أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سومر الياس - العنف والسياسه















المزيد.....

العنف والسياسه


سومر الياس

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنظر الى العالم السياسي من حولنا يمكننا ملاحظة أن ثمة علاقه وثيقه بين العنف والسياسه دائما, حتى أن معظم تلك المؤسسات العريقه والتي نراها في الدول المدنيه الحديثه كان العنف هو السبب الرئيسي لنشأتها, في الواقع لقد نشأت جميع الدول المدنيه الحديثه أو معظمها على أبعد تقدير من العنف السياسي, وما هوملفت للنظر أن تغير العالم السياسي وتطوره لم يؤد أبدا الى القضاء على هذا العنف, فالمتبصر في السياسه يدرك جيدا أن تطور العالم السياسي أوتطورالتنظيم السياسي بتعبير أدق لن يؤدي الى القضاء على العنف ولكن سيؤدي الى تغيير وجهه دائما. وسوف أحاول في هذا المقال أن ألقى الضوء على العنف في العالم السياسي من ثلاثة جوانب, أولا من حيث كونه عنفا سياسيا ضمن الدوله الواحده وثانيا من حيث كونه إرهابا وثالثا من حيث كونه حربا بين دولة وأخرى.

العنف السياسي ضمن الدوله نفسها

للعنف السياسي عدة تعريفات أبرزها وأبسطها هو أستخدام القوه الفيزيائيه للتأثير علاقة السلطه بالدوله والمجتمع, ويخلط كثير من الناس بين السلطه بشكل عام والسلطه السياسيه خصوصا من جهه وبين العنف من جهة أخرى كمصطلحين مترادفين, فأغلب الناس تظن أن السلطه هي القدره على ممارسة العنف وأنه كلما زادت تلك القدره زادت معها قوة السلطه, في الواقع أن هذا ليس دقيقا, فالسلطه قد تضطر أحيانا لإستخدام العنف ولكن المفهومان يختلفان جذريا, ولقد كان التمييز بين هذين المفهومين أحد أهم إهتمامات حنا أرندت في كتابه " في العنف السياسي", فحسب أرندت ثمة علاقه أداتيه بين السلطه والعنف, إن العنف هو أداة من أدوات السلطه, فالقوه الفيزيائيه قد تستخدم من قبل السلطه لصد عدوان خارجي أو قد تستخدم من السلطه ضد معارضيها أو ربما تستخدم من الثوار ضد السلطه نفسها, وقد أستخدم تشي غيفارا ونيلسون مانديلا العنف ضد السلطات العنصريه الفاسده في كوبا وجنوب أفريقيا ومن جهتها أيضا أستخدمت تلك السلطات العنف ضد هؤلاء الثوار, ولكن في النهايه وحسب أرندت فأن العنف وحده لا يكفي للحفاظ على السلطه ولكن المهم هو نوع الشرعيه التي تقف وراء هذا العنف, يقول أرندت: أن عنفا بدون شرعيه لا يمكن له أن يبلغ هدفه السياسي أبدا ولا يمكن له أن يؤدي الى نهايه فاعله لأي أزمه أو ثوره ويردف قائلا: أن العنف ألسياسي لا يمكنه أن يبني سلطه أو يؤازرها ولكنه يستطيع فقط أن يدمرها.

ولابد لأي سلطه سياسيه أن ترتكز على قطاعات إجتماعيه حتى تستطيع إستخدام العنف, أن رجلا وحيدا يحمل مسدسا لا يمكنه أن يواجه شعبا, ولكن رجلا يستند على فئات أجتماعيه رأسماليه مثلا أو قوى عسكريه محليه أو غطاء دولي أو ربما قطاعات من الجماهير يمكنه إستخدام العنف بنجاح, وما هو مهم أن إستخدام العنف والإفراط به أي كان من يقف وراءه لا يمكن أن يضمن لأي سلطه الأستمرار بالحكم, بل على العكس إن إستخدام العنف من قبل السلطه ليس إلا دليلا على ضعفها و فقدانها لقاعدتها الشعبيه, أن تلك الدبابات التي تجوب الشوارع في الأزمات السياسيه في أي بلد لتواجه مواطنيها ليس لها إلا من دلالة واحده في علم السياسه ألا وهي أن السلطه فقدت شرعيتها لدى الشعب, وكلما زاد إستخدام العنف كلما كان ذلك دليلا على فقدان الشرعيه أكثر, فكما ذكرنا سابقا أن العنف لا يخلق سلطه أو شرعيه ولكنه في حقيقة الأمر يدمرها.
ولقد أثار أرندت أيضا من جملة ما أثار سؤالا بخصوص متى يكون العنف شرعيا؟, وقد أجاب على سؤاله بنفسه في كتابه بإن العنف لا يمكن أبدا أن يكون شرعيا, أن إستخدام العنف يمكن فقط أن يكون قابلا للتبرير من جانب السلطه أو من جانب من يستخدمه لا أكثر, وهنا يكمن الفارق الحقبقي بين مفهوم السلطه ومفهوم العنف, فالسلطه ليست بحاجه لأن تبرر أبدا, أن السلطه عندما تكون منتخبه من الشعب وليست مفبركه من خلال إستفتاءات مسرحيه هي كيان شرعي على حين أن العنف لا يمكن له أن يكون شرعيا, لكل عنف نهايه أما السلطات الشرعيه فلا نهاية لها, حسب أرندت لا يمكن تبرير العنف إلا من زاويه واحده إلا وهي أنه المنفذ الوحيد لتخفيف معاناة الناس وتلك الإحتقانات الناجمه عن الظلم والآفاق المسدوده.



