشيوعية فهذا غير مقبول إلا إذا سلمنا بان هذا الفكر هو نفسه الفكر الرأسمالي بإيديولوجية ماركسية، وهو نمط عملت به الأحزاب البرجوازية القومية لاستمالة الجماهير الشعبية من خلال ادعائها انها تمثل إيديولوجيا الفكر الإشتراكي. أو هي تحمل باللغة السياسية اليومية والاكثر صدقا في لغة الإنتحال، تحمل برامج اجتماعية للطبقات الشعبية، كحزب الحاج علي يعتة نفسه. إن موت التاريخ هو في نفس الوقت موت تاريخ الإنسان نفسه وهذا وضع يتجاوز مفهوم نهاية التاريخ عند الرأسماليين أنفسهم، فمادام الإنسان يعيش فالتاريخ لازال موجود إلا لمن يتجاهله بتأكيد يختزل التاريخ في وجوده بالذات لا وجود الآخرين وهذا أيضا يتنافى مع وضع الجدل الذي يتبجح به فؤاد النمري من حيث هو جدل لا تتنافى حدوده سواء بالسلب أو بالإيجاب، إن الحتمية في التاريخ ببساطة، تعني تراكما إنسانيا، إن الواقع الحاضر المعاش آنيا هو ببساطة حتمية لتراكمات سابقة، وما دام يمكن استقراء هذه التراكمات في ماضيها وحاضرها فمن حق الإنسانية أن تستشف افاق المستقبل انطلاقا من استقراء عناصرها المتراكمة ماضيا وحاضرا، وهذا ما تفعله جميع القوى الحية منها حتى التي تنفي الحتمية التاريخية، حين تستشف المستقبل انطلاقا من رؤيتها، فالذي ينفي افق الشيوعية كحتمية تاريخية هو في الوقت ذاته هذا الذي يستبشر حتمية أخرى استشرافا لتراكمات عينية يحسبها بدقة، هي بكل بساطة حتمية دوامه التي يستخلصها في نفي طموحنا النقيض لدوامه، فالحاضر حتمية لتراكم تناقضات سابقة والمستقبل حتمية لتراكم تناقضات حاضرة ولاحقة وهي في المطاف الأخير هي مشروعية حركة التناقض بين قوى التغيير وقوى الجمود أو قوى الرجعية وهذه مانسميه عادة حركة التاريخ التي هي نفسها حركة الصراع الطبقي. فليس صحيحا ان الذي ينفي الحتمية ينكرها بالمطلق بل ببساطة يستحضرها من خلال تراكماته: هي دوام سيطرته بتكثيف أشكال هيمنته وهي أساسا عملية تراكمية، وهي أيضا تحرر من اشكال التكثيف والهيمنة من خلال تراكم النضال ضديا لحركة الهيمنة في افق بديل يشكل تحررا من السيطرة. فالحتمية بهذا المعنى تحصيل حاصل لا يحتاج إلى قاعدة غيبية تستخرج آفاق إمكانها من عدمها، بل هي مجموع التراكمات في بنية اجتماعية معينة.
