أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد لفته العبيدي - الايمو ظاهرة من ظواهر التمرد على الواقع الاجتماعي المزري !!؟














المزيد.....

الايمو ظاهرة من ظواهر التمرد على الواقع الاجتماعي المزري !!؟


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 17:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نشرت الصحف ووسائل الإعلام اللاخبار المتواردة عن الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق العديد من الشابات والشبان من يطلق عليهم (شباب الايمو)، ومحاولة التحريض عليهم من قبل بعض الحركات السياسية الدينية والمسئولين الحكوميين باعتبارهم من عبدة الشيطان ومصاصي الدماء.
وقد استنكرت بعض الفعاليات والشخصيات الاجتماعية والدينية تلك الجرائم البشعة، وإدانتها واعتبرتها تطبيقا لشريعة الغاب البعيدة عن الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية، وقد أقدمت احد المليشيات الإرهابية المتهمة في عمليات الاغتيال البشعة (ضرب رأس الضحية بالطابوق وسحق جمجمته )، على نشر قوائم احتوت على أسماء كانت أشبه بنعوت يطلقها السكان في مدينة الصدر على شبان وشابات ينتمون لظاهرة (الايمو)، وذيلت تلك القوائم بتهديدات بالقتل إذا لم يتوقفوا عن ممارساتهم التي تعتبرها تلك الجهات (قذارة تدنس المدينة) .
إن هذه القوى الإرهابية لم تكلف نفسها العناء لدراسة ظاهرة الايمو وتتبع منشأها، والتي تعتبر Emotive Driven Hardcore Punk واحد ة من ظواهر الاغتراب الرأسمالية، وهي اختصار لمصطلح بالانكليزية والذي يعني ذو نفسية حساسة ، وقد أخذت هذه الظاهرة في الانتشار بين الشباب المراهقين من سن 12 إلى 17 سنة وهي واسعة الانتشار في بلدان أمريكا اللاتينية .
وجزء من طقوس جماعة الإيمو، يجرحون رسغهم، ولهم ميول انتحارية، ويعانون من الاضطرابات النفسية والعزلة.. ويعاني أغلبهم من الكآبة التي تجعلهم يرون الأجزاء المظلمة من الحياة، والتي تدفع بعض منهم إلى الانتحار الفردي، والانتحار الجماعي في بعض الأحيان.
إن التعامل مع جماعة ( الايمو ) بطريقة عدوانية واعتبارهم منبوذين في المجتمع ومحاصرتهم اجتماعيا تدفع الغالبية منهم إلى الانعزالية والانطوائية، والى الإدمان و تعاطي الحبوب التي تسبب الكآبة للهروب من الواقع الاجتماعي، وان ظهور هذه الحركات في البلدان الطرفية الشرقية ذات المستوى المتدني من التطور الاجتماعي، يلازم التطور الرأسمالي المشوه وناتج طبيعي له، و على الرغم من تصادم هذه الحركات مع مستوى التطور الاجتماعي وواقع الثقافة الشرقية، إلا أنها تلاقي انتشارا واسع بين المراهقين في البلدان العربية والإسلامية بشكل خاصة في مصر والسعودية ولبنان، بفعل انتشار ثقافة العولمة الرأسمالية عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي .
إن الشبيبة العراقية التي تعيش تحت طاحونة الاقتصاد الرأسمالي الحر، تعيش إشكاليات جدية على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني ، وتظهر الأرقام مدى عمق الأزمة التي يعاني منها المجتمع العراقي ومنهم فئة الشباب التي تشكل أكثر من نصف المجتمع .
حيث تذكر آخر إحصائيات وزارة التخطيط إن البطالة تشكل نسبتها 15 بالمائة من القوى العاملة، في حين تشير التقديرات إلى إن البطالة الناقصة (العمل بساعات قليلة) قد يتجاوز إل 30 بالمائة. و يقدر البنك الدولي نسبة البطالة بحوالي 39 بالمائة، وتصل نسبة البطالة في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً إلى 57 بالمائة. أما بين أوساط النساء فتتجاوز 33 بالمائة، وتبلغ نسبة البطالة على عموم العراق وفق إحصائيات الأمم المتحدة 28 بالمائة، ويعاني ربع السكان من الفقر الشديد.
وعلى الرغم من الإرباح الهائلة جراء تصدير النفط إلا ا أن مؤشر التضخم ما زال عند مستويات مرتفعة، وهو ما يساهم في التأثير المباشر على المداخيل، ويتسبب في خفض القدرة الشرائية، مع بقاء الأجور والرواتب عند مستويات لا تجاري الارتفاع المتواصل في أسعار المواد الغذائية والسلع والخدمات المختلفة والإيجارات والنقل.
ويظهر آخر مسح متاح لدخل الأسرة في العراق، وهو يعود إلى عام 2007، إن الخمس الأغنى من الأسر يحصل على 43 بالمائة من مجموع الدخل على مستوى البلاد، بينما يحصل الخمس الأفقر على 7 بالمائة منه، وتبين بيانات نسبة الفقر وجود تفاوتات شديدة فيها بين المحافظات، وبين الريف والمدينة. ومع أن مقاييس ومؤشرات التفاوت في الدخل والإنفاق تشير إلى أن مستوياته في العراق ادني مما في البلدان العربية الأخرى ودول الجوار.
وفي ظل هذه الوقع الاقتصادي المرير الذي تعانيه الشبيبة ، يقابله على الصعيد الاجتماعي تضيق شديد على الحريات العامة والخاصة بمختلف الطرق والوسائل ،تساهم فيها حكومة المحاصصة وتفتح باب الفوضى في تطبيق القانون في الكثير من الحالات عبر ممارسات الشرطة المجتمعية الذي كان من الأجدر بها القيام بمهماتها بالتصدي لجرائم الاجتماعية، وليس محاصرة الطلاب الجامعيين والتضييق على ارتدائهم البناطيل الكابوي وعلى قصات الشعر والتسريحات ، ذلك يذكرنا في ممارسات النظام المقبور ووزير داخليته سمير الشيخلي الذي كان يلاحق طلاب الجامعة من ذوي الشعر الطويل ويحلق لهم في الشوارع ، ويضايق الطالبات بتمزيق التنورات القصيرة ، وغيرها من الممارسات التي لازالت طرية في أذهان الشبيبة العراقية .
وعلى الصعيد السياسي واجهة حكومة المحاصصة ، التحركات الشبابية المطالبة في الاصلاح والتغير في الحديد والنار، وتجاوزت على الدستور، وتدخلت بشكل سافر في الحريات العامة والفردية ، وعطلت نشاطات بعض منظمات المجتمع المدني الذي كان لها دور تاريخي مشهود في تنظيم وتربية الشبيبة للدفاع عن قضاياهم الوطنية .
إن الممارسات التي تلجأ اليها حكومة المحاصصة ومليشيات الاحزاب المتنفذة في الاستخدام المفرط للقوى والقمع بحق الشبيبة العراقية لا يمكنها ان تجد حلولا لإشكاليات هذه الظواهر الاجتماعية المعقدة ، والتي تتطلب من الحكومة رسم البرامج والخطط التنموية لمعالجتها، وإطلاق الحريات العامة والخاصة، وتحقيق الإصلاح والتغير الحقيقي .



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتجاهات التجديد والتغير في سياسه الحزب الشيوعي العراقي
- فبركة جديدة بأسلوب قديم ..!!
- يعلقون أخطائهم على شماعة البعث ألصدامي البائد !!؟
- رحيل المربي الفاضل والشخصية الاجتماعية محمد لفته ألعبيدي
- المنطلقات الفكرية لوثائق المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي ...
- حكومة المالكي خطوة عجولة تحو الهاوية !!
- احذروا من عودة الديكتاتورية برداء جديد !!؟
- الذكرى الثامنة والعشرون للاستشهاد المناضل الشيوعي علي لفته ا ...
- الديمقراطيون العراقيون والاحتجاجات الجماهيرية السلمية !!! ؟
- الحزب الوطني المصري الحاكم ... محاولة يائسة للإجهاض الانتفاض ...
- أقتصاد السوق الاجتماعي ... وأتجاهات تطور الاقتصاد الوطني الع ...
- حكومة شراكة وطنية ....أم حكومة شرك محاصصاتية !!!
- مطالعة لبلاغ أجتماع نيسان للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- الشيوعيون العراقيون والمشاركة في الانتخابات البرلمانية !!؟
- الحوار المتمدن ...نافذة على ثقافة التنوير
- بعبع برمودا العراقي ... وعودة الديكتاتورية !!!
- قانون الانتخابات البرلمانية الجديد خرق فاضحا للدستور وتكريس ...
- رؤيا فكرية حول مفهوم الحزب اليساري الجماهيري !!
- أتجاهات التجديد وتجليات الصراع الفكري !
- نافذة على انتخابات مجالس المحافظات !!!_!


المزيد.....




- سناتور جمهوري: أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إل ...
- Ulefone تعلن عن هاتف مصفّح بقدرات تصوير ممتازة
- الدفاع الجوي الروسي يعترض طائرة مسيرة في ضواحي موسكو
- حركة -النجباء- العراقية ردا على استهداف صرح ثقافي وإعلامي له ...
- البيت الأبيض: أوقفنا شحنة أسلحة واحدة لإسرائيل ولن يكون هناك ...
- -حزب الله- يعلن قصف شمال إسرائيل بـ -مسيرات انقضاضية-
- -ضربات إسرائيلية- شرق رفح.. ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق ...
- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد لفته العبيدي - الايمو ظاهرة من ظواهر التمرد على الواقع الاجتماعي المزري !!؟