أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نداء لأهل العالم- وحدةُ العالمِ الإنساني3-3















المزيد.....

نداء لأهل العالم- وحدةُ العالمِ الإنساني3-3


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 23:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"إن مبـدأَ وحــدةِ الجنس البشـري وهو المحـورُ الذي تـدورُ حولَه جميـعُ تعاليـمِ حضـرة بهاء الله ليس مجردَ إحساسٍ متدفقٍ أو تعبيرٍ مبهمٍ أو أملٍ زائف.." مناشدتُه ليس لإحياءِ روحِ الأخوةِ البشرية أو رغبةً لبذلِ الخير للآخرين فحسب أو أنه يسعى ويطمحُ لحصول تعاونٍ وتعاضدٍ بين أفرادِ البشرِ والمللِ والأقوامِ، بل هدفُه أكثرُ عمقاً ودعواه أكثرُ عظمة " ويتعلق أساسًا بطبيعةِ العلاقاتِ الرئيسيةِ التي يجبُ أن تربطَ بين الدولِ والأممِ باعتبارِهم أعضاءَ في عائلة إنسانية واحدة." إنه لم يُعلِن مُثَلاً وأهدافاً عاليةً فحسب بل يقف متلازماً وجنباً إلى جنب مع مؤسساتِ تُجسِّدُ الحقيقةَ الذاتيةَ لأصلِ وحدةِ العالمِ الإنساني وتُظهِرُ جليا شرعيتَها و ثبوتَها وتُخَلِّد تأثيرَها ونفوذَها. " وإنه يتطلب تغييرا عضويا في هيكلِ المجتمع الحاضر على نحو لم يشهدْ العالمُ مثلَه من قبل.",,أصلُ وحدةِ العالم الإنساني يتضمنُ تحديا جريئا ، مقداما وعالميا مع المعاييرِ والشعارات الباليةِ لعقائدَ ومبادئَ قوميةٍ وطنيةٍ والتي كانت موضعَ إجراءٍ وإلزام في زمانِها ولكن الآن مع التقديرِ والعنايةِ الإلهية فقد منحَ مكانَه لعقائدَ ومبادئَ جديدةٍ والتي في الأساسِ هي متفاوتةٌ مع العقائدِ السابقة وأفضلُ منها جميعا ،" انه يدعو إلى إعادةِ بناءِ العالمِ المتحضر برمّتِه ونزعِ سلاحِه.."... عالمٌ يكون بمثابةِ هيكلٍ متحدٍ عضوياً و متناسقِ الأجزاءِ في جميعِ الجوانبِ الجوهريةِ لحياتِه ونُظُمِه السياسية وآمالِه الروحانية وتجارتِه واقتصادِه ، خطِه ولغتِه وفي نفسِ الوقت تحتفظُ الدولُ الممثلةُ لتلك الحكومةِ المتحدةِ العالمية والتي تُعتبَرُ عضواً فيها بخصائصِها المركزية بكلِّ حرية.
أصلُ وحدةِ العالم الإنساني يمثلُ قمةَ تطورِ وتكامل بني الإنسان الذي بدأ بداياتِه الأولى بحياةِ العائلة ثم تطوَرَ حينما حققَ اتحادَ القبيلةِ الذي أدى إلى تأسيسِ الحكومة المدنية ثم توسَعَ ليؤسسَ حكوماتٍ وطنيةً مستقلةً ذاتَ سيادة. إن مبدأَ وحدةِ الجنس البشري كما أعلنه حضرةُ بهاء الله يقوم على تأكيدٍ شديد بأن الوصولَ لهذه المرحلةِ النهائية من هذا التطورِ العظيم ليس ضروريًا فحسب بل حتمي الوقوع وان ميقاتَ تحقيقِه أخذ يقتربُ بسرعة ولا يمكن تحققه بغير قوةٍ إلهيةِ المصدر.
لا أحد يدري كم ستشهدُ البشرية من المصائبِ والآلامِ التي لم يسبقْ لها مثيلٌ وذلك من أجل يتحققَ هذا المفهومُ وهذه الفكرةُ الساميةُ أي تشكيلُ جامعة عالمية. وهل كان لغيرِ نارِ الحربِ الأهلية بكلِّ عنفِها ، قسوتِها وشدتِها والتي كادت أن تمزِّقَ جمهوريةَ أمريكا الشمالية العظمى أن تذيبَ دولَ أمريكا الموجودةِ في ذلك الزمان في لهيبِها وتوحـدَهم لكي يلتئموا ليس كوحداتٍ مستقلـة في اتحاديـةٍ بل وعلى الرغم من الاختلافِ العرقي، أن تجمعَهم كشعبٍ وأمةٍ تحت ظلِّ وطنٍ واحد ؟ من المستبْعَدِ للغايةِ أنَّ يكون بالإمكان إحرازُ تحولٍ أساسي عظيمٍ و تغيرٍ جوهري يشملُ بنيانَ المجتمعِ الأمريكي بوساطةِ الطرق الدبلوماسيةِ المعتادة أو عن طريقِ تعليم وتنميةِ الأفكار. يكفي أن ننظرَ إلى التاريخِ الدموي للبشر حتى ندركَ بأنه لم يكنْ هناك عاملٌ إلا العذابَ والمصائبَ والآلامَ الشديدةَ الجسمانية والمعنوية استطاعَ أن يُعجِّلَ في حدوثِ تغييراتٍ عظيمة في تاريخِ البشرية والذي يشَكِّلُ أكبرَ و أجلَّ الوقائعِ في تاريخِ الحضارةِ الانسانية .
إن هذه التغييراتُ والتحولات ذات الأهميةِ الكبرى والبعيدةِ المـدى كما تمَّــتْ في الماضي ، عندما يُنظَرُ إليها في سياقِها الصحيح لم تكنْ إلا وسائلَ ووسائطَ هي بمثابةِ مقدِّمةٍ لذلك التحولِ الذي لم يسبق له مثيلٌ في جلالِه، وفخامتِه وقدْرِه وكان لابد للجنسِ البشري أن يخضعَ له في هذا العصر. إن القوى الكارثيةَ والنكبةَ العالميةَ والتي يمكنها وحدها أن تعجِّلَ مرحلةً جديدةً من الفكرِ الإنساني أصبحت للأسف متجليةً بصورةٍ متزايدة. لا شيء غيرُ نيرانِ محنةٍ شديدة لا مثيلَ لها في حدتِها يمكن أن تذيبَ العواملَ المتباينةَ والمتعارضة التي تشكِّلُ عناصرَ الحضارةِ القائمة اليوم, إلى عناصرَ لا تتجزأُ في جامعة ديمقراطيةٍ عالمية للمستقبلِ وهي حقيقةٌ سوف تثبتُها الأحداثُ في المستقبل بشكلٍ متزايد.

يتفضل ُحضرة بهاء الله في الفقرات الأخيرة من الكلمات المكنونة بقوله العظيم :

" قل يا أهلَ الأرضِ
اعلموا علمَ اليقين أنّ من ورائِكم بلاءً مباغتاً وأن في أعقابِكم عقاباً عظيماً يتعقّبكم ....."

لعل هذا الإنذارَ يُلقي بالضوءِ الساطعِ على المصيرِ الراهنِ للبشريةِ الكئيبة الحزينة. فليس هناك غيرُ المحنةِ المتّقِدةِ الملتهبةِ، والتي سوف تنبثقُ منها البشريةُ طاهرةً ومستعِدَّة، تستطيعُ أن تغرُسَ الإحساسَ بالمسئوليةِ لهذا العصرِ الحديث والذي يجب على رؤساءِ العالم أن يحملوه على عاتقِهم.

مرة أخرى أُشير إلى بيان حضرة بهاء الله حيث يتفضل :

" إذا تمت الميقاتُ يظهر بغتةً ما ترتعدُ به فرائصُ العالمِ ..."


كلمةٌ أخيرةٌ في نهاية المقال . إن إعلانَ وحدةُ العالم الإنساني ـــ والذي هو أسُ أساسِ السيادة والسلطنةِ الشاملة الروحانية لحضرة بهاء الله ـــ لا يمكن تحت أي ظرفٍ من الظروف أن يقارَنَ بتعابيرٍ تفوه بها السابقون من ذوي الآمالِ الحكيمةِ المخلصة. إن دعوةَ حضرة بهاء الله لم تكن نداءً أعلنه وهو منفي وسجينٌ ، وحيدٌ وبلا ظهيرٍ أونصيرٍ في مواجهةِ سلطانين مستبدين ومقتدرين في الشرق فحسب بل أن دعوتَه شملَتْ في نفسِ الوقت إنذاراً و وعيداً من جهةٍ وبشارةً و وعداً من جهةٍ أخرى ، وعيدٌ تكمنُ فيه العواملُ الوحيدةُ لخلاصِ ونجاة العالمِ المعذَّب المتألم إلى حدٍ كبير، وبشارةٌ بأن تحقيقَ ذلك هو في متناولِ اليد.

