أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن الجبوري - الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الرابعة - رغبة الجسد















المزيد.....

الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الرابعة - رغبة الجسد


عبدالرحمن الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 06:33
المحور: الادب والفن
    


بعد أن أمضينا فيما قبل. ثمة ملكة خفية أوقفتنا في الرواق التشكيلي لمعرض الفنان العراقي محمد جبار الحسن، ونحن نتلو اللوحات بعمق وصمت، واذ تعافينا أمام لوحته الرابعة التي أتخذ منها عنوانا شائكا، القول بها (رغبة الجسد). والوقوف عندها هي مقاربة وأبتعاد معجمعي/فلسفي، متفحصين بعمق للعنوان وتارة النظر الى اللوحة، هنا تقع في المبهمية/الأشكالية.؟!

أن لوحة (رغبة الجسد) هي عبارة عن مصطلح مركب، معقد، شائك بتعقيداته. وأن نقبنا بعمق عند النظر الى اللوحة نجد أن "الرغبة" في مصطلحها المعجمعي لخطوط الفنان قد نجده بمثابة التعبير عن "السلطة"، و"الجسد" يرمز الى "الوظائف والاجهزة الاجتماعية". من هنا نجد الفنان بتداخله الابتكاري/الابداعي في العنوان للوحة يعلن صراحة عن العلاقة المعقدة ما بين السلطة وعلاقتها بالوظائف الاجتماعية، وأن تلك الاخيره ما هية أنطباعاتها في ممارستها بجميع قدراتها وقوتها على الشيء، والرغبة/السلطة التي يكون هدفها في الانسان على غيره، وجمع الرغبات أو السلطات هي تعبر عن الحق في الممارسة على الوظائف لأعضاء الجسد هذا او ذاك، وبالضرورة تولد تبعية الوظائف الى الرغبات/السلطات وتكون حالها حال السياسة والقضاء ، وووالخ.

أمَا الفنان فعرفها بلوحته على أنها أي"الرغبة"، كأحد الوظائف العضوية للجسد وبتنظيم قدراته، كما أنها القوة الموجهة والآمرة في حوزتها، والقدرة الفعلية في تسيير أنشطة الجسد، وتنسيق المتطلبات المتضادة للأعضاء العضوية كما هو في الافراد داخل المجتمع، ومن ثم تقوم اللحاق بتلك المصالح بإدارة واحدة عن طريق الرضا بالاقناع او القسر.! وليس بالغريب عما ذهب اليه الفنان من خلال ما أفرزته خلفية اللوحة من الفضاءات الفراغية ومدها بمساحات لونية، ومسمرة الخطوط في "الرغبة" بأنها الاكثر تأثيراُ على على "الجسد" وأحداثياته في لجؤه الى مجموعة من الارهاصات والارتعاشات التي تنعكس بتمرير شدة حركات الرغبه عليه في صنع الاضداد لما بين الاقناع والأكراه.!

اذن ما اراد ان يشير به الفنان من خلال لوحته الرابعة من معرضه هذا، والتي منحها مسمى "رغبة الجسد"، هو تعبير أيضا عن حقيقتين على الأقل أطرهما في لوحته بمضمار بنيوي/شيئي (لجسد أمرأتان عاريتان) احداهما جعلها في أتجاه "اليمين" والاخرى مستلقاة بأتجاه "اليسار"، وهذه الفرشاة النافذة البراعة كأنها ترسم حروف فكرية/ايديولوجية بمنظار تشكيكي، ويصيغ عليها معطيات مغامراته الفلسفية، وحاول أن يدهش الملمح التكويني للاتجاهات، الى البقاء في في هذا التكوين المتستر لكل من الجسدين في "اليمين" و"اليسار". الا ان هذا الاعتراف بتواجدهما في اللوحة أيضا يشير الى كل منهما "بالرغبة/الاتجاه" اي الرغبة/السلطة الآمرة لكل منهما، في حين حافظ على الفنان ببقاء الجسد على أن لكل منهما له واقع وظائفة المحركة كعلاقة بين الرغبة كسلطة/الجسد كواقع أجتماعي. ولكي لا يقدم على هذين القصدين في تعريفهما وتشعباتهما الكثيرة والمتعددة، لابد من الوقوف على المحدد التفعيلي لما اراد الفنان البلوغ به الينا، في الوصف البلاغي التعددي الابعاد للرغبة/السلطة، وعموم أنتشارها بالتحكم والسيطرة على الجسد وبوظائف حركة أعضاءه. أن الرغبة لا يمكن أن تكون خارج الجسد، كما أن السلطة لا يمكن أن تكون خارج الاخرين/الجماعة/الاعضاء.! لذا أن الفنان فتح لدينا دهليزا معتما للتبصر على مستر أبعاده الفرضية والاستدلالية لظاهرة أستقراء ما بين "التمتع الجمعي"/ التابع الجمعي"، وأن مثل هذه الظاهرة أي أن الرغبة عموما هي ظاهرة جسدية-عضوية-أجتماعية، فليست الرغبة/السلطة "المشرعنة" هي وحدها تتمتع بخاصية الجسد/كأعضاء مجتمع، وإنما يشاركها في ذلك الرغبات القائمة ضمن التجمعات العضوية الاجتماعية الأخرى... ، والقصدية بالرغبة غير المشرعنه "بالرغبة وعلاقتها بالجسد الاخر -الأجتماعي" ، والتي تمثل حقيقة التواصَل من خلال علاقات تقام مع الجسد للحصول على حاجات الرغبة/السلطة بمكامن الجسد/المجتمع الاخر أو الظفر بطاعته. ومصادر تلك "رغبة - الجسد/بنائية" متعددَة كالثَراء بخفايا الجمال الروحي والتراثي للمكبوتات، وبنية الجسد وقوام حُسن مرتكزه المادي وروابط رشاقة فتنة هيئة أعضاءه....والذي قد يكون ناتجاُ للجمال وفلسفته الذي يشكل مصدر الرغبة في الميل نحو أبعاث الثقافة والفن، الذي أشار الفنان بتلوين الفنان لمحيط اللوحة مثيرا فيه خفايا اآثارة والتمتع التي بواسطتها أستطاع أن يحفز سلوك الزائر والمتلقي للوحته او معرضه.

