أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - أبدية الشريعة (6-7) - - بهاءالله -















المزيد.....

أبدية الشريعة (6-7) - - بهاءالله -


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 21:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولد حسين علي الملقب فيما بعد بـ "بهاءالله" في بلدة نور(1) في اقليم مازندران بايران في 2 محرم 1233هـ (12 نوفمبر 1817) وكان أبوه ميرزا عباس النوري وزيراً في الدولة. فلما توفي كان "بهاءالله" في الثانية والعشرين ورفض منصب الوزارة وانصرف الى تدبير شئون اخوته وأخواته واملاك العائلة الواسعة. ولم يتلق الا قسطاً يسيراً من التعليم في المنزل.
ولما أعلن الباب دعوته في 1260هـ (1844م)، اعتنقها "بهاء الله" ومن ثم قام على ترويجها وإعلانها بكل حماس وقوة. وبعد استشهاد "الباب" صار "بهاءالله" مركز الحركة ومرجعها فتركزت الاضطهادات بدورها فيه. فسجن في سجن طهران المظلم، ثم نفي الى بغداد، واضطرت الحكومة الإيرانية، أمام تيار نفوذه المتدفق، أن تتفق مع الحكومة التركية التي أمرت بنفيه الى استنبول. وصدر أمر النفي في 21 إبريل سنة 1863. ففي هذا اليوم الشديد الذي أحاط فيه البلاء من كل جانب، أعلن "بهاءالله" نفسه انه هو الموعود الذي بشَّر به "الباب" ومكث في اعلان بشاراته لأحبائه الى يوم 2 مايو، أي 12 يوماً، وكان ذلك في حديقة نجيب باشا خارج بغداد(2) أثناء الاستعداد للسفر الى منفاه الجديد. وقد عرفت هذه الأيام بعيد الرضوان الذي يحتفل به البهائيون من كل عام، ومن ذلك التاريخ أصبحت "البابية" تعرف باسم "البهائية"(3).
وكان وصول بهاءالله وعائلته وجمع من أحبائه الى اسطنبول بعد رحلة قاسية مريرة دامت حوالي أربعة شهور.
ولم يمكث "بهاءالله" في اسطنبول الا أربعة شهور أخرى، بعدها صدر الأمر بنفيه ومن معه الى أدرنه، وكانت الرحلة قصيرة ولكنها كانت أشد قسوة بسبب البرد والثلوج وقلة الطعام والملبس.
مكث "بهاءالله" أربعة سنوات ونصف في أدرنه في كرب وبلاء لم يمنعه من اعلان دعوته، ولا منعت سطوة الحكومة من نفوذها. فأرادت أن تتخلص منه وأتباعه نهائياً، وأصدرت أمرها بنفيهم الى مدينة عكا في فلسطين، حيث الهواء والأمراض والسجن لن تلبث أن تقضي عليهم. ويعطينا المقتطف الآتي من لوح "بهاءالله" الى شاه العجم صورة واضحة عما أصابه وما سوف يصيبه: "يا ملك قد رأيت في سبيل الله ما لا رأت عين ولا سمعت أذن. قد أنكرني المعارف وضاق علي المخارف، قد نضب ضحضاح السلامة واصفر ضحضاح الراحة كم من البلايا نزلت وكم منها سوف تنزل، أمشي مقبلاً الى العزيز الوهاب وعن ورائي تنساب الحباب، قد استهل مدمعي الى أن بلَّ مضجعي. وليس حزني لنفسي، تالله رأسي يشتاق الرماح في حب مولاه، وما مررت على شجر الا وقد خاطبه فؤادي يا ليت قطعت لاسمي وصلب عليك جسدي في سبيل ربي، بل بما أرى الناس في سكرتهم يعمهون ولا يعرفون، رفعوا أهوائهم ووضعوا إلههم كأنهم اتخذوا أمر الله هزواً ولعباً ويحسبون أنهم محسنون. وفي حصن الأمان هم محصنون، ليس الأمر كما يظنون، غدا يرون ما ينكرون، فسوف يخرجوننا أولوا الحكم والغناء من هذه الأرض التي سميت بادرنة الى مدينة عكاء، ومما يحكون انها أخرب مدن الدنيا وأقبحها صورة وأردئها هواء وأنتنها ماء، كأنها دار حكومة الصدى لا يسمع من أرجائها الا صوت ترجيعه... تالله لو ينهكني اللغب ويهلكني السغب، ويجعل فراشي من الصخرة الصماء، ومؤانسي وحوش العراء، لا أجزع وأصبر كما صبر أولوا الحزم وأصحاب العزم بحول الله مالك القدم وخالق الأمم. وأشكر الله على كل الأحوال، ونرجو من كرمه تعالى بهذا الحبس عتق الرقاب من السلاسل والأطناب، ويجعل الوجوه خالصة لوجهه العزيز الوهاب..."
وفي 31 أغسطس سنة 1868 وصل وعائلته وفريق من أتباعه الى عكا ودخلوا السجن حيث كبار المجرمين من أنحاء تركيا. وكانوا 84 شخصاً بين أطفال وكبار وفشت فيهم الملاريا والدوسنطاريا. وكانت الأوامر مشددة بمنع الدخول والخروج. فكان أتباعه يأتون من إيران وغيرها سيراً على الأقدام ليهنأوا بنظرة واحدة من بعيد الى نافذة "بهاءالله" التي كان يطل منها عليهم في بعض الأحوال، ثم يعودون الى أوطانهم باكين نائحين.
ثم نقل بعد سنتين الى منزل صغير بجوار السجن، وبعد مضي تسعة سنوات في سجن عكا، انتقل الى قصر المزرعة فإلى قصر البهجة خارج البلدة بعدة فراسخ، وهناك نعم براحة وحرية نسبية. وفي سنة 1890م توجه "بهاءالله" الى جبل الكرمل وتردد عليه أربعة مرات وكان يرفع خيمته فوق ذلك الجبل المذكور في التوراة.
ولقد تحدث المؤرخون ومنهم بروفيسور براون المستشرق، وتحدث العظماء والوزراء والعلماء الذين تشرفوا بمحضره في السجن وفي البهجة بأن "بهاءالله" لم يكن يوماً سجيناً، بل كان سلطانه وهيبته وجلاله، ونفوذه، وعظمة خلقه، وغزير علمه وحكمته، وعميم فضله ورحمته، ومحبته العميقة للجميع - كانت كل هذه المحامد والنعوت ترفعه أمام الجميع من أعداء وأحباء الى مرتبة تحن لها الملوك، بل تحسده عليها.
وفي الساعة الثالثة والنصف من صباح يوم 29 مايو سنة 1892 صعدت روحه الى بارئها وهو في الخامسة والسبعين من عمره. ولم يرو التاريخ مثالا لتلك المراثي العالية الزاخرة التي تنافس العلماء والكبراء في إلقائها بين يدي ابنه الأكبر "عبدالبهاء". وكان آخر ما صدر من قلم "بهاءالله" "لوح العهد" الذي فيه عيَّن "عبدالبهاء" من بعده مروجاً لتعاليم الله، والذي به حفظ أتباعه من الانقسام الذي حدث في جميع الأدوار السابقة.

كتابات "بهاءالله"
وتعتبر كتابات "بهاءالله" من الكثرة ما تستوقف النظر. وقد تمت كلها وهو في سجنه المتنقل، وبين موج البلايا المتتالي:
كتاب "الإيقان " في شرح أسرار الكتب الإلهية.
كتاب "الأقدس" الحامل للشريعة والأحكام البهائية.
الاشراقات، الطرازات، البشارات، التجليات، الكلمات الفردوسية، الكلمات المكنونة، سورة الهيكل...
أما ألواحه الى الملوك فهي:
سورة الملوك - خطابا لملوك الشرق والغرب.
لوحه الى الملكة فكتوريا، لوحان الى نابليون الثالث، لوح الى اسكندر الثاني قيصر روسيا، لوح الى وليم الأول ملك بروسيا، لوح الى فرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، لوح الى شاه العجم، لوح الى السلطان عبد العزيز، لوح الى علي باشا الصدر الأعظم (رئيس وزراء الإمبراطورية العثمانية).
أما ألواحه الى العالم الديني فهي:
لوح الى البابا بيوس التاسع، لوح البرهان، لوح ابن الذئب لعلماء الإسلام، عدا ألواحه العديدة الى اليهود والزردشتيين وسائر الملل الأخرى.
وبجانب هذه، لوح الدنيا، لوح المقصود، لوح الحكمة، لوح الكرمل، وكلها عامة، هذا عدا آلاف الألواح الى أحبائه.
واشتملت ألواحه الى الملوك على إنذارات لهم، وتحققت كلها، فخرج الملك من يد الأسرة القاجارية في إيران، وقتل السلطان عبد العزيز نفسه وتغيرت الأحوال في تركيا، وحاطت الذلة بنابليون الثالث، وذهب الملك من يد أسرة هابسبورج بالنمسا، واكتوت المانيا بالنار والدمار مرتين كما أنذرها، وتضعضع نفوذ معارضيه، وزال سلطان أعدائه في الوقت الذي أخذت رسالته ترتفع وتثبت.
رسالة بهاءالله
وتدور رسالة بهاءالله حول تحقيق البشارات المقدسة من خلق سموات جديدة وأرض جديدة تتحقق فيها وحدة العالم الإنساني، ويتحقق السلام الأعظم، وتزول الحروب والاختلافات من بين العالم. ولقد جاء في كتابه الأقدس، وكتبه وألواحه الأخرى بالنظم والقوانين والأحكام التي تكفل كل هذا. (من صفحة النور)

