إثارة قصة قصيرة

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 21:15
المحور: الادب والفن
    

كان الطبيب الشاب لا يزال تحت تأثير حقنة الهيروين حين استدعي فجرا الى القصر الجمهوري.
فوروصوله، سأله الزعيم الذي بدا لأول مرّة في بيجاما :
ـــ هل يمكنك يا بني إيجاد أي علاقة، بشرط أن تكون مقنعة، بين الإنتصاب و المجلس الإسلامي الأعلى؟
ضحك الطبيب الشاب حتى استلقى على ظهره.
حين عاد اليه بعض رشده إعتذر، ثم أجاب مستوضحا:
ــ لم أفهم قصد فخامتكم.
تنحنح رئيس الجمهورية، ابتسم أول الأمر ثم ضحك ثم أخذ يقهقه، حين تجاوز نوبة الضحك قال:
ــــ هناك ظاهرة غريبة ظلّت تعاودني منذ سنين، و تتمثل باختصار شديد، في انتصابي بمجرّد أن تخطر ببالي هيئة المجلس الإسلامي الأعلى!
إندفع الطبيب الشاب شارحا:
ــــ هنالك أشياء وان بدا لنا إنعدام العلاقة السّببية بينها، فان عقلنا الباطن..
قاطعه الرئيس:
ـــ من فضلك لا داعي لإستخدام العبارات الضخمة.. خذني كما يقولون على قد عقلي .
ـــ لأن قام ذكر فخامتكم، فلأن دور المجلس المذكور يتّفق مع دور بعض الوسائط الجنسية كالكندوم و المزلّقات
ـــ...!!؟
ـــ فكما أن الكندوم أو واقي الذكر يمنحك اللذة و يمنع عن فخامتكم السيفليس و الإيدز. فالمجلس الإسلامي الأعلى بوسائله السلفية المعصومة والمميتة للهمم، يمكّنكم من ركوب الشعب مانعا عنكم المظاهرات و الثورات و الانقلابات.
ـــ برافو عليك يا ولدي... بالنسبة لـ ... أعنى الشيء الثاني الذي ذكرته.
ـــ تقصدون المزلقات؟
ــ نعم .
ــ و كما ان المزلّقات تسهّل عملية الإيلاج، فالمجلس الاسلامي الأعلى يمكنكم من نيل مبتغاكم بسهولة بما يوفّره لكم من تدجين الشعب وإخضاعه لرغباتكم السامية.
ـــ ....!
ـــ وان كان فخامتكم من محبّذي الطرق العنيفة للممارسة الجنسية، فلا شك أن المجلس الإسلامي الأعلى يمثل سوطا و أصفادا يطوّع لكم الرعية و يحسن تثبيتها منبطحة أمام فخامتكم...وان غلب على ظني انكم في غنى عن سوط أو أصفاد لأنّ لديكم شعبا باكمله تمارسون عليه ساديتكم.

عجب الرئيس من جرأة وصراحة شاب مثله... همّ بتذكيره بوجوب الكتمان، لكنه عدل عن ذلك.
وهو يودعه قال وهو يشد على يديه بحرارة :
ــ زادك الله نباهة وفطنة.. من غير الإنصاف يا بنيّ ألا تحتلّ مكانا بين العظماء. سأرفعك عاليا!

أوسلو 8 ماي 2009

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل