الفصل الثامن ثماني سنوات في وطننا الثاني سوريا سفرتي الاولى الى لندن

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 12:56
المحور: سيرة ذاتية
    

الفصل الثامن
ثماني سنوات في وطننا الثاني سوريا
سفرتي الاولى الى لندن
انتقلنا في دمشق من بيت حزبي الى اخر كضيوف ثم كمشاركين, بكل مشاكلها ومعاناتها اكثر من سنة حتى حصلنا على بيت مستقل. واستطعنا تنظيم حياتنا . واستلمت مهماتي الحزبية كعضو في اللجنة القيادية لمنظمة دمشق الحزبية, وقيادة الحركة النقابية الديموقراطية العراقية, وعضو هيئة تحرير الثقافة الجديدة , فضلا عن مساعدة ابي يحيى في كتاباته. فقد كان يفضل ان يرسل كل ما يكتبه وحتى معظم رسائله الحزبية بخطي . وكان هذا يأخذ مني وقتا كثيرا. لانني عندما اعيد الكتابة اقدم الملاحظات وعندئذ يعيد كتابة الموضوع . واذ يضيف اليه من جواهر افكاره الرائعة يترك اخريات . ويؤسفني تركها وبعد اخذ موافقته اعيد ادخالها الى الموضوع . فكان هذا ما طور اسلوبي في الكتابة والتفكير العلمي . ولكن هذا جعلني احتاج عند الكتابة الى من اناقش معه افكاري حتى الان. واذ ساعدتني وداد بعد رحيله فترة وهي لامعة فكريا وتعيش العصر , فقد كثرت مشاغلها الخاصة ومهامها النضالية المتنوعة والمتطورة وفقا لمقتضيات العصر وامكانياته. الامر الذي اعاق انجازي لمهمة وضعتها على عاتقي وهي انجاز دراسة عن , الاشتراكية العلمية في تطورها ,. وبدأت المشروع وتركته عدة مرات وقدمت محاضرة عنه في الدورة الحزبية في ستوكهولم عام 2001 . ولا زلت اتوق لمعرفة النظام الذي ستبتكره البشرية لمواصلة بقائها وتطورها . واحاول مناقشة الموضوع مع وداد في زياراتها التي تبقى متباعدة مهما تقاربت!!. وتتوقف استجابتها على مدى معاناتها من ظروف عملها الخاضعة لتاثيرات الازمة العامة للنظام الراسمالي العالمي وتأثيراتها على السويد.
وفي عام 1982 دعيت من قبل , لجنة الدفاع عن الديموقراطية في العراق , كاردري, في بريطانيا لحضور مؤتمرها السنوي. واستقبلتني اختي كلير , باعتبارها من نشطاء المنظمة في بريطانيا فضلا عن نشاطها في منظمة الحزب الشيوعي العراقي . وفي بيتها التقيت برفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي وقاموا بترجمة كلماتي التي سالقيها الى الانكليزية . واستعدت قابليتي في التحدث بالانكليزية ونظم الرفاق عدة ندوات ومناقشات عن معاناة الشعب العراقي في ظل النظام الدكتاتوري ومنها ندوة في احد قاعات البرلمان البريطاني. واذ غطت جريدة الحزب الشيوعي البريطاني المورننغ ستار المؤتمر ونشرت صورتي على صفحتها الاولى ومقاطع من كلماتي فقد نشرت العديد من الصحف البريطانية الاخرى مقاطع من كلماتي. وكان الاخوان سعد وسلم اكثر رفاق المنظمة الحزبية اهتماما بكل ما احتاجه بل ونظموا لي برنامجا رائعا للتعرف على معالم لندن من متاحف ومسارح ومنتزهات.
زرنا قبر ماركس ووضعنا الزهور الى جانب زهور طرية اخرى كان قد وضعها زوار قبلنا . فضريح ماركس سيبقى محجا لعموم البشر الذين يحضون بزيارة لندن . ووقفنا بخشوع واعجاب امام تمثاله المعبر عن كل ذلك العمق الفكري والطموح الانساني الذي كان يحمله ذلك العبقري.
وزرنا الهايد بارك وهو عبارة عن امواج فسيحة من الخضرة الرائعة حيث يستطيع كل ذي قضية جمع كل ما يمكن من المستمعين لقضيته. ثم زرنا ساحة الطرف الاغر وشاهدنا الاف الطيور تتجمع بانتظار ما يرميه الجمهور المتجمع حول الساحة لاطعامها . ومكافاتهم بالطيران فوق رؤسهم والوقوف على اكتافهم لتجميل الصور الفوتوغرافية التي يلتقطوها للذكرى. ثم زرنا متحف الشمع, مدام تيسو, وتوقفنا امام شخصيات تاريخية جديرة بالاحترام والتقدير. فقد كانت التماثيل متقنة جدا فنطيل النظر اليها ونتجاوز الشخصيات المجرمة بحق البشرية مثل هتلر وصدام. كما زرنا الجناح العراقي من المتحف البريطاني . ولتعلقي بفن الباليه, طلبت مشاهدة احد العروض بهذا الفن.ولم اكن اعلم بان بطاقات المسارح في بريطانيا غالية جدا فلا يقوى الا الاغنياء على ارتيادها . ومع ذلك وفر الرفاق البطاقات لارتياد المسرح الملكي. وكان العرض رائعا لباليه بحيرة البجع ومختلفا عن العروض التي كنت احرص على مشاهدتها في البلشوي تياتر في موسكو

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل