أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - المؤامرة الكونية والانفجار السوري العظيم















المزيد.....

المؤامرة الكونية والانفجار السوري العظيم


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المؤامرة الكونية والانفجار السوري العظيم
بدرالدين حسن قربي
إذا عرفنا أن أكبر فراعنة التاريخ مع كل حساباته واحتياطاته وفتكه وقتله، كانت نهايتُه على يد طفل ألقته أمه في اليمّ أملاً أن تُكتب له الحياة، فالتقطه آل فرعون من حيث لم يحتسبوا ليكون لهم عدواً وحَزَناً، فإن أكبر الأنظمة الفاشية في العصر الحديث كتبت نهايته على يد باقة من ورود أطفال درعا عندما قام ضابط أمن اسمه عاطف نجيب، كل إمكاناته أنه عُتلّ شاذ،ّ ومريض زنيم، ولص مجرم، بإشعال قشة في أكوامٍ يابسة من قمع السوريين وقهرهم وإذلالهم لعشرات السنين، فجرت ثورة في سوريا كلها، يوم لم يثنه عن التوحش في تعذيب الأطفال قطرةٌ من رحمة أو لَحْسة من إنسانية، فصب عليهم سوط عذابٍ، أوقعه في شر أعماله من حيث لم يحتسب، وكان قدراً مقدوراً، أن لكل ظالم يوم، ولكل طاغية نهاية.
ولئن أخْرَج فرعونَ من التاريخ طفلٌ اسمه موسى، فإن فراعين النظام السوري كانوا محتاجين تسعة عشر طفلاً تتراوح أعمارهم بين العاشرة والثانية عشر من مدرسة الأربعين الابتدائية في درعا، ليخرجوهم من التاريخ والجغرافيا، اعتقلتهم أجهزة الأمن قبل عام في 27 شباط/فبراير 2011، كانوا قد كتبوا على جدران مدرستهم وداخل فصولهم شعاراً ملأ أسماع الناس وأخذ بعقولهم، ويرونه على شاشات الفضائيات يُرَدّد في ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن، الشعب يريد النظام.
اعتقال هؤلاء الأطفال ونقلهم إلى دمشق، دفع بأولياء أمور الأطفال إلى مقابلة رئيس قسم الأمن السياسي في محافظة درعا ابن خالة بشار الأسد لحل مشكلة موضوعها أطفال ليس أكثر من ذلك. ولكن إصراره على عدم الحل بل غطرسته وبذاءته وقباحته وتألهه في معاملتهم، وطلبه نسيان أولادهم وإنجاب غيرهم، ولئن كانوا عاجزين عن ذلك فهو وجماعته جاهزين نيابة عنهم. وهو جواب وضع الأهل في طريق مسدودة، وجدوا المخرج منه في تظاهرتهم الأولى يوم 15 آذار/مارس والتي وافقت دعوات للتظاهر في نفس اليوم في أماكن أخرى خصوصاً دمشق. ثم كانت مظاهرتهم التالية في 18 آذار/ جمعة الكرامة، والتي واجهت قمعاً دامياً من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري الذين تم نقلهم بطائرات الهليوكبتر من دمشق، وأوقعت عدداً من القتلى في المتظاهرين، مما أجّج لهيب الاحتجاجات والتظاهرات، وجعل منها مركز الزلال أو الانفجار السوري العظيم الذي امتد ليشمل عدداً من المدن والبلدات، والتي كانت بدأت تظاهراتها للتو فكان تسونامي مظاهرات غير متوقّع عمّ أنحاء سوريا.
مواجهة السلطة القمعية لمظاهرات درعا السلمية في جمعة الكرامة ومابعدها بالقتل وسفك الدماء بات وقود الانتفاضة السورية اليومي، ففي كل يوم ضحايا وشهداء، وفي اليوم التالي تشييع الجثامين ثم القتل من جديد مع إصرار النظام على القمع وسفك الدم البريء، ومع تطور القتل والتظاهرات في درعا تحديداً ومن مسجدها العمري الكبير مركز الثورة غدت محط أنظار الأخبار العالمية عن الثورة السورية وإشعال التظاهرات في عموم سوريا تأييداً وتضامناً معها.
وإنما في كل ماحصل كان الضخ الإعلامي السوري أنها مؤامرة خارجية كبرى على النظام، ومن ثم اعتمد ذلك مبرراً للتوحش في القمع والقتل والاعتقال والتعذيب والتشريد حفاظاً على مقاومته وممانعته. ولكن لئن كنا نعتقد يقيناً أن المؤامرات على بلادنا لم ولن تتوقف، وهي ليست جديدة بل ممتدة في الزمان والمكان من قبل ومن بعد، فإنه من العسير أن نوافقه دجله وإفكه لنتصور أن أصحاب المؤامرة والمتآمرين هم من أقنع ابن خالة بشار بفعل مافعل من فواحش التعذيب وقلع أظافر الأطفال واعتقالهم الذي كان كان يمكن أن يطول، لولا الثورة العارمة التي أدت لإطلاق سراحهم على دفعات إلا واحداً مازال متعتقلاً، وإنما بعد فوات الأوان وانفجار البركان.
إن نظاماً قامعاً متوحشاً يرتكب أفظع الجرائم بمواطنه المقهور، وعامله البئيس، وموظفه التعيس، ومثقفه المضطهد وشعبه الجائع والممتهن، ثم يثور بركان جماهيره على السادة والكبراء بعد طول صبرٍ ومعاناة لعشرات السنين، لسنا بحاجة لنجوب شرق الأرض وغربها لاستدعاء مؤامرة لتفسير هذا الكم من الغضب الساطع لشعب مسحوق يدعو ربه أن ينام ثم يستيقظ فلا يرى من نظامه فرداً، ويتمنى لهم صاعقة تأخذهم أخذة واحدةً ولا تبقي منهم أحداً.
لاشك أن اعتقال أطفال وتعذيبهم سيبقى فاصلةً تاريخية مهمة في معركة السوريين من أجل حريتهم وكرامتهم، أبطالها ورود درعا ورياحينها في مواجهة أعتى أنظمة القمع في العالم، وستمضي عشرات السنين يتحدث عنها السورييون قبل أن تستريح في كتب التاريخ.
http://www.youtube.com/watch?v=AI1y9HkWGEk&feature=related
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=TPZZ29aDt4Y
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=saYVJ46ZnMo
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=NuCvBe6zoY0
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=8DctdcOfCOs
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=gudqUvE-Tzo
http://www.youtube.com/watch?v=QLdC3sMs3hY&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=BJUbzKOjbNo
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=PfDt6Ls1MS4
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=BwNBHpiqTr0
http://www.youtube.com/watch?v=dZbOr1dKvxI&feature=player_detailpage



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم مشهود في تاريخ دمشق
- كلام في المعارضة السورية المسلحة
- نظام الأسد الحِواري
- الإعلام السوري كاذب
- كلام عن القرية السورية والمؤامرة
- في أنظمة القمع لاصوت يعلو على صوت المعركة
- تفجيرات دمشق وإرهاب النظام
- بلد أحبّتنا وأحببناها
- كلام في حماية المدنيين السوريين
- أنا رئيس ولست مالكاً للبلد
- على بشار الأسد أن يقول للشعب أنا لست بخالقكم..!!
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 2/2
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 1/2
- التغيير السوري على غير الطريقة القذّافية
- الأضحى والتضحية بأحرار سوريا وحرائرها
- صفقة شاليط ورد وشوك
- المسيرات العفوية للمنحبكجية
- مندس سوري قادم من زنزانة إسرائيلية
- كلمة إلى المجلس الوطني السوري
- صطيف جندلي الحمصي أم ستيف جوبز الأمريكي


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - المؤامرة الكونية والانفجار السوري العظيم