ارتفعَ نداءُ وحدةِ العالمِ الإنساني في وقت لم يكن بإمكانِ أحدٍ تخيلُه وتصورُه بجديةٍ في أي بقعةٍ من بقاعِ العالم، ولكن حضرة بهاء الله بفضلِ القوةِ السماوية نفخَ فيه روحاً جديداً مما أدى في نهايةِ المطاف أن يُجَلَّ ذلك النداءُ ويُنظَرُ إليه من قِبَل عددٍ متزايدٍ من رجالِ الفكرِ والمعرفةِ بأن احتمالَ تحقُقِه ليس وشيكاً فحسب بل إنه نتيجةٌ حتميةٌ وضروريةٌ للقوى التي تعملُ في العالمِ اليوم .
بلا ريب أن العالمَ في هذه الآونةِ قد تقلصَ وتحوَّلَ إلى كائنٍ حي واحدٍ متشابكٍ إلى حدٍ بعيد، وذلك نتيجةَ التقدمِ السريع الرائعِ للعلومِ الماديةِ الطبيعيةِ وبسببِ التوسعِ الصناعي والتجاري على مستوى العالم ، وهو الآن يكافحُ تحت وطأة الاقتصادِ العالمي فيقفُ وسط خطرِ ومأزقِ الحضارةِ المادية وهو بحاجةٍ ماسة إلى إعادةِ النظر في الحقيقةِ المكنونةِ في هويةِ الأديانِ السابقة بلغةٍ تناسبُ احتياجاتِه وضروراتِ هذا الزمان.
وأيُ نداءٍ غيرُ نداءِ حضرة بهاء الله المظهرِ الإلهي لهذا العصرِ قادرٌ على إحداثِ تحولٍ جذري في المجتمع كالذي أوجده في قلوبِ هؤلاء الرجالِ والإماء الذين كانوا فيما يبدو مختلفين ولا يمكن التوفيق بينهم وهم الآن يشكِّلون زمرةَ أتباعِه المؤمنين في أرجاءِ العالم ؟

قليلون هم الذين يمكن أن يشكوا بأنَّ وحدةَ العالمِ الإنساني ــ أي هذا المفهومُ العظيم ــ بدأت تظهرُ براعمُه في أذهانِ الناس وبأن الأصواتَ ترتفعُ لحمايتِه والخواصَ المتميزةَ له تتبلورُ وتتجسَّدُ في وعي وشعورِ المسئولين من أصحابِ السلطة. فقط هؤلاء الذين أفسَدَ التعصبُ قلوبَهم يمكن أن يفشلوا في تصورِ المفهومَ العظيمَ لوحدةِ العالمِ الإنساني في مراحلِه البسيطةِ والابتدائية والذي أخذ يتبلورُ في قالبِ المؤسساتِ العالميـةِ لأتباعِ حضرة بهاء الله. (من نداء لأهل العالم-حضرة شوقي أفندي)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لأهل العالم- وحدةُ العالمِ الإنساني2-3
- أرجوك ياشيخ الأزهر الشريف تحرى الحقيقة ( يا أيها الذين آمنوا ...
- نداء لأهل العالم- وحدةُ العالمِ الإنساني1-3
- نداء لأهل العالم -مصائب العالم الإنساني 2-2
- نداء لأهل العالم (3)- مصائبُ العالمِ الإنساني
- نداء لأهل العالم-(2) الدين البهائي وشخصياته المحورية البارزة ...
- نداء لأهل العالم-1
- أبدية الشريعة (7-7) - - عبدالبهاء -
- أبدية الشريعة (6-7) - - بهاءالله -
- أبدية الشريعة (5-7)- - الباب -
- أبدية الشريعة (4-7)- بين القرن التاسع عشر والعشرين
- أبدية الشريعة (3-7)
- أبدية الشريعة (2-7)- بشارة يوم الله في كتب الله
- أبدية الشريعة (1-7)
- البهائية روح العصر
- الحجج الإلهية والحجب البشرية
- نداء من الله
- عصر ذهبي ينتظر البشرية
- نشوء وارتقاء الإنسان
- تطوّر الإنسان


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نداء لأهل العالم- وحدةُ العالمِ الإنساني3-3