أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - المقاومون والممانعون وجهاً لوجه أمام الثورة السورية














المزيد.....

المقاومون والممانعون وجهاً لوجه أمام الثورة السورية


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهى أمر المقاومين والممانعين ومن معهم من أحزاب عروبية وقومية ومنظمات رديفة فلسطينياً وعربياً في شأن الثورة السورية إلى الاصطفاف مع حليفهم النظام السوري من الأيام الأولى معتبرين معركته معركتهم باستثناء حركة حماس التي نأت بنفسها عن هذا الموقف معتبرة الثورة أزمةً وشأناً داخلياً سورياً لاترى مصلحة فلسطينية في التدخل فيه.
ولئن التقى رأي جميعهم على مامفاده أن الثورة السورية مؤامرة خارجية بخلاف الثورات العربية الأخرى، تستهدف إسقاط النظام الأسدي، والذي طالما أنها تستهدفه فهي تقدم خدمة جليلة لإسرائيل وأمريكا للسيطرة على المنطقة. وأن المجلس الوطني السوري المعارض وضع نفسه في حلف واضح مع أمريكا وحلفائها، يستهدف خنق المقاومة اللبنانية وكسر التحالف مع إيران، بل وإن هيئاته التنسيقية نظمت جُمَعا مطالبة بالتدخل الدولى وحظر الطيران، فضلاً عن اختيارها الصدام ورفضها الحوار مع نظام الأسد الذي أعلن على السوريين الحوار والإصلاح.
وفي الرد على مثل هذه الحجج، يمكن القول أن إرهاصات الثورة وأسبابها باتت معروفة، فاعتقال أطفال درعا التسعة عشر ووحشية تعذيبهم، والمواجهة الدموية للمظاهرات الأولى، لم تكن بالتأكيد بتدبير أمريكي أو إسرائيلي، بل هي طبيعة نظام أمني قمعي معروفة للجميع، وأن موقف المقاومين وحلفاءهم وشبيحتهم كان محسوماً ضد الثورة السورية ومطالبها من الأيام الأولى، وما يستعينون به من كلام عن المجلس الوطني الذي تشكل متأخراً سبعة أشهر، وعلى فرض صحته لاقيمة له البتة، طالما أنهم وضعوا الثورة في خانة التآمر والمؤامرة من البداية وبدون مجلس بعد. أما عن رفض المعارضة للحوار واختيار الصدام، فما من أحد في العالم إلا ويعلم أن السوريين المعتّرين راهنوا كثيراً جداً على وعود الإصلاح، ونشف ريقهم وهم يطالبون، وأن من اختار الصدام والحل الأمني هو النظام نفسه الذي أراق دماء الآلاف من مواطنيه فضلاً عن عشرات الآلاف من المعتقلين، والذي أنتج بدوره معارضةً مسلحة ظهرت بعد أربعة أشهر من بداية الثورة لاعلاقة لها بالمظاهرات والاحتجاجات أصلاً، لأنها في حقيقتها من ضباط النظام وعسكرييه ممّن تربّى في ثكناته وتدربّ على أسلحته، وإنما أخلاقهم وشرفهم منعهم من أن يخونوا قَسَمَهم ويقتلوا شعبهم، فانشقّوا عنه ولمّا يخطر ببال النظام بعدُ أن ينادي إلى الحوار، ودعا إليه بعد أن أسال الدماء كالأنهار، وبعد أن مشت مراكب الثورة بإذن ربها وفاته القطار.
ومن ثمّ، فإن موقف المقاومين وحلفائهم وشبيحتهم ينتهي إلى أنهم لايرون في معاناة السوريين وقهرهم وإذلالهم من قبل نظامهم الديكتاتوري المستبد الدموي الفاسد مما تسبب في انفجار بركان ثورتهم شيئاً مذكوراً، طالما أن النظام على سندانه تتكسر المشاريع الأمريكية الإسرائيلية، بل يصبح عدم القبول به والثورة عليه فعل خياني بامتياز، أما استحواذه على السلطة والثروة قرابة أربعين عاماً ممثلاً بأسرة الأسد وقراباته قمعاً ونهباً وإن احتاج ذلك إلى قتل الآلاف وتشريد مثلهم واعتقال عشرات الآلاف فهو فعل وطني، وأن كرامة السوريين عندهم وحريتهم نَسْياً مَنسياً.
وعليه، فإن مشهد المقاومين والممانعين الجدد في وجه الثورة السورية يتلخص بأنهم قوم من طراز فريد من مقاومي النخبة وحلفائها، أعفَوا أنفسهم لأصالةٍ فيهم من أية مسؤولية أو دور عروبي أو إنساني في الإسعاف والعون والإغاثة مهما كان قَدْره. ومن ثم فلئن كان هؤلاء الناس يجدون أنفسهم في خندق واحد يحاربون مع النظام السوري مايسمونه تمرداً أو معارضةً مسلّحة هي في أصلها من صنع النظام نفسه، ولهم في ذلك مبرراتهم المرفوضة أو المقبولة لافرق، أفلا يجدون ومعهم أنصارهم أن عليهم بعض المسؤولية الواجبة من آثار مروءة وشهامة، وبقايا نخوةٍ وأخلاق تجاه سوريين ممن آووْهم ونصروهم حباً ومروءةً أيام الاعتداء الصهيوني على لبنان، وأسكنوهم قلوبهم بدوافع من نخوتهم وشرفهم، وغطّو عليهم بأهداب عيونهم ضيوفاً مكرّمين معزّزين في مضافاتهم ومساكنهم ومزارعهم رغم آلاف أعدادهم وعوائلهم، أم أن هؤلاء المقاومين يرون التخلي عمن قُتل بريئاً وقد بلغ عددهم بالآلاف غير الجرحى والمصابين هو الواجب، بل بلغت النذالة ببعضهم أن يضايق اللاجئين بإقامتهم وحركتهم وأمنهم متناسياً أبسط بدهيات الضيافة وأخلاقياتها رغم أنهم لايتكلفونه شيئاً.
وصل المقاومون والممانعون من كل أصنافهم وألوانهم وبلدانهم إلى حال من النذالة تنكروا فيها لا إلى الثائرين المسالمين ولا إلى المعارضة المسلحة بل إلى الناس العزْل المسالمين البسطاء ممن يُقتلون للترويع والترهيب أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً من الذي وصل حالهم إلى أن يقولوا: مقاومتكم تذبحنا وممانعتكم تقتلنا، اللعنة عليكم وعلى أصلكم، فتحرير فلسطين لايكون بذبحنا وقتلنا.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية وجهاً لوجه أمام المقاومين والممانعين
- المؤامرة الكونية والانفجار السوري العظيم
- يوم مشهود في تاريخ دمشق
- كلام في المعارضة السورية المسلحة
- نظام الأسد الحِواري
- الإعلام السوري كاذب
- كلام عن القرية السورية والمؤامرة
- في أنظمة القمع لاصوت يعلو على صوت المعركة
- تفجيرات دمشق وإرهاب النظام
- بلد أحبّتنا وأحببناها
- كلام في حماية المدنيين السوريين
- أنا رئيس ولست مالكاً للبلد
- على بشار الأسد أن يقول للشعب أنا لست بخالقكم..!!
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 2/2
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 1/2
- التغيير السوري على غير الطريقة القذّافية
- الأضحى والتضحية بأحرار سوريا وحرائرها
- صفقة شاليط ورد وشوك
- المسيرات العفوية للمنحبكجية
- مندس سوري قادم من زنزانة إسرائيلية


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - المقاومون والممانعون وجهاً لوجه أمام الثورة السورية