______________________
(1) ورد في كتاب Baha’u’llah the king of glory لحسن محمد باليوزي باللغة الانكليزية في الصفحة 19، أن بهاء الله ولد في مدينة طهران في ضاحية دروازه شمران (بوابة شمران).
(2) تقع حديقة النجيبية اليوم في وسط مدينة بغداد على نهر دجلة، وشيّد على أرضها مدينة الطب.
(3) ورد في كتاب The Revelation of Baha’u’allah لأديب طاهر زاده في الصفحة 179، أن بهاء الله أنزل في سنة 1866 في مدينة أدرنة "لوح البهاء" وفيه أشار لأول مرة الى أصحابه بإسم "أهل البهاء".

ونتابع.....



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبدية الشريعة (5-7)- - الباب -
- أبدية الشريعة (4-7)- بين القرن التاسع عشر والعشرين
- أبدية الشريعة (3-7)
- أبدية الشريعة (2-7)- بشارة يوم الله في كتب الله
- أبدية الشريعة (1-7)
- البهائية روح العصر
- الحجج الإلهية والحجب البشرية
- نداء من الله
- عصر ذهبي ينتظر البشرية
- نشوء وارتقاء الإنسان
- تطوّر الإنسان
- نشأة وارتقاء الإنسان بين دارون والفاتيكان ورأي البهائية
- رؤية بهائية
- البهائية وموقفها من الفتنة والفساد
- ليست ردة ولكن يقين إلى الامام !
- مؤمنون يتبيَّنون المقصود وآخرون يتبعون الظاهر وخاتم النبيين
- حوار بين زعماء الدين وأتباعهم وكتاب خاتم النبيين
- الوصايا العشر لصنع السلام في العالم
- الحياة فتنة وامتحان
- ذكرى مولد مظهر إلهي(مُرسل من الحضرة الإلهية) بدين جديد-بهاءا ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - أبدية الشريعة (6-7) - - بهاءالله -