أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن الجبوري - الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الاولى - شوق سومري














المزيد.....

الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الاولى - شوق سومري


عبدالرحمن الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 12:29
المحور: الادب والفن
    


شوق سومري

هي اللوحة الاولي التي جعلنا بها الفنان ان ندخل بها معرضه عند مدخل المعرض.. هي مجموعة مفاهيم، تواريخ، تراكمات، تقاطعات، حقول، أستخدامات، تداخلات، تشابكات، تحولات، بل حملَ تلك الغموضات برموز عوالم سومرية، متكأ التأمل لنا إن كنا مُتيقنين أن كانت ذاكرتنا وحفيضاتنا بمقدورها أستيفاء الدلالات القطعية لأي مفهوم من المزاميع المذكورة التدرج المتشابك أستيفاءه كليا....!! وهنا يؤكد الفنان محمد جبار من خلال لوحة "شوق سومري" تلك القدرة في حمل المعنى، وأكتشاف أصدق المعاني وأشملها، عبر خطوط الأحتمالات الوفيرة وسبل الأستكشاف فيها ما تتفتح بها من ممالكه الهائله من الممكنات في التقاطيع السومريه للوجوه...، فيرفع الوجوه الى أعلى اللوحة بفرشاته لأعادة قراءة المرتبه الذائقة الرفيعة لجمالية الشوق الذي حاول الزمن طمس نسيانها بالتراكمات والمشاغيل للمعاني لأحبارها . الا ان الملكة الابداعية للفنان لم يثني على فرشاته بذائقة دون نبش المعاني فيها فيحول الفرشاة بذاكرته لحفر المضمون لكشف الدلالة، كشفها بمملكته اللونيه مع الاشكال والخطوط راسما فضاءات الأجترار الأثرة، مثيرا فيها النبذة الصعبة في القراءة والتفسير والتأويل معا. فنان أستطاع بها أن يطوف بنا ما يدرك فعليا خطورة الاختيار باللون، ويدرك مجازفته في اللعب بشقاء بالخلفية للوحة وأغوارها بزواياها الداكنه، الذي حاول من خلال الامتزاجات اللونيه وتدرجها الى عمق تقاطعات الوجوه بنظراتها التأملية الواهنه في مسحة أمل، وبلمسات رجع انين للون الاصفر، هي قدرة الأستخفاف بالزمن والركون، وقدرة الذات بالاتجاه من خلال حركة اليد ودراية المجهول القادم بسؤال..هي مناداة لذات جاهلة في أدعاء كل تلك القدرات للتفسير والتباهي للمعرفة بها. إن عالم "شوق سومري" عالم المفاهيم والرموز ، مُذكرا الفنان بأنفسنا شأن هذا الشوق، لاينجلي كليا ليمنحنا حضوره الوضَاء في أتمام الصقالة والملامح الشفافة والوضوح. بل حاول الفنان أن يثير هذا " الشوق" ما هو الا تعبيرا عن المسافة الكبيرة بين ما تظهره تلك الرموز تحجبية الأشكال بسومريتها وما بين ما تومئ به الملامح في تقاسيم الوجوه، واراده ايضا الفنان من أن يوضح ما هو مستشف وما هو متستر عليه، إلا ان "الشوق السومري" يفضح التأوه بذلك التباعد ذاته لما يجعل عملية التأمل التأويلي ممكنه في بُعد المسافة والسفر بها ولما تتطلبه من عنت وجهد ومن شك وتساؤل التي عبرها تمكن الفنان بأبداعه ومقدرته الابتكاريه أن يرفع ألينا العشق السومري الى مرتبة تجعلها فنا مقرؤا بأصل أتجاه الاخلاق....

إذن في ظَل تعدد همَ أسئلة "الشوق السومري" وأختلاف الأشكال والتناول والتعدد في الاتجاهات بالنظر والتأويل في زحمة ما أراده الفنان العراقي المغترب محمد جبار هو غير اللون-الخطاب المعزول، بل هو أرتكز على أتجاه البقاء من خلال النظر للشخوص في لوحتة وأتجاه نبض مسارالايدي، هو النظر والتمعن في مجموعة الاحداث والممارسات القادمة بكامل تسلسلات السياقات والأسهامات التي قد تظهر بشكل تغيرات بأنعكاس الملامح للعيون وديموغرافية تبصر الذاكرة وطبيعة أحتياجات الشوق وعلله فيها، أستخدم الفنان الحركة بشكلها الكيفي والأنسيابية باللون الى ردة فعل من خلال تبدد الحلم في "أتجاه السهم" المغايير لكل الآنا بجوار خلفية صفراء لها، تاركا للسهم وارتداده غموضه المتأتي من عدم معرفة ماهية المعرفة، وماهية ردة الفعل في نظرات شخوصه في مساحة العيون وكبر الواقع للاحداث والأختراقات الموضوعية وطبيعة تحول تلك العلاقة الاثنية الجسدية المتلاصقة بذاتويه عاشقة في صومعة موجعها، في العجز والتحدد النسبي ،من خلال التدرج اللوني الذي يعرض فيه نرجسية الذات "العاشق"، وخلط القناعة بالأحكام وعجز كينونتها الذي يظهر كمونه الجمالي في نقوش الثوب والجسد السومري المتلاصقة بصيغتها التفجيرية كعلاقة البيوت بالاجساد، بعارضة التباهي، وبروز الانتهاكات والاضطرابات في تحريف المقصود، ومنع الجدل بالعشق الى مرتبة المحرَم المحضور كما هو في "الوشم السومري" الذي ثبته الفنان بشكل خطر ذكاءه على يد احدى شخوصه في اللوحة، كرمز يتحارب به ما يصنعه ذكاءه في اللوحه حول لعبة البداهة بالمقدس/الرمز وتشعب ما يحدث داخل فضاءاته المعرفيه. ويُشعبنا أكثر تأملا في مرتكز عشقه بتصميم الجلباب السومري ليوزع تناسق الممارسات التشكلية بالرسم لما اراد ان يقول "شوقه السومري"، ولم ينفلت منه وخزنا من قدوم جيل جديد تحمله النظرات القادمة لشخوصة، وفرشاته الذكية الشقية التي تقول لنا هذا ما يقوله الشوق وما يفعله السومريون، وفيما يخضعون له وما يواجهون، فيما يستبد بهم وما يرغبون فيه، فيما يحدث وما حدث ، وما لفرادته وقدرة تفرده.

ها هي اللوحة بعشق الفنان لسومريته، التي صاغنا بها بالتاريخية ومنحنا اليها بماديته المؤثرة في مساءلة الواقع والتحولات وهاجس التجريد والخوف من السقوط للحلم وعدم أستنساخ العشق الذي يدفع الى التنبيه بالاصغاء والرؤية والحكمة.... هذا ما اراده الفنان المبدع محمد جبار الحسن من منفاه ان يترك لنا مهلة مشتركة لفهم الحداثة في أعتقاد سكنى التاريخ بشغف الحزن بقوالبه او قوالبهم الكليه، ان ما يستوجب قوله هو السؤال الدائم الذي لا يتردد بعدم الانقطاع في لا صميم للموت والذاكرة...ها هو اذن يجعلنا نتفكر بعشقة السومري اللانهائي. ويُعشق فينا ان نتجول اكثر في مُركبه التشكيلي للوحة قادمة هي لوحة إله العشق.

د.عبدالرحمن الجبوري
جوهانسبيرغ



#عبدالرحمن_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الثالثة - تر ...


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن الجبوري - الفنان التشكيلي العراقي محمد جبار الحسن: اللوحة الاولى - شوق سومري