في الحراك الشعبي المغربي، اراد الرفيق " رفيق عبد الكريم الخطابي" أن يوثر حساسية وطنية تتجلى في التحسيس بقضية الرفيق عز الدين الرويسي ورفاقه الآخرين الذين تجاوز إضرابهم عن الطعام أكثر، منذ سبعين يوما احتجاجا على الإعتقال التعسفي وعلى المحاكمة اللاعادلة وظروم السجن الغير إنسانية، كتب مقالا يبرز فيه أهمية التضحية بالنفس في قضايا عادلة وجاءت مقالة فؤاد النمري مسيئة لنا بحق ولحركة 20 فبراير المغربية التي رغم الإحجام الإعلامي المفروض عليها تتناسب في تضحياتها وما يقع بالبلدان الشقيقة المنتفضة كسوريا والعراق ودولا خليجية أخرى مثلا رغم الإختلاف الكبير في مواقف ما نسميه بالمعارضة السياسية هنا وهناك، فالمعارضة في المغرب منظمة بشكل جيد ولا تتيح إمكانية التدخل الغربي وهذا من نتائجه الإحجام الإعلامي المرصود على قضية شعبنا بينما في سوريا ومناطق أخرى أخذت مستويات مشكوك في تعاطيها بشكل اصبحت لعبة في الصراع الدولي، في المغرب، يتطور الحراك بشكل طبيعي بشكل أفرز بعد الإنتخابات الوهابية تفارقا في المواقف: بين من ينتصر لتقدم المغرب وبين من ينتصر لظلاميته، بقيت المعركة مفتوحة ولم تنتهي، وصمت المعركة عندنا هو صمت إعلامي فقط، ومن واجبنا أن نثير قضايا المعتقلين في هذا الحراك المجيد، وتضحياتهم لاجل حقوقهم وحقوق الشعب المغربي ضروري التحسيس به وهذا مافعله الرفيق "رفيق عبد الكريم الخطابي" ورفاق آخرون وقضيتنا هي تغيير حكم الإستبداد بحكم ديموقراطي شامل، ليس فقط ديموقراطية التداول السياسي كما يبدوا للبعض بل ديموقراطية تأخذ على عاتقها الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للشعب المغربي في كليتها، وبعبارة غير ملتبسة، هي أفق نمط إناتج يضمن المساوات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. فرحمة بشهداء المغرب يا رفاق المشرق ولا تبخسوا قضيتنا كما فعل الشيخ النمري.. لقد أثارني حقا موضوع التعليقات أكثر مما أثارني موضوع مقال "شهادة الشيوعيين" حين اثير موضوع الشهادة عند الشيوعيين المغاربة كما لوكانت بشكل شهادة القوى الوهابية، بشكل يستبخس مناضلينا كما لو كانوا عبوات ناسفة أو لا أهمية لها لانها لا تتوافق مع خرافة المشروع اللينيني المتحاوز باعتراف الشيخ نفسه، ليس الامر تماما، بل عند رفاقنا في السجون يتخذ شكل التحسيس بقضاياهم، وأشكال التحسيس هذه تتخذ مسارا آخر في التضحية يستفز القوى الصامتة وطنيا او عالميا. نهيب بكم أن تضعوا الحراك الشعبي المغربي في مستوى التضحيات التي انطلقت من تونس ومصر ولا تنتظروا تقييمات القنوات الوهابية التي تأتي من قطر وشبه جزيرة التخلف .
نحن في المغرب نناضل ضد الرأسمالية وضد الوهابية القطرية في الوقت ذاته.
حركاتنا تستنفر أيام العطل عكس حركات المشرق التي تستنفر أيام الجمعة القطرية. وهذا ما يوضح، في وجه منه، عزوف القوى الظلامية عن المشاركة في الحراك المغربي.
وهذا أيضا مانستحسنه.وليس كما سيبدوا للبعض انتقاصا من حركية النضال، بل على العكس من ذلك وبحسب التوقعات فنتيجة البطء، أفرزت وعيا جماهيريا مفاده لا ثقة في القوى الإنتهازية بدليل ماحصل في تونس ومصر، معركتنا مستمرة وواعية لأهدافها وهو جوابا على تساؤلات الشيخ النمري، وبدون لغط مفاهيمي وانسجاما مع خطاب حركة 20 فبراير، هي تحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للشعب المغربي. الا تستحق هذه الضايا تضحية؟ اليست قضية عز الدين الرويسي ورفاق آخرين تستحق التنديد؟ هذا بالتحديد ماكان يريد إثارته الرفيق "رفيق عبد الكريم الخطابي" رغم أني لا أعرفه ولا هو يعرفني. بل فقط نتقاسم الموقف حول ضحايانا في المغرب.
ختاما أقول:
عاش الحراك المغربي حراكا تقدميا لا غبن فيه
بقيت إشارة حول موضوع "شهادة الشيوعيين" الذي رفع في صفحات الحوار المتمدن، رغم الجهل الكامل لصاحب المقال حول قضايا المغرب، رفع إلى مستوى "أبحاث التمدن" وهو حقا موضوع مثير للغاية من حيث لا علميته لا التاريخية ولا الموضوعية، ماهو موضوع البحث في المقال؟ وكيف تم التطرق إليه؟ وماهو دور التمدن في تبني مقالات هي تتسم بالبحث العلمي أساسا؟ هل المقال هذا" شهادة الشيوعيين" ينبني على أسس البحث سواء كانت ماركسية أو سوسيولوجية؟ لا أريد أن أتكلم عن المقارنة المجحفة بين الشيوعيين المغاربة والعراقيين لسبب موضوعي (لا اعتقد أن الحزب الشيوعي العراقي لم يكن يريد الحكم بدليل أن حزب البعث استلم الحكم من خلال انقلابه على الرفيق الشيوعي سليم، (مع اعتبار أني لست متخصصا في الأمر ولا أدعي معرفة بالشأن العراقي) ولا أظلم شهدي عطية الشافعي الذي استشهد بعملية قتل أو آخرين من السودان وسوريا والأردن ولبنان ممن اضطرتهم مواقفهم إلى الإستشهاد إراديا عبر إضرابات عن الطعام او لا إراديا بإعدامهم او اغتيالهم، وهم على كل حال لم يكونوا قنابل ناسفة، بل ضحايا تعنيف وإكراهات على نقيض انتقادات بعض التعليقات التي استبخست تضحيات اليساريين والشيوعيين المغاربة. وهل سيدفعني هذا مثلا إلى عدم نصرة حق الحياة عند من دخل في إضراب عن الطعام لمجرد أنه ليس شيوعيا؟؟ هل يتنكر السيد النمري لأرواح هؤلاء الشهداء؟؟
أليست غريبة مواقف شيوعيين من امثال فؤاد النمري تجاه رفاق شيوعيين مهما كان نضجهم الماركسي؟؟
هل "أبحاث التمدن" في الحوار المتمدن هي استقصاء علمي لموضوعات تتناول قضايا بشكل علمي أم هو فقط تشهير لكتاب مداومين؟؟ بمعنى آخر هل شهادة التمدن ترسخ حقيقة ما جاء به مقال "شهادة الشيوعيين"؟. لو سألنا أي شيوعي مغربي مهما كان من المغرب، لن يقر بموضوعة فؤاد النمري، بل سيعتبرها لغوا او استمناء كما جاء في تعليقات رفيق عبد الكريم الخطابي. هو مقال ثرثرة لا أكثر. بعبارة أخرى لا يستحق أن يكون موضوعا في أبحاث التمدن. حتى منظومته الفكرية في استناده إلى أرضية مشروع لينين لا تتناسب ووضع مابعد الإستقلال الشكلي للشعوب التي هي الآن تحت تسلط ما سماه هو نفسه بالبرجوازية القومية أو الوطنية، وهي تحديدا قوى الإنتاج المافيوية التي لا تختلف في هيمنتها عن المافيا الملكية التي حاول يائسا ان يبرر بها مملكة الاردن التي ينتمي إليها من خلال وضع قاعدته النظرية كون الملكية نقيض الرئاسة الوراثية من حيث الثانية تتغذى بالسلطة مافيويا والاخرى تتغذى وحيا وشرعا من الله. وهذا اساسا لم يقله بصريح العبارة بل قاله بذكاء المتملص من وضع يورطه ويبديه ماركسيا مترفعا من خلال التشكيك في الشيوعيين من خلال وضع ستالين قياسا لهم، لكن لسوء الحظ يتمثل ستالين قياسا على مقاس الديكتاتوريات التي زخر بها العالم العربي المشرقي من حولنا ومنها ديكتاتورية النظام الملكي في الأردن. لم يقل لنا فؤاد النمري شيئا عن نظام بلده العجائبي الصهيوني في اعتى تجلياته رغم انه يبادر باتهام إسرائيليين عرب بالصهيونية.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قضايا المرأة
- مهمة تحرر المرأة هي مهمة الرجل أيضا
- اهتزاز التقشف الرأسمالي والإسلام الرجعي: مخاض عسير لولادة جد ...
- قراءة نقدية....(2): حول مفهوم الإغتراب
- قراءة نقدية في مقالين متناقضين: مقال د. هشام غصيب ومقال الزم ...
- -التويزة- الجماهيرية وغريزة الإنحطاط
- أنادي خيمة تسكنني
- اليسار المغربي واليسار الإسلامي
- ألق المحبة القديمة..
- ربيع الأضحوكة العربية
- دور القوى اليسارية في ثورات الربيع العربي
- الثورة المغدورة
- المرأة وبرلمان الأكباش
- الماركس والعولمة
- عيد الكبش
- العمل النقابي ودور التنسيق
- المغرب والجزائر وذاكرة فقر
- ثوار ليبيا: ثوار أم تتار؟
- حول ثقافة المسخ 2
- حول ثقافة المسخ


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - رفقا بالشهداء الشيوعيين المغاربة