أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - اخر الدواء الكي














المزيد.....

اخر الدواء الكي


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جموع شعبية غفيرة, تخرج للتظاهر تعبيرا عن رفضها للنظام القائم, تستمر بالاحتجاج لايام او اسابيع او اشهر, يرفض الحاكم تقبل الامر في البداية, ثم يحاول التفاوض في مرحلة ما, وفي الاخر يدرك انها النهاية , فلا يجد امامه من بد ولا من مفر, سوى الرحيل والفرار او الاعتقال والمحاكمة او اعتزال السياسة واعتكاف بيته, على هذا النحو جرت الامور في نهاية الثمانينات لتنهار على طريقة الدومينو, اعتى الديكتاتوريات في اوروبا الشرقية, وعلى هذا النحو يكون السيناريو الطبيعي للثورة السلمية.
"الربيع العربي" في كل من مصر وتونس, جاء منسجماً مع السياق الطبيعي والمعهود للثورة السلمية, الا انها بدأت تميل الى العنف في التجربة اليمنية, والى عنف أشد في التجربة الليبية, وفي التجربة السورية تكاد الثورة ان تفقد طابعها السلمي كلياً, هذا التدهور الخطير, هو في الحقيقة تحصيل حاصل للسياسة القمعية المتبعة من قبل النظام السوري, لا اكثر ولا اقل, والنزعة السلمية الصادقة للمنتفضين السوريين, تبقى غير ذات جدوى, لا في وضع "نهاية سعيدة" للثورة السورية, ولا في تحديد طبيعة الثورة ومسارها.
من السذاجة بمكان, الاعتقاد بأن الثورة يمكن ان تحافظ على سلميتها لمجرد التزام الجمهور الثائر بنبذ العنف في سعيه لتحقيق مطالبه, النزعة السلمية لدى الجمهور السوري غير مشكوك بأمرها, لكن الثورة السلمية تتطلب توافر شروط اخرى عدة, اهمها على الاطلاق, وجود جيش ومؤسسة عسكرية وطنية تقف موقف الحياد بين الحاكم وجموع الثوار, جيش يحترم نفسه ولا يطلق النار على المتظاهرين العزل, واذا ما تجاوز الحاكم حدوده, وخرج عن طوعه وبدء بقتل الناس, يتدخل على الفور لصالح الشعب ضد النظام, هذا العنصر للاسف غير متوفر في الثورة السورية, فجيشنا "العربي" السوري يختلف عن كل جيوش العالم قاطبة, ففي حين تقوم الجيوش بدورها في حلحلة الازمات الحاصلة بين الشعوب وحكامها, اذا ما وصل الصراع اوجه وتعدى حدوده, نجد الجيش السوري قد تحول وبفعل اربعة عقود من انتهاك حرمته من قبل النظام السوري, من جيش وطني الى جيش"طنط" تابع لا يملك قراره.
الجيش السوري, للاسف لا يملك قدره, وهو في حال لا يحسد عليه, فقد تم اخضاع معظم قياداته لعملية مبرمجة من الفساد والافساد, وتعرض قادته للمحاسبة والمراقبة من اجهزة الامن والمخابرات, التي بدورها تخضع بولائها المطلق لشخص الرئيس, بالتالي, احتمال قيام الجيش السوري بالانقلاب على بشار الاسد ونظامه, واجباره على التنحي والرحيل, يبقى ضعيفاً جداً, وربما غير وارد على الاطلاق, اما ظاهرة "الانشقاقات" والفرار من الجيش النظامي للالتحاق بالجيش الحر, فهي بدورها لا تدخل في خانة سلمية الثورة السورية, فالجيش الحر في الحقيقة لا يملك الا خياراً واحداً, وهو الدفاع عن نفسه وعن المدنيين.
في ظل البطش اللامحدود والعنف اللامتناهي لقوات النظام, فإن مسألة عسكرة الثورة اصبحت حقيقة واقعة شئنا ام ابينا, انها بالمختصر المفيد, حرب تحرير بكل ما في الكلمة من معنى, فرضت علينا فرضا من قبل النظام السوري, ولا بد ولا مناص من خوض غمارها, اما الحديث عن ثورة سلمية في سورية من قبل البعض, وهم في معرض بحثهم عن حل وعلاج ودواء, فهو حديث عقيم غير مجد لا يخدم الا النظام السوري, ولا يؤدي الا لهدر المزيد من الدم السوري, واذا كان هناك من امكانية للحفاظ على سلمية الثورة السورية, او بالاحرى الحفاظ على البقية الباقية من سلمية هذه الثورة, فهو التدخل الخارجي الفوري والسريع, ويشترط في هذا التدخل, ان يكون عسكرياً على شكل ضربات نوعية حاسمة, ضد رأس النظام ومراكز قيادته وعديد قواته, وصدق من قال: اخر الدواء الكي.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارك الله في الشباب السوري
- لم اتابع خطابه
- 2011 عام الثورة السورية
- من هم الشبيحة ؟
- شباب سوري متميز
- اقولها صراحة
- يسعد صباحكم
- في حضرة الدم
- طز في هيك معارضة
- صبر اردوغان
- رشوة متأخرة يا...حبش
- ما لا يعرفه البعض
- السر...في تل ابيب
- جمعة صالح العلي
- يس...مستر بلير
- صديقي...علي فرزات
- رسالة اردوغان
- لو كنت مكانه
- حديث مندس
- لا ياستي ما حذرتي


المزيد.....




- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - اخر الدواء الكي