أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - المواجهات بين أتباع السيستاني والصرخي : هل بدأت حرب المراجع؟















المزيد.....

المواجهات بين أتباع السيستاني والصرخي : هل بدأت حرب المراجع؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"كتبت هذه المقالة قبل التطورات الأخيرة في مدينة الناصرية اليوم 2 آذار واعتقل خلالها أكثر من مئة من أتباع المرجع الصرخي ومنعهم من أداء الصلاة في أحد مساجد المدينة. ومع ذلك، ننشرها كما هي ونؤكد من خلالها أن من الواجب على كل ديموقراطي ويساري حقيقي ، كما نعتقد، هو التضامن مع الجماعات الدينية التي تتعرض للقمع بسبب آرائها الدينية، وتمنع من ممارسة طقوسها الدينية السلمية من قبل السلطات الحكومية .. أما الجماعات السياسية السلفية والأصولية والتي تتوخى الدين لتحقيق أهدافها السياسية المعادية لمبادئ المواطنة القائمة على المساواة والحرية بين جميع المواطنين ذكورا وإناث، و بما يؤجج الفتة الطائفية الدينية، تمهيدا لإقامة دولة طائفية دينية فهو أمر آخر لا يمكن التضامن مع المنادين به أو الساعين إليه ."

تفاقمت المواجهات وأعمال العنف في عدد من مدن جنوب ووسط العراق، أحرقت خلالها عدد من المساجد والمكاتب العائدة لأتباع المرجع محمود الحسني الصرخي، واعتقلت القوات الأمنية العشرات من هؤلاء. عدد من وكلاء المرجع الصرخي، من بينهم أحمد الموسوي في مدينة طويريج، تعرضوا لمحاولات اغتيال بالعبوات الناسفة لم تسفر عن سقوط ضحايا، و لم تعلن حتى الآن أية جهة مسؤوليتها عنها.

بدأت الأحداث في قضاء الرفاعي جنوبا، بعد أنْ افتتح أتباع الصرخي مكتبا لهم في المدينة فهاجمهم عشرات المتظاهرين، قيل إنهم من أتباع ومقلدي السيستاني، وأحرقوا المكتب بعد أن طالبوهم بإغلاقه فلم يمتثلوا. و "المقلِّد" تعبير ديني و مذهبي يعني "المقتدي" بالمرجع الديني الفلاني دون سواه والذي يجب أن يؤدي له الحقوق الشرعية وأموال الزكاة ويأخذ بفتاويه الدينية حتى وفاته فيقتدي حينذاك بغيره من المراجع الأحياء.
أتباع الصرخي ردوا بأن مكتبهم في الرفاعي افتتح قبل ثلاثة أيام ولكن بعد يوم من افتتاحه قامت قوة من الشرطة العراقية باقتحام المكتب وإتلاف ما فيه من ممتلكات، وبعد يوم أقدمت قوة أخرى من الشرطة على إحراق المكتب. وحمَّلوا وكيل السيستاني في المدينة مسؤولية الحادث، متهماً إياه بالتحريض.

في المقابل تعرض عدد من وكلاء ومكاتب المرجع الأكبر علي السيستاني لعمليات استهداف كان آخرها محاولتي اغتيال وكيل المرجع في مدينة الحلة محمد عليوي، من دون وقوع أضرار مادية وبشرية. مثلما تعرض الشيخ محمد علي الشيخ مهدي السماوي، وكيل المرجع السيستاني بمحافظة المثنى لمحاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة في مدينة السماوة.
وقد استقبل الجمهور في جنوب ووسط العراق هذه التطورات المفاجئة بقلق وترقب، وفضَّل كُثْر عدم الانحياز إلى هذه الجهة أو تلك خشية أن تكون وراءها دوافع وأغراض سياسية معينة أما القوى والجهات السياسية فكان لها مواقف واضحة إلى هذه الدرجة أو تلك نستعرضها بعد قليل.

بدأ اسم المرجع محمود بن عبد الرضا بن محمد الحسني الصرخي بالظهور والانتشار في سنة الغزو 2003 ، وكان من أكثر مراجع طائفة المسلمين الشيعة إثارة للجدل. فهو مناهض للاحتلال الأجنبي ومؤيد بقوة لمقاومته، ولكنه لم يعرف عنه تشكيله فصيلا مقاوما مسلحا رغم أن قوات الاحتلال اتهمته سنة 2004 بقتل عدد من جنودها وحاولت اعتقاله فآثر الاختفاء عن الأنظار. من ناحية أخرى، فالصرخي يشكل مع أتباعه، في نظر بعض المتخصصين، تيارا "مهدويا" ضمن العشرات من هذه التيارات الإسلامية الشيعية التي تعتقد بظهور الإمام الثاني عشر للطائفة المهدي المنتظر " ليملأ الأرض عدلا وقسطا بعد أن ملئت جورا وفسقا" على حد تعبير أدبيات الفقه الجعفري الشيعي.
وقد عرف المرجع الصرخي وأتباعه بعلاقاتهم غير الودية مع المراجع التقليديين في مدينة النجف وفي مقدمتهم المرجع الأعلى علي السيستاني، وكان الصرخي قد أعلن نفسه مرجعا برتبة عليا هي " آية الله العظمى".

مكتب المرجع السيستاني أصدر بيانا عاجلا ورد فيه " ننفي أي دور لوكلاء المرجعية ومعتمديها فيما حدث من استهداف لمكاتب الصرخي ونذكر بما دأبت عليه المرجعية في مختلف الظروف والأحوال من حث الجميع على الالتزام بالقانون والابتعاد عن ممارسة العنف". واستنكر المكتب "أعمال العنف التي جرت في عدد من المحافظات"، مطالباً السلطات بـ"ضبط الأمن ومنع الاعتداءات من أي جهة كانت". وقد استقبل بيان المرجع السيستاني في الأوساط الاجتماعية والسياسية بالكثير من الارتياح لما يتمتع به من صدقية في رفضه للعنف والتعصب المذهبي ودعواته المستمرة خلال فترة الاقتتال الطائفي الشيعي السني في سنوات 2006 و2007 إلى ضبط النفس وعدم الرد طائفيا ومذهبيا على العمليات الإجرامية واسعة النطاق التي استهدفت المدنيين العراقيين، رغم أن دعواته تلك لم تكلل بالنجاح دائما حيث شهد العراق أعمالا انتقامية طائفية في مختلف أنحاء البلاد.

الصدريون كان لهم موقف مما حصل فالنائب عن كتلتهم البرلمانية حاكم الزاملي، قال في تصريحات صحافية إن "زعيم التيار مقتدى الصدر، عبر عن استيائه وقلقه من الصراع الحالي بين أتباع السيد الصرخي، ومقلدي المرجع السيد السيستاني"، مشيرا إلى أن "الصدر لن يتوانى عن التدخل لحل الأزمة بين الجانبين، إذا ما اقتضت الضرورة ذلك". الزاملي أضاف أن " ما يحدث في المحافظات الجنوبية والوسطى من حرق مكاتب السيد الصرخي، وما قابله من رد فعل أتباعه على مقلدي المرجع السيستاني يعد أمرا مخيفا، وفي غاية الخطورة"، مؤكدا أن "مرجعية النجف بعيدة عن هكذا أفعال كحرق مكاتب الصرخي".

محللون مستقلون سجلوا أن التيار الصدري عبر عن انحياز واضح لا يتناسب كما قال مهتمون مع موقعه كعضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حين برّأ أحد طرفي المواجهات، مسجلا، وبشكل غير مباشر، إدانته للطرف الآخر، ولم يكتف بإدانة أعمال العنف من الجانبين. وقد يكون النائب الصدري قد ذهب بعيدا، كما يعتقد مراقبون، حين قال إن " أتباع الصرخي حرضوا للنيل من مقلدي المرجع السيستاني، وحاولوا إذكاء فتنة لا يمكن السيطرة عليها في البلاد" . أما تلويح زعيم التيار مقتدى الصدر بالتدخل لحل الأزمة بين الجانبين فقد رأى فيه محللون وسياسيون شيئا من المبالغة والغموض. وتساءل بعضهم إن كان الصدر يهدد بالتدخل عسكريا لحل المشكلة أم أنه يقترح القيام وساطة بين المرجعين الكبيرين السيستاني والصرخي، وهل يؤله وضعه الحالي ومرتبته الدينية وهي بدرجة "حجة الإسلام والمسلمين" للقيام بهذا الدور، وهل يمكن لمن ينحاز لأحد الطرفين أن يقوم بوساطة من هذا النوع؟ أحد المحللين العراقيين استغرب أن يعارض الصدريون الذين يصنفون أنفسهم كمناهضين ومقاومين للاحتلال المرجع الصرخي وهو مناهض ومقاوم للاحتلال الأجنبي مثلهم وينحازون إلى جانب المرجع السيستاني الذي لم يعرف عنه رأي مؤيد للمقاومة ولم يفتي بأي شيء مناوئ للاحتلال، غير أنّ المحلل أردف بأن حسابات السياسة والأصوات الانتخابية لمؤيدي السيستاني لا تتطابق دائما مع المبادئ العليا المعلنة.

المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة عمار الحكيم أصدر بدوره بيانا في السياق ركز فيه على أن "بعض محافظاتنا شهدت مؤخرا تطاولا غير مسبوق على مكاتب معتمدي المرجعية الدينية الرشيدة، وقد شكّلت هذه التجاوزات إساءات فادحة إلى المكانة المعنوية لمراجع الدين العظام، فضلا عن طبيعتها في تأجيج نار الفتنة، والفرقة بين أوساط الشعب المظلوم". صحافيون قرأوا في هذا البيان دفاعا مباشرا وواضحا عن " مكاتب معتمدي المرجعية الرشيدة" وهو الاسم السائد في أدبيات حزب الحكيم للمرجعية السيستانية أمر فسَّره كثيرون على أنه محاولة للاصطفاف مع الكتلة البشرية الأكبر في الطائفة والمعروفين باسم مقلدي السيستاني ولأغراض ليست بعيدة عن السياسة والانتخابات كما قال مراقبون مستقلون.

أحد أنجال المرجع بشير النجفي وهو واحد من أهم المراجع في الطائفة ويعتبر مقربا من السيستاني قال إن " ما يحدث من استهداف لوكلاء المرجعية الدينية ليس بالأمر الجديد، وأن الاستهداف يسعى إلى إعاقة عمل رجال الدين الفاعلين في المجتمع، وخلق نوع من الفوضى والفتنة".

بادرة الحياد الرسمية الوحيدة التي سجلت جاءت على لسان نائب رئيس مجلس كربلاء نصيف الخطابي، الذي قال إن "الحكومة المحلية في محافظة كربلاء شددت من إجراءاتها الأمنية على مكاتب علماء الدين، لأننا لا نقبل بالتعدي على أي مكتب سواء للمرجعيات الدينية أو الأحزاب السياسية أو أملاك الدولة والمواطنين أو حتى الأشخاص". الخطابي أضاف في مؤتمر صحافي أن "أتباع السيد محمود الحسني كان لهم تظاهرة يوم الأحد الماضي، وقدموا لنا مطالبهم وتضمنت نقاط مهمة خاصة في توفير الأمن والاستقرار للمكاتب الشرعية والسياسية أو مؤسسات الدولة، ونحن نؤكد أن تلك الأماكن محمية برجال الأمن ولن نسمح لأحد المساس بها". تجري كل هذه التطورات والمواجهات العنيفة وسط غياب، وصفه مراقبون ومحللون، بالكبير، للقوى العلمانية والديموقراطية في العراق التي مثلما يبدو استقالت من القيام بأي دور لها لكبح جماح حروب الطوائف أو حروب المليشيات داخل الطائفة الواحدة،في ظل غياب دستور معاصر يقوم على أساس المواطنة الحديثة ومؤسسات حكم شفافة وبعيدة عن المحاصصة الطائفية، وهذه أمورٌ تنذر بالمزيد من المخاطر والهزات المجتمعية وفق ما يرى متخصصون وباحثون في موضوع الحكم الطائفي والطائفية السياسية والاجتماعية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليح الجيش العراقي : مخاوف سياسية وفضائح فساد مدوية !
- العنف الجماعي.. لغةً وسياقاً تاريخيا/ إطار نظري عام
- -ربيع القاعدة- في العراق يغرق بغداد وخمس محافظات أخرى بالدما ...
- «المجلس الأعلى» للمياه هل ينقذ الرافدين من الزوال؟
- إغلاق هرمز : حكومة المحاصصة تطمئن العراقيين والأرقام تثير ال ...
- قانونا الأحزاب الجزائري والعراقي والطائفية السياسية.
- العنف الفردي والجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي
- طائفية الأمر الواقع في الدولة العراقية من 1921 وحتى الآن
- أسرار قادة -العراقية- على الهواء مباشرة !
- زوبعة سليماني: العراق لن يكون بيدقاً
- النزاع بين التيار الصدري والعصائب .. الخلفيات والتفاصيل
- بول بريمر يتقمص شبح جوزيف غوبلز!
- جعجع في كردستان العراق: استثمارات نفطية بنكهة أميركية!
- مأثرة الملازم نزهان تهزُّ الوجدان العراقي وتطلق حملة رفضا لل ...
- العراق: مقام الرئيس الفخري يهزم حصانة النائب المنتخب
- زعماء «العراقيّة» في «نيويورك تايمز»: دعوة لاحتلال جديد؟
- قراءة عراقية في نظرية إرنست رينان حول الأمة والقومية
- قضية الهاشمي: ضرب عرب العراق ببعضهم !
- الأمة العراقية: جذور المصطلح وانبعاثه اللاعلمي
- العراق يدخل جهنَّم سياسيّة باكراً: هل من رائحة أميركيّة؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - المواجهات بين أتباع السيستاني والصرخي : هل بدأت حرب المراجع؟