أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - الطرفة السياسية وتأثيراتها















المزيد.....

الطرفة السياسية وتأثيراتها


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الطرفة أو ما يسمونها في العراق ( النكته ) بدأت منذ خليقة البشر على هذا الكوكب ، وهناك الكثير مما ورد من طرف وظرفاء عاشوا على مر التاريخ عربيا و عالميا ، ولا أعرف تحديد زمن الطرفة التي تتناول المواضيع السياسية سلبا وإيجابا ، وقد أشيع أن المصريين هم أكثر من برع بهذا المضمار وبخاصة بعد النكسات العربية المتعاقبة ، ويقال أيضا أن أحد وزراء الدفاع المصريون تمنى على شعبه المصري أن يتركوا التندر والطرف عن هزيمة جيشهم عام 1967 م رفقا بحال الجنود والضباط المصريين ، وفعلا قد توقفت مثل هذه الطرف ، ونلاحظ أن التغيير الجديد الذي حصل بجمهورية مصر عام 2011 م لم يخلوا من الطرفة اللاذعة أيضا ، فرغم بقاء عشرات الآلاف لأيام طوال في ساحة التحرير فقد أنتجت هذه النخب الشبابية الكثير من الطرف ( النكات ) أفردت لها إذاعة ( مونتكارلوا ) برنامجا لذلك ، ويرى الكثير أن الفسحة الديمقراطية المفتعلة أم الحقيقة أنتجت لنا مثل هذه الطرف ، يقال أن أحد المصريون أشتكى من أن الطابع الذي حمل صورة رئيس الجمهورية محمد أنور السادات لا يلصق بأوراق الشكاوى التي تقدم فسأل أحد كتاب الشكاوى عن ذلك فأجاب ، أنت أين تبصق على الطابع ؟ ، أجاب المشتكي طبعا أبصق على صورة الرئيس ، ويقال أيضا أن زوجة حسني مبارك دخلت لمحل بيع الأحذية في القاهرة ومن خوف البائع منها أحدث ( خرج من دبره صوت الغازات ) بحضورها فضحكت وقالت للبائع ما هذا ؟،أجاب البائع على الفور ( الله وأكبر الريس بيككم أفواهنا وأنتي بتكممي ، نعمل أيه بقه ) ، أعتقد أن فسحة الديمقراطية هي التي أنتجت هذه الطرف ، ولا أقول أن حكام مصر السابقون هم حملة ودعاة للديمقراطية ، أما في العراق وبظل نظام المقبور صدام حسين كانت الطرف السياسية تنتقل خفاء للناس لتداولها خوفا من جور الحاكم المستبد وسطوته القاتلة ، فترة الحروب الجائرة التي مرت على العراق كانت الشعارات تملئ الساحات والمدارس ومن تلك الشعارات ( الشهداء أكرم منا جميعا ) ، وبتحوير لهذا الشعار أصبح ( الشهداء أكثر منا جميعا ) ، وأيضا حوّر أحد خطابات الطاغية التي يخاطب بها دولة إيران ليصبح ( هذه أسلحتنا فأين هي أسلحتكم ؟ ، هؤلاء شهدائنا فأين قتلاكم ؟ ) ، ولدينا في محافظة بابل رجلا صنعته الطرفة يسمى ( لطيف بربن ) استفاد من الأنشودة التي غزت الشارع العراقي حينها والتي تقول ( يا كاع ترابج كافوري ) ، وقد نسج على منوالها أكثر من مقطع ساخر فيقول ( سمتيه أتدك بسمتيه / والسومر صار ب6ميه / عونه اللي باع / أي والله وعونج يا كاع ) ، وفي هذا المقطع يشير لطيف للحالة الاقتصادية التي أثرت على العراق سلبا بعد الحرب ، ومقطع آخر يسخر به من ما يسمى أمين سر القطر عزت الدوري يقول فيه ( طبينه القصر الجمهوري / ولكينه عزت الدوري يكنس بالكاع ، أي والله وعونج يا كاع ) ، ومقطع آخر يتنبأ به لطيف بربن برحيل نظام الطاغية المقبور فيقول ( صدام أيكل السجوده / شيلي جرودج يا مكروده / نشرد أبساع / أي والله وعونج يا كاع ) ، بعد التغيير الذي حصل في العراق الذي لم يجني منه العراقيون إلا هذه الفسحة من الديمقراطية وحرية الرأي المفتعل أيضا فقد أنتج لنا الكثير من الطرف التي تشير بوضوح واستهزاء بما يدور داخل البلد وأروقة السياسة ، يقال أن السيد رئيس الجمهورية مام جلال حضر لجلسة تديرها الحكومة من وزراء وغيرهم ، أثناء الاجتماع رن هاتف الرئيس النقال وإذا زوجته على الخط مستنجدة وقائلة ( ألحك تره الحرامية ترسوا البيت ) ، ضحك الرئيس كثيرا وقال لزوجته ( لا أنتي متوهمة هاي كل الحرامية وياي بالاجتماع ) ، ولهذه الطرفة تأشيرة لما أصبح عليه حال العراق من فساد إداري وأخلاقي عجيب ، أيام الذبح على الهوية الطائفية التي أشتعل أوارها منذ 2004 م لنهاية عام 2006م وأن لا يزل بعضها باقيا ، يقول أحدهم أن رجلا توفي في بغداد وخوفا من ذهاب الرجال معه الى دفنه في النجف الأشرف قامت مجموعة من النسوة بهذه المهمة القاتلة ، في منطقة مثلث الموت كما يسمونه أهل الوسط والجنوب والقريب من ناحية اللطيفية أوقف مجموعة من القتلة العجلة التي تحمل الميت ، وحينما لم يجدوا فيها إلا النساء أتصل أحد أفراد العصابة بأميره مستفسرا عما يفعله معهن ، جاءه الجواب لا عليكم استعملوهن جنسيا واتركوهن يذهبن لدفن ميتتهن ، ونفذوا ما أمروا به ، وقبل انطلاق العجلة سألت أحد النساء الكبيرات الرجل الذي مارس معها الجنس قائلة له ( حبوبه هم نلكاكم من نجي بالأربعين ) ، وطرفة أخرى تحارب الطائفية المستقدمة عنوة للعراق ، أوقف الذابحون عجلة من نوع ( كيا ) على الطريق الذاهب لسوريا ، أمر الذابح ليقف السنة على اليمين والشيعة على اليسار ، نظر الذابح للشيعة وأمر باستخدامهم جنسيا وذبحهم ، وأمر للسني بذبحه فنطق السني غاضبا ( الله وأكبر حتى بهاي أمهمشينه ) ، وطرفة أخرى تقول مسكت عجلة فهرعت أحد النساء صوب الذابح قائلة له ( هم أكو عدكم اغتصاب ) ، كل هذه الطرف لم تكن شائعة بمجتمعنا ونسيجنا العراقي ، وآخر ما وصل من طرف تنتقد الدولة ومؤسساتها متبرمة بواقع خدمي سئ لا يطاق ، ويرى الناس سرقة المليارات تحت ضوء الشمس وضمن تشريعات قانونية باطلة ، ميزانية العراق لعام 2012م 100 مليار دولار أمريكي ، ونفوس العراق لا يصل لثلاثين مليونا ، جمهورية مصر نفوسها يربو على الثمانين مليونا ، وميزانية مصر لا تصل ل 30 مليار ، والفرق واضح بين ما قدمته مصر لشعبها من خدمات وبين ما يقدم للعراق من خدمات ، وتقول الطرفة الختام أن نساء المسئولون في الخضراء يجتمعن دوريا في أحد بيوتهن في خضراء أزواجهن ، مرة وهن جالسات في ما يسمونه العراقيون ( قبولي ) قالت زوجة أحد الوزراء ( الله يديم علينه المحاصصة من يوم صارت لليوم والخير علينه مثل المطر ) ، قالت أحداهن ( هو وينه الخير أشو بس عليكم ) ، أجابتها صاحبتها مهنئة لها ( ليش عيني بالخير عليج أسمعت رجلج صار وزير الموانئ بالأنبار ) ، ضحكت زوجة وزير الكهرباء وقالت ( هاي جذبة نيسان ليش أكو بحر بالأنبار ) ، قالت الزوجة المهنئةُ بمنصب زوجها ( أشدعوه هذا الحسد ليش هو أكو كهرباء بالعراق ورجلج وزيره ) ، أجد من المناسب جدا أن نكتب بمثل هذه الطرف علها تصل لمن كمم عينيه وأذنيه .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة الصحفيين والاستثمار الحكومي
- ( اليوم عيد )
- قراءة لقصيدة ( موت وجنازه وكبر )
- إضاءة / أيها الحكام العرب أحذروا قمة بغداد !!!
- ( هموم وكبر )
- التواصل المجتمعي التجاري الحلي
- التواصل المجتمعي التجاري
- إضاءة / النائب حسن العلوي وفلسفته الأخلاقية !!!
- إضاءة / الأخيار ورثة التاتار
- أمي
- الشهيد عبد الكريم قاسم والصراع الطبقي والسياسي
- شهيد العز مهداة للزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم
- إضاءة / ( تيتي تيتي )
- سالوفة فخر
- إضاءة / مشهد الشمس والأربعاء الأخير من صفر !!!
- إضاءة / من الرابح الساسة ، المواطن ، الوطن ؟
- القائمة العراقية وقطرية السلوك والنهج
- إضاءة / سلاماً دولة ( اللغف ) الديمقراطي الأوحد !!!
- إضاءة / التيار الديمقراطي في بابل يحصد يوم العراق !!!
- إضاءة / وداعا صديقي ( طه الربيعي )


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - الطرفة السياسية وتأثيراتها