الإرهاب كعنف سياسي

لقد ظهر مصطلح الأرهاب لأول مره في الثوره الفرنسيه, فلقد إستخدمه الكاتب ورجل الدوله الأنجليزي أدمون بورك لوصف حكم اليعاقبه في فرنسا في العامين 1793-1794 بقيادة روبسبير, ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم يتفق العالم السياسي على وصف الإرهاب, فعلى سبيل المثال كانت إسرائيل على الدوام تصف الفدائيين الفلسطينين في الستينات والسبعينات والثمانينات بالإرهابيين بذلك الوصف, وهناك مثلا شائعا في السياسه يقول: أن الإرهابي بالنسبة لإنسان ما هو دائما مقاتل من أجل الحريه بالنسبه لإنسان آخر
وعلى سبيل المثال لا الحصر لم يكن هناك تعريفا محددا للإرهاب في الولايات المتحده نفسها أو زعيمة الحرب على الأرهاب في العالم حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر, حيث كان مكتب التحقيقات الفيدراليه من جهه ووكالة المخابرات المركزيه من جهة ثانيه ووزارة الدفاع الأمريكيه من جهة ثالثه كل يعرف الأرهاب بشكل مختلف عن الآخر وعلى طريقته. وفي صحوة أحداث العام 2001 فقط إضطر الكونغرس الأمريكي لسن تشريع خاص يعرف فيه الأرهاب ويحدده بقانون, وليس أدل على ضبابيه المفهوم أنه وفي العام ذاته سنت كندا أيضا تشريعا خاصا بها ويختلف عن تعريف الولايات المتحده للإرهاب وتحديدها له في كثير من جوانبه.
في عالم الأكاديميات والنظريات لم يكن الحال أحسن من عالم الممارسه السياسيه وعالم الدول, فقد فشل ألأكاديميون أيضا في الإجماع على تعريف محدد للأرهاب, ولقد تنوعت من التعريفات من أستخدام العنف أو النيه بإستخدام العنف للتغيير السياسي الى الأستخدام غير الشرعي للقوه لقتل الأبراء, ويعتبر تعريف مارثا كرنشو من أكثر التعريفات دقة وأبسطها حيث تعرف كرنشو الأرهاب بأنه الأستخدام المنظم للعنف الغير تقليدي من قبل جماعات صغيره لها طبيعه تآمريه على الأنظمه القائمه أو على الدول, الأبرز في تعريف كرنشو أنها أعتبرت أن غاية تلك الجماعات هو الهيمنه على مواقف الدول السياسيه وعالم السياسه أكثر مما أن غايتها هزيمة أعدائها بشكل عسكري مباشر عن طريق تلك العمليات الإرهابيه, فحسب كرنشو أن غاية اي عمل أرهابي في النهايه ليس قتل الناس بقدر ما أن له هدف سياسي رمزي ونفسي أبعد من ذلك بكثير .
ويمكن من خلال تعريف كرنشو الوصول الى أربعة محددات أدق للمفهوم, أولها الإرهاب هو أستخدام العنف كوسيله في السياسه و ثانيها أن للإرهاب غايه سياسيه غير القتل و ثالثها أن الإرهاب قد يختار ضحاياه بعشوائيه أو بشكل تعسفي ورابعها أن للإرهاب هدف أساسي وهو بث الذعر في نفوس قطاعات واسعه من الناس, وقد كان شميد واضحا وأكثر تحديدا في تعريفه للإرهاب عندما أعتبر أن الأرهاب ليس بالضروره أن يمارس من عصابات أو جماعات مسلحه ولكنه أيضا يمارس من قبل الدول وإن الرساله التي يحملها هذا الإرهاب سواء كان ممارسا من قبل دول أو من قبل عصابات مسلحه تمتد في ما وراء أرواح ضحاياه, واقع الأمر أن الضحيه ليس هو من يجب أن يسمع رسالة الخوف والإكراه والإذعان هذه ولكنه الجمهور في عمومه.
ولقد أضاف كل من إدورد سعيد وتشومسكي عنصرا هاما لتحديد الإرهاب أو تعريفه وهو أن تعريف الإرهاب يعتمد على المعرف نفسه أو بتعبير أكثر دقه إن الموضوع برمته هو من الذي يمتلك القوه ليعرف الإرهاب, فلقد أعتبر تشومسكي ان درجة العنف ليست هي المقياس في تعريف الإرهاب أو تحديده, فعندما يتم ضربنا بالقنابل نكون نحن الضحايا وهم الإرهابيون أما عندما نضرب نحن الآخرين بالقنابل فإنها حرب عادله ضد إرهابيين, فالإرهابي دائما هو الآخر, ولقد أضاف سعيد الى تلك الفكره شيئا مهما ألا وهو أن وصف هذا الآخر بالإرهابي ما هو إلا عملية عزل لهذا الشخص عن جميع الظروف التاريخيه من حرمان وسلب ونهب, أو عزل عن تلك العوامل التي دمرت إنسانيته والنظر اليه كشخص يعيش خارج التاريخ أو كشخص يعيش من أجل القتل والقتل فقط.
والإرهاب ليس حكرا على الجماعات المسلحه فقط ولكنه أيضا يعتبر وسيله من وسائل الحكم, فقد يكون الإرهاب منظما وممارسا من دول كما ذكرت سابقا إستنادا الى شميدت, ويعتبر أوغسطو بينوشيه هو المثال الأكثر شيوعا في القرن العشرين عن الديكتاتور الذي قتل شعبه ليبقى في الحكم والدوله التي تمارس الإرهاب بحق مواطنيها لمنع التغيير السياسي, فقد قامت الولايات المتحده في الحادي عشر من سبتمبر من العام 1973, ويا له من تاريخ ويا لها من صدفه بل قل ويا لها من لعنه وياله من عصر, قامت بحركة إنقلاب سياسي في التشيلي لتستبدل الحكم الديمقراطي هناك والرئيس المنتخب سلفادور ألنديه بديكتاتور غير شرعي يخدم مصالحها في أمريكا اللاتينيه
وقد قامت قوات بينوشيه المسلحه أو كما إصطلح على تسميتها بفرق الموت بإرهاب المجتمع بكافة أطيافه من رجال الدين وحتى نواب البرلمان مرورا بالزعماء التقليديين والمعارضين والإصلاحيين وأعضاء النقابات, وتعتبر فرق الموت تلك مسؤولة عن قتل الآلاف من الأبرياء .
وبشكل عام فإن الإرهاب هو سلاح الضعيف سواء مورس من قبل جماعات مسلحه أو من قبل دول, فإن ذلك الذي يفجر حافله مثلا أو ربما طائره أو يطلق النار على الناس العزل أو يقتل معارضا أو يسجنه من أجل هدف أبعد ألا وهو إرهاب الجماهير هو في الحقيقه يفتقر الى القوه السياسيه اللأزمه والتي تجعله مؤهلا ليمارس اللعبه السياسيه حسب قواعدها, وبالعوده الى أرندت وفكرته حول علاقه السلطه بالعنف نجد أن ممارسة العنف السياسي على شكل إرهاب هو نوع من التعويض اليائس عن فقدان القوه بالنسبة لمن هم خارج السلطه أي في حالة أرهاب الجماعات أو نوع من التعويض عن فقدان الشرعيه بالنسبه لمن يمتلكون السلطه في حالة إرهاب الدوله.

الحرب

تبدو الحرب وكأنها جزء أساسي من طبيعة الوجود البشري و قدر لا ينتهي بالنسبه لهذا الوجود, فمن حروب أثينا مع أسبرطه البيلوبونوسيه الى حروب الأمبروطريه العثمانيه والتي إمتدت زهاء أربعة قرون من الزمن الى حروب نابليون الشهيره وحربين عالميتين في القرن الماضي دمرتا من عالمنا ما دمرتا الى الحرب البارده وما نشأ عنها من حروب صغيره هنا وهناك, كل تلك الحروب تجعلنا نجزم بأن الحرب نهج متأصل في سلوك الدول, فكيف لنا أن نفهم ذلك السلوك البشري المستمر واللامنتهي والذي يبدو للناظر اليه بأنه أقدم من التاريخ نفسه.
يعتبر الجندي البروسي والمفكر العسكري الألماني كارل كلاوتزفيتز من أشهر من حاول تحديد مفهوم الحرب في التاريخ من الناحيه السياسيه, فبالنسبه لكلاوتزفيتز الحرب هي نتيجه من نتائج السياسه و أداة من أدواتها في آن واحد لإجبار أعدائنا على الخضوع لإرادتنا, إنها الميكانيزم الأخير للفعل بالنسبه للدول بعد أن تستنفذ جميع الوسائل الأخرى, وهي ليست فعل مستقل ولكنه مرتبط بضرورات سياسيه كالسياده والرأسمال والهيمنه والنزاعات الحدوديه أو كما يقول هو نفسه في عبارته الشهيره: أن الحرب هي السياسه نفسها في علاقاتها المعقده ولكن بطرائق مختلفه.
وكلاوتزفيتز لم يكن الأول الذي حاول أن يحدد مفهوم الحرب, فبالإضافه للإغريقي ثيودورس حاول كل من أغسطينوس وثوماس أكويناس في العصور المسيحيه الوسطى أن يطورا مفهوما لما إصطلح على تسميته بالحرب العادله أو الحرب المقدسه, فقد إعتبر أغسطين أن للمسيحي حقا في أن يقتل بربريا للدفاع عن مسيحي آخر, أما توما الأكويني فقد حدد ستة مبادئ نالت شهرة واسعه في التاريخ للحرب المقدسه أو العادله: الأول أن الحرب يجب أن تعلن من سلطات شرعيه, والثاني أن سبب الحرب يجب أن يكون عادلا والثالث هو أن يكون للطرف الذي يعلن الحرب سببا مقنعا, والرابع هو أن تكون الحرب هي الملاذ الأخير, والخامس هو أن تكون الحرب محدوده بمعنى أن أستخدام القوه هنا يجب أن لا يكون مطلقا وغير محدودا, والسادس هو أن يكون لمن يعلن الحرب فرصة جيده لأن يربحها.
وتعتبر تلك المبادئ التي سنها الأكويني الأساس الذي قامت عليه قوانين الأمم المتحده في العصر الحديث ومعاهدة روما بخصوص الحروب والتي إنبثقت عنها محكمة العدل الدوليه المختصه بجرائم الحرب من تلك المسماة بإلإباده الجماعيه الى عدم التمييز بين الجنود والمدنيين والإغتصاب وخطف الأطفال وما الى ذلك من جرائم ضد الإنسانيه.
بإختصار ودونما إطاله أن الحرب إداة من أدوات السياسه وعنفا منظما من قبل الدول, وعلى الرغم من كل ما بذل من محاولات من بني البشر حتى اليوم للحجر على ذلك السلوك, والذي يكلف الكثير, ومنعه إلا إن الحرب تبدو قدرا للبشريه, فكل ما إستطاع العقل البشري فعله حتى الآن هو تلك القوانين التي تحاول التحكم بذلك السلوك البشري وتحاول حصره ضمن معاهدات دوليه, وحتى تلك القوانين الأخلاقيه تبدو غير مؤثرهوغير فعاله في كثير من الأحيان على ذلك الجموح البشري نحو العنف والقتل والتدمير.

العنف السياسي في زمن العولمه
يجادل الكثير من المفكرين السياسيين بأن وجه العنف السياسي قد تغير في عصر العولمه وكذلك شكل الحروب, ففي يوغسلافيا ورواندا وسيراليون على سبيل المثال ثمة ما يمكن تسميته بالحروب الجديده, حيث أن صيغة الدول في عصر العولمه قد تغيرت, وتلك الدوله المهيمنه التي تحتكر السلطه والتي تضطهد أول ما تضطهد مواطنيها أنفسهم قد أصبحت في ذمة التاريخ والديكتاتوريات تبدو وكأنها سائره الواحده تلو الأخرى الى مزبلة التاريخ في هذا العصر الجديد, واقع الأمر أن العنف السياسي عموما والحروب على وجه خاص ونتيجة لكل ما سبق قد تغيرت من صيغتها الجيوسياسيه التقليديه (نسبة الى الجغرافيا السياسيه) والأيديولوجيه القديمه نحو صيغة أخرى جديده هي ما يصطلح على تسميته في السياسه والإجتماع بالصراع على الهويه, ولعل من أبرز نتائج تغير شكل العنف هذا هو تغير ضحاياه, فمن الملاحظ أن ضحايا العنف السياسي والحروب في عصر العولمه هم غالبا من المدنيين وليسوا من العسكريين كما كان الأمر عليه في العصور السابقه, وتشير الإحصاءات أنه وقبل قرن من الزمان كانت نسبة ضحايا الحروب من العسكريين بالنسبة للمدنيين هي ثمانيه الى واحد أما اليوم فإن النسبه معكوسه, أي كل ثمانيه ضحايا مدنيين يقابلهم ضحيه واحد عسكري في هذه الحروب الجديده.
ويعتبر ديفيد كين أن غاية الحرب النهائيه في زمن العولمه لم تعد السيطره على الدول كما كانت سابقا ولكن غايتها تغيرت لتصبح ما أسماه بإضفاء الشرعيه على أفعال كانت ستعتبر بمثابة جرائم في أوقات السلم, اكثر من ذلك إن للحروب اليوم غاية هامه ألا وهي إعادة هيكلة العلاقات الإقتصاديه, ففي الحرب الأهليه في أنغولا على سبيل المثال تمكن الثوار والذين لطالما كانو مهمشين من إغناء أنفسهم عن طريق السيطره على مناجم الإلماس في مناطقهم, تلك الأموال التي كان مقررا لها أن تذهب الى جيوب الطبقات الحاكمه في أنغولا.
ويظهر تغير غاية العنف ايضا جليا في عمليات القاعده الإرهابيه في أمريكا حيث لم يكن الهدف من تلك العمليات هو السيطره على الدوله الأمريكيه ولم يعبر ذلك العنف عن نفسه كقوه غازيه ولم تخف تلك العمليات الدوله الأمريكيه بل كان لتلك العمليات غاية واضحه هي ضرب الرموز الأقتصاديه والعسكريه الأمريكيه والتي تحكم عصر العولمه ومن أجل الضغط على الولايات المتحده لسحب جيوشها من السعوديه.
هذا وتؤثرالتكنولوجيا بشكل جوهري على طبيعة العنف السياسي وفي عملية جعله أكثر فعاليه وأكثر قدره على الحركه والتأثير, من سهولة تحويل الأموال التي تمول الإرهاب الى سهولة تحرك الإرهابيين انفسهم وانتقالهم في خلال ايام وكما رأينا في أحداث سبتمبر من كافة انحاء العالم الى أهدافهم في الولايات المتحده, ولقد شجع سهولة تصريف الماس وإنتقال الأموال وتحويلها العنف في سيراليون كما شجع سهولة الإتجار بالمخدرات العنف في كولومبيا أيضا, أن العولمه قد وضعت االكلاشينكوف الروسي بسهولة ويسر في أيدي أطفال الصومال ............... إن العنف السياسي يبدو مرعبا الى حد كبير وقضية جد مقلقه بالنسبه الى علماء السياسه في عصر يمكن للبشر فيه أن يديروا حروبا مدمره من غرف نومهم.



#سومر_الياس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافه والسياسه
- الرجل المعاصر وهستيريا الرجوله(1 من 2)_ أرحموا هذا الرجل
- ملاحظات حول العلمانيه
- الرجل المعاصر وهستيريا الرجوله (2من2)
- المرأه المعاصره وهيستيريا الجمال
- العداله بين المثال الأفلاطوني والممارسه الليبراليه
- القوه والسياسه
- الديمقراطيه متى وأين كيف ولماذا
- قراءه في رسالة سبينوزا السياسيه


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سومر الياس - العنف والسياسه