أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ - اللب التاريخي للقيم المشاعية والديمقراطية في المجتمع















المزيد.....



الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ - اللب التاريخي للقيم المشاعية والديمقراطية في المجتمع


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1079 - 2005 / 1 / 15 - 11:13
المحور: القضية الكردية
    


الفصل الثاني
A – اللُّب التاريخي للقيم المشاعية والديمقراطية في المجتمع
يتجسد أحد أهم النواقص الأساسية لعم الاجتماع في عدم إشارته إلى الذروة الأخرى (القرين، الشريك) للمجتمعات الهرمية والمنوطة بالدولة، والتي يجب أن تمر بثنائية جدلية بطبيعة الحال على مر التاريخ. وكأن التاريخ عبارة عن سياق تطوري خالٍ من التناقضات، وتقدم على خط مستقيم للنظام الاجتماعي المهيمن. فمثلما شوهد في كل تطور ظاهراتي، يتطور المجتمع الهرمي والدولتي أيضاً ضمن تناقض مع القيم المجتمعية الطبيعية، التي تلعب دور النقيض له. وهو ينمو ويتطور ويتنوع بالتغذي عليها. من الضروري عدم الاستهانة بقوة المجتمع الطبيعي، ذلك أنه يلعب دور الخلية النواة الأم. ومثلما تُولَد جميع خلايا النسيج من الخلية النواة، تتولد المؤسسات المشكِّلة لنسيج المجتمع الطبيعي، منه أيضاً. وكما تُولَد الأعضاء والأجهزة والنظم من النسج، تولد الأجهزة والنظم المجتمعية المتطورة الأخرى من المؤسسات البدائية (المؤسسات الهرمية البدائية) للمجتمع الطبيعي أيضاً. قد يُكبَت المجتمع الطبيعي، ويُحسَر ويُقحَم في الشرك ويطوَّق، ولكن لا يمكن إفناؤه أبداً. ذلك أنه حينها يخرج من كونه مجتمعاً. وعجزُ علم الاجتماع عن تثبيت هذه الواقعة، نقصان هام لايُغتفَر. ما يغذي الهرمية والدولة، هو حقيقة تكوُّن المجتمعات الطبيعية على مر ملايين السنين. وإلا، فكيف بإمكان الثنائية الدياليكتيكية أن تتولد؟ إن القيام بالتحليلات المجتمعية بوسائل طبقية أو اقتصادية ضيقة، إنما يعني ترك أصل الحقيقة وعضوها الأولي على الهامش، منذ البداية. وهذا هو الخطأ والغلط الفادح المرتَكَب. هذا وناهيك عن نظرة مدرسة كالماركسية، ذات التقرب الطموح العازم، إلى المجتمع الطبيعي الذي سمَّته بالمشاعي، وكأنه نظام انتهى عمره وزال من الوجود منذ آلاف السنين؛ والتي أثارت هذا الموقف السلبي وأججته أكثر.
لم ينتهِ المجتمع الطبيعي في أي وقت من الأوقات، ولم يَنفَذ رغم تغذيته لمضاداته. بل تمكّن من إيجاد نفسه على الدوام. ورغم كل التخريبات، لم يُنقِص من وجوده كإثنية، كركيزة صلبة للعبيد والأقنان، كأرضية خصبة لتجاوز التمايز الطبقي العمالي وتنامي المجتمع الجديد، كمجتمع بدوي متنقل بين البراري والأدغال، كعائلة قروية حرة، أو كأسرة بكيان الأم، وكأخلاق نابضة بالحياة في المجتمع. وعلى عكس ما يُظَن، فالقوة الدافعة لتَقَدم المجتمع ليست النضال الطبقي الضيق فحسب، بل والمقاومة العظمى للقيم المشاعية المجتمعية. من غير الصحيح إنكار النضال الطبقي، ولكنه ليس سوى أحد ديناميكيات التاريخ. أما الدور الرئيس، فمنوط دائماً بالرُّحَّل المتنقلين بين الغابات والجبال والبراري المجدبة، والذين عاشوا على شكل حركات إثنية أو قَبَلية، أو شعبية. فالإثنية إنما هي قوة الصمود والتحمل على مدى آلاف من السنين، رغم كافة أنواع الهجومات الضروس، والمصاعب الطبيعية. وما خلقَته كان عبارة عن المقاومة والصمود، بثقافتها وملاحمها ولغاتها، وبقيمها وأخلاقها الإنسانية الشفافة النقية والأصيلة.