لوحة رغبة الجسد أثار فيها الفنان العراقي محمد جبار الحسن أيضا، المعاني المسنبطة من ذاته والبارزة من خلال، تمرير فرشاته بعرض ملئ الاستباق لوجهات النظر للمهتمين بهذا التداخل الفلسفي ما بين الرغبة/السلطة والجسد/المجتمع، مبيناُ، أن الرغبة هي ممارسة نشاط ما على سلوكية الجسد، اي القدرة على التأثير في ذلك السلوك وتوجيهه نحو الأهداف والغايات التي يحددها من له القدرة على فرض أرادته عليه. ولن تكون وسائل الرغبة/كسلطة آمرة في تحقيق ذلك بأستعمال العنف/الاكراه فحسب. بل بأمكانها تأمين الطاعة وتحقيق الاهداف بواسطة الحضورة النوعية للأختيار ونوع الاصوات والكلمات والمعاني، الى المواقع الحساسة للأعضاء الاخرى من الجسد/المواقع الاجتماعية وحتَى بواسطة السلوك الذَي يعده الجسد سلوكا فاضلا مُرفعا الى مرتبة النموذج والاهم والقدوة مابين المُثل الجمالية والطاعة اللَدنة. لكن أذا مثلنا أمام هذا التحليل بحسب ما طرحته لوحة "رغبة الجسد"، في تتبع خطواته التحليلية في الدمج والتفكيك للعنوان ولما وراءهما، اذن اين موقع العقل من هذه المعادلة.؟! وأبعاده التشكيكية.؟ في هذا الموجز تتوجه ارداة الفنان الى تتوج حرفنته الفكرية بصناعة وأحضار المتلقي كعقل سابق الحضور ليجعل منه السلطة الاعلى لرصد التتبع والنوازع بين الانتفاء والاختفاء ، والظهور واحكام العلاقة بين التضادات مابين الظاهر المجسد وما بين المخفي المجسد وعلاقة وظائفهما في تحقيق الاهداف، التي دفعنا الفنان مكدسين القلق والاضظراب في صناعة رسم المعادلات الخفية وأظهار أتجاهاتها من جديد، لكن هل حاول ايضا ان يجعلنا ان نمر دون ملاحظات وأشكاليات متشابكة اخرى، ونعوق بفهم ملابساتها ونقائضها كضرورة غير عفوية.؟!

أن الملاحظات والاسئلة التي أثارها الفنان في خلاصته، برغم سعة محدوديتها، الا أنها منحتنا خطوة أخرى في أتجاه مسار رمزية فهم الرغبة كعلاقة، لا مجرَد قوة لا ملموسة مسَلطة من داخل الجسد وأعضاءه، الا ان الفنان عبر عنها من خلال خلفية اللوحة والوانها الداكنة بأن الرغبه هي أضطهاد لآفرازات تكوينة/نشؤية نامية بالطاقة وسلطة أزلية النزاع من حيث أحتكاكها الدائم مع الجسد في الاخضاع ولتمرد، الا ان تأكيد الفنان على صياغة علاقة دافئة ومصالحة هادئة في خلفية اللوحة برسمة "المظلة" ليمنح فضاءا اخر لرمزيتها وتنصيب جغرافية العلاقة التصالحية الماهرة في المطلق النوعي لتلك العلاقة ويمومة معالجة فناءه الروحي بينهما. كما اوجد مبررا لطرح أسفار اجساده المتصارعة بالمزمن الازلي للبقاء برافد ترميمي من خلال التدفق للون الاحمر المتصبب بأنسكاب من الاعلى الى الاسفل كصنع للسلطة وأعراف الاعتراف بها بالاعتقاد الجمعي، وبنية الاعتقاد الانفعالي في قدرة الاعتراف بالاخر ومعالجة الاستثناء بالتسلسل المعرفي ومده بالمبرر القانوني لم نقل تجنب في خوضه في البدائل وفروسية الحلول الجاهزة وطرحها كعلاقات عضوية مع لوحاته السابقة من المعرض كي يلوح بنا قريبل لدخول عالم لوحته الخامسة التي عنونها بلوحة "أنطاباع أحمر".

د.عبدالرحمن الجبوري
نيجيريا



#عبدالرحمن_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الثانية - إل ...
- الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: فنان يبدع داخل غربة ...
- الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الاولى - شوق ...
- الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الثالثة - تر ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن الجبوري - الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الرابعة - رغبة الجسد