من أكثر المشاكل التي يدور حولها الجدل، هي احتمالات الأنظمة الممكن ظهورها من أزمة الرأسمالية. لقد سادت أزمة ملحوظة بعد الحرب العالمية الأولى. وقيام الثورة البلشفية منوط بتحليلات لينين بهذا الصدد، عن كثب. واندلاع الحرب العالمية الثانية كان يشير إلى أن الأزمة لم تنتهَ بعد، بل تتسم بالسيرورة. ولملمت الرأسمالية قواها، لتقوم بقفزة بارزة مع الثورة العلمية التقنية الكبرى الثانية. ولكن هذه الحملات القصيرة المدى، بقيت عاجزة عن تَشَعُّب وتوسُّع تصدعات الأزمة في النظام السائد. ومع انهيار السوفييتات بعد السبعينات، ناهيك عن تخفيف أزمة النظام، بل زادت تعقيداً ووطأة. وبذلك بُرهِن على أن التجربة السوفييتية قد خففت عبء النظام، موضوعياً.
وانتعشت الحلول المناوئة للنظام السائد، والتعاليل الليبرالية الحدثية لحلول الأزمة، مرة أخرى في هذه المرحلة. فهل الليبرالية الحديثة، حقاً، كاريكاتوراً للماضي؟ أم أنها، مثلما ما زعمت، حداثة حقيقية باسم "العولمة"؟ بينما يدور الجدل بأقصى سرعته بهذا الصدد، فرضَت البدائل التي طرحتها الشعوب، نفسَها أكثر فأكثر، بُعَيد أزمة الاشتراكية المشيدة. إلى أين كان يؤول النظام المنحصر بين أمريكا – أوروبا – اليابان؟ وإلى أين كانت تُفضي التقطبات المجتمعية المتزايدة، والصراع الشمالي – الجنوبي؟ كانت التيارات البيئوية والفامينية، والثقافية الطابع بالأغلب، تبرز كعناصر جديدة. وكانت حقوق الإنسان وقيم الحل للمجتمع المدني تزايد وتتزايد. في حين كان اليسار منهمكاً في تحديث ذاته. كيف كانت الجدالات الدائرة ترتأي العالم المرتقب، سواء نقاشات "منتديات (كلوبات) أغنياء دافوش"، أو "نقاشات منتديات (كلوبات) فقراء بروتو – آللاغرا"؟ إن المستوى الضحل لتلك الجدالات لم يذهب أبعد من إنقاذ اليوم المُعاش، ذلك أنه كان ينقصها الرؤية المستقبلية النظرية والمنتظمة، في كلا الطرفين على السواء. لقد كانت الحركة المنهاجية والمخططة محدودة النطاق. باختصار، لم تكن معلومات الموالين للحرية والمساواة من أجل المجتمع، ولا بُناهم، تشير إلى القدر الكافي للنفاذ من الأزمة بنجاح. كان من الضروري عدم الوقوع في أخطاء مشابهة، هذه المرة، إذا كان لا يُراد – حسب الزعم – الاختناق في مياه التيار الجديد المسمى بالليبرالية الحديثة، بعد أن تمكنت الليبرالية من امتصاص وجذب موجات العديد من الثورات المندلعة إلى مياهها، وفي مقدمتها ثورات 1848، 1871، 1917، والتي شهدها التاريخ الحديث باسم الكادحين والشعوب. ما هو مطلوب ولازم، كان عبارة عن قدرة المعلومات الصحيحة، إعادة إعمار المجتمع، وإيجاد الصياغات الناجحة لذلك. ونخص بالذكر هنا خيارات الشعوب، التي كان يجب أن تجد معناها، وأن تنوَّر بنيتها في منطقة الشرق الأورسط، التي تكاثفت فيها التناقضات مع مرور الأيام ،وشهدت الأزمات والاشتباكات الطائشة والمتهورة. كان على الشعوب إعداد خياراتها إزاء الحملة الأمريكية الجديدة، المسماة بأزمة حادثة 11 أيلول، والمتسمة بماهية تآمرية غائرة الأعماق. كان يجب أن تكون خيارات تجعلها لا تقع مرة أخرى في الأخطءا والمغالطات الجذرية، ولا تصبح رقعة لبنى النظام المهترئ. لقد كان التاريخ ينتظر منها رداً متواضعاً، ولكن جدياً وغيرَ مخادع في نفس الوقت. حيث كان يوصد أبوابه كلياً أمام التكرارات المجرَّبة والتي لا أمل منها.
لقد اعتَبَرتُ الرد على هذه الأسئلة التي طالما بحثتُ عن أجوبة لها، واجباً أساسياً ملقى على عاتقي في مرافعتي هذه. كما أنها في الوقت ذاته، كانت تحتِّم عليّ إيجاد الجواب المرتجى لوقائع الحياة الساحقة التي يعاني منها الشعب الكردي، الذي طالما تطلع إلى الحل الكفؤ الممكن التطبيق، واللائق به بالتأكيد من جهة؛ وإيجاد قوة المعنى المرتقبة، والوسائل البنّاءة من أجل حل مظفر للمشاكل التي عانتها حركة PKK، التي ترى نفسها مسؤولة عن لعب دورها الريادي من جهة ثانية. وبينما أجد هذه المسؤولية في ذاتي، فإنني متيقظ كلياً ومدرك بضرورة التحرك باسم خيار كافة الشعوب الفَوْقَومية (فوق قومية)، ممثَّلاً في شعبنا. واتخذتُ من وجهة النظر الإنسانية المثالية، والطبيعية – البيئوية، والمتخطية لمفهوم "الوطنية والأممية" القديم الضيق؛ محوراً أساساً لجميع تقرباتي. ولهذا الغرض قمتُ بطرح أفكاري بصدد المجتمع الديمقراطي والأيكولوجي، للنقاش والمداولة.
السؤال الواجب طرحه والرد عليه أولاً هو، كيف يجب أن يكون إطارنا النظري؟ والبقاء بلا نظرية عَمَّ يمكن أن يتمخض؟ إلى أين تؤول بنا النظريات الخاطئة والناقصة؟ كيف يجب أن تكون مزايا الإطار النظري القدير والمناسب للأهداف المرجوة؟
إلى جانب كون "الموضة" لفظاً متداوَلاً، إلا أن الصحيح جوهرياً هو ما يقال بأننا في عصر "مجتمع المعلومات". وما يُقصَد بهذا اللفظ هو أنه بدون قوة المعلومات، من الصعب إيجاد الحلول لأبسط الظواهر، وإدارة شؤونها، فما بالك بالظواهر ذات المشاكل الشاملة من حيث المعنى والبناء، من قبيل التحول المجتمعي! أما محصلة السير بحفنة من الحلول البسيطة، فهي الخسران بالأرجح. في حين أن الانتصار التصادفي يتضمن في كل لحظة مهالك المآل بصاحبه إلى الهزيمة والفشل، عاجلاً أم آجلاً. وبالنسبة للحياة والمسير المألوفين، فلا يفيدان سوى باضمحلال معنى الحياة الحقة، وزواله تدريجياً. فالحياة الحقة ليست مجرد السير، بل والسير الدؤوب الأقصى.
من هنا، فإن عدم تنوير مساعي التحول الأساسية أو توجيهها بإرشادات نظرية قديرة ومناسبة للأهداف، في مجتمعات الأزمة، سيُصعِّد من احتمال ذهابها هباء أو تمخضها عن نتائج معاكسة، بنسبة كبيرة. وتتأتى مشاهدتنا للتكاثفات الفكرية العظيمة في مثل هذه المراحل من التاريخ، من مثل تلك الخصائص للواقع المعاش. وللسبب ذاته نشهد بروز المدارس الفكرية والعقائدية العظيمة لدى ظهور الحضارات، أو قُبَيل وبُعَيد تشكُّل الأنظمة الجديدة.
من المهم بمكان التركيز، وبكثافة، على الفلسفة الماركسية اللينينية، باعتبارها طبعت تقاليد المعارضات بطابعها في القرن العشرين. وبالنسبة لي شخصياً، كان من الواجب إدراك مدى استحالة قطع المسافة دون وضع اليد على الخطأ الأساسي لهذا المفهوم – الذي أثر عليّ شخصياً أكثر من غيره من المفاهيم – قبل مرور سبعين عاماً عليه.
إنني أنظر إلى تشكيلمفهومي بصدد النظام، الذي سعيت لاصطلاحه على شكل "المجتمع الديمقراطي والأيكولوجي"، خارج نطاق سلطة الدولة أساساً، بأنه صُلب سلوكي النظري. ويتجسد مضمون إرشاداتي النظرية في البحث عن الحل خارج نطاق كافة سلطات الدولة الهرمية الكلاسيكية المتواجدة في المجتمعات الدولتية، وليس خارج دائرة مفهوم سلطة النظام الرأسمالي وحسب. وكونه سلوك نظري مرتبط بالواقع المجتمعي لأبعد الحدود، وليس سلوكاً خيالياً أو طوباوياً مثلما يُظّن، فإنني أعتبره أهم مكسب لي في كفاحي. وإلى جانب دور أرضيتي الشخصية والمجتمعية في بلوغي القوة والكفاءة النظرية، إلا إن المؤثر الأساسي هو قدرتي على تفهم المجتمع التاريخي ضمن كافة البنى النظامية. أما ما يستتر وراء فهمي هذا، فهو خصائص النضال والكفاح الذي خضته، ونجاحي في التحلي بروح المسؤولية. لا جدال إطلاقاً حول مكانة فترات الانزواء والسجون والخيانات والمخاضات المستمرة منذ عشرات السنين، في تشكُّل الأديان الكبرى والمدارس الفكرية العظيمة. ولقيم المجتمع الطبيعي والإثنيات وصراع الفقراء من أجل الوجود أيضاً، مكانة لا غنى عنها في بنية التفكير هذه. ساطع سطوع النهار أن أساسنا التاريخي لن يكون فهم التاريخ بأنه تَأَصُّل الأحداث الهامة وتجذُّرها حول السلطة السياسية. ولكن هذا التقرب، قد يتسم بقيمة معينة في استيعاب النظام القائم ككل متكامل، واستنباط الدروس منه.
التاريخ الذي يجب اعتماده أساساً، هو تاريخ كل ما يشهد التقطبات المتضادة ضمن سياق التطور المجتمعي الهرمي والطبقي. وكل التواريخ السياسية الرسيمة، إما أنها لا تتطرق أبداًَ لوجود هذا التاريخ، او أنها تراه تاريخ مجموعة فوضوية ضيقة النطاق، أو محشرة لا حِكمة فيه، أو سرب قطيع يليق استثماره واستغلاله من أجل مآربها هي. بقدر ما يُعَد هذا التاريخ – الرسمي السياسي – جافاً ومجدباً ومجرداً ومثالياً، فهو أيضاً مفهوم ظالم في عاطفيته. لذا، لن يجد تاريخنا معناه إلا بابتدائه من المجتمع الطبيعي، وارتكازه إلى كافة أنواع أفكار وعمليات المحكومين، من إثنيات وطبقات وجنسيات، إزاء الهرمية والسلطة السياسية.
وبينما نعرِّف دعامةَ نظريتنا التاريخية على هذا النحو، فهي ببُعدها الآخر – وبطبيعة الحال – تشمل أعلى حد لقوة المعرفة في المجتمع. ذلك أنه إذا لم نستطع لحم مفهومنا التاريخي الصحيح بالحدود القصوى للمعرفة، فلن نقدر حينئذ على تحديد كفاءتنا في المعنى وطرازنا في البناء بشكل كفوء بصدد المستقبل الآتي. علينا الإدراك تماماً بأن أي نظرية لا تستوعب نطاق المعرفة لدى النظام بأكمله، ضمن أفقها المعرفي، إنما هي ناقصة، ولن تنجو من الذوبان في آفاق النظريات المضادة. إنها حقيقة النضال الأيديولوجي الأولية.
إن رسم الإطار النظري بصدد نظام المجتمع الديمقراطي والأيكولوجي على هذه الشاكله، هو الخطوة الأولى. فبمقدار ما نعبئ فحواها ونطور من تطبيقها العملي، سيكون النظام المتطور لدينا حراً ومتساوياً بنفس القدر. ويمكننا الرؤية مسبقاً بأن نظاماً متطوراً في هذا الاتجاه ليس نظاماً هرمياً أو دولتياً كلاسيكياً كالقديم، ولا نظاماً عبودياً للمجتمع المهزوم والمسحوق والمستعمَر. إنه نظام أخلاقي مقيم لعلاقته الدياليكتيكية السائرة مع الطبيعة، غير معتمد في داخله على التسلط والحاكمية، ومحدِّد للمنافع المشتركة مع الديمقراطية مباشرة.
تُعنى الماهية المشاعية في تكوُّن الوجود المجتمعي بالمضمون، لا بالشكل. وهي تبرهن على سيرورة وجود المجتمع عبر الطراز المشاعي وحسب. أما الافتقار إلى الماهية المشاعية فيكافئ تماماً الخروج من كونه مجتمعاً. وكل تطور يحصل على حساب القيم المشاعية، إنما يعني خسران بضعة من القيم من داخل المجتمع. من هنا، فاعتبار الحياة بحالتها المشاعية شكلاً أساسياً للحياة هو أمر واقعي. ولا يمكن للجنس البشري أن يواصل وجوده دون توفر هذا الشكل من الحياة. إننا ننوه بإصرار على هذه الحقيقة بهدف إدراك القناعات الخاطئة الآتية: إن الهرمية والسلطة اللتين تُحييان المجتمع وتسموان به قيِّمتان – حسب اللفظ الحضاري – وما يتبقى هو سرب قطيع يجب رعايته وسَوقه.
يمكننا القول أنه بقدر قِدَم هذا المفهوم، فهو أول كذب ورياء منظم وكبير احتل الأذهان بالأكثر. وبقدر إقناع المجتمع بهذه المزاعم، أُضفيت المشروعية على المرحلة المتطورة على حسابه. إنه قناعة وطيدة بحيث يكاد لا يوجد من لا يقتنع أو يؤمن بها. إن إرجاع القيم المحيية للمجتمع والسامية به، إلى القوة الهرمية وقوة السلطة، رغم كون النظام المشاعي هو نمط وجود وتكون الجتمع، إنما يتصدر قائمة التناقضات الواجب تحليلها وحلها. هذه المقولة المؤمِّنة لتحريف وتشويه التاريخ المجتمعي، إنما هي معيار المفهوم الأساسي لكافة البنى الفوقية، وعلى رأسها التاريخ والآداب والسياسة. وهكذا يتحول طراز الوجود الحقيقي للمجتمع إلى مادة خرساء، لا قول لها ولا لفظ.
من دون التخلص من تسمية المجتمع البدائي بـ"البدائي"، لن ينجو علم الاجتماع في بناء كافة تثبيتاته على أرضية خاطئة. علينا مرة أخرى اللجوء إلى التشبيه بالخلية النواة. قد تكون الخلية الأم بدائية نسبةً لكافة الخلايا المتميزة بالتنوع، ولكن هذه البدائية ليست ببدائية أو رجعية يتوجب تخطيها، بل إنها تعني المبدأ الأس. ومن دون النظر إلى قيم المجتمع المشاعي من هذه الزاوية، فستُقيَّم وتُدرَس كافة المؤسسات الأخرى بشكل لا جذور له، ويفتقر إلى المعاني الحقيقية بشكل منفرد.
إذن، إن كنا نود أن نكون مبدئيين في النضال المجتمعي، علينا أولاً أن نُنِنّ الاحترام والتقدير لطراز وجود المجتمع، والنظر إليه بعين واقعية. إذ ثة هروب من المشاعياتية حتى لدى أكثر المجتمعيين المعاصرين راديكالية،ليس بتحليلاتهم وحسب، بل وفي تطبيقاتهم العملية أيضاً. إن القول بأنه خاص ولكن أفكاره مشاعية، إنما هو مغالطة حقيقية. وهو محصلة لإبقاء النظام الرأسمالي المجتمعَ مجرداً من الأخلاق ومفتقراً إليها. فعندما نصل نهايات القرن العشرين، نكاد نرى أن الإثنية، القبيلة، العشيرة، والشعب هي مصطلحات بقيت على هامش علم الاجتماع. ولكن، بدون إيلاء القيمة اللازمة للإثنية، بقدر السلطة السياسية على لأقل، فمن غير المحتمل إيلاء المعنى اللازمة للمشاكل المجتمعية أو البلوغ بها إلى تحليلات سليمة وصحيحة. يُعبِّر شكل المضمون المشاعي عن ذاته بأكثر الأشكال كثافة، في الإثنية. وفي حال قضائنا على الإثنية، ماذا سيتبقى من المجتمع؟ فحتى البارحة كانت كل المدارس الفكرية المعاصرة، بما فيها الماركسية، ترى الإثنية شكلاً بِدْئياً وبدائياً، لا فاعلية له. أما مضمونها المشاعي، فهو أكثر مؤقتية، وخاص بالرجعية والتخلف، حسب ما عكسته تلك المدارس. وهكذا اعتُبِرَت الفردية مشِّرفة وهامة بمقدار ما تبرز إلى الأمام وتهيمن على القيم المجتمعية. من هنا، فعندما نقول بأن علماء الاجتماع سيئون جداً نسبةً إلى الرهبان إنما نتكلم حينها عن نقطة بالغة الأهمية. فالراهب، الذي يبرز في المجتمع كأكثر الشاعرين والحاسّين إياه، يعيش مع المجتمع ومن أجله حسبما يعتقد ويفكر. في حين أن صحة معلوماته ليست بالقسطاس الأساسي. بل إن القسطاس الأساسي هو اربتاطه بمشاعية المجتمع. أما "عالِم الاجتماع"، فأياً كانت صحة معلوماته، فهو لا يعتمد المشاعية المجتمعية أساساً، بل يتقرب كعضو تكنيكي. وهكذا تبدأ الكوارث. من هنا، إن لم يدرك كافة العلماء عموماً، وعلماء الاجتماع على وجه الخصوص، قدسية مشاعية المجتمع، وإن لم يلتزموا بها حتى الموت؛ فلن ينحو وقتئذ من تسميتهم – بحق – باسم "طبقة اللاأخلاقيين الكبار". فلو أن الالتزام بمشاعية المجتمع، والارتباط بها كان موجوداً، لما وصلت الحروب والسلطة، والاستعمار والاستغلال، إلى هذه الأبعاد المعاشة. وإلا، فبأي مجتمعية يمكننا تعليل القنبلة الذرّية؟
أكثر مراحل تطور المجتمع المشاعي حرجاً هي العتبة التي بلغها بتعرضه للبنيوية الهرمية. فالخبرات والتجارب المجتمعية المتراكمة تتجه صوب غنى المعاني، وبالتالي صوب تكوين اللغة وترميز الأشياء. وتُقدَّس هذه المرحلة مع ظهور الديانة الطوطمية. وتتأتى أهمية الدين من لعبه دور الهوية الأولى الخاصة بالمجتمع. إنها حالة الوعي البدائية. وتنبع قدسية الوعي بشكله هذا من الحياة المجتمعية ذاتها. فالانقطاع عن حياة فصيلة الثدييات البدائية الحيوانية، يجلب معه أول فرق هام في المعنى. وحداثة هذا الفرق والاختلاف مؤثرة ومُرعِشة، حيث تحتوي في ثناياها خصائص كونها الأولى (البدائية). والممارسة العملية المجتمعية تنمُّ عن مستجداث باعثة على الغبطة والنشوة في كل خُطاها الهامة. وهذا الوضع هو الوعي المتزايد. ومرحلة اكتساب الوعي تسفر عن بث الأصوات على شكل لغة، واللغة تؤدي إلى التسمية، والتسمية إلى الترميز. تتميز مرحلة اكتساب الوعي بأهمية مصيرية بالنسبة للإثمار والإنتاج العملي. ومع الزمن يغدو الصمود والثبات صعباً من دونها. وحينها يُدرَك مدى بُخس وزُهد نوعية الحياة اللاواعية. وتحصل التطورات لماهية والنوعية بالتوازي مع اختلاف الوعي وتنوعه. وتنهل الظاهرة الدينية كامل أهميتها وقدسيتها من هذه الدورة الحرجة للحياة، لتحتضن بين طياتها التناقض منذ البداية. حيث باتت الحياة عصيبة من دونها، لأنها أضحت تعبر عن الوعي والهوية الأولى للمجتمعية. ولكنها بوجهها الآخر متزمتة إزاء المستقبل لاحتوائها وتضمنها سلسلة من القواعد والأحكام بشأن القدسية والتابو (المحرَّمات، عدم اللمس، عدم الدنو، المنطقة المحظورة). إنها منغلقة أمام عناصر الوعي الجديدة. وهي بخاصيتها هذه، إنما تُطلي التطور بطلاء من النشاء. ولأجل هذا السبب، تصبح التعددية الدينية ضرورة لا مفر منها، منذ بداياتها. فالتعددية الدينية، وتعدد الآلهة، إنما يعبر عن زيادة الاختلاف والتباين في الوعي. إنه أمر إيجابي. إن تعليل كل شيء بالأرواح (الأنيمية – الأرواحية) في بدايات الدين، إنما هو ثمرة البراديغما، وجهة النظر، الاجتماعية السائدة آنذاك. وهو أمر إيجابي. ومع الزمن تبرز الروح الكبرى التي يتم المرور منها إلى القدسية، كترميز للتكاثف الحاصل في اكتساب الهوية وخاصية المجتمع. فالإله في البداية كان الجماعة بحد ذاتها.
حكاية سيدنا إبراهيم بإلهامها الإلهي غريبة الأطوار. فمثلما هو معلوم، يرُود سيدنا إبراهيم إحدى أكثر الثورات الذهنية تأثيراً في التاريخ، بتمرده على مجموعة الآلهة الملوك النماردة البابليين والآشوريين، وتحطيمه أوثانهم. ولكن القبيلة العبرية (كلية عبرية هي من بقايا اللقب المطلق عليها فيما بعد في عهد المصريين، وتعني "الأناس المُغْبَرّون") لا يمنك أن تبقى دون إله يوماً واحداً. ولكن هذا الإله من المحال أن يكون طوطم المرحلة البدائية أيضاً. ذلك أنه حصل التمرد الثوري على الوثنية. في حين أنه من العصيب خلق تصوُّر جديد، لأنه يستدعي الغنى في المعاني الجديدة. باقتضاب، يستلزم الأمر تغييراً دينياً راديكالياً. حيث لا بد من التأثر بالنظام الديني والإلهي لتلك الحقبة. ولكن ثمة ضرورة قصوى للتجديد، وحاجة ماسة للحرية التي يحتضنها هذا التجديد بين أحشائه.
تهدف مرحلة الانزواء، التي تعتبر وقفة تقليدية في نظام النبوة، إلى بلوغ تكاثف المعاني وتركزها. وتسمى الأفكار الجديدة المنتعشة في الذهن خلالها بمصطلحاتها وأشكالها، باسم الإلهام والوحي. والوحي هو بالأرجح صوت الإله المجرد. والتجريدية هنا تشير إلى الانتقال من نظام المعاني المتخلفة الكائنة في نظام الوثنية، إلى نظام معانٍ أكثر تقدمية. وسيدنا إبراهيم الذي شهد هذه المرحلة، سيضع لَبَنات دينه هو. ومن المحتمل أنه يرد على الصوت التقليدي المنبعث، لدى دخوله مرحلة الانزواء، أثناء تكاثف مشاكل الحياة وتزاحمها عليه. ويقول إبراهيم: "من أنت!" ويجيب صاحب الصوت: "أنا ياه – واه Yah –weh". ومعناه "هو". تشير البحوثات المجراة على أصول اللغة العبرية إلى تأثرها البليغ باللغة الآرية، أساس اللغة الكردية. وإذا ما وضعنا نصب العين أن قوة إبراهيم تتأتى من تقاليد النبوة الوطيدة جداً في منطقة أورفا، والتي يمكننا القول بأنها مهد النبوة؛ سيُسلَّط الضوء بذلك على جذور هذا التطور الجاري بشكل أفضل. فهذه المحلة هي المنطقة التي شهدت تشابك وتداخل الثقافتين الآرية والسامية، بالأرجح. وبالتالي فإن التداخل الساميّ والآريّ في اللغة العبرية قد انعكس على الثقافة الدينية المولودة حديثاً. ومن المعلوم أن كلمة (Yah –weh) تصبح ياهوفا (Yahova) لتغدو بعدئذ "ياهودي Yahudi". أما كلمتا إسرائيل (Israel) والله (allah)، فهما ثمرة انعكاس هذا التطور على الثقافة الساميّة.
إن الغرض من إيضاحنا الآنف الذكر بالتفصيل وبين قوسين، هو الإدراك الأفضل للتطور الحاصل في المجتمع المشاعي، عبرالمثال الذي نعرفه جيداً. فلنُشِرْ إلى تقرب سوسيولوجي مرتبط بالموضوع لدى مرورنا عليه، فيما يخص مسألة "الله". حيث تتوارى كلمة "أل" الساميّة في جذور هذا المصطلح الذي شغل الأفئدة والعقول طيلة قرون مديدة. وكلمة "أل" هي تصوُّر إلهي. وربما ابتُكرَت في أعوام الألفين قبل الميلاد، من جناح الكنعانيين لدى الساميين. فالقبائل الكنعانية كانت أدنى إلى مفهوم الإله المجرد في المرحلة البدوية التي تنقلت فيها ضمن المناطق شبه الصحراوية وشبه السهلية. إذ لا توجد أنهار أو جبال أو أراضي زراعية مستقرة تتحكم بحياة الجماعات الرُّحّل. بل تكون الطبيعة رتيبة وعلى نسق واحد. أما الأرض والسماء، فكأنهما فراغ فسيح مترامي الأطراف. وتغدو القبيلة في هذه الحالة كالكيان الواحد المرصوص. وفيما يتعلق بالوضع الهرمي، فقد تطورت آنذاك مؤسسة الشيوخ. الشيخ هنا هو العالِم المسن في القبيلة. وتسبق هذه المؤسسة في تكوينها مؤسسة النبوة. الشيخ هنا ضرب من الشامان الساميّ، والسَّلَف للنبوة. ومع تطور نفوذه يكتسب احتراماً وقيمة قدسية عظمى. وكأنه عقل القبيلة. وكلما حوَّل التقدير والقدسية المكتسبَين إلى اصطلاحات ملموسة، كلما تحولا إلى دين بحد ذاته. وهنا يحرز مصطلح "السمو" تقدماً ملحوظاً، في مرحلة العبور من طوطمية القبيلة إلى الإله المجرد. ويظهر مقابل ذلك اصطلاح "أل". وكلمة "على" في اللغة العربية في راهننا، قريبة في معناها من العلو. لدى انتقال القبيلة العبرية في بلاد كنعان – أي أراضي فلسطين وإسرائيل اليوم – إلى الحياة المستقرة المستوطِنة، تتأثر بالثقافة المحلية الموجودة هناك. ويتم العبور من الإله "ياهوفا" المطوَّر مسبقاً، إلى مصطلح "ألوهيم" الذي يعود في أصله إلى "أل" المحاكي للمصطلح السابق له. ومع الزمن يحصل الانتقال من ألوهيم إلى مصطلح "الله". ومن "أل"، أي السمو، يتم العبور إلى اصطلاح محمَّل بمعاني مختلطة في عهد سيدنا محمد (ص). حيث تضفى على "الله" تسع وتسعون صفة. ومن الصعب إيجاد أنموذج أو نظرية (يقول بها شخص أو جماعة ما – المترجم) سوسيولوجية تصوِّر كافة الخصائص المقدسة الهامة للمؤسسات والمصطلحات الاجتماعية، وبشكل ملفت للنظر؛ أكثر مما هي في هذه الحالة.
ولنُضِفْ على الفور هنا أن تصوير "الله" كصورة لذاكرة التطور المجتمعي، وإنكاره بشكل فظ، إنما هو أمر خاطئ. بل على العكس من ذلك، فقد تطور هذا المصطلح في القبيلة العبرية ليحقق قفزة ملحوظة، بدءاً نم تشريع قوانين المجتمع، وحتى القوانين الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، ليكتسب قوة معناه مع العلم في حاضرنا. وهكذا تم الوصول إلى عالم الكوزموس والكوانتوم بعمقه وسموه. إننا على عتبة حل مسألة الجينات والخلايا الحية وبنائها. من هنا، فالحل الصحيح لمصطلح الله هو المقياس للألوهية الحقة. وطرحنا هذا المقياس بهذا الجلاء الساطع إنما هو مثال ضارب للنظر بشأن كيفية تفسير الدين. فالقدسية الحقة تمر من التحليلات والمعالجات السوسيولوجية الصحيحة بصدد حاضرنا. وإلا، فتحفيز الحشود الشعبية على مناجاة "الله" باستظهارية غيبية محضة، ودون إفعامها بأي معنى؛ إنما هو استنكار لله، وبشكل أخطر من "وثنية" الماضي الغابر. وما يجب أن نتجاوزه في واقعنا الاجتماعي ونغدقه باللعنات، هو هذه "الوثنية المجردة" المعتمدة على الحفظ الاستظهاري.
إن سوسيولوجية الدين بعيدة كل البعد عن عكس الواقع الاجتماعي. أما عقد الأواصر بكفاءة ومهارة بين فلسفة المعرفة (الأبيستَمولوجيا) والمجتمعية، فهو موضوع يتوجب تحليله.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن شعب الفصل الاول / ه- الدولة الراسمالية والمجتمع ال ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الاول د- المجتمع الدولتي الاقطاعي ومجت ...
- الدفاع عن شعب الفصل الاول ج- المجتمع الدولتي وتكون المجتمع ا ...
- الدفاع عن شعب-الفصل الاول ب – المجتمع الهرمي الدولتي – ولادة ...
- الدفاع عن شعب -الفصل الاول آ – المجتمع الطبقي
- الدفاع عن شعب -الفصل الاول
- الدفاع عن شعب


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ - اللب التاريخي للقيم المشاعية والديمقراطية في